البابية
البابية أو الدين البابي أو الدعوة البابية هي دعوة نادى بها ودعا إليها السيد على محمد الشيرازي الملقب بـــــ «الباب»، أي باب معرفة الله. فقد كان يرمي الباب من ذلك اللقب إلى كونه فاتحة وبشيراً لظهور أعظم من ظهوره حيث أعلن أنه سيأتي من بعده.[1] والدعوة البابية ظهرت في إيران في القرن الثالث عشر الهجري أو التاسع عشر الميلادي كديانة جديدة مستقلة عن الديانات السابقة لها، لكنها حلقة في سلسلة تتابع تلك الديانات؛ وهي باعتقادهم أيضاً خاضعة لمفهوم التطور بتعاقب رسالات الله للبشرية، ولذا لا تكون البابية آخر مراحل تجلي نزول الوحي الإلهي للإنسانية، أو آخر ما تستحقه الإنسانية من الرسالات السماوية. فكانت هذه الدعوة تقول إن الباب قد جاء ليمهد الطريق لمن سماه «من يظهره الله» أي بظهور بهاء الله الذي ذكر أن بمجيئه ستتحقق نبؤات الأديان السابقة بعد ألف سنة على الأقل، وقد أدعى أحد أتباعه لقب «بهاء الله» الذي أسس فيما بعد الديانة البهائية.[2]
| ||||
---|---|---|---|---|
![]() بيت الباب الشيرازي في شيراز,إيران وهو المكان المقدس في الديانات الثلاثة البابية والازلية والبهائية وقد تم ازالته من قبل الحكومة الإيرانية
| ||||
العائلة الدينية | ديانات توحيدية. | |||
المؤسس | علي محمد رضا الشيرازي | |||
تاريخ الظهور | القرن التاسع عشر. | |||
مَنشأ | شيراز ![]() |
|||
الأماكن المقدسة | بيت الباب الشيرازي، شيراز، ![]() |
|||
العقائد الدينية القريبة | الإسلام، اليهودية، المسيحية، الصابئية المندائية، السيخية، الزرادشتية، البهائية . | |||
الامتداد | اقليات في ![]() |
|||
تعديل مصدري - تعديل ![]() |
على محمد الشيرازي كشف تدريجيًّا وبشكلٍ متزايدٍ في كتاباته بأنه أحد المظاهر الإلهية، مثل موسى وعيسى ومحمد، وأنه أُنزِل عليه الوحي كوحي التوراة والإنجيل والقرآن.[3][4][ا] ادّعى أن هذا الوحي الجديد سيُطلق الطاقات والقدرات الخلّاقة اللازمة لإقامة الوحدة والسلام العالميين.[6] كتب الباب العديد من الرسائل والكتب التي نسخ فيها الأحكام والتقاليد الإسلامية، وأسس دينًا جديدًا ونظامًا اجتماعيًا جديدًا يركّز على الوحدة والمحبة وخدمة الآخرين.[7][8][9] شجّع على تعلّم الفنون والعلوم،[10] وتحديث التعليم،[11] وتحسين وضع المرأة.[12] قدّم مفهوم الوحي التدريجي، مسلطاً الضوء على استمرارية تتابع الأديان وتجديدها.[13] كما أكّد على الأخلاق، وتحرّي الحقيقة، والنبل الإنساني.[14][15] بالإضافة إلى ذلك، وضع أحكامًا لتنظيم الزواج والطلاق والميراث، وحدّد قواعدًا لمجتمعٍ بابيٍ مستقبليٍ، على الرغم من عدم تنفيذها.[10] طوال الوقت، ناقش الباب وحيه وأحكامه في سياق الشخصية الموعودة المذكورة أعلاه. على عكس الديانات السابقة، التي ألمحت بشكلٍ متقطعٍ إلى الشخصيات الموعودة، كان التركيز الأساسي للبيان، كتاب التشريع في الدين البابي، هو التحضير لمجيء الموعود المنتظر.[16]
خلفية
عدليعتقد المسلمون السنّة أن من أشراط الساعة خروج المهدي آخر الزمان، فيملك سبع سنين، يملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً، وتخرج الأرض نباتها، وتمطر السماء قطرها، ويفيض المال[1] ؛ وعلى الجانب الآخر، يعتقد المسلمون الشيعة بأنّ المهدي (الإمام الثاني عشر) حي منذ سنة 255 هـ، وأنه سيظهر ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وقد ظهرت مدرسة فكرية تعرف بالمدرسة الشيخية، وهي فرقة متشعبة عن طائفة الشّيعة الإثنيّ عشريّة الإسلاميّة أسسها الشيخ أحمد الأحسائي وتبعه في ذلك تلميذه السيد كاظم الرشتي. وقد علّما أتباعهما بأن قدوم الموعود بات قريبا جدا فهيأهم لظهوره. فكان معظم البابيين الأوائل من أتباع مذهب الشيخية.[17] ويُنسب لهذه المدرسة الاعتقاد بقرب ظهور المهدي، فيقول أصحاب هذا الإدّعاء بأن الأحسائي كان يدعو لانتظار المهدي ويبشر بقرب ظهوره بمناسبة انقضاء ألف سنة على غيبته، وقام بجولة على أتباعه في إيران فكان يقول لهم في كل قرية يمر بها: أنِّ المهدي على وشك الظهور. وعندما قربت وفاته أوصى بأن يتسلم كاظم الرشتي قيادة أتباعه من بعده، حيث واصل الرشتي ما أوصاه به أستاذه من التبشير بقرب ظهور المهدي، وقبل شهور من حلول الموعد الذي نسبه البعض إلى توقعه الأحسائي لظهور المهدي وهو عام 1260 هـ (كان يصادف بداية عام 1844 م) مَرِضَ الرشتي المرض الذي مات فيه فرفض الوصية إلى أحد بقيادة الشيخية من بعده، واعتذر لذلك بقرب ظهور المهدي.[18] والشيعة عامًة والشيخية خصوصًا يُكذّبون هذا الإدعاء ويستبعدون أن يكون للأحسائي أو الرشتي أيّ دورٍ في الدعوة للبابية ومن بعدها البهائية.[19]
بدء الدعوة
عدلقبل ساعاتٍ قليلةٍ من غروب الشمس في 22 مايو 1844م، التقى الباب بطالبٍ دينيٍ يُدعى محمد حسين بشروئي، الذي أصبح يُعرف فيما بعد باسم الملا حسين (المتوفي عام 1849م)، في منطقة دروازه كازرون في جنوب شيراز. كان الملا حسين طالبًا للسيد كاظم الرشتي الذي توفي في كربلاء منذ حوالي تسعة إلى أحد عشر عامًا.[20]
بعد ما قاله السيد كاظم الرشتي، قبل وفاته، بتوقع المجيء الوشيك للقائم، وحثّه طلابه على البحث عن صاحب هذا المقام، انطلق الملا حسين مع أخيه وابن أخيه في اتجاه بلاد فارس. لم يكن الباب غريبًا على الملا حسين وقت لقائهما، حيث كانا قد التقيا سابقًا في كربلاء.[20]
في وقتٍ لاحقٍ من ذلك المساء، أجاب الباب على أسئلة الملا حسين، وحسب إحدى الروايات، بدأ في تأليف عملٍ لاحقٍ بعنوان "قيوم الأسماء"، وهو تفسير "سورة يوسف" القرآنية. إن عمق اللغة العربية وثرائها وإيقاعها وبلاغتها، التي تلاها تلقائيًا تاجرٌ فارسيٌ شابٌ، والذي نال قسطًا بسيطًا في التعليم المدرسي الرسمي، ومكتوبةٌ في نفس الوقت بكتابةٍ متصلةٍ أنيقةٍ، أدهشت الملا حسين. أعلن الباب بعد ذلك للملا حسين أنه حامل رسالةٍ جديدةٍ للبشرية. أطلق على نفسه اسم "الباب" وأعطى الملا حسين لقب "بابُ الباب".[20]
