مرحبًا، وأهلًا وسهلًا بك في ويكيبيديا العربية. ويكيبيديا هي مشروع موسوعة حرة، يمكن للجميع تحريرها. كي تستطيع تحرير ويكيبيديا بشكل أفضل؛ هذه بعض الإرشادات لبداية جيدة:

لاحظ أنه يجب إضافة المصادر ما أمكن للمعلومات التي تضيفها إلى ويكيبيديا، كما ينبغي أن لا تخرق حقوق النشر. إذا ما أردت إنشاء مقالة جديدة، يفضل أن تبدأها في الملعب أولًا، ثم نقلها إلى النطاق الرئيسي. أخيرًا، لا تتردد في طلب المساعدة إذا ما واجهتك أي مشكلة، وذلك بطرح سؤالك على فريق المساعدة. بالتوفيق.

-- -- Glory20 (نقاش) 10:34، 30 ديسمبر 2020 (ت ع م)ردّ

العلامة  : المكان الذي طبع الزمان عدل

العلامة : المكان الذي طبع الزمان ( الجزء الأول )

في البدء كانت العلامة .. صندوق كبيرمصنوع من الخشب ، مكعب الحجم مساحته الإجمالية لاتتعدى شخصين ، مرتفعة عن الأرض مقدار صومعة متوسطة في علوها تقريبا ، يتناوب على صعودها شخصان واحد في الصباح والآخر في المساء وذلك على متن سلم خشبي متين ، وإذا سألتهم عن سبب وضعها بجانب هذا الحرم المخزني يقولون هي برج المراقبة بالنسبة لجميع هذه الدواويرالمحيطة بها من الجهات الأربع ... في البدء كانت العلامة .. مركزا لرصد حركات السكان الطائشة بسبب مشاكل الحرائق المفاجئة التي كانت تبدأ بوقيدة أو بأعقاب سيجارة أو هيشرة تنقلها الرياح من مكان بعيد ..ومن هنا اندلعت حرائق كثيرة أتت على الأخضر واليابس وسمي ذلك العام بعام لحريكة .. من زار القنيطرة ولم يزر العلامة كأنه ما زارها .. من أي دوار أنت ؟ أمن دوار باب فاس المنطقة / المدخل القريبة من سبو النهر الغرباوي العظيم ؟ أم من دوار البوشتيين ؟ نسبة إلى جدهم سيدي علي البوشتي دفين المقبرة الشهيرة التي دفن بها عظماء القنيطرة وفقراؤها .. فإن لم تكن من دوار لارما (مسيو لارما أحد المعمرين الفرنسيين ) أو من دوار لا نتيري أو من دوار الطبيب ( الطبيب الذي اشتهر في المنطقة بعلاج المرضى ) أو من دوار العريبي الواقع على ضفاف المرجة فمن أي دوار أنت ؟ ربما تكون من الدواوير المجاورة للعلامة وربما أنت ممن عاشوا وشهدوا بداية تكوين دوار الرجا فلله يوم شب ذلك الحريق المهول الذي ذهب ببنايات البراريك إلى النار الموقدة حتى كاد الدوار ينمحي من الخريطة لولا لطف الله ( تلاوة اللطيف ) واليأس الذي جعل الساكنة تتضرع إلى الله بقولها ( رجانا فلله ) وجاءت أقوام مهاجرة من الجنوب تبني براريك لها قريبة من هؤلاء المنكوبين سموا فيما بعد دوارصحراوة .. وتظل العلامة المركزالاقتصادي والاجتماعي والإداري الذي تتوافد عليه مختلف الدواوير لقضاء حوائجهم .. قادني إلى العلامة شيء من الفضول ، اندفعت برغبة عارمة لإكتشاف تضاريس المكان ، وفي ذهني تتصارع أفكار وتتداخل مشاعر وصور بعضها مؤتلف وبعضها مختلف بعضها يرجع إلى تاريخ طفولي لاعلاقة له إطلاقا بما يعيشه الناس اليوم ، وبعضها يحملني على استحضار شذارات منها ما يتعلق باللغة ومنها ما ينتمي إلى عالم الرموز والعلامات ، وكنت كالذي يتخبطه الشيطان من المس .. وتنتصب " العلامة " شامخة في مخيلتي بأشكال مختلفة كحروف الهجاء تتداخل وتتخارج .. فمرة تبدو لي كالسمة والأمارة أو الشعار الذي به تتميز الأشياء وتتضح ، ومرة كالأثرالذي ينصب في الطريق فيهتدى به كعلامات المرور، أو كرمز من رموز الإعراب فيه من التعجب والاستفهام ما يفيد السائل والمسؤول والمتعجب والمستعجب ، ومرة كالدال والمدلول وما يتعلق بهما من أغراض الإشارة الدالة على وجود شيء في زمن سالف كبقايا الديار المهدمة أو كعلامة على وجود أقوام كانوا يسكنون بها ثم هلكوا وضاعوا " وما هموني غير الرجال إلاضاعوا .. والحيوط إلا رابوا كللا يبني دار " وتبقى " العلامة " كلفظة مفردة بصيغة الجمع تتألف من وحدات صغيرة هي الحروف التي تختزن ذاكرة جماعية وترتبط بمعان خاصة تختزل أحداثا نفسية واجتماعية واقتصادية لها وقع خاص في نفوس من سكنوا بها واكتووا بلظى نارها .. حدثني يوما أحدهم عن من كانوا هنا بالأمس يستقطبون الناس من بقاع مختلفة ، يحيون حفلات الرقص والموسيقى على شاكلة المهرجانات الفرجوية التي ينظمونها اليوم بأسعار باهظة فقال : ـ ـ في هذه الساحة بالذات وأشار إلى الأرض الخلاء أمام حانوت المحفوظ والسي سعيد كانت تقام الحلقة بمختلف أصنافها وتلاوينها يديرها جيل من الرواد منهم الفكاهيون أمثال ازريويل ولد الجبوري وبن داود وهم أبناء المنطقة وسكانها الأقدمون ، يسردون الطرائف والمستملحات في قوالب تمثيلية تارة وعبر الحكايات تارة أخرى وذلك بطريقة تشد الناظرين ، وإلى جانبهم حلقات المطربين والفنانين الشعبيين مثل اعبيدات الرمى والرويس باللغة الأمازيغية والحكاؤون أصحاب الروايات والعنتريات وأحاديث الدين التي يمثلها صنف من الفقهاء .. عالم فسيح من التشويق والمتعة والفرجة لاحدود لها.. ولا تستطيع أن تغادر هذا الفضاء قبل أن تستنشق رائحة الشواء واللحم المطبوخ على طاولة ابا الرواس الذي يستدعيك بدوره لالتهام قطع منها بدون خبز ، يلفها لك لفا في كاغيط من ورق خشن بعدما يرشها بشيء من الكامون والحار .. وعلى جنبات حانوت الأخوين المحفوظ والسي سعيد وبجواره تصطف محلات أخرى يتقدمها صاحب البطن الكبيرة العارية في الصيف والمغطاة في الشتاء ، كلما أتيت عنده تشتري ما تحتاجه من زيت بلدي وزيتون تجده يدهن البطن ببقايا الزيت العالقة بيديه وهو يقول الحمد لله على نعمة الله ، وبجانبه الفخاري بائع الفحم وأمامه رجال يبيعون حزما من الأعواد ونساء قابعات خلف دلاء صغيرة تنبعث منها روائح النباتات العطرة .. وأنت تتقدم إلى الأمام شيئا فشيئا يتراءى لك عن قريب متجر بكار بما يحتويه من مواد غذائية مختلفة إضافة إلى كل ما تحتاجه في البيت من عقاقير وأواني ولوازم مدرسية وما إلى ذلك .. وتشق طريقا قريبة منه تقودك إلى سوق الخبز بعيدا عن خبز مولاي احمد عند عيشة حوراك.. ـ ـ سوق الخبز ممر طويل على اليمين وعلى اليسار الخبز كمعاني الجاحظ مطروحة هنا وهناك بكثرة موضوعة في السلال تحت الطلب فلا مجاعة بعد اليوم ، خبز طري بأشكال مختلفة منه المستدير ومنه الطويل وبأثمنة جد مناسبة

