جبل مسور المنتاب
جبل مسور المنتاب ويسمى بجبل تخلي، وهو أحد جبال محافظة عمران والذي يقع في مديرية مسور ، والذي يحدة من الشرق بلاد المصانع التابعة لمديرية ثلاء ومن الغرب وادي لاعة ومن الشمال مدينة حجة .
جبل مسور تاريخ وحضارة
نظراً لموقع جبل مسور الإستراتيجي والمساحة الواسعة والتضاريس الجيد للتمركز في سفوح الجبل حيث وقد حدث فية عدد من الأحداث التاريخية على مر العصور ، ففي العصور الوسطى وقبل الاسلام احتل جبل مسور مركزاً عسكرياً وموقع للتواصل ونقل الأحداث من المناطق المجاورة الى المراكز العليا في عهد التبع اليماني والذي جعله البعض البوابة الغربية للدخول الى المناطق الوسطى في دولتهم أنذاك .
وفي العصر الاسلامي وبعد دخول ساكني جبل مسور في الاسلام اصبح الجبل مركزاً وساحة لتعليم الدين الاسلامي الحنيف، فعندما ارسل رسول الله صلى الله علية وسلم معاذ ابن جبل الى اليمن لنشر الدين وتعليم اهل اليمن أمور وقيم ومفاهيم الاسلام وبعد ان وصل معاذا ابن جبل الى صنعاء وامر ببناء الجامع الكبير بصنعاء ، الأمر الذي جعل سكان جبل مسور ببناء مسجداً بنفس التصميم والبناء المعماري للجامع الكبير بصنعاء ، والبعض يقول بأن معاذ بن جبل قد انتقل من صنعاء واستقر لمدة زمنية ليست بطويلة في جبل مسور وهو من اشرف على بناء الجامع الأثري بجبل مسور ، حيث وهذا الجامع القديم لا يزال قائماً على اركانة الأربعة وتقام فية جميع الصلوات حتى يومنا هذا .
لقد مر جبل مسور بعدد من الأحداث التاريخية والصراعات التي حدثت بين الملوك الذين حكموا جبل مسور وجعلة منه مركزاً لدولتهم ، فقد حكم وتمركز فية الملك الصليحي علي بن محمد الصلحي احد ملوك الدولة الصليحية وقد اقام فية لعدة سنوات ، وبعد وفاتة خلفة ابن أحمد ابن علي الصليحي ، والذي تولى منصب والدة في سن صغير ، لاكنة لم يلبث في الحكم طويلاً ، حيث أغار علية علي ابن الفضل والذي دارت بينهما صراعات ادت الى وفاة احمد ابن علي الصليحي ، واستولى علي ابن الفضل علي جبل مسور ، في حين انتقل من تبقى من ابناء احمد ابن علي الصليحي ومنهم الملكة اروى بنت احمد الصليحي الي جبلة، والتي أقامت دولتها بمدينة جبلة، استمر علي ابن الفضل في السيطرة على جبل مسور تحت ظل الدولة الفاطمية ، وقام بنشر المذهب الفاطمي لمدة ، حيث حدث عدد من الصراعات المذهبية بين علي ابن الفضل وبين ابن حوشب ، حيث وابن حوشب علي مذهب السنة، وانتهت الصرعات بالقضاء على علي ابن الفضل وعلى جميع مناصرية من المذهب الفاطمي .
استمر ابن حوشب في السيطرة على جبل مسور ، وبعدها انتقل الى منطقة اسفل الجبل تسمى عدنة لاعة ، وهي قرية في وادي لاعة وأقام بقية حياتة هناك .
ومن الملوك والحكام الذين حكموا وسيطرا علي جبل مسور الملك المنتاب ومن هنا جاءت تسمية جبل مسور بجبل مسور المنتاب ، المنتاب حكم وتمركز في المنطقة بقوة لم يمتلكها أحد من الملوك السابقين الذين سيطروا على جبل مسور ، وقد قام ببناء مراكز للحراسة في أكثر من منطقة مطلة على الوديان والمناطق حول الجبل ، واغلق جميع الطرق والممرات المؤدية الى الجبل ، وجعل له منفذين كطريق ، إحداهما من الجهة الشرقية والأخرى من الجهة الجنوبية .
يقول البعض بأن المنتاب حكم وتولى على جبل مسور لفتره طويلة من الزمان ، ولم يستطع أحد التغلب علية ، الأمر الذي جعلة يملك الكثير من المال ، ولكنة لم يستخدم وينفق ذالك المال كما يجب ، فقد افسد وتبختر وتجبر وارتكب العديد من المحرمات ، مما أدى الى زواله .
جبل مسور حالياً
يسكن جبل مسور عدد من القرى المتفرقة على كامل الجبل والمجتمعة تحت اسم عزلة جبل مسور، عزلة جبل مسور هي إحدى العزل التابعة لمديرية مسور ، والمعروفة بالكرم والشهامة ويمثلها الشيخ الكبير محمد حزام الفقية شيخ عزلة جبل مسور وشيخ مشايخ مسور كافة .
الارض الزراعية والموراد المائية
يتحوي جبل مسور على ارض واسعة وعدد كبير من المدرجات الزراعية التي يزرع فيها القمح والشعير وعدد من البقوليات.
يحتفط جبل مسور لكمية وافرة من المياة حيث ينبع منه عدد من العيون والغيول التي يسقي ويشرب منها سكان جبل مسور وعدد من القرى المجاورة للجبل ، كما ينبع من سفول الجبل شلل مائي كبير نوعاً ما والذي يسمى بشلال الساربي والذي يقع في الجهة الجنوبية للجبل ويصب الى قرية بيت الجحدري ، لكن هذا الشلال ليس لسكان الجبل أي نصيب منه ، ويستفاد منة القرى التي اسفل الجبل من نفس الجهة ، ولذالك اطلق عليه مثل شعبي معروف وهو (غيل مسور يسقي غير اهلة).