على مدى الأربعين يومًا التالية، أكمل الباب كتاب "قيوم الأسماء"، وكان له عددٌ من اللقاءات مع الملا حسين. وآمن فيما بعد سبعة عشر فردًا آخرين، من تلقاء أنفسهم، بالباب كمبعوثٍ إلهيٍ جديدٍ.[20] أشار الباب في البداية إلى هؤلاء المؤمنين الثمانية عشر على أنهم أولئك الذين سبقوا الآخرين في الإيمان به. في كتاباته اللاحقة، أطلق عليهم لقب "حروفُ الحيّ". وكان أبرز الثمانية عشر الشاب ملا محمد علي البارفروشي، الذي عُرف فيما بعد بالقدوس (توفي عام 1849م)؛ واُمّ سَلَمَة ، التي عُرفت فيما بعد باسم قرة العين والطاهرة، والتي لم تلتقِ بالباب شخصيًا، بل تعرّفت عليه من خلال ظهوره لها في المنام؛ وملا حسين البشروئي المذكور أعلاه.[20]
باستثناء القدوس، أرسل الباب حروف الحي إلى مناطق مختلفةٍ من بلاد فارس والعراق والهند ليعلنوا رسالة الباب، ويدعو الناس إلى اعتناق رسالته، ومشاركة قيوم الأسماء. كُلّف الملا حسين بالسفر إلى أصفهان وطهران وخراسان.[20] في طهران، كان عليه أن يقوم بمهمتين حساستين: تسليم لوحٍ من الباب إلى شابٍ يُدعى ميرزا حسين علي النوري، الذي عُرف لاحقًا باسم بهاءالله (توفي عام 1892م)، وتسليم رسالةٍ من الباب إلى محمد شاه، حاكم بلاد فارس (المتوفي عام 1848م). تم تنفيذ الأول بنجاحٍ. أعلن ميرزا حسين علي النوري، عند قراءة الصفحة الأولى من اللوح، أنه حقٌ من عند الله، وشرع في إعلان رسالته في منزل أجداده في مازندران.[20]
علاقه الباب بالدين البهائي
عدلإن الظهورين التوأمين للباب وبهاءالله لا ينفصلان في الدين البهائي. وبصفته مبشّرًا لمجيء بهاءالله، كانت المهمة الرئيسية للباب هي تمهيد الطريق للظهور الوشيك للدين البهائي. ومع ذلك، سيكون من الخطأ اختزال الباب إلى مجرد بادرةٍ موحى لها لمجيء بهاءالله.[21] وعلى الرغم من قصر مدة دعوته، يعترف البهائيون بالباب كمظهرٍ إلهيٍ مستقلٍ، يتمتع بسلطة تدشين تشريعٍ دينيٍ جديدٍ، وإدخال تعاليم جديدة، ووضع الأوامر والأحكام.[21] تم تصميم أحكامه عمدًا لتكون قاسيةً وثوريةً وناقضةً للتشريع السابق ولكنها مؤقتةٌ بطبيعتها، وكما يؤكد الباب مرارًا وتكرارًا في كتاباته، تعتمد اعتمادًا كليًا إما على الإقرار أو التعديل أو الإلغاء من خلال ظهورٍ أعظم له وهو "مَن يُظهِرُهُ الله" والذي سيأتي بعده مباشرةً.[21]
يربط البهائيون بداية تاريخهم بوقت إعلان الدعوة البابية في مدينة شيراز، إيران سنة 1844م (1260 هـ). كانت البابية قد تأسست على يد علي محمد الشيرازي الذي أعلن أنه الباب لـ «مَن يُظهِرُه الله»، وأنه هو المهدي المنتظر.[22] وكان قد سبق ذلك فترةً قصيرةً نمت فيها حركاتٌ كانت تترقب مجيء الموعود الذي بشرت به الكتب السماوية وأحاديث الأنبياء. وكانت المدرسة الشيخية التي أسسها أحمد بن زين الدين الأحسائي إحدى تلك المدراس الفكرية التي أكّدت على وشك قدوم الموعود المنتظر.[23] وجديرٌ بالذكر أن أول من آمن بالباب، وهو الملا حسين بشروئي، قد درس عند أحمد الأحسائي، ثم عند كاظم الرشتي اللذان يعدان من أبرز رموز الشيخية.[23]
وقد آمن بالباب بعد إيمان الملا حسين بشروئي أشخاصٌ آخرون بلغ عددهم 17 شخصًا، من ضمنهم امرأةً واحدةً تُعرف بالطاهرة، أو قرة العين . ومُنح هؤلاء الثمانية عشر شخصًا لقب «حروف الحي».[23] ومن ضمن الذين أيّدوا دعوة الباب وكان لهم تأثيرٌ بالغٌ في تطورها هو حسين علي النوري الذي عُرف فيما بعد باسم بهاء الله، ونتيجةً لذلك فان هناك ارتباطٌ تاريخيٌ بين البهائية والبابية.[24]
وبعد أن شاع أمر البابية، قامت السلطات الإيرانية، بإيعازٍ من رجال الدين، بتعذيب البابيين والقبض على الباب سنة 1847م وإيداعه السجن. وكانت إيران محكومةً انذاك من قبل أسرة القاجار التركمانية. وظل أتباع الباب رغم حبسه يترددون عليه في السجن، وأخذوا يُظهرون إيمانهم به وبرسالته على عامة الناس. وازداد عدد أتباع الباب رغم حبسه وذلك نتيجةً لجهود أتباعه وقياداتهم.[22] وأدى ذلك إلى ازدياد وطأة تعذيب البابيين، الذي دوّن تفاصيله العديد من المؤرخين الشرقيين والغربيين. وفي نهاية المطاف أُعدم الباب في مدينة تبريز سنة 1850م رميًا بالرصاص أمام العامة.[25][26]
واستمرت الحكومة الإيرانية آنذاك بعملية القمع ضد البابين وقياداتهم ومن ضمنهم بهاء الله، حيث حبست بهاء الله في طهران مدة أربعة أشهرٍ، وبعد ذلك نفته وأتباعه إلى العراق.[27] وأقام بهاء الله في العراق عدة سنواتٍ قام خلالها بتدبير شؤون البابين ولمّ شملهم.[28] وتشير المصادر البهائية أن بهاء الله أعلن دعوته للعديد من أتباعه في حديقة الرضوان في بغداد قبل نفيه منها عام 1863م.[29] وبتحريضٍ من الحكومة الإيرانية، نفت الحكومة العثمانية بهاء الله إلى إسطنبول، ثم إلى أدرنة، التابعتين للأراضي العثمانية آنذاك.[30]
تثبت الوقائع التاريخية أنه في عام 1868تم نقل بهاء الله وأتباعه إلى سجن قلعة عكا المشهور، الواقعة في فلسطين آنذاك،[31] حيث تعرّضوا فيها إلى شتى أنواع العذاب والحرمان. واستمر بهاء الله بالإعلان أنه الموعود المنتظر. بالإضافة إلى كتاباته العديدة في تلك الفترة ومن أهمها «الكتاب الأقدس»، أرسل بهاء الله العديد من الرسائل لملوك الأرض وحكامها يوصيهم فيها بالحكم بالعدل، ويدعوهم لاتباع الدين الجديد وأحكامه.[31] وقد قام ابنه عباس أفندي الذي عُرف بلقب «عبد البهاء» على خدمته إلى حين وفاته في 29 مايو 1892م.[32] وبقى ابنه عباس سجينًا هناك إلى سنة 1908م، ورغم إطلاق سراحه بعد ثورة تركيا الفتاة وسقوط السلطان العثماني استمرّ في العيش في مدينة حيفا في فلسطين إلى حين وفاته في سنة 1921م.[33]
استمرت هذه الاضطهادات التي يحركها رجال الدين وتدعمها الحكومات الإيرانية لتشمل مؤسس، وأعلام، وأتباع الدين البهائي. وفي العصر الحالي، لا يزال هذا الاضطهاد مستمرًا في عددٍ من بلدان العالم الإسلامي وخصوصًا في إيران؛ حيث وضع الدستور الإيراني الذي تم صياغته خلال الثورة الدستورية الإيرانية في عام 1906م الأساس للاضطهاد المؤسسي للبهائيين.[34] حُكم على أكثر من 200 بهائي بالإعدام منذ بداية الثورة الإسلامية في عام 1979م، وسُجن الكثير منهم في معتقلاتها بعد أن رفضوا إنكار عقيدتهم عندما خُيّروا بين ذلك وبين إطلاق سراحهم. كما تم الاستيلاءعلى العديد من المقابر البهائية وأماكن العبادة والأماكن المقدسة وتدميرها، ولم يعد بإمكان البهائيين الاحتفاظ بمراكزهم ووظائفهم الحكومية، ولا يُسمح لهم بدخول الجامعات، وحتى أنه لا يعترف بشرعية زواجهم أو وثائق التسجيل والولادة وغيرها.[35]