العلامة : المكان الذي طبع الزمان ( الجزء الثاني ) في هذا الجزء الثاني من ذاكرة هذه المعلمة التاريخية ذات الصرح المكين ، أقف إجلالا وتعظيما لهذا المكان المهيب ، وأستحضر بكل حميمية سلطته وإفضاله علي وعلى من سبقوني إليه ، وعلى الذين نشأوا ببراءتهم وترعرعوا على كبرهم في أكنافه فأصبحوا رجالا ، رغم الضعف والفقر ونقص الموارد كصعوبة الحصول على الماء لولا وجود سقايات بعيدة المنال ، أو مثبتة على متن صهاريج وفي مراحيض يعود تاريخها كما لوأنشئت إبان القرون الوسطى (صهريج فران ماما ، صهريج طاحونة حمادي ، صهريج على مقربة من متجرالأخوين المحفوظ والسي سعيد ، صهريج قبالة حانوت عبد القادر الوجدي وأخيه يحيى المشهوران بالزريعة والحمص الطري ) ، وبرغم المعاناة بسبب الأمراض والأوبئة الفتاكة كحمى المستنقعات والجربة التي أصابت جيل الستينات وأنا منهم وكانوا يسمونها أمل حياتي لأنها تزامنت مع صدور أغنية سيدة الطرب العربي ، ومن عاش تلك الفترة يتذكر بطرافة وإبداع تلك اللازمة الشهيرة ( أمل حياتي ..حك حك بلاتي .. حتى يجيوا وليداتي ) وكان المصابون بالحكة يتوجهون صحبة أوليائهم إلى la fourrière المحجزالبلدي حيث يعرونهم هناك ويرشونهم بسائل من الكبريت كريه الرائحة .

كما لا ننسى وما ينبغي لنا أن ننسى تلك الأمطار القوية والغزيرة ببرقها المشع ورعدها المدوي والقاتل الذي أتى ذات مساء على عجل سمين فتركه  أشلاء متفرقة وكانت الوزيعة من نصيب الفقراء الذين اشتروها بثمن بخس دراهم معدودة ولم يكونوا فيها من الزاهدين ، و كذا  تلك الرياح العاتية والزلازل الفجائية التي كانت تأتي على القوم وهم في غفلة نائمون ، فمن نجا  منهم ازداد قوة وقساوة وعاش حينا من الدهر وأصبح شيئا مذكورا ..  
 فكان من بين هؤلاء أطرا كبارا وموظفين سامين وفنانين وكتابا مشهورين كصاحب بيضة الديك وصاحب ديوان سيدة التطريز بالياقوت ، ورياضيين مرموقين أبطالا للعالم في ألعاب القوى وسباق المسافات الطويلة وغيرهم كثير ...  

هذه هي العلامة / المعلمة التي تشكلت بتراكم مجموعة من البراريك ( مفرد براكة : بيت أوبيوت من الخشب يحيط بها سور أو أسوار من قصدير قديم أغلبه مستورد كعلب الزيت المهداة من صندوق دعم البلدان الفقيرة في الولايات المتحدة الأميريكية ، والتي تحمل شارة التضامن باليدين المضمومتين ، أومن قصدير براميل قديمة تسمى في الهندسة بعملية نشر الأشكال الأسطوانية ) ، تتراءى للناظر من بعيد كفسيفساء بعضها متماثل وبعضها يحتاج إلى عمليات إزاحة بسيطة لتحقيق التماثل ، وقد تفنن في صناعة هذه الأسوار التاريخية حرفيون كبار منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، وأذكر منهم على سبيل المثال من المعلمين بوعينين و با الكبير و التيجاني وغيرهم من التلاميذ .

