أحمد عون الله إخلاصي

عالم ، صحفي ، إداري


عالم ، صحفي ، إداري سوري من حلب( 1902 ـ 1972 م ) هو الشيخ الفاضل أبو محمد نزار ، أحمد عون الله بن الشيخ عبد الله أسعد إخلاصي الحلبي .. مولده هو الشيخ الفاضل أبو محمد نزار ، أحمد عون الله بن الشيخ عبد الله أسعد إخلاصي الحلبي ..ويطلق عليه: الشيخ عون الله إخلاصي ، والشيخ عوني إخلاصي ، أيضاً .

احمد عون الله اخلاص

معلومات شخصية
الميلاد 1902 حلب
حلب  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة حلب 1972
حلب  تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
مواطنة الدولة العثمانية
دولة حلب
الجمهورية السورية الأولى
الجمهورية السورية الثانية
الجمهورية العربية المتحدة
سوريا  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
منصب
_مدير اوقاف لواء الاسكندون

_مدير اوقاف حماه _مدير اوقاف حمص

_مدير واقاف حلب(1941م_1962م)
الحياة العملية
المهنة عالم،  وكاتب  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغات العربية،  والتركية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
ونشأ في أسرة حلبية قديمة ، عرفت برجال منها ، عملوا في مجال العلم الشرعي ، والأدب والقانون ، والطب والهندسة .. في حلب ، وفي دمشق الشام ..

وهم ينتسبون إلى جدهم ( محمد إخلاص دده ) ، الذي كان يقيم في التكية الإخلاصية ، في حي البياضة ،شرق القلعة ، منذ بضعة قرون ، والمدفون في مقبرة الصالحين ، أقدم مدافن مدينة حلب .. كان الشيخ وحيداً لأبيه ، بالرغم من زواج والده المتعدد ، فإنه لم ينجب إلا ولداً ذكراً ـ هو المترجم ـ وابنتين ، إحداهما غير شقيقة ..

رحلته إلى الأستانة

عدل

لم يلبث والده ، أن رحل به وبأمه إلى الأستانة ، عاصمة الخلافة العثمانية ، والتي كانت قبلة ، يتطلع إليها الناس آنذاك ، وكان والده الشيخ عبد الله ، يعمل في حقل المحاكم والقانون ، طلباً للرزق ، واستطاع خلال إقامته في الأستانة ، أن يوثق شجرة العائلة في كتاب ، وحصل على شهادات موقعة من كبار رجالات الدولة العثمانية وأعيانها وعلمائها .. الذين كانوا يترددون على دار السعادة ، دون انقطاع

وفاة والده

عدل

ويلقى الشيخ عبد الله أسعد مصرعه ، برصاص الخلاف الذي احتدم بين رجال السلطنة ، وبين رجال المعارضة ( أفراد من حركة الاتحاد والترقي ) ، وكان في الأربعين من عمره ..وغادرت الأم عائدة إلى حلب ، مع ابنها الصغير ، أحمد عون الله ، الذي لم يتجاوز الثامنة من عمره .. وهكذا ابتدأ عصر الفقر ، بعد الانتقال من حال اليسر إلى حال العسر ، والذي أصبح أكثر قسوة ، بعد وفاة الأم بسنوات قليلة ، من وفاة الوالد ..فلجأ الفتى اليتيم ، إلى وظيفة دينية ، كانت من الموروث العائلي آنذاك ، وكان في السنة الثانية عشرة من عمره ، ونشبت الحرب العالمية الأولى واشتعل أوارها ( 1914ـ1918 م ) ، فأحالت المنطقة إلى ساحة من الخوف والجوع ، وكان ( السفر برلك ) يحصد الشباب ، وهو يسوقهم إلى ساحات الحرب سوقاً ، دون النظر إلى الأعمار ، ولما كان الفتى يبدو أكبر من سنه الحقيقي ، فقد قضى شطراً من تلك الحرب ، مختفياً في بيوت الأقارب ، كذلك حمته العمامة التي كان يلبسها ، إشارة إلى وظيفته الدينية ، من مآزق السوق الإجباري ،إلى الحرب ، التي لم يعد منها إلا القليل ..

دراسته

عدل
التحق الشيخ بالمدرسة الخسروية ، ليتابع دراسته وتحصيله العلمي فيها ، والتي تؤهل خريجيها ، لتولِّي أعمال الإمامة والخطابة ، والوعظ والإرشاد ، والعمل في المحاكم الشرعية والإفتاء .. ولقد ساعدته الإعانة التي كانت تقدمها المدرسة لطلابها ، على مواجهة أعباء الحياة ، في حدودها الدنيا ، وتلقى العلم فيها على كبار علماء عصره ، لمدة ست سنوات ، ثم تخرَّج فيها ، حاملاً شهادتها الثانوية .. وكان من القافلة الثانية التي تخرجت من هذه المدرسة العريقة .. وذلك في عام 1927 م .