تعاليم الباب
عدلفي قلب تعاليم الباب دعوةٌ للمصالحة بين جميع أعضاء الأسرة البشرية، إيذانًا بقدوم مرحلةٍ جديدةٍ في تاريخ البشرية:[36][37] "قد خلقناكم من شجرةٍ واحدةٍ وجعلناكم من أوراق شجرةٍ واحدةٍ وأثمار شجرةٍ واحدةٍ لعلّكم أنتم بعضكم ببعض لتسكنون ... لتكوننّ كلّكم أمّةً واحدةً ...".[38] وهكذا أكّد الباب على منظورٍ أخلاقيٍ عالميٍ، بما في ذلك الواجب الأخلاقي المتمثل في عدم التمييز بين المؤمنين وغير المؤمنين والاعتراف بالاحتياجات الموضوعية للآخرين.[39] كان القصد من هذه التعاليم هو وضع الأساس "لتحول البشرية".[40]
في نهاية المطاف، أوضح الباب أن سعادة الإنسان ورفاهيته تعتمد على معاملة البشر الآخرين وفقًا للقاعدة الذهبية، وخاصةً الامتناع عن التسبب في حزن الآخرين، وفي الارتقاء بكل الأشياء، سواء في عالم الطبيعة أو من صنع الإنسان، إلى حالة الكمال، وهي عملية تشبّع كل الأشياء بالجمال والهدف الروحي.[41][42] وبهذه الطريقة، تصبح الحضارة نفسها مهمةً مقدسةً؛ وهي مهمةٌ لا يمكن فهمها، كما يشير الباب، إلا من خلال تثبيت "نظرة المرء على أمر بهاءالله".[43] وكما أكّد نادر سعيدي، "تكمن الأهمية الأوسع لكتابات الباب في علاقتها التي لا تنفصم عن كتابات بهاءالله...".[44]
تقدم تعاليم الباب تفسيراتٍ جديدةً لمفاهيم الله والدين والأنبياء، وتُعيد تفسير المفاهيم الدينية مثل الجنة والنار والقيامة وفقًا لذلك.[45] الوحي التدريجي والاستمرارية وتجديد الدين،[13] تحديث التعليم،[11] تحسين وضع المرأة،[12] إلغاء الكهنوت ورجال الدين،[15] والتأكيد على الأخلاق، تحري الحقيقة، والنبل الإنساني، تُعدّ من بين التعاليم الرئيسية للباب.[15] التركيز الأساسي الآخر لتعاليمه هو تأكيده على ظهور الموعود المنتظر، والذي كثيرًا ما يُشير إليه بـ "مَن يُظهِرُهُ الله".[46] يناقش الباب باستمرار الوحي المُنّزل عليه وأحكامه في سياق هذه الشخصية الموعودة. على عكس الديانات السابقة حيث كانت الإشارات إلى الشخصيات الموعودة عرضيةً فقط وتم التلميح إليها من خلال التلميحات، فإن التركيز الرئيسي للبيان، أم الكتب في الدورة البابية، هو تمهيد الطريق لـ "مَن يُظهِرُهُ الله".[47]
المفاهيم الأساسية في رسالته
عدلتدرج نزول الوحي بتعاقب الرسالات السماوية
عدلمن التعاليم الأساسية للباب هي استمرارية تتابع الأديان وتطورها تدريجياً على مر الزمان [48] من خلال رسله الذين تتجلى عليهم الكمالات الإلهية تدريجيًا في كل دينٍ يأتي. أي أن مع تقدم البشرية عبر العصور، يُرسِل الله تعاليم جديدة؛ مواكبة بذلك، ذلك العصر؛ فتكون التعاليم الإلهية دائمة التقدم وأكثر شمولاً.[49] فظهور كل دينٍ يكون استجابةً لاحتياجات الإنسانية، ومتزامنًا مع تقبّل البشرية لذلك الدين. فكل دينٍ – مقارنةً بما سبقه من أديان - أكثر تقدمًا، لكن كمال تعاليمه الكامنة يتحقق من خلال ظهور الدين التالي؛[50] فعلى سبيل المثال، المسيحية هي كمال اليهودية، والإسلام هو كمال الديانات التي سبقته. ووفقًا لهذا المنطق، فدين الله واحدٌ بتعاقب الأديان كحلقاتٍ في سلسلةٍ متصلةٍ إلى أبد الآبدين، ولا وجود لمفهوم خاتِم أو آخِر الأديان.[49] علاوة على ذلك، كتب الباب أن الأديان تأتي تِتْرًا في كل كورٍ إلهي (دورة)، وتتعاقب كفصول السنة، لتجديد «الدين النقي» للبشرية. ومفهوم تتابع الأديان وتعاقبها هذا يُنبؤ بنزول الوحي الإلهي برسالاتٍ سماويةٍ مُرْتَقَبةٍ ومُقْبِلةٍ لاحقًا بعد الباب. وبشكلٍ أكثر تحديدًا، يذكر الباب أن ثمر دينه يجب أن يكون الاعتراف والإيمان بالمجيء الثاني، شخصيةٌ أعظم منه تظهر بعده والتي أشار إليها بـ «من يُظْهِره الله».[51]
وفقا للباب، الدين هو ظاهرةٌ نسبيةٌ وحواريةٌ، فهو نتاج تفاعل إرادة الله مع المرحلة التاريخية لتطور البشرية. يرفض الباب المفهوم التقليدي للدين الذي يُصَوّر على أنه فرضٌ مطلقٌ وملزمٌ إلى الأبد لإرادة الله على البشر.[13] الدين هو حقيقةٌ ديناميكيةٌ وتقدميةٌ مماثلةٌ للإنسانية.[13] أحد أهم التعبيرات المركزية لهذا المفهوم الجدلي والتاريخي هو استخدام الباب لمصطلح ارتقاء (بالفارسية: ارتفاع) الذي يحمل معنيين متناقضين: الإلغاء والارتقاء. ينقل ارتقاء نفس دلالات هيجل Aufhebung (ارتقاء / إلغاء). وفقًا للباب، كل دينٍ جديدٍ هو ارتقاءٌ للدين السابق.[13] الدين الجديد هو نفي وإلغاء الدين السابق، لكنه في نفس الوقت هو نفس الدين السابق، الذي يظهر في شكلٍ أعلى وأكثر رُقيًا.[13]
إن مفهوم الاستمرارية والتجديد هذا يستبق الوحي الرسولي المستقبلي بعد الباب. وبشكلٍ أكثر تحديدًا يقول الباب أن جوهر رسالته وهدفها، كما يؤكد دائمًا، هو إعداد الناس لظهور شخصيةٍ أعظم، موعود كل الأمم، تظهر بعده والتي يشير إليها على أنها "مَن يُظهِرُهُ الله".[46][52]
بحسب الباب، فإن كلمة الله حيةٌ وديناميكيةٌ وتريد أن تظهر في شكلها الجديد بالتزامن مع تطور البشرية.[53] إنه يأسف بشدةٍ لأن التقليديين الدينيين، بدافع حبهم لكتابهم الإلهي، يمنعون تطوّر نفس الكتاب ويرفضون ظهوره مرةً أخرى في التشريع الديني التالي.[53]
مَن يُظْهِره الله
عدليشير الباب مرارًا وتكرارًا في كتاباته إلى حلول اليوم المنتظر بظهور المجيء الثاني وأشار إليه بـ «من يُظْهِره الله».[23][54] ويصف هذا المجيء بأنه أصل كل الصفات الإلهية، ويذكر أن أمره هو أمر الله.[55] كما يصف الباب مجيء من يُظْهره الله، قائلاً: «إنّك لو تلوت آيةً واحدةً من آيات من يظهره الله لكان ذلك أفضل من أن تحفظ البيان كلّه عن ظهر قلبٍ، لأنّ تلك الآية الواحدة تنجيك في ذلك اليوم، ولكنّ البيان كلّه لن ينجيك». «البيان اليوم في مقام النّطفة وآخر كمالٍ للبيان عند أوّل ظهور من يظهره الله». «مجد البيان وجلاله مستمدٌّ ممّن يظهره الله».[56]
