يعد هوس الهروب مرضًا نفسيًا تخمينيًا إذ في عام 1851 افترض الطبيب النفسي الأمريكي صموئيل أ. كارترايت أنه سبب فرار كثيراً من الأفارقة المستعبدين الفارين من الأسر.[1] :41 وتمت إعادة نشر مقالة كارترايت على نحو واسع في الجنوب ولكن تعرضت المقالة إلى الكثير من السخرية والتهكم على نطاق واسع في شمال الولايات المتحدة الأميريكية ومنذ ذاك الحين تم فضح ذلك المدلول على أنه علم زائف [2] :2 وظهر بصورة تميل لكونه جزء من صرح العنصرية العلمية.[3]

هوس الفرار
صورة توضح ثمانية نساء تم تشخيص إصابتهن العقلية في القرن التاسع عشر (الرسام أرماند غاوتر)
صورة توضح ثمانية نساء تم تشخيص إصابتهن العقلية في القرن التاسع عشر (الرسام أرماند غاوتر)
صورة توضح ثمانية نساء تم تشخيص إصابتهن العقلية في القرن التاسع عشر (الرسام أرماند غاوتر)

معلومات عامة
من أنواع عنصرية علمية  تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات
التاريخ
المكتشف صموئيل أ. كارترايت  تعديل قيمة خاصية (P61) في ويكي بيانات
صموئيل أ. كارترايت (1793–1863)

وقد تم اشتقاق هذا المصطلح من اللغة اليونانية وهي باليونانية:πέτηςαπέτης أي "هارب أو [عبد] μανία وهو نوع إعتبره البعض نوع من أنواع الهوس أو الجنون [4]

واشتملت النسخة الثالثة من قاموس توماس لثروب ستيدمان الطبي العملي في أواخر العام 1914 على إدخال هوس الهروب كنوع من أنواع الهوس الذي لا يمكن السيطرة عليه والذي تم تعريفه بمجنونِ التجول.

التشخيص عدل

ووصف كارترايت في ورقة أصدرت من قِبل نقابة أطباء لويزيانا [2] هذا النوع من الهوس على انه اضطراب قائلاً «وعلى الرغم من أن أعراضه التشخيصية هي الفرار من الخدمة وهومعروف جيدًا للمزارعين والمشرفين لدينا ولكن لا يعد معروفاً لسلطاتنا الطبية» ولأنها شهدت رواجاً كبيراً فقد تمت إعادة طباعتها على نحو واسع.

وذكر ايضاً ان أحد اسباب المرض يعود إلى أسيادٍ في قديم الزمان «جعلوا من أنفسهم على دراية تامة بـالعبيد ومعاملتهم على قدم المساواة».[5]

«إذا تم التعامل معهم بلطف مما يشمل تغذيتهم تغذية جيدة وحسن الملبس مع اشعال القليل من النيران طوال الليل وتقسيمهم إلى عائلات مما يجعل كل عائلة لديها منزلها الخاص مع عدم السماح لهم بالركض ليلا أو لزيارة جيرانهم وتلقي الزيارات أو استخدام المشروبات الكحولية المسكرة وليس العمل الزائد أو التعرض أكثر من اللازم لحرارة الطقس حينها يمكن حكمهم بسهولة أكثر من أي شخص آخر في العالم وإذا كان أي واحد منهم يميل إلى رفع رؤوسهم فوق مستواهم مع سيدهم أو المشرف عليهم حينها فإن الإنسانية وخيرها تقتضي معاقبتهم حتى يقعوا في تلك الحالة المتدنية التي كان القصد منها العمل فليس أمامهم إلا أن يظلوا في تلك الحالة، وأن يعاملوا كالأطفال لمنعهم وعلاجهم من الفرار».

