ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية الجيدة/565

مقدمة ألفية ابن مالك، نسخة من 23 ذي الحجة سنة 1309 هـ، طبعة مطبوعة بمطبعة محمد أبو زيد
مقدمة ألفية ابن مالك، نسخة من 23 ذي الحجة سنة 1309 هـ، طبعة مطبوعة بمطبعة محمد أبو زيد

ألفية ابن مالك والمسماة أيضًا بـ «الخلاصة» هي متن شعري من نظم الإمام محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني، من أهم المنظومات النحوية واللغوية، لما حظيت به من عناية العلماء والأدباء الذين انْبَرَوْا للتعليق عليها، بالشروح والحواشي، ومتن اختصرها من منظومته الكبرى «الكافية الشافية»، والذي جمع فيه خلاصة علمي النحو والتصريف، في أرجوزة ظريفة، مع الإشارة إلى مذاهب العلماء، وبيان ما يختاره من الآراء، أحيانًا. وقد كثر إقبال العلماء على هذا الكتاب من بين كتبه بنوع خاص، حتى طويت مصنفات أئمة النحو من قبله، ولم ينتفع من جاء بعده بأن يحاكوه أو يدعوا أنهم يزيدون عليه وينتصفون منه، ولو لم يشر في خطبتهِ إلى ألفية ابن معطي لما ذكره الناس، ولا عرفوه. وحظيت ألفية ابن مالك بقبول واسع لدى دارسي النحو العربي، فحرصوا على حفظها وشرحها أكثر من غيرها من المتون النحوية، وذلك لما تميزت به من التنظيم، والسهولة في الألفاظ، والإحاطة بالقواعد النحوية والصرفية بإيجاز، مع ترتيب محكم لموضوعات النحو، واستشهاد دقيق لكل منها، فهي تُدرس في العديد من المدارس والمعاهد خاصةً الدينية واللغوية. ولقد تفوقت ألفية ابن مالك على ألفية ابن معطي، وتمتاز عن ألفية الأخير بأنها من بحر واحد هو الرجز، وتلك من البحرين السريع والرجز، وأنها أكثر أحكامًا منها. ولجلال الدين السيوطي ألفية زاد فيها على هذه كثيرًا، لكن السيوطي يقول: فائقة ألفية ابن مالك لكونها واضحة المسالك وليست أوضح من ألفية ابن مالك، فهي لا تكاد يفهم منها شيء. ولعلي نور الدين الأجهوري المالكي ألفية زاد فيها على السيوطي بدوره. تتعدد فصول وأبواب ألفية ابن مالك بتعدد فصول النحو وأبوابه، وفي الوقت نفسه يتفاوت طول كل فصل أو باب بحسب ما يحتاجه من الذكر والاستشهاد وقد ابتدأ ابن مالك ألفيته بالمقدمة، والمكونة من سبعة أبيات، بدأ فيها بالتعريف عن نفسه، ومن ثم الثناء والشكر لله تعالى، متبوعًا بالصلاة على النبي محمد، والاستعانة بالله، ومن ثم أثنى على من سبقه في النظم وهو نظم ابن معطي.

تابع القراءة