إن جوهر دعوة الباب والغرض منها، كما أكّد الباب بذاته دائمًا، هو إعداد الناس لمجيء هذا الموعود.[23][54][57] فقد طلب من أتباعه تحري الحقيقة تحريًا مستقلاً والبحث عن الموعود، والتعرف عليه من واقع أعماله وسماته الجوهرية، دون التقيّد بالموروثات والتقاليد.[54] بل حذّرهم من ألّا يخسروا ملكوت الله بحرمان أنفسهم من نعمة الإيمان بالموعود؛ وألا ينقلبوا على أعقابهم ويسلكوا مسلك السابقين حين عارض أتباع الديانات السابقة في كل عصرٍ رسل الله وجادلوهم بالآيات المتشابهات.[54] تحدث الباب عن اقتراب مجيء الموعود وأشار إلى وقت قدومه في سنة التسع والتاسعة عشرة.[58] فقد قال الباب: «راقبوا من مبدأ الظّهور إلى عدد الواحد (19)».[56] بل إنّه قرّر ذلك في وضوحٍ أكثر حين قال: «يظهر مالك يوم الدّين في نهاية الواحد (19) وابتداء الثّمانين (1280 هـ)».[56] ومن شدّة لهفه على ألاّ يصدّ النّاس عن الموعود اقتراب الظّهور الموعود بسرعةٍ قال: «لو ظهر في هذه اللّحظة لكنت أوّل العابدين وأوّل السّاجدين».[56] ففي عام 1863م، بعد تسعة عشر عامًا من إعلان الباب عن دعوته؛ أعلن بهاء الله برفقة المؤمنين الأوائل من رفقائه في العراق، وفي وقتٍ لاحقٍ في عام 1866م في أدرنة، وبطريقةٍ أكثر انتشارًا؛ أعلن عن دعوته وأنه الموعود الذي وعد به الباب، حيث أشار إليه الباب بـ «من يُظْهِره الله».[59] عقب هذا الإعلان، قَبِل كل البابيين تقريبًا دعوته، وآمنوا بـ بهاء الله، ومنذ ذلك الحين صاروا يُعرَفون بالبهائيين.[60]
تفسير نصوص مقدسة
عدلوفقًا لكتابات الباب، تكشف آثاره الكتابية عن حقائق من المفاهيم الإسلامية والآيات القرآنية؛ حقائق تختلف تمام الاختلاف عن الموروثات الثقافية والاعتقاد السائد بين المسلمين.[61] فيوضح أن معاني مثل «القيامة» و «الجنة» و «النار» لها دلالاتٌ مجازيةٌ رمزيةٌ. ووفقًا لكتابات الباب، فإن مفهوم القيامة ليس نهاية العالم، ولكن نهاية إحدى مراحل التطور البشري، أي نهاية دينٍ من الأديان وبداية الدين التالي له، [50] وأن «قيامة الأموات من القبور» تعني اليقظة الروحانية لمن ابتعدوا عن صحيح الدين.[62] ويذكر كذلك أن «يوم القيامة» يشير إلى ظهور رسولٍ أو مبعوثٍ إلهيٍ أي مظهرٍ إلهيٍ جديدٍ من مظاهر أمر الله، ويحاسب الله البشر على قبولهم وإيمانهم بهذا المظهر الإلهي أو رفضهم له.[63][64] الجنة والنار في نظر الباب ليست أماكن للتعذيب الأبدي لبعض الناس، أو مكانًا للمتعة الجسدية والجنسية للآخرين، ولكن لها معاني روحانية. فالجنة هي عرفان الله والرضا بمرضاته وذلك بالإيمان بمن يبعثه الله في ذلك الوقت والعمل بما أوتي في محكم كتابه من أجل ازدهار كمال الإنسان الروحي؛ أما النار فهي الحرمان منها.[64]
النهوض بحقوق المرأة
عدلبشكلٍ عامٍ، تحرص تعاليم الباب على المساواة بين النساء والرجال؛ فالمرأة والرجل على قدم المساواة في الأحكام والفرائض التي أنزلها الباب.[65] وفي عددٍ من النصوص على وجه التحديد، خفف الباب بعض الأعباء والأحكام التي فرضتها الشريعة الإسلامية على المرأة؛ وفي ذات السياق، على سبيل المثال، أصبح الطلاق أكثر صعوبةً بفرض سنة اصطبار أي تأجيله لمدة اثني عشر شهرًا؛ ولا يُشجع على تعدد الزوجات، ويحرم زواج المتعة.[65][66] كما خفّف القيود الصارمة على التواصل الاجتماعي للمرأة، وأمر الرجال بعدم إيذاء النساء؛ فقد أمر الرجال بمعاملة النساء بأقصى درجات المحبة.[65] وفي سياقاتٍ أخرى، أعطى الباب المرأة أفضلية على الرجل؛ فهناك عقوبةٌ مثلًا على كل من يتسبب في حزن شخصٍ آخر وهو بمثابة حزن لله، لكنة يقول إن عقوبة جلب الأسى للمرأة مضاعفةٌ.[65]
ومن تعاليم الباب، بما أن الله يسمو فوق حدود الذكر والأنثى، فإن الله يتمنى «ألا يعلو الرجال أنفسهم على النساء، ولا تتعالى النساء بأنفسهن على الرجال».[67] كما أنه يشجع على تعليم النساء.[68]
تتفق معظم الروايات المعاصرة على أن أحد التأثيرات الاجتماعية الرئيسية لحركة البابيين كان تحسين وضع المرأة. وفضلاً عن ذلك، فقد أشار الباب في كتاباته إلى أن دينه سيؤدي إلى تحسين وضع المرأة من خلال الدعم الذي قدمه لإحدى حروف الحي (الحواريين) البارزة: الطاهرة قُرّة العين.[65] فقد كانت أبرز أنشطة الطاهرة متمثلةً في الظهور كاشفةً عن وجهها بدون حجابٍ أمام أعين الحاضرين، وتبليغ دعوة الباب؛ وهذا بدوره كان نقطةً مفصليةً وفارقةً في فصل الشريعة البابية عن سابقتها الإسلامية، كما كان له عظيم الأثر في كسر جمود وقيود الموروثات الثقافية والدينية آن ذلك، والتي كانت مصحوبةً أحيانًا باحتجاجات وتذمر من بعض البابيين؛ وبرغم أن ما قامت به الطاهرة من إقدامٍ وهِمّةٍ على ما فعلته كان صادمًا ومفاجئًا للموروثات الدينية والثقافية آن ذلك، إلا أنها كانت تحظى دائمًا بقبول وإشادة الباب.[56][65]
أهمية التعليم
عدلأكّد الباب على المنطق العقلاني وكسب المعرفة والتعليم الفعّال. يجب أن يكون التعليم منظّمًا تنظيمًا جيدًا وأن ينقل المعرفة إلى الأطفال بطريقةٍ منهجيةٍ. وفقًا للباب، يقوم المجتمع التقدمي على نهجٍ تربويٍ فعالٍ، مع مدارس جيدة التنظيم. هناك بعض الموضوعات الرئيسية التي يجب التفكير فيها في المدارس: القضايا الأخلاقية مثل أهمية احترام الآراء والأفكار الأخرى، نسبية الروحانية، المنهجية المطلوبة للتحرر من الخرافات السابقة، نبل دور البشرية في الحضارة العالمية، وتعزيز احترام وتقدير دور المرأة في المجتمع.[11] كما اعتبر الباب العلوم الطبيعية مهمةً، بما في ذلك علم الأحياء والفيزياء والكيمياء، وكذلك الطب. اقترح إصلاحًا جذريًا في مجال التعليم، وأوصى بتحديثه من خلال القضاء على جميع المواضيع التي عفا عليها الزمن. علاوةً على ذلك، أراد القضاء على استخدام الكلمات المعقدة وجعل اللغة أسهل وأقل تعقيدًا.[11]
شجّع الباب المؤمنين على أن يكونوا سبّاقين في تعلم العلوم. وفي مثل هذا السياق، أوصى الباب المعلمين بتوخي الحذر في منهجية التدريس، وأوصاهم باستخدام اللطف والصبر، وخاصةً الخيال.[11] يقول الباب إن استخدام الألعاب أمرٌ أساسيٌ من أجل تحسين عملية التعلّم. كما أوصى المعلمين بعدم استخدام العقاب البدني تجاه الأطفال. لهذا السبب، يكرّس الباب جزءًا من تفكيره في التعليم لمنع المعلمين عن استخدام العنف تجاه الأطفال.[11] وأوصى المعلمين بتوخي الحذر الشديد في تواصلهم، لأن أرواح الأطفال حساسةٌ للغاية ويمكن أن تتأذى بسهولةٍ في طفولتهم، وقد يؤثر ذلك على سلوكهم في المجتمع في المستقبل. وهكذا يشجّع الباب الانضباط في المدارس ولكنه يحظر استخدام العنف. يقول بوضوحٍ في الجزء العربي من البيان: "لا تضرب أحدًا، لا أبدًا".[11]
