ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/636

خانيَّة القبيلة الذهبيَّة في أقصى امتدادها، حوالي سنة 1300م
خانيَّة القبيلة الذهبيَّة في أقصى امتدادها، حوالي سنة 1300م

خَانِيَّةُ القَبِيلَةِ الذَّهَبِيَّة أو دَولَةُ مَغُولِ القَفجَاق أو دَولَةُ مَغُولِ الشَّمَالِ أو القَبِيلَةُ الذَّهَبِيَّةُ اختصارًا، هي دولةٌ قامت بدايةً كإحدى خانيَّات إمبراطوريَّة المغول، واحتلَّت الرُكن الشمالي الغربي منها. أسَّسها باطو بن جوجي بن جنكيز خان، وشغلت منطقةً واسعةً في بلاد القفجاق، تمتد من نهر إيرتيش شرقًا إلى أرض البلقار والڤولغا غربًا، ومن الروسيا وبلاد الصقالبة شمالًا إلى الدولة الإلخانيَّة في إيران وآسيا الصُغرى، بِالإضافة إلى بلاد ما وراء النهر وتُركستان في الجنوب. توسَّعت هذه الخانيَّة التي كانت تتركَّز حول نهر الڤولغا، فامتدَّت غربًا حتَّى وصلت إلى جبال الكربات عبر الروسيا وبولونيا والمجر وساحل دلماسيا، وبنى باطو مدينة سراي القديمة على نهر الڤولغا في مُنتصف الطريق بين مدينتيّ ڤولگوگراد وأستراخان المُعاصرتين، واتَّخذها عاصمةً له، ثُمَّ بنى بركة خان سراي الجديدة في المنطقة نفسها واتخذها عاصمةً لِدولته. شغلت خانيَّة مغول القبيلة الذهبيَّة حيِّزًا هامًّا في التاريخين الآسيوي والأوروپي في التاريخ القروسطي، واستقلَّت عن إمبراطوريَّة المغول العِظام في سنة 658هـ المُوافقة لِسنة 1260م، وشقَّت لها طريقًا خاصًّا فرضته ظُرُوفها الداخليَّة والخارجيَّة. أخضعت هذه الخانيَّة الإمارات الروسيَّة المُتناثرة في الوسط والشمال، المُتنازعة أبدًا، وفرضت على الأُمراء الروس الجزية والضرائب، وقامت العلاقة بين الطرفين على التبعيَّة مع الاحتفاظ باستقلال هذه الإمارات. اعتنق مغول القبيلة الذهبيَّة الإسلام، وبدأت الخانيَّة، مُنذُ عهد بركة خان، تأخذ شكلها ووضعها كدولةٍ إسلاميَّة. وبِفعل هذا التوجُّه الإسلامي أقام مغول القبيلة الذهبيَّة علاقاتٍ وديَّةٍ مع المماليك في مصر والشَّام، وقد جمعتهُما مصلحة سياسيَّة مُشتركة من واقع العداء لِلمغول الإلخانيين في فارس. تعرَّضت خانيَّة القبيلة الذهبيَّة، مُنذُ أواسط القرن الرابع عشر الميلاديّ، لِخضَّاتٍ سياسيَّةٍ زعزت كيانها وأثَّرت سلبًا على مسيرتها. فمرَّت عليها تجربة عنيفة أوائل سنة 1359م، فسادت فيها الفوضى السياسيَّة والصراع على السُلطة، وقد أتاحت هذه الصراعات الداخليَّة الحادَّة لِلروس المُتوثبين الفُرصة لِتخفيف الضغط المغولي الواقع عليهم، وتُوِّج ذلك بِانتصار جيشٍ روسيٍّ على جيشٍ مغوليٍّ في سنة 870هـ المُوافق فيه 1378م، لِأوَّل مرَّة مُنذُ مائة وأربعين سنة.

تابع القراءة