  تمتد هذه البراريك  كتضاريس جغرافية  على طول الطريق الرابطة بين ديور عشرة آلاف وديور المخزن ، هي طريق طويلة شيئا ما ولكن طولها سرعان ما يتحول إلى متعة  وفائدة  يجنيها السائح عندما يجد ما يلبي فضوله وما يفي بقضاء حاجاته وأغراضه ، هذه الطريق هي التي ستسمى فيما بعد بشارع العلامة  .. على مقربة من ديور عشرة آلاف وبالضبط في مفترق الطرق بينها وبين البراريك وفي المنعطف الذي يؤدي إلى لابيطا كانت توجد ساحة فسيحة  لسوق النعناع  أو رحبة النعناع  .. هناك أكوام مختلفة من النعناع منه النعناع  العبدي نسبة إلى عبدة والفليوي المعطر برائحة افليو والنعناع الرميلي نسبة إلى الأرض التي يزرع بها ( خميس الرميلة ) وهو أجود أنواع النعناع .  

وعلى طول جنبات شارع العلامة تمتد عشرات وعشرات الحوانيت والمتاجر مثل حانوت با العربي وبات محماد وصالح مول البوطات الذي اشتهر بهذا الاسم بعد حادثة انفجار قنينات الغاز عليه داخل الحانوت حتى كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة في أول مرة ، لولا لطف الله وطول عمره ، ومن شجاعته أنه هرع مسرعا إلى سقاية الماء المتواجدة أمام حانوته ، إلا أنه في الانفجار الثاني لم يجد بدا من إسلام روحه العنيدة لخالقه ..

 كما يتميزهذا الشارع بوجود سوق صغيرة للخضر والفواكه موضوعة على طاولات عريضة أمام المحلات التجارية و صناديق من الأسماك الطري ، وعدد من الحرفيين من النجارين والحلاقين أمثال بوجمعة وبا مسعود الرجل القزم الذي كان يقف شامخا أمام زبنائه من غير ضعف أو نقص ، وبعض من الجزارين أمثال الهمبري بائع اللحوم الحمراء المنشورة أمام طاولته  أكواما أكواما من عينات وكميات مختلفة  لا ضابط لها بالوزن سوى ثمنها الذي يحدد قيمتها، يومها لم يكن لما يسمى اليوم باللحوم البيضاء أي أثر يذكر ..  

لن أغادرهذا المكان الذي ظل يشغلني منذ سنين طويلة ، ويفرض علي طقوسه وأيامه ولياليه دون أن أتذكر أهله وناسه وجيرانه وساكنته بصفة عامة ، كانوا يشكلون طبقة واحدة حتى لا تكاد تميز بينهم في القريب من البعيد ، فإذا غاب أهلك تجدهم يحضنونك كآبائك أو أشد من ذلك ..يحضرون معك في المناسبات في السراء و في الضراء وينوبون عنك في غيابك كما ينوب المفعول عن الفاعل أو كما تنوب الحركات عن الحركات في مواضع الإعراب بالنيابة .. أتذكر اليوم موسم ركراكة الذي ينظمه شرفاء الصويرة ( الشياظمة ) والتي تبدأ الاستعدادات له انطلاقا من العلامة حيث يقطن أغلب رجالاته بالمنطقة ، إذ لا يمكنك إلا أن تحضر في الوقت المناسب لتشهد انطلاقته الكرنفالية على يد فرقة من الرماة التي تتفنن في الألعاب بالبنادق المعبأة بالرصاص ثم الاستعراض الكبير الذي يبتديء من هناك عبر شارع المسيرة ( طريق عين السبع سابقا ) لينعطف إلى اليسار على طول شارع محـمد الخامس في اتجاه مقبرة الشهداء حيث يدفن جدهم الولي الصالح سيدي العربي بوجمعة .. وتكون هذه المسيرة إيذانا بأول يوم للموسم ويسمونها التقدام وتكون يوم الخميس من شهر أبريل ، وتحضرني اللحظة الدفوعات وهي عملية لا دخل فيها للرجال حيث تتهيأ النساء وتتفنن كل حسب إمكانياتها ومستواها في إعداد قصعات الطعام المزوق والمزركش بما لذ وطاب من الدجاج واللحم والبيض المسلوق وما استطعن إليه سبيلا .. هذه يا سادة يا كرام نبذة موجزة ومختصرة عن العلامة المكان الذي طبع الزمان .. الزمان الذي سيظل راسخا في الأذهان مهما طال الزمان .. أشكر جميع من شاركني إياه من بعيد أومن قريب كما أتقدم بجزيل الشكر وخالص المحبة والود إلى كل من عبر لي عبر الكتابة بجمال تعبيره وصدق أحاسيسه عن هذا الزمان الذي يسكننا ونسكنه ويعيشنا ونعيشه ..