في الوقت نفسه، يوصي الباب بأن يحترم الأطفال والتلاميذ معلميهم، الذين هم مهمون جدًا في المجتمع. إن المعلمين هم الذين يعلمون الأطفال القراءة والكتابة ولهذا السبب لهم دورٌ هائلٌ في عملية الحضارة.[11] علاوةً على ذلك، يوصي الباب الآباء بتربية أطفالهم باهتمامٍ، وتعليمهم اللطف. وفقًا للباب، فإن الغرض الرئيسي من الحضارة هو التعايش السلمي، ولا يمكن الوصول إلى ذلك إلا من خلال استخدام اللطف ونشر الأخلاق اللطيفة في المجتمع.[11]
الأخلاق
عدليشرح الجزء الأكبر من البيان الفارسي المبدأ الأخلاقي الأساسي القائل بأنه حتى لو أساء إليك الناس، يجب أن تسامحهم، وتفعل الخير لهم، وتتصرف تجاههم كما يفعل الله عندما يعطي النعمة لأولئك الذين ينبذونه بلا امتنان.[14] باختصارٍ، يدعو إلى تحولٍ روحانيٍ داخليٍ. يجب على المرء أن يكون راضيًا بالله، وبأحكامه، وبوالديه، وبنفسه.[14] يدعو الباب إلى الكمال وتهذيب النفس في مجموعةٍ متنوعةٍ من المعاني: في الحفاظ على الأنهار نقيةً وغير ملوثةٍ،[14] وفي الحفاظ على البيئة وعدم الإضرار بالطبيعة لأنها مرآة الله،[11] وفي اتقان العمل بإنتاج الحِرَف والسلع بأعلى مستويات الجودة، وفي بناء مساكن جميلةٍ بأبوابٍ عاليةٍ بما يكفي حتى لأطول شخصٍ للدخول، وفي إبداع فنٍ جميلٍ، وفي الاستحمام بانتظامٍ، وفي ارتداء ملابس نظيفةٍ خاليةٍ من الأوساخ، وفي نشر الرخاء للجميع. وحرّم التسبب في الحزن والأسى لأي شخصٍ وقال إن هذا "مُلزمٌ بشكلٍ مضاعفٍ" في معاملة المرأة، مما يعني ضمان تقدير المرأة في المجتمع وتعيين مكانةٍ جديدةٍ لها.[12] كما نهى عن العقاب البدني وإذلال الأطفال. رأى الباب كل هذه الأعمال تعبيرًا عن جمال الله وأفضاله في حياة المرء وكشكلٍ من أشكال العبادة.[14] سعى إلى إضفاء الطابع الروحاني على فهم المرء للعالم، بما في ذلك الوصف الرمزي للوقت نفسه من خلال إدخال تقويمٍ من تسعة عشر شهرًا، لكلّ منها تسعة عشر يومًا، مع تسمية الأيام والأشهر بأسماء الله.[14]
باختصارٍ، سعى الباب إلى خلق نوعٍ جديدٍ تمامًا من المجتمع، مجتمعٍ يركّز على الوحدة والمحبة وخدمة الآخرين، ومجتمعٍ لا يكون فيه دورٌ للعنف، ربما باستثناء بعض الأحيان في كبح جماح المجرمين.[14] وفقًا للباب، فإن الغرض الرئيسي للحضارة هو التعايش السلمي، ولا يمكن الوصول إلى ذلك إلا من خلال استخدام اللطف ونشر الأخلاق اللطيفة في المجتمع.[11]
كتب جاك ماكلين، ملخصًا لتحليل نادر سعيدي، أن كتابات الباب "تتنبأ بقضايا الأزمة العالمية الحالية، مثل حماية البيئة وتسليع الموارد الطبيعية".[69] يدعو الباب على وجه التحديد إلى النقاء المطلق للمياه في الطبيعة في كتابه البيان، ومع عودة جميع المواد إلى منسوب المياه الجوفية الداخلية والمحيطات، يمكن بسهولةٍ اعتبار ذلك قانونًا عامًا لحماية البيئة. كما يحظر البيان العربي تسليع العناصر الأربعة، الأرض والهواء والنار والماء.[69]
كما تنبأ الباب بالتطورات اللاحقة في وسائل الإعلام، من خلال التأكيد على الحاجة إلى نظامٍ سريعٍ للاتصالات الإخبارية، يكون متاحًا للجميع للوصول إليه، بغض النظر عن ثروتهم أو مكانتهم الاجتماعية. يكتب فيما يتعلق بالأخبار، أنه "حتى يتم تعميم مثل هذا النظام، لن تصل فائدته إلى خدام الملوك ما لم يأتي وقتٌ يكون فيه في متناول جميع الناس. على الرغم من أن الملوك لديهم اليوم سعاة خاص بهم، إلا أن هذا غير مثمرٍ، لأن الفقراء محرومون من مثل هذه الخدمة".[70]
نبل الإنسان
عدليرى الباب البشر كائناتٍ نبيلةً تتمتع بالقدرة المتأصلة على التفكير بأنفسهم، وبالتالي فهي ملزمةٌ بالانخراط في تحري الحقيقة. هذا يعني أنه لا ينبغي لأي إنسانٍ أن يعتمد على الآخرين لتحري الحقيقة الروحانية.[15] هناك تعبيران رئيسيان عن هذه الفكرة هما إلغاء الباب للكهنوت وتأكيده على كلمات الوحي، وليس المعجزات، كدليلٍ على صحة وشرعية دعوة المبعوث الإلهي.[15]
ألغت كتابات الباب مؤسسة رجال الدين ومنعت أي شخصٍ من صعود المنابر. إنه وضّح بأن مثل هذا الصعود، وكذلك جلوس الناس تحت أرجل رجال الدين، إهانةٌ لكرامة مقام الإنسان. كما حظر صلاة الجماعة، الأمر الذي يتطلب اتباع قائدٍ دينيٍ للصلاة. وفقًا للباب، فإن عبادة الله لا تتطلب وساطةً بشريةً. حتى عندما يستثني الباب في حالة صلاة الجماعة من أجل الموتى، فإنه يشدّد على أنه لا ينبغي لأحدٍ أن يقف قبل الآخرين، بل يجب أن يقف الجميع في صفوفٍ متساويةٍ لتكريم المتوفى.[15]
وفقًا للباب، فإن أحد الأسباب الرئيسية لفساد الأديان بشكلٍ عامٍ هو رجال الدين.[11] ينتقد الباب أيضًا ممارسة الاعتراف بالخطايا للكهنة.[11]
أحد التعاليم المركزية للباب هو أن المعجزات، مثل كسر قوانين الطبيعة، لا علاقة لها برسالة المرسلين، وهي التربية الروحانية والأخلاقية للبشرية. لذلك، لا يمكن للمعجزات أن تثبت حقيقة النبوة. يرفض الباب انشغال الناس بالمعجزات لتعزيز العقلانية، وإزالة الخرافات من الدين.[15] وفقًا للباب، لا يوجد سوى دليلٍ واحدٍ صحيحٍ على شرعية الرسول، وهو الكلمات الإبداعية للرسول التي تلبي احتياجات العصر وتجلب ثقافةً جديدةً ونظامًا قيمًا ومعنىً لحياة الناس، وتحولهم وتساعدهم على الوصول إلى الكمال البشري.[71]
أزلية
عدلحاول ميرزا يحيى أزل، أخو بهاء الله غير الشّقيق، أن بتبوأ مكانة بهاء الله وأدعى أنه الشخص الذي أشار إليه «الباب»، فانضم إليه بعض البابيين - الذين لم يقبلوا دعوة بهاء الله - واتبعوا مسلكه، وأُطلق عليهم «الأزليين»، ثم تواروا عن الأنظار حتى تم استيعابهم عمليا في المجتمع الإسلامي.[72]
المراجع
عدل- ^ أديب؛ طاهرزاده (2008). تعريب فؤاد عبد الرازق عباس (المحرر). ظهور حضرة بهاء الله، الجزء الثاني. بيروت، لبنان: دار بديع للطباعة والنشر.
