نقاش:المخزن (المغرب)/أرشيف 1

أرشيف هذه الصفحة صفحة أرشيف. من فضلك لا تعدلها. لإضافة تعليقات جديدة عدل صفحة النقاش الأصيلة.
أرشيف 1


«المخزن» كمصطلح يرمز للدولة, من البداية الى الوقت الراهن

حسب الروايات التاريخية, يعود أصل مصطلح «المخزن» إلى عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي عندما عرف المغرب في عهده رخاءا منقطع النظير واستحدث لأول مرة في تاريخ المغرب مخازن لتحصيل الزكاة عن الحبوب، واضعا عليها حرسا بلباس موحد. فأطلق العامة على هؤلاء اسم «المخازنية» (أي رجال المخازن) وكانت مهمتهم حراسة تلك المخازن فضلا عن تحصيل الزكاة وتوزيع الحبوب على الفقراء والمحتاجين... وبعدما اعتمد السلطان أحمد المنصور الذهبي زيا موحدا للحرس السلطاني كذلك، شاع استعمال مصطلح «المخزن» و «المخازنية» بين العامة، للإشارة إلى كل من وما يمثل الدولة والنظام والأمن. وشاعت تسمية البلاد الخاضعة إلى حكم السلطان التي يعمها الأمن والأمان ب «بلاد المخزن»، في المقابل شاع استعمال مصطلح «بلاد السيبة» (من التسيب) للدلالة على البلاد الغير خاضعة للسلطان وتعم فيها الفوضى والتسيب والنهب والسلب... و مذاك ظل مصطلح «المخزن» يؤدي نفس المعنى إلى اوائل سنوات استقلال المغرب عن الاستعمارين الفرنسي و الاسباني...

إبان فترة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي و الغربي (ستينيات و سبعينيات القرن الماضي)، عاد مصطلح «المخزن» للتداول بقوة بين المغاربة من جديد عندما تم توظيفه بشكل غير مسبوق بمعاني قدحية وسلبية في الخطابات المناوئة للنظام الملكي في المغرب, خصوصا في الخطابات ذات التوجهات الشيوعية في محاولة منها لربط الجذور التاريخية التي يستمد منها النظام الملكي شرعيته بالرجعية و التخلف البائد والقمع...

في الوقت الراهن المميز بثورة المعلوميات ووسائل التواصل الحديثة و انشار المعلومة في عصر العولمة، لم يعد مصطلح «المخزن» يؤدي وظيفته التواصلية بشكل دقيق، ولم يعد «المخزن» يرمز إلى ذلك الكائن الأسطوري العجائبي الذي لا يعرف الناس ماهيته تحديدا كما في السابق. فاليوم كل رؤساء و مدراء مؤسسات الدولة المغربية، و كل صناع قراراتها سوآءا السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية و ما إلى ذلك و كل من يسير في فلكهم سواء علنا أو من وراء الكواليس، جميعهم معروفة أسمائهم و سيرهم الذاتية و العلاقات المتشابكة و المصالح التي تربطهم... لذلك استعمال مصطلح «المخزن» في الوقت الراهن غالبا ما يتم فقط في الخطابات الشعبوية التي لاتزال تنهل من أدبيات تعود الى زمن الحرب الباردة و تروم تحقيق بطولات دونكيشوتية, أحيانا بسبب الجهل لمن يجب توجيه تهم الفساد بالإسم و بشكل دقيق, فتختار إلقاء اللوم على المخزن ككائن غرائبي تاركة للمتلقي أن يفسره كما يشاء... وأحيانا أخرى بداعي التهرب من تسمية الاشياء بمسمياتها تواطئا و تسترا على المتهمين بالفساد... و في أغلب الأحيان خوفا من التبعات القانونية والقضائية التي يمكن ان تترب عن تهم جزافية قد لا يكون لها أية وثائق أو أدلة قانونية تستند إليها... لهذه الاسباب بدأ استخدام هذا المصطلح بين العامة يتراجع باستمرار، إذ أصبح يُستخدم عادة لوصف الأجهزة الأمنية فقط مثل الشرطة عموما.

عُد إلى صفحة "المخزن (المغرب)/أرشيف 1".