 . تحياتي لكم جميعا وإلى لقاء قادم بحول الله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 



العلامة: المكان الذي طبع الزمان (الــجـــزء الــثــالــث )

تيمة الاعتراف : أود في البداية أن أتقدم بخالص تشكراتي وعظيم امتناني لكل الذين شاركوني من قريب أو من بعيد هذه الرحلة الاستكشافية لهذا المكان الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ، وأرخى علي سدوله بأنواع الهموم ليبتلي .. فإلى كل هؤلاء وأولائك وإلى اللائي واللواتي أثلجوا صدري بأحلى التعابير وبأصدق المشاعر وجميل الثناء وخالص الود والإطراء ..إليكم جميعا أرفع قبعتي عاليا ، لأنكم أنتم الذين سهرتم على إخراج هذا الجنين من رحم المعاناة ، وبفضلكم رأى النور وبفضلكم أنا اليوم أستمر في الحكي .. كما أتقدم وبكل فخر واعتزاز إلى صديقي وأستاذي العزيز الدكتور حسن لشكر الذي شجعنـي على هذا الاستحضار البهي حسب توصيفه اللطيف . الــنــص : ها أنا ذا عائد إليك يا علامتي والعود أحمد ، وها هي ذي دواويرك تلوح لي من بعيد كبقايا الوشم في ظاهر اليد ، من البوشتيين إلى الطبيب وباب فاس والعريبـــي ولانتيري و لارما والرجا فلله وصحراوة ، وها أنا ذا أجوب دروبك دربا دربا فتبتلعنـي أزقتك ، وتنغرس قدماي في أرضك المتربة إلى الكعبين ، وأستنشق رائحتك المنبعثة من زهر الأقحوان ، الممزوجة برمالك الحارقة ، فأتذكر زمن الطفولة الجميل و المرحوم أحمد بوكماخ في سلسلة اقرأ ، مع النشيد الشجي الذي به أستحضر ذكريات أرض أجدادي ومسقط رأسي ، هذا النشيد لزهر الأقحوان في جزئه الثاني من القسم الثاني الابتدائي وهذا نصه : إنني زهر بـــديـــــــع ..................ومعي يأتي الربيــــــــــــــــــــــع أنا زهر الاقحــــــــوان .................. أنا سلطان الزمـــــــــــــــــــــــان ..................... أنا سلطـــان الربيـــــــــــــع ................... بي تزدان المــــــــروج ................... ومعي الريـــح تمــــــــــــــــــوج قلب أزهاري أصفــــر ................... وبها الجــــو يعطْـــــــــــــــــــــر .................... وبها يحلو الرّبيـــــــــــــــــع .................. احترس حين تسيــــر .....................لا تدُسني يا سميـــــــــــــــــــر واحترم كلّ النبـــــــات ....................وأزاهيــــــــــر الفـــــــــــــــــلاة .................... فأنا رمـز الرّبيـــــــــــــــــع ............... ما أعتقد أنكم قد نسيتم هذا النشيد ، حتى وإن كنتم قد نسيتموه فها أنا أستحضره اللحظة أمامكم حرفا حرفا لأنني كنت أظنه يومئذ نشيدا وطنيا كتب عموما لمدينتي وخصوصا لعلامتي . يعد الأقحوان ( حلالة ) من فصيلة المركبات ، وهو عشبة يبلغ ارتفاعها من 20 إلى 120 سم ، لها ساق مضلعة عارية وقليلة الفروع ، أوراقها مجنحة ومسننة تفوح منها رائحة تشبه رائحة الكافور عند هرسها ، وأما أزهارها فمستديرة ، في وسطها رأس كروي أصفر اللون يتكون من زيت طيار ، ومواد مرة . تحتوي على كمية كبيرة من مضادات الأكسدة من نوع الفلافونوييد والكاروتين التي تساعد البشرة الحساسة في مكافحة العناصر الضارة المسؤولة عن شيخوخة الخلايا. كما تتمتع الزهرة بخصائص مضادة للجراثيم والفطريات لاحتوائها بالإضافة إلى مادة الكاروتين السابونين : المادتان تنشطان جهاز المناعة ، وتستعمل النبتة لمعالجة الالتهابات الفموية والحبوب ولسعات الحشرات ، وتخلط مع المراهم أو تدهن على الجروح والجلد وحتى الندبات القديمة للاستفادة من مفعولها القوي في التئام الجروح ..