- ^ شوقي أفندي (2002). القرن البديع. البرازيل: من منشورات دار النّشر البهائيّة في البرازيل.
- ^ Lawson & Ghaemmaghami 2012، صفحة 15.
- ^ Stockman 2020، صفحات 2-3.
- ^ Cole 1998، صفحة 28.
- ^ Saiedi 2021، صفحات 36–38.
- ^ Hartz 2009، صفحة 24.
- ^ de Bellaigue 2018، صفحة 135, 141.
- ^ Stockman 2020، صفحة 5.
- ^ ا ب Hartz 2009، صفحة 29.
- ^ ا ب ج د ه و ز ح ط ي يا يب يج Abdolmohammadi 2024، صفحات 102–126.
- ^ ا ب ج Momen 2012.
- ^ ا ب ج د ه و Saiedi 2021، صفحة 34.
- ^ ا ب ج د ه و ز Stockman 2020، صفحة 9.
- ^ ا ب ج د ه و ز Saiedi 2021، صفحة 36.
- ^ Saiedi 2008، صفحة 344.
- ^ "عقيدة أهل السنة في المهدي وأدلة خروجه وصفته - إسلام ويب - مركز الفتوى". www.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 2020-11-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-07-05.
- ^ "المرجع الجديد لـ (الشيخية) الفرقة الأم التي أولدت الحركة البابية والبهائية". أحمد الكاتب. مؤرشف من الأصل في 2012-10-29. اطلع عليه بتاريخ 2011-03-23.
- ^ ما رأيكم في السيد كاظم الرشتي؟ [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 10 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ ا ب ج د ه و ز Ghaemmaghami 2022، صفحات 18-19.
- ^ ا ب ج Ghaemmaghami 2022، صفحة 25.
- ^ ا ب بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان. ص 548.
- ^ ا ب ج د ه بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان. ص 547.
- ^ Amanat, Abbas. Iran: A Modern History. Yale University Press, 2017. 240.ISBN 0300112548.
- ^ Amanat, Abbas. Resurrection and Renewal: The Making of the Babi Movement in Iran. Ithaca: Cornell University Press, 1989. 400-404. ISBN 0-8014-2098-9.
- ^ بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان. ص 548-549.
- ^ بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان. ص 550-551.
- ^ بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان. ص 551-552.
- ^ بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان. ص 552.
- ^ بشروئي، مسعودي (2012). تراثنا الروحي من بدايات التاريخ إلى الأديان المعاصرة. دار الساقي، بيروت، لبنان. ص 552-553.
- ^ ا ب مؤمن، مؤمن (2009). فهم الدين البهائي. تعريب: رمزي زين (ط. الطبعة الأولى). الفرات للنشر والتوزيع. ص. 281-282. ISBN 9953417652.
- ^ مؤمن، مؤمن (2009). فهم الدين البهائي. تعريب: رمزي زين (ط. الطبعة الأولى). الفرات للنشر والتوزيع. ص. 282. ISBN 9953417652.
- ^ Cole, Juan، "BAHĀʾ-ALLĀH"، iranicaonline.org (باللغة الإنجليزية)، مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2022، اطلع عليه بتاريخ 13 أبريل 2022.
- ^ Iran Human Rights Documentation Center (2007)، "A Faith Denied: The Persecution of the Baha'is of Iran"، Iran Human Rights Documentation Center، مؤرشف من الأصل (PDF) في 18 سبتمبر 2018
- ^ International Federation for Human Rights (01 أغسطس 2003)، "Discrimination against religious minorities in Iran" (PDF)، fdih.org، مؤرشف من الأصل (PDF) في 26 أبريل 2019
- ^ Lawson 2012، صفحات 135–157.
- ^ Saiedi 2021، صفحة 35.
- ^ the Báb.
- ^ Saiedi 2021، صفحة 37.
- ^ Lambden 2010، صفحات 301–304.
- ^ Saiedi 2008، صفحة 314.
- ^ Saiedi 2008، صفحة 322.
- ^ Saiedi 2000، صفحات 294–295.
- ^ Saiedi 2000، صفحة 28.
- ^ Amanat 2017، صفحة 239.
- ^ ا ب Saiedi 2008، صفحة 1
- ^ Saiedi 2008، صفحة 344
- ^ Amanat، Abbas (1989). Resurrection and Renewal: The Making of the Babi Movement in Iran. Ithaca: Cornell University Press. ص. 245. مؤرشف من الأصل في 2021-03-13.
- ^ ا ب Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 243–245. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
- ^ ا ب Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 256. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
- ^ Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 344–351. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
- ^ Saiedi 2008، صفحة 10
- ^ ا ب Vahman 2020، صفحة 95.
- ^ ا ب ج د Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 290–291. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
- ^ Smith، Peter (2000). "He whom God shall make Manifest". A concise encyclopedia of the Baháʼí Faith. Oxford: Oneworld Publications. ص. 180–1. ISBN:1-85168-184-1. مؤرشف من الأصل في 2021-04-15.
- ^ ا ب ج د ه رباني، شوقي. "مكتبة المراجع البهائية - القرن البديع٬ صفحه ۵۲". reference.bahai.org. دار النشر البهائية في البرازيل. مؤرشف من الأصل في 2021-06-04. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-04.
- ^ Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 241–242. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
- ^ Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 387–357. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
- ^ MacEoin, Dennis (1989). "Azali Babism". Encyclopædia Iranica.
- ^ Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 10. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
- ^ Saiedi، Nader (2008). Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Canada: Wilfrid Laurier University Press. ص. 30–32. ISBN:978-1-55458-056-9. مؤرشف من الأصل في 2021-04-01.
- ^ Esslemont, J.E. (1980). Baháʼu'lláh and the New Era (ط. 5th). Wilmette, Illinois, USA: Baháʼí Publishing Trust. ISBN:0-87743-160-4. مؤرشف من الأصل في 2021-05-22.
- ^ Amanat، Abbas (2000). Stephen J. Stein (المحرر). "The Resurgence of Apocalyptic in Modern Islam". The Encyclopedia of Apocalypticism. New York: Continuum. ج. III: 230–254. مؤرشف من الأصل في 2021-02-24.
- ^ ا ب Saiedi، Nader (2000). Logos and Civilization - Spirit, History, and Order in the Writings of Baháʼu'lláh. USA: University Press of Maryland. ص. 68–69. ISBN:1883053609. OL:8685020M.
- ^ ا ب ج د ه و Moojan Momen (ديسمبر 2012). "WOMEN iv. in the works of the Bab and in the Babi Movement". Encyclopædia Iranica. ج. Online. مؤرشف من الأصل في 2020-11-17. اطلع عليه بتاريخ 2010-05-01.
{{استشهاد بموسوعة}}
: صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link) - ^ Smith، Peter (1987). The Babi and Baha'i Religions: From Messianic Shiʻism to a World Religion. UK: Cambridge University Press. ص. 34. ISBN:9780521317559. مؤرشف من الأصل في 2016-03-04.
- ^ Saiedi، Nader. "The Bab and Modernity". مؤرشف من الأصل في 2021-04-10.
- ^ Keddie، Nikki. Modern Iran: Roots and Results of Revolution. ص. 46.
