ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/647

صورة تَخيُّليَّة لأبقراط على شكل تمثال روماني، تعود إلى القرن التاسع عشر من الميلاد
صورة تَخيُّليَّة لأبقراط على شكل تمثال روماني، تعود إلى القرن التاسع عشر من الميلاد

أبقراط أو أبقراط الكوسي (ولد: قرابة 460 ق م - توفي: قرابة 370 ق م)؛ والمعروف أيضًا باسم أبقراط الثاني؛ طبيب يوناني في عصر بريكليس (العصر الكلاسيكي اليوناني)، يُعدُّ من أبرز الشخصيات في تاريخ الطب عبر التاريخ، وهو سابع الأطباء العظام في تاريخ اليونان، من آل أسقليبيوس الذين بدأوا بالأخير وخُتِموا بجالينوس المُلقب من قبل الرازي: بـ«ثَانِي الفَاضِلَيْن»، بعد أبقراط الذي سُمِّيَ لدى العرب بـ«الفاضل»، تكريمًا له عند ذكره. وهو «أبو الطب»، كما لَقَبَهُ العرب ثم شاع تلقيبه به في العالم حتى لا يكاد ينازعه على هذا اللقب أحد ممن سبقوه أو لحقوه، اعترافًا بإسهاماته في المجال الطبي، ونظرًا لتأسيسه أول مدرسة طبية عملية عُرِفت لاحقًا باسم مدرسة أبقراط الطبية، حيث أحدثت هذه المدرسة الفكرية ثورة في الطب اليوناني القديم، حتى أصبح الطبُّ ذا نظام متميز عن المجالات الأخرى التي ارتبطت بهِ تقليديًا مثل السيمياء والفلسفة، ليُعرف بعدها مهنة قائمة بذاتها كما هو اليوم. ومع ذلك، فإن إنجازاته، تعاليمه، أفعاله وممارساته الطبية، جرى خلطها وتداخلت مع أعمال وأفكار غيره بسبب تعدّد كُتّاب الكوربوس الذي جُمِع فيه رسائل وتعاليم نُسِبت كلها إلى أبقراط كما يتضح من عنوان العمل؛ بالتالي لا يُعرف اليوم سوى القليل عمّا فكر به أبقراط شخصيًا أو كتب وفعل. عادة ما يُصوّر أبقراط على أنه المثل الأعلى بين أطباء العصر القديم. ويُنسب الفضل إليه في وضعه ميثاقًا حدَّدَ به أُسس وأخلاقيات وشرف مهنة الطب، وهو الميثاق الذي يُعرِف اليوم باسم قسم أبقراط، والذي لا يزال ذا صلة وثيقة بالكثير من المواثيق القانونية والطبية الذي تُستخدم في العصر الحديث. أيضًا يرجع الفضل إليه لأنّه وضع أسس الملاحظات السريرية، وجمع ولخّص المعرفة الطبية التي نتجت عن المدارس الطبية السابقة لعهده ونشرها، حتى أصبح علم الطب مشاعًا بعد أن كان مقتصرًا على بعض البيوتات اليونانية التي كانت تتوارثه بصفته علمًا عائليًا محرم الكشف عنه أو نشره. ومن أبرز المؤلفات المنسوبة إلى أبقراط بعد القسم، يمكن الإشارة إلى: تقدمةُ المعرفة، والأمراض الحادّة، والفصول، والأهوية والمياه والبلدان، والمرض المقدس، وطبيعة الإنسان أو الأخلاط. سُمّيت مجموعة من الأعراض والمواقع الطبية، وسواها على اسم أبقراط، تكريمًا له. ومن الحالات الطبية التي سُميت عليه يمكن ذكر: السحنة الأبقراطية، التي يُعتقد أن أبقراط أوّل من وصفها، وهي مجموعة تغييرات تُصيب وجه المريض والحالات التي يبدو عليها بسبب اقتراب أجله أو مرضه الطويل، أو بسبب الإسهال أو الجوع الشديدين، وما شابه ذلك. يُنسب إليه الفضل في تسجيل أول وصف لتعجّر الأصابع، الذي سمّي أيضًا باسم «أصابع أبقراط» وشكل الظفر المتعجر باسم «الظفر الأبقراطي». «الرَّجُّ الأبقراطي» هو الآخر سُمي على اسمه، وهو وجود هواء وسائل في تجويف الجنبة المحيط بالرئة، المعروف طبيًّا باسم استرواح الصدر الموهي، وسُمي الصوت الذي يصدر بسبب هذا المرض باسم: «الصوت الأبقراطي». «مقعد أبقراط» أو «منضدة أبقراط»، هو الآخر جهاز كان يستخدمه أبقراط في حالات الكسر التي تصيب العظام، التي تتطلب جرًا لتقويم الهيكل العظمي وتخفيف الضغط على المنطقة المصابة.

تابع القراءة