في البدء كانت العلامة .. مهد الحضارة الشعبية وملتقى رجالات عاشوا وصاغوا تاريخها البطولي وبصموا ذاكرتها الجماعية بكثير من الفخر والكرامة وعزة النفس رغم شظف العيش وشدة الحاجة ، رجالا صنعوا رجالا وأمة صنعت شعبا عريقا فكانوا الأصل وما تلاهم هم الفرع الذي أسس للمدينة الحديثة العهد  ..   العلامة منتدى تلاقح الثقافات المهاجرة من مختلف المناطق المغربية وانتشار ما يسمى بالتلاسنات القبلية ، فهذا الحسناوي يصف الغرباوي  في صورة ساخرة حين يقول عنه ( اللي محرف بالغرباوي محرف بقراب خاوي ) ويرد عليه الغرباوي متهما إياه بالبخل خاصة حين أدركه الليل وجاء قاصدا بابه فقال له  الحسناوي ( القوبع  - نوع من الطيور -  خير منك وتبيت في الخلاء ) ويقولون عن الحوزي ( لهلا يحوز عليك شي مسلم  )  ــــ " والحوز  بوقزانة  " القزانة  : وعاء صغير  يشبه الدلو  وفيها نوع من الكناية عن الهجرة التي تحمل  طابع الفقر المدقع  .  

على جنبات شارع العلامة تقام خيام الطبالين والغياطين ومجموعات متخصصة في الفنون الشعبية بآلاتها الطربية الكلاسيكية ، تستغل هذا المكان بالتدريب على الغناء والتفنن في إشهار مقامات العزف واللحن البديع طيلة النهار ، تستجلب الزوار وتلبي دعوات الراغبين في إعداد الحفلات والأعراس .. فرق من الفنانين المطبوعين المتخرجين من معاهد الأحياء الفقيرة .. وغير بعيد منهم يستوقفك "عيروض " لقب اشتهر به محمـد بكار تلميذ الكيزاوي الملاكم سابقا ، و "عيروض " اسم الجنـي الذي كان يخدم سيف بن ذي يزن ، من يعرف عيروض يا سادتي الأعزاء لا يسألنـي عن توفيق الولد المنغولي الذي كان يرافقه ، ويأخذه معه إلى المواسم والأسواق . فإذا كنت ممن يحضر في البدايات فإنك تستمتع بوضع اللمسات الأخيرة لعرض فرجوي غريب في الملاكمة ، حين يبدأ المعلم في استقبال ضربات تلميذه ، مرة على الوجه وأخرى في اتجاه البطن بطريقة بهلوانية رائعة ، حتـى تستكمل الحلقة عناصرها التشكيلية رويدا رويدا.. وبينما أنت كذلك تنتظر دخول بطلين حقيقيين من كلا الجنسين كـي تستمتع بأشواط حارة في فن الملاكمة ، يتناهى إلى سمعك صوت مزمار فخيم تصاحبه أهازيج ، تجعلك داخل جو عيساوي صاخب ، فتخرج مسرعا من حلقة عيروض لتجد روحك أمام با الرحالي صاحب صندوق العجائب والما طايب ، هذه فتاة بل امرأة في ريعان الشباب تقبل ضاربة على بندير كانت قد سخنت جلده المرتخية على نار في مجمر ، يتطاير فحمه الأسود لهيبا أحمر ، فيستجيب البندير لوقع اليدين العريضتين بصوت يصم الآذان ، هذه هي ابنة با الرحالي وهذا زوجها الرجل العيساوي ذو الشعر الطويل ينفخ في الغيطة نفخا تغذو فيه الوجنتان وتروح بين مد وجزر ، وهذا با الرحالي يشرب الماء من الغلاية حارا وساخنا ويرشه على الناس بردا وسلاما ، ويخرج الأفاعي والحيات ويتركها على الأرض تسعى ثم يأخذها ولا يخاف ، فمرة يديرها حول عنقه ويدعها تتلوى ، ومرة يقبض عليها من رأسها ويتركها تغرس أنيابها على جبهته فيسيل منها الدم .. ثم يأتي دور الراوي با السباعي بصوته المبحوح و الذي يشد انتباه جمهوره ببقايا حلقات السلسلة الحكائية الفانطاستيكية مشيرا إلى الحلقة بقضيبه المعدني المصنوع من هوائيات الراديو :