- ^ ا ب McLean 2009.
- ^ https://bahai-library.com/bab_bayan_arabic_terry 8:17 نسخة محفوظة 2025-01-09 على موقع واي باك مشين.
- ^ Vahman 2020، صفحة 101–102.
- ^ شوقي أفندي (2002). القرن البديع. البرازيل: منشورات دار النّشر البهائيّة في البرازيل.
المصادر
عدل- Afnan، Elham (2019). A Twofold Mission: Some Distinctive Characteristics of the Person and Teachings of the Báb. Bahá'í World. مؤرشف من الأصل في 2025-01-02.
- Effendi، Shoghi (1944). God Passes By. Wilmette, IL: Baháʼí Publishing Trust. ISBN:0-87743-020-9. مؤرشف من الأصل في 2025-01-21. اطلع عليه بتاريخ 2007-02-21.
- Lambden، Stephen N. (2010). "Review of Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Bahʾí Studies Series, vol. 1". Journal of the American Oriental Society. ج. 130 ع. 2: 301–304. ISSN:0003-0279. JSTOR:23044534. مؤرشف من الأصل في 2024-07-07.
- Martin، Douglas (1995). The Mission of the Báb: Retrospective, 1844–1944. The Bahá'í World. مؤرشف من الأصل في 2024-12-03. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-14.
- Nabíl-i-Zarandí (1932). The Dawn-Breakers: Nabíl's Narrative. ترجمة: Effendi، Shoghi (ط. Hardcover). Wilmette, IL: Baháʼí Publishing Trust. ISBN:0-900125-22-5. مؤرشف من الأصل في 2024-08-19. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-26.
- Universal House of Justice (2002). "Classification of the Bahá'í Sacred Texts". مؤرشف من الأصل في 2025-01-15. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-14.
- the Báb. "Báb, The Book of Names (Kitáb-i-Asmá') (excerpt)". Ocean of Lights (بالإنجليزية). Archived from the original on 2024-12-22. Retrieved 2024-03-24.
- Adamson، Hugh C. (2009). The A to Z of the Baháʼí Faith. The A to Z Guide Series, No. 70. Plymouth, UK: Scarecrow Press. ISBN:978-0-8108-6853-3.
- Ahdieh، Hussein (2015). "Babism iii. Babism in Neyriz". Encyclopædia Iranica. مؤرشف من الأصل في 2024-09-28. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-20.
- Bausani، A. (1999). "Báb". Encyclopedia of Islam. Leiden, The Netherlands: Koninklijke Brill NV.
- "Azalī". Encyclopædia Britannica. 2011. مؤرشف من الأصل في 2025-01-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-03.
- "the Báb". Encyclopædia Britannica. 2022. مؤرشف من الأصل في 2024-12-06. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-20.
- "Bahāʾ Allāh". Encyclopædia Britannica. 2022. مؤرشف من الأصل في 2024-12-04. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-20.
- "al-Aḥsāʾī". Encyclopædia Britannica. 2022. مؤرشف من الأصل في 2024-12-25. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-20.
- MacEoin، Denis (2012a) [1987]. "Azali Babism". Encyclopædia Iranica. مؤرشف من الأصل في 2024-12-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-03.
- MacEoin، Denis (2012b) [1988]. "Báb, ʿAli Moḥammad Širāzi". Encyclopædia Iranica. مؤرشف من الأصل في 2025-01-18. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-14.
- MacEoin، Denis (2011a) [1988]. "Babism". Encyclopædia Iranica. مؤرشف من الأصل في 2024-12-26. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-20.
- MacEoin، Denis (2011b) [1988]. "Bahaism xii. Bahai Literature". Encyclopædia Iranica. مؤرشف من الأصل في 2025-01-16. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-14.
- Momen، Moojan (2012). "Women iv. in the works of the Báb and in the Babi Movement". Encyclopædia Iranica. مؤرشف من الأصل في 2024-12-03. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-31.
- Melton، J. Gordon (2011). Religious celebrations : an encyclopedia of holidays, festivals, solemn observances, and spiritual commemorations. Santa Barbara, CA: ABC-CLIO. ISBN:978-1-59884-206-7. OCLC:754582864.
- Smith، Peter (2000). A Concise Encyclopedia of the Baháʼí Faith. Oneworld Publications. ISBN:978-1780744803. مؤرشف من الأصل في 2024-12-04. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-26.
- Taherzadeh، Adib (2000). The Child of the Covenant. Oxford, UK: George Ronald. ISBN:0-85398-439-5.
- Afnan، Mirza Habibu'llah (2008). The Genesis of the Bâbí-Baháʼí Faiths in Shíráz and Fárs. ترجمة: Rabbani، Ahang. Brill. ISBN:978-90-04-17054-4. مؤرشف من الأصل في 2023-05-18.
- Amanat، Abbas (1989). Resurrection and Renewal: The Making of the Babi Movement in Iran, 1844–1850. Ithaca, NY: Cornell University Press. ISBN:978-0-8014-2098-6.
- Amanat، Abbas (2019). Iran : a modern history. New Haven. ص. 244–245. ISBN:978-0-300-24893-7. OCLC:1090852958.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link) - Astley-Cock، John (23 مايو 1944). "Baha'i Temple is dedicated at Centennial". Chicago Tribune. Chicago. ص. 15. مؤرشف من الأصل في 2019-04-16. اطلع عليه بتاريخ 2017-10-25.
- Balyuzi، H.M. (1973). The Báb: The Herald of the Day of Days. Oxford, UK: George Ronald. ISBN:0-85398-048-9. مؤرشف من الأصل في 2025-01-14.
- Balyuzi، H.M. (1981). Khadijih Bagum, the Wife of the Báb. Oxford, UK: George Ronald. ISBN:0-85398-100-0.
- BBC (2009). "The Báb". BBC. مؤرشف من الأصل في 2024-10-09. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-13.
- Behmardi، Vahid؛ McCants، William (2007). "A Stylistic Analysis of the Báb's Writings". Online Journal of Baha'i Studies. ج. 1: 114–136. مؤرشف من الأصل في 2025-01-08. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-14.
- de Bellaigue، Christopher (2018). The Islamic Enlightenment: The Modern Struggle Between Faith and Reason. London: Vintage. ISBN:978-0-099-57870-3.
- Browne, E.G. (1918) [reprinted 1961, 2013]. Materials for the study of the Bábí Religion (بالإنجليزية). Cambridge University Press. ISBN:978-1-107-41238-5. Archived from the original on 2024-12-17. Retrieved 2022-12-23.
- Buck، Christopher (2004). "The eschatology of globalization: the multiple-messiahship of Baháʼulláh revisited". في Moshe Sharon (المحرر). Studies in Modern Religions and Religious Movements and the Babi/Baha'i Faiths. Mumen Book Series, Studies in the history of religions. Brill Academic Publishers. ج. CIV. ص. 143–173. ISBN:90-04-13904-4. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-09-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-09-06.
- Eschraghi، Armin (2012). "Undermining the Foundations of Orthodoxy: Some Notes on the Báb's Sharia (Sacred Law)". في Lawson؛ Ghaemmaghami (المحررون). A Most Noble Pattern: Collected Essays on the Writings of the Báb. Oxford, UK: George Ronald. ص. 232. ISBN:978-0-85398-556-3. مؤرشف من الأصل في 2025-01-02. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-13.
- Ghaemmaghami، Omid (2022). "Ch. 2: The Life of the Báb". في Stockman، Robert H. (المحرر). The World of the Bahá'í Faith. Oxfordshire, UK: Routledge. ص. 17–28. ISBN:978-1-138-36772-2. مؤرشف من الأصل في 2024-07-13.
- Hartz، Paula (2009). World Religions: Baha'i Faith (ط. 3rd). New York: Chelsea House Publishers. ISBN:978-1-60413-104-8. مؤرشف من الأصل في 2025-01-16.
- Lawson، Todd (2015). "Joycean Modernism in a Nineteenth-Century Qurʼan Commentary?". في Chehabi؛ Neville (المحررون). Erin and Iran: Cultural Encounters between the Irish and the Iranians. Boston: Foundation & Center for Hellenic Studies.