ودفعه طموحه المعرفي إلى استكمال ومتابعة دراسته الشرعية ، والتي غذَّتها مشاعر الإعجاب بالأفكار الدينية الإصلاحية التي قادها ونشرها الشيخان محمد جمال الدين الأفغاني ( الإيراني ) ، وتلميذه محمد عبده .. ✦ ولذلك اتجه إلى مصر ، وصوَّب نحو أزهرها المعمور ، الذي كان كعبة للعلم ، ومحجاً لطلاب العلم ومريديه .. ✦ولم تكن تكفه مدخراته الضئيلة ، في مواجهة الحياة الجديدة ، فأخذ يبحث عن عمل هناك ، وكان من جملة الأعمال التي زاولها ، مهنة ( الزنكو غراف ) ، عند سوري مقيم هناك .. إلا أن الحياة في القاهرة ، في بداية العشرينيات ، بالرغم من بساطتها ، وضآلة تكاليف المعيشة ، دفعته بعد فترة ، إلى العودة إلى حلب ، حاملاً الكثير من الطموح والآمال ..

شيوخه

عدل

من شيوخه في المدرسة الخسروية: العلامة الشيخ الفقيه أحمد الزرقاء ، والعلامة الفقيه الشيخ أحمد الكردي ( مفتي حلب )، والعلامة الورع الشيخ محمد سعيد الإدلبي ، والعلامة الشيخ الفقيه اللغوي محمد أسعد العبه جي ( مفتي حلب ) .. وغيرهم .

أقرانه:

وكان من أقرانه الذين تخرَّجوا معه في الخسروية: العلامة الشيخ الفقيه اللغوي محمد ناجي أبو صالح ، والشيخ الدكتور محمد معروف الدواليبي ، والشيخ محمد أمين عيروض ، والشيخ عبد القادر الكوراني ، والشيخ محمد غازي التادفي ، والشيخ محمد خلوف التادفي ، والشيخ الصالح عمر البوشي ، والشيخ عبد الله الريحاوي .. رحمهم الله تعالى .

أعماله

عدل

✦ كانت أول وظيفة ثابتة له ، تلك التي حصل عليها في القضاء الشرعي ، في مدينته حلب ، ثم ما لبث أن عُيِّن مديراً لأوقاف لواء الإسكندرونة ، والتي رحل عنها مع أسرته ، بعد المؤامرة الفرنسية ـ التركية ، على سلخ اللواء عن جسد الوطن ، وانتقل مديراً لأوقاف حمص ، مدينة ابن الوليد ، ومن بعدها حماة ، مدينة أبي الفداء وكانت نهاية المطاف ، في بداية الأربعينيات ، في العودة إلى المدينة الأم ( حلب الشهباء ) ، والتي استقر فيها ، مديراً لأوقافها منذ العام 1941 م ، وحتى أحيل إلى التقاعد ، في العام 1962 م . ولأنه كان طموحاً في الازدياد من العلم والمعرفة ، على الرغم من ظروفه المادية والاقتصادية ، فقد التحق بعد إحالته على التقاعد ، بفصل دراسي في دمشق ، لتعليم اللغة الفرنسية ، بعد أن أعلنت وزارة الأوقاف في بداية الستينيات ، عن برنامج جديد للوزارة ، بإيفاد متطوِّعين ، إلى أفريقية ، لتعميق مفهوم الإسلام ، في مجتمعات القارة السمراء ، التي يُراد لها أن تذوق مرارة الجوع ، والجهل ، والتخلف ، والأمراض ، دون عناية من المجتمع الدولي ، ثم توقف الشيخ عن المتابعة ، عندما أعلنت الوزارة ، عن إلغاء برنامجها. وعاد إلى حلب حزيناً أسفاً ، على ضياع هذه الفرصة الذهبية .. وفي نهاية العشرينيات ، كان رئيساً لتحرير مجلة ( الاعتصام ) الحلبيَّة الشهريَّة ، التي أصدرها صديقه الشيخ الشاعر عبد الله عتر ، والتي حاول فيها ، أن يُعبِّر عن آرائه الإصلاحيَّة ، وطموحاته الإسلامية والاجتماعية ، وهي المجلة التي استقطبت عدداً من العلماء والمفكرين ، المتطلعين إلى نمط جديد في منهج التفكير الإسلامي، وكان يكتب فيها نخبة من العلماء والأدباء ، على رأسهم الشيخ الفاضل الأديب محمد الحكيم ، والذي أصبح قاض لاعزاز ، ثم مفت لحلب فيما بعد .. ولم يطل عمر المجلة طويلاً ، فقد أوقفت بعد أكثر من سنتين من صدورها ، وذلك بقرار من الحاكم الفرنسي .. خطب في الجامع الأموي الكبير بحلب ، وكانت خطبته غير تقليدية ، مما أثار حفيظة الاستعمار ( الاستخراب ) الفرنسي ، وعملائه ، فأوقف عنها ، بقرار من المدير العام للأوقاف الإسلامية .. ثم انتقل بعد سنوات قليلة ، إلى جامع ( الصدِّيق ) بحي الجميلية ، واستمرَّ يخطب فيه ، لسنوات طويلة ، وذلك حتى وفاته رحمه الله ، وكانت خطبته الأسبوعية ، تستقطب جمعاً من المثقفين والمتعلمين ، ليتابعوا خطبه القصيرة وغير التقليدية ، والتي كانت تلامس الواقع ، وتعالجه بحكمة ..