( إيوا سمعوا يا حضار بعد الصلاة على النــــبــــي  المختار  ، نعيد ليكم ما سار  من قصة سيف بنو ذي يزن  و ما وقع له  في سفره  إلى الحبشة  بحثا عن زوجته  للا منية النفوس .. )   

ولا ينبغي أن تنسى عزيزي المشاهد " با مبارك " طبيب الأسنان الذي يأتيه المريض بالليل يشكو ضرسا حرمته من النوم ، فيناوله محلولا من علبة مستوردة يجعله ينام هادئا حتى الصباح ، فيأتيه لاقتلاعها .. كثيرة هي الشخصيات والأبطال الذين صنعوا للعلامة مجدا تنوء بحمله الجبال ، وإذا سألتني عن الشطار والعيارين فهم صنف من الرجال منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، كانوا لا يشق لهم غبار ولا يرضون بالذل والعار ، يقومون بدور البطولات ويذرؤون السوء عن ذويهم وأبناء حيهم ، خيرهم أكثر من شرهم ، يقفون بجانب المقيمي الأعراس والحفلات ويساعدون المرضى وذوي الحاجات ، مات " بغداد " بدوار الطبيب وخلف وراءه صيتا حميدا لا زال يذكره به من عاشره وانتهت إليه مودته ، ومات " زامبلا " بالعلامة و " الجانبة " بدوار لانتيري ولا زال " ولد يزة " و " فونتوماس " وغيرهم ممن نسيت .. وأقف هنا دقيقة صمت لأقرأ الفاتحة ترحما عليهم .. وحتى أعود لأستكمل لكم ما بقي عالقا بذاكرتي في حلقات قادمة ، أتمنى لكم أياما سعيدة وأعمارا مديدة ، طبتم وطاب مسعاكم ونهاركم . .--ادريس بلمختار (نقاش) 12:58، 30 ديسمبر 2020 (ت ع م).--ادريس بلمختار (نقاش) 12:58، 30 ديسمبر 2020 (ت ع م)ردّ

حذف سريع لـ /العلامة المكان الذي طبع الزمان عدل

 

مرحبًا. تم ترشيح الصفحة /العلامة المكان الذي طبع الزمان التي قمتَ بإنشائها للحذف السريع؛ وذلك بسبب أنها مستوفية لواحد أو أكثر من معايير الحذف السريع، وهذا يعني أن الصفحة ستُحذف عن قريب. إذا كان لديك اعتراض على عملية الترشيح، يُمكنك إضافة قالب {{نسخ:تمهل}} وأي نقاط هامة في صفحة نقاش المقالة، أو يُمكنك طلب استرجاعها إذا تم حذفها من خلال صفحة طلبات الاسترجاع -إذا كنتَ متأكدًا أن الصفحة غير مخالفة-. شكرًا لك. -- JarBot (نقاش) 23:24، 30 ديسمبر 2020 (ت ع م)ردّ