- MacEoin، Denis (1992). The Sources for Early Bábī Doctrine and History. Leiden: Brill Publishers. ISBN:90-04-09462-8. مؤرشف من الأصل في 2025-01-15.
- MacEoin، Denis (مايو 1997). "The Trial of the Báb: Shiʿite Orthodoxy Confronts its Mirror Image". Occasional Papers in Shaykhi, Babi and Baha'i Studies. ج. 1. مؤرشف من الأصل في 2024-07-02. اطلع عليه بتاريخ 2006-07-02.
- MacEoin، Denis (2009). The Messiah of Shiraz: Studies in Early and Middle Babism. Iran Studies. Leiden: Brill Publishers. ج. 3. ISBN:978-90-04-17035-3.
- Manuchehri، Sepehr (2000). "Taqiyyah (Dissimulation) in the Babi and Bahá'í Religions". Australian Bahá'í Studies. ج. 2. مؤرشف من الأصل في 2025-01-14. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-02.
- Manuchehri، Sepehr (2004). "Will and Testament: Translation and Commentary". Baha'i Library Online. مؤرشف من الأصل في 2024-12-14. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-13.
- McCants، William (2002). "Arabic Grammar of the Báb, The". مؤرشف من الأصل في 2025-01-02. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-14.
- McLean، Jack (2009). "Review of: Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb". Bahai-Library.com. مؤرشف من الأصل في 2025-01-14. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-31.
- Momen، Moojan، المحرر (1987). Selections from the Writings of E.G. Browne on the Bábí and Baháʼí Religions. Oxford, UK: George Ronald. ISBN:0-85398-247-3. مؤرشف من الأصل في 2024-08-04. اطلع عليه بتاريخ 2022-12-23.
- Momen، Moojan (1991). "The Cyprus Exiles". Bahá'í Studies Bulletin. مؤرشف من الأصل في 2025-01-08.
- Momen، Moojan (2007). "Messianic Concealment and Theophanic Disclosure" (PDF). Online Journal of Baháʼí Studies. ج. 1: 71–88. ISSN:1177-8547. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2024-12-03.
- Momen، Moojan؛ Lawson، Todd (2011). "The Báb". World Religions: Belief, Culture, and Controversy. Santa Barbara, CA: ABC-Clio.
- Saiedi، Nader (2008). Gate of the heart : understanding the writings of the Báb. [Waterloo, Ont.] ISBN:978-1-55458-056-9. OCLC:904293009.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link) - Saiedi، Nader (2022). "Ch. 3: The Writings and Teachings of the Báb". في Stockman، Robert H. (المحرر). The World of the Bahá'í Faith. Oxfordshire, UK: Routledge. ص. 29–39. ISBN:978-1-138-36772-2. مؤرشف من الأصل في 2024-07-13.
- Smith، Peter (2022). "Ch. 41: The History of the Bábí and Bahá'í Faiths". في Stockman، Robert H. (المحرر). The World of the Bahá'í Faith. Oxfordshire, UK: Routledge. ص. 501–512. DOI:10.4324/9780429027772-48. ISBN:978-1-138-36772-2. S2CID:244705793. مؤرشف من الأصل في 2024-07-13.
- Stockman، Robert (أغسطس 2010). "Review of: Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb". Nova Religio. ج. 14 ع. 1: 124–127. DOI:10.1525/nr.2010.14.1.124. ISSN:1092-6690. OCLC:4635424978. مؤرشف من الأصل في 2025-01-14. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-31.
- Warburg، Margit (2006). Citizens of the world: a history and sociology of the Bahaʹis from a globalisation perspective. Leiden: Brill. ISBN:978-90-474-0746-1. OCLC:234309958.
- Lawson، Todd (31 ديسمبر 2012)، "The Baha'i Tradition"، Fighting Words، University of California Press، ص. 135–157، DOI:10.1525/california/9780520258310.003.0006، ISBN:978-0-520-25831-0، اطلع عليه بتاريخ 2024-03-25
- Saiedi, Nader (2021), "The Writings and Teachings of the Báb", The World of the Bahá'í Faith (بالإنجليزية), London: Routledge, pp. 29–39, DOI:10.4324/9780429027772-5, ISBN:978-0-429-02777-2, Retrieved 2024-03-25
- Smith, Peter (2021), "The History of the Bábí and Bahá'í Faiths", The World of the Bahá'í Faith (بالإنجليزية), London: Routledge, pp. 501–512, DOI:10.4324/9780429027772-48, ISBN:978-0-429-02777-2, Retrieved 2024-03-26
- Momen, Moojan (2021), "Bahá'u'lláh", The World of the Bahá'í Faith (بالإنجليزية), London: Routledge, pp. 40–50, DOI:10.4324/9780429027772-6, ISBN:978-0-429-02777-2, S2CID:223413894, Retrieved 2023-03-17
- Amanat، Abbas (2017). Iran: a modern history. New Haven; London: Yale University Press. ISBN:978-0-300-11254-2.
- Hatcher، W.S.؛ Martin، J.D. (1998). The Baháʼí Faith: The Emerging Global Religion. San Francisco: Harper & Row. ISBN:0-87743-264-3. مؤرشف من الأصل في 2024-12-05.
- Keddie، Nikki R. (1981). Roots of revolution : an interpretive history of modern Iran. Yann Richard. New Haven: Yale University Press. ISBN:0-300-02606-4. OCLC:7554626.
- Lawson, Todd; Ghaemmaghami, Omid (2012). A Most Noble Pattern: Collected Essays on the Writings of the Báb, 'Alí Muhammad Shírází (1819–1850) (بالإنجليزية). George Ronald. ISBN:978-0-85398-556-3.
- Ross، E. Denison (1901). Babism. The North American Review – عبر JSTOR.
- Saiedi، Nader (2000). Logos and Civilization – Spirit, History, and Order in the Writings of Baháʼu'lláh. US: University Press of Maryland. ISBN:1883053609. OL:8685020M. مؤرشف من الأصل في 2024-08-08.
- Smith, Peter (2013). A Concise Encyclopedia of the Bahá'í Faith (بالإنجليزية). Oneworld Publications. ISBN:978-1-78074-480-3. Archived from the original on 2025-01-15.
- Stockman، Robert H. (2020). The Bahá'í faith, violence, and non-violence. Cambridge elements. Cambridge & New York: Cambridge University Press. ISBN:978-1-108-70627-8.
- Cole، Juan Ricardo (1998). Modernity and the millennium: the genesis of the Baha'i faith in the nineteenth-century Middle East. New York: Columbia University Press. ISBN:0-231-11080-4. OCLC:37884893.
- Abdolmohammadi، Pejman (2 فبراير 2024). "The Social and Political Thought of Sayyed ʿAli Moḥammad Širāzi, the Báb". Eurasian Studies. ج. 21 ع. 1. DOI:10.1163/24685623-20230144. ISSN:2468-5623. S2CID:267413538. مؤرشف من الأصل في 2024-12-25.
- Lambden، Stephen N. (2008). "Review of Gate of the Heart: Understanding the Writings of the Báb. Bahʾí Studies Series, vol. 1". Journal of the American Oriental Society. ج. 130 ع. 2. ISSN:0003-0279. JSTOR:23044534. مؤرشف من الأصل في 2024-07-07.
- Zabihi-Moghaddam, Siyamak (2023). "The Báb on the Rights of Women". Religions (بالإنجليزية). 14 (6): 705. DOI:10.3390/rel14060705. ISSN:2077-1444.
- Amanat، Abbas؛ Vahman، Fereydun (2016). "Az Tehran ta Akka (Persian) | Program in Iranian Studies". iranianstudies.macmillan.yale.edu. مؤرشف من الأصل في 2024-07-07. اطلع عليه بتاريخ 2024-02-20.
- Walbridge, John (1 Jan 2022). "The Babi Uprising in Zanjan: Causes and Issues". Iranian Studies (بالإنجليزية). 29 (3–4): 339–362. DOI:10.1080/00210869608701854. ISSN:0021-0862. Archived from the original on 2024-12-22.
وسوم <ref>
موجودة لمجموعة اسمها "arabic-abajed"، ولكن لم يتم العثور على وسم <references group="arabic-abajed"/>
أو هناك وسم </ref>
ناقص