ويشير كارترايت في كتاب أمراض وخصوصيات العرق الزنجيي إلى أن الكتاب المقدس يدعو إلى أن يكون العبد منقادًا إلى سيده وبذلك لن يكون لدى العبد أي رغبة في الهرب خصوصا في العرق الزنجي

«إذا حاول الرجل الأبيض معارضة إرادة الإله، من خلال محاولة جعل الزنجي أي شيء آخر غير» الخضوع للسيد«(التي أعلن سبحانه وتعالى أنه يجب أن يكون)، من خلال محاولة رفعه إلى مستوى عالٍ مع نفسه، أو من خلال وضع نفسه على قدم المساواة مع الزنجي أو إذا أساء استخدام السلطة التي أعطاه الله على إخاه الإنسان، من خلال كونه قاسيا ً معه، أو معاقبته غاضباً، أو بإهمال حمايته من الانتهاكات الغاشمة لزملائه الخدم وجميع الآخرين، أو بحرمانه من وسائل الراحة الضرورية المعتادة للحياة، فإن الزنجي سيهرب ولكن إذاجعله في الموقف الذي نعلمه من الكتب المقدسة والذي كان المقصود بها أن يعمل، وهذا هو الخضوع بحد ذاته وإذا كان سيده طيب القلب وكريما يتحمله دون تعالي، وفي الوقت نفسه يكون مفوضاً لاحتياجاته الجسدية ويحميه من الانتهاكات حينها فقط سيكون الزنجي مذهولاً ولن يهرب».

الوقاية والعلاج عدل

و وصف كارترايت علاجًا محدداً لهوس الفرار وكان حدسه يشيرعليه قائلاً: «مع بعضاً من النصائح الطبية المختارة والتي يتم اتباعها بعناية ودقة يمكن منع هذا الأسلوب المزعج الذي يعاني منه العديد من الزنوج بالهروب بالكامل». [4] وجعل الأطباء من المستحيل الجسدي عن طريق إزالة كل من أصابع القدمين الكبيرة. [1] كعلاج لهذا «المرض»،:42 في حالة كون العبيد «عابسون وغير راضين دون سبب»، فهي علامة تحذيرمن عملية فرار مرتقبة ووصف كارترايت قائلاً: «يعد الجلد تدبير وقائي لخروج الشيطان منهم»

النقد المعاصر عدل

وبينما تمت إعادة نشر مقالة كارترايت في الجنوب إلا أنه تم السخرية والإستهزاء بها على نطاق واسع في شمال الولايات المتحدة الأميريكة وظهر تحليل ساخر للمقال في افتتاحية المجلة الطبية بافالو عام 1855 [6] إذ لاحظ مهندس المناظرالخلابة الشهير فريدريك لو أولمستيد في إحدى رحلاته في دول العبيد الساحلية عام(1856) أن الخدم البيض الذين عُرِضوا للفرار كانوا معروفين غالبًا بالفرار أيضًا، لذلك إنتقد ساخراً أن المرض المفترض كان في الواقع من أصل أوروبي أبيض وكان قد تم إدخالها إلى إفريقيا عن طريق التجار.[7]

انظر أيضًا عدل

المراجع عدل

  1. ^ أ ب White، Kevin (2002). An introduction to the sociology of health and illness. SAGE. ص. 41, 42. ISBN:0-7619-6400-2. مؤرشف من الأصل في 2020-04-20.
  2. ^ أ ب Caplan، Arthur؛ McCartney، James؛ Sisti، Dominic (2004). Health, disease, and illness: concepts in medicine. Georgetown University Press. ISBN:1-58901-014-0. مؤرشف من الأصل في 2020-04-20.
  3. ^ Pilgrim, David (نوفمبر 2005). "Question of the Month: Drapetomania". Jim Crow Museum of Racist Memorabilia. مؤرشف من الأصل في 2017-07-20. اطلع عليه بتاريخ 2007-10-04.
  4. ^ أ ب Cartwright، Samuel A. (1851). "Diseases and Peculiarities of the Negro Race". DeBow's Review. ج. XI. مؤرشف من الأصل في 2019-09-27. اطلع عليه بتاريخ 2011-11-16.
  5. ^ Baynton, Douglas C. "Disability and the Justification of Inequality in American History". The New Disability History: American Perspectives, 2001.
  6. ^ S. B. Hunt (1855). "Dr. Cartwright on "Drapetomania"". Buffalo Medical Journal. ج. 10: 438–442. مؤرشف من الأصل في 2020-04-20.
  7. ^ Frederick Law Olmsted (1856). A Journey in the Seaboard Slave States, with Remarks on Their Economy. Mason Brothers. ص. 226. مؤرشف من الأصل في 2020-04-20.

المصادر عدل

روابط خارجية عدل

  إخلاء مسؤولية طبية