ويكيبيديا:فريق الترجمة/معمل الترجمة/تأثير حروف الاسم/4

الدراسة الثانية عدل

في عام 1987، نَشَرَ عالم النفس نوتين دراسته الثانية في هذا الموضوع؛ حيث وصف فيها تجارب عدة أُجريت في عامي 1984 و1985 وذلك بمساعدة من مُؤسسة هيلدا ساس،[1][2] التي شرحت وفسرت له الآثار بعيدة المدى حول تأثير حروف الاسم وعلاقتها بالنظريات النفسية الأخرى. وجد نوتين أنَّهُ من الحكمة إِجراء اختبار أولي لدراسة تأثير عُمومية وشيوع الأسماء والأحرف قبل الانطلاق في برنامج أبحاثه الذي يهدف من خلاله فهم وجدانية تأثير الأحرف وعلاقتها بعلم النفس المعرفي، كما تساءل عَمَّا إذا كان تأثير حروف الاسم موجودا في كل اللغات وفي كل الثقافات أم إنَّهُ يقتصر على بيئة مُعينة، خاصة وأن الدراسة الأولى تمت في جامعة بلجيكية لغة دراستها الأساسية هي الهولندية.[1]

الطريقة عدل

دِراسته الثانية أُجريت في 13 جامعة أوروبية، كما تم التنويع في هذه الدراسة منْ خلال الاعتماد على 12 لغة مختلفة وهي الإنجليزية، الفنلندية، الفرنسية، الألمانية، اليونانية (اللغة الوحيدة التي لا تتكوَّنُ من الأبجدية الرومانية)، المجرية، الإيطالية، النرويجية، البولندية، البرتغالية، والإسبانية وذلك باعتبار أن هذه اللغات مُرتبطة فيما بينها ولا تحتاج وقتاً طويلاً لدراستها من أجل استنتاج نتائج البحث. عموما فقد طُلب من المُشاركين اختيار سِت حروف دونَ تفكير طويل من بين الباقي في القائمة التي تحتوي على حروف أبجدية عشوائية (غير مُرتبة) للغة التي يتحدث بها المُتطوع [ا]، والمُلاحظ في هذه الدراسة أنه طُلِبَ من المشارك اختيار الحرف الأول ثم التوقف لبُرهة واختيار الثاني فالثالث وهكذا دَواليكَ، على عكس الدراسة الأولى والتي كان يقوم فيها المُتطوعُ باختيار مجموعة حروفٍ دفعة واحدة أو اختيار حرف واحد على الأقل، لتكون بذلك هذه الطريقة (أي طريقة اختيار حرف ثم التوقف واختيار الثاني) طريقة جديدة في هذا الصدد وتم تطبيقها لأول مرة في دولة بلجيكا. أَظهرت النتائجُ مرَّةً أخرى أنَّ هناك تأثيرا لحروف اسم المتطوع على الحروف التي اختارها وذلك بالرغم من إجراء الدراسة على مُتطوعين مُختلفين ومن بلدان وجنسيات مُختلفة خاصة أن عدد من شارك في هذا البحث بلغ ما مجموعه 2047 طالبا.[1]

المناقشة عدل

نَتائج الدراسةِ كَشَفَت على أنَّ متوسط احتمال اختيار حرف واحد في اسم المُتطوع من بين ست حروف هو 0.30، أمَّا احتمال اختيار حرف خارج حروف اسم المشارك فهو 0.20، في حين كان أقوى تأثير لحروف الاسم عند المُشاركين من النُّرْويج وفِنلندا، كما ظهر التأثير في كل من الدراسات المجرية، البرتغالية والإيطالية لكن بِنسبة أقل،[1] وقد استنتج نوتين أن تأثير حروف الاسم ليس له علاقة بالاسم الشخصي أو العائلي بل كلاهما سَيَّان؛ إلا أن تأثير حروف الاسم الشخصي بَرَزَ بِشكل كبير في الدراسة على عكس الحُروف المُكَوِّنَةِ للاسم العائلي والتي ظهر تأثيرها بنسبة عالية في بعض اللغات وليس كلها،[1] هذا بالإضافة إلى أنَّ احتمال اختيار الحرف الأول من الاسم ضمن الست حروف المختارة هو 0.46 وهَذِه نسبة عالية مُقارنة بالنسب السابق ذكرها، لكن مزيدا من التحليل كشف أن اختيار الحروف الستة لم يكن مُتَعَلِّقًا بالأحرف الأولى من الاسم فقط حيث أنَّهُ عندما تم استثناء الحرف الأول من اسم المتطوع في القائمة التي سيختار منها؛ كان تأثير حروف الاسم لا زال موجودا في جميع اللغات.[1]

قَام نوتين بتحليل البيانات مُجددًا لكن هذه المرة لمعرفة ما إذا كان هناك تأثير لِوَطَنِيَةِ وجِنْسِيَةِ المتطوع على ما اختاره، ولكنَّه فشل في العثور على النتيجة المرجوة، وبالرغم من ذلك فقد انتبه إلى مجموعة من الملاحظات؛ فمثلا النرويجيون لا يحبذون الحرف N (نسبة إلى دولتهم Norge) حيث أن عدد من اختار هذا الحرف من النرويج قليل جدا مُقارنة ببلدان أخرى، أما المَجريين فهم يميلون إلى الحرف M (نسبة إلى Magyarország)، ما جعل نوتين يستنتج أن الناس يُفضلون الملكية الفردية (العيش في جمهورية كما هو الحال في دولة المجر) مُقارنة بالملكية الجماعية (العيش في مملكة كما هو الحال في النرويج).[1]

سَمَحَتِ البيانات المُحَصَّل عليها بالتحقق مما إذا كان للعامل البصري دور مهم في نتيجة الجَرْد، فعلى سبيل المثال كُلُّ السيارات في النمسا والمجر تَحْوي ملصقا يحمل حرفا للدلالة على جنسية السيارة لكن هذا الحرف لا يُطابق اسم البلاد في اللغة المحلية (A وH على التوالي)، ومع ذلك لم يكن هناك أيُّ تأثير للحرفان على مواطني الدولتان عند إجراء البحث.[1]

كما هو الحال في الدراسة الأولى، فقد شملت الدراسة الثانية أيضا الحروف التي يكرهها المتطوعون، حيث طُلب منهم اختيار ست حروف على الأقل لا يُحبونها أو يكرهونها فعلا؛ وكما كان مُتوقعاً فمجرد وجود أحرف اسم المتطوع في لائحة الاختيار دفع به لاختيار أحرف أُخرى،[1]هذه التجربة زادت من نظرية تأثير حروف الاسم وكشفت على أنها نظرية صحيحة إلى حد ما وتنطبق على عدد كبير من الناس باعتبار أن نفس النتائج تكررت تقريبا في اللغات الإثنا عشر والتي شملها البحث.[1]

هوامش عدل

  1. ^ الكليات الثلاث عشر التي تم فيها إجراء الجرد هي مُختلفة، وكل واحدة تقع في دولة مُعينة ولها لُغة خاصة بها مُختلفة عن باقي اللغات التي تعتمد عليها الجامعات الأخرى في هذا البحث

مراجع عدل