أسرته وأولاده

عدل

تزوج الشيخ عون الله ، من السيدة خيرية دبا جاويش ، التي أنجبت له عدداً من الأبناء ، وهم على الترتيب التالي: محمد نزار ، وأحمد عدنان ، ووليد ، وهند .. وأشهرهم ، الأديب الروائي المسرحي وليد إخلاصي ، ( 1935 م ـ ... ) الذي درس العلوم الزراعية في الإسكندرية بمصر ، ويعمل في المؤسسة العامة لحلج وتسويق القطن بحلب .. وله مؤلفات عديدة ..ثم المهندس المعماري الأستاذ أحمد عدنان إخلاصي ، رحمه الله ، الذي أطلق اسمه على أحد شوارع أحياء حلب الحديثة ، وكان له عناية بالفن التشكيلي .. ولم يمتلك الشيخ عَوْن الله ، داراً أو أملاكاً في حياته ، سوى راتبه الوظيفي ، الذي كان ينفقه على أسرته .. ومع ذلك فقد كان يسعى لتعليم أولاده ، والدفع بهم نحو العلم والمعرفة ، التي كانت شعاره الدائم ، الذي يرفع لواءه ، داخل البيت وخارجه ، وكان الدين عنده ، هو المعرفة التي بها يكون الاقتراب من الله تعالى أقوى وأكثر .. وكانت علاقته بأولاده ، علاقة عطف وحنان .. وكأنه صديق لهم ، بحيث يبدي كل منهم رأيه بحرية. صفاته كان الشيخ منفتحاً على الآخر ، يحاوره ويُصْغي إليه ، ويستفيد منه ما يوافق تعاليم الدين وأخلاقياته ، وكان ينزع إلى الديمقراطية والجانب الأخلاقي من الفكر الإشتراكي ، وأهمية الحوار والإصغاء إلى الآخر ، مما سبب له ذلك ، من انتقادات من علماء دين ورجال سياسة .. واحتج عليه بعض أقرانه ، من إلحاقه ابنته الوحيدة ( هند ) ، بمعهد اللاييك الثانوي المختلط ، وكانت حجته في ذلك : أنَّ على المرأة احتلال مكانتها الاجتماعية اللائقة بأهميتها ككائن حر وشريك للرجل في بناء المجتمع ..

وصيته

عدل

كانت وصيته التي كشف عنها بعد وفاته ، لا علاقة لها بالمال ، لأنه لم يكن يملك من الدنيا ، إلا راتبه التقاعدي ، الذي كان يصرفه على أسرته ، إلا أن وصيته لأبنائه ، كانت تحمل دعوة صريحة ، إلى التماسك والتعاون بين أفراد الأسرة ، والاستمرار في صلة الأرحام ، ومساعدة الأقارب ، في مواجهة أعباء الحياة ، والابتعاد عن الحزبيَّة بكل أشكالها ، القبلية والعشائرية ، وأن حب الوطن والانتماء إليه هو البديل ، وأكد في وصيته ، على النفور من التعصب ، بكل أشكاله وألوانه ، وأن العطاء للآخرين ، هو التجلي الأمثل للسعادة ..

وفاته

عدل

توفي الشيخ في عام ( 1972 م ) ، محزوناً ومأسوفاً عليه ، بعد رحلة من العطاء وخدمة الأمة والمجتمع .. وشيع إلى مقبرة الصالحين بحلب ، حيث دفن فيها .

المصدر

عدل

فياض العبسو

ولده الأديب القاص المسرحي وليد إخلاصي

[1]


  1. ^ "رابطة العلماء السوريين".