مسعود بن محمد بن ملكشاه

سلطان سلجوقي حكم العراق وهمذان

السلطان الكبير غياث الدين أبو الفتح مسعود ابن محمد بن ملكشاه السلجوقي وهو سلطان سلجوقي ولد 502 هـ آخر حُكام السلاجقة على بغداد، حكم الفترة ما بين (527 هـ - 547 هـ).

غياث الدين
مسعود بن محمد بن ملكشاه
سلطان الدولة السلجوقية
فترة الحكم
1134–1152م
526-547هـ
طغرل الثاني
ملكشاه الثالث
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد 1108
502 هـ
الوفاة 13 سبتمبر 1152
جمادى الآخرة 547 هـ
مدينة همدان  تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
اللقب أبو الفتح
الديانة الإسلام، أهل السنة والجماعة
الزوجة
  • زبيدة بنت بركياروق[1]
  • روسودان
  • جوهر خاتون
  • زبيدة خاتون
  • سفرة خاتون
  • مستجهرية خاتون
  • عرب خاتون
  • أبخازيا خاتون
الأولاد
  • ملكشاه
  • جوهر خاتون
الأب محمد الأول
إخوة وأخوات
عائلة السلالة السلجوقية  تعديل قيمة خاصية (P53) في ويكي بيانات

نشأته

عدل

نشأ بالموصل مع أتابك مودود ورباه ثم مع آق سنقر البرسقي ثم مع خوش بك صاحب الموصل فلما مات والده حَسَّنَ له خوش بك الخروج على أخيه محمود بن محمد بن ملك شاه فالتقيا فانكسر مسعود ثم تنقلت به الأحوال واستقل بالسلطنة في سنة 528 وقدم بغداد.[2]

سلطنته

عدل

قال ابن خلكان: كان عادلا لينا كبير النفس فرق مملكته على أصحابه وما ناوأه أحد إلا وظفر به وقتل خلقا من كبار الأمراء والخليفتين منصور الراشد بالله والمسترشد بالله.[2]

في سنة 526 هـ، قدم مسعود بن محمد بن ملكشاه بغداد وقدمها قراجا الساقي وسلجوق شاه بن محمد وكل منهما يطلب الملك لنفسه وقدم عماد الدين زنكي لينضم إليهما فتلقاه الساقي فهزمه فهرب منه إلى تكريت فخدمه نائب قلعتها نجم الدين أيوب والد الملك صلاح الدين يوسف فاتح بيت المقدس، حتى عاد إلى بلاده وكات هذا هو السبب في مصير نجم الدين أيوب إليه وهو بحلب فخدم عنده، ثم إن الملكين مسعود وسلجوق شاه اجتمعا فاصطلحا وركبا إلى الملك سنجر فاقتتلا معه وكان جيشه مائة وستين ألفا وكان جيشهما قريبا من ثلاثين ألفا وكان جملة من قتل بينهما أربعين ألفا وأسر جيش سنجر قراجا الساقي فقتله صبرا بين يديه ثم أجلس طغرل بن محمد على سرير الملك وخطب له على المنابر ورجع سنجر إلى بلاده وكتب طغرل إلى دبيس وزنكي ليذهبا إلى بغداد ليأخذاها فأقبلا في جيش كثيف فبرز إليهما الخليفة فهزمها وقتل خلقا من أصحابهما وأزاح الله شرهما عنه.[3]

قتل عبد الرحمن طغايرك وعباس صاحب الري

عدل

في سنة 541 هـ، قتل السلطان مسعود أمير حاجب عبد الرحمن طغايرك، وهو صاحب خلخال وبعض أذربيجان والحاكم في دولة السلطان، وليس للسلطان معه حكم. وكان سبب قتله لما ضيق عليه عبد الرحمن بقي معه شبه الأسير ليس له في البلاد حكم، حتى إن عبد الرحمن قصد غلاماً كان للسلطان، وهو بك أرسلان، المعروف بخاص بك بن بلنكري، وقد رباه السلطان وقربه فأبعده عنه، وصار لا يراه، وكان في خاص بك عقل وتدبير وجودة قريحة، وتوصل لما يريد أن يفعله، فجمع عبد الرحمن العساكر وخاص بك فيهم، وقد استقر بينه وبين السلطان مسعود أن يقتل عبد الرحمن، إلا رجلاً اسمه زنكي وكان جانداراً، فإنه بذل من نفسه أن يبدأه بالقتل، ووافق خاص بك على القيام في الأمر جماعة من الأمراء، فبينما عبد الرحمن في موكبه ضربه زنكي الجاندار بمقرعة حديد كانت في يده على رأسه، فسقط إلى الأرض، فأجهز عليه خاص بك، وأعانه على حماية زنكي والقائمين معه من كان واطأه على ذلك من الأمراء، وكان قتله بظاهر جنزة. وبلغ الخبر إلى السلطان مسعود وهو ببغداد، ومعه الأمير عباس صاحب الري، وعسكره أكثر من عسكر السلطان، فأنكر ذلك، وامتعض منه، فداراه السلطان ولطف به، واستدعى الأمير البقش كونخر من اللحف وتتر الذي كان حاجباً فلما قوي بهما أحضر عباساً إليه في داره، فلما دخل إليه منع أصحابه من الدخول معه، وعدلوا به إلى حجرة، وقالوا له: اخلع الرزية؛ فقال: إن لي مع السلطان أيماناً وعهوداً؛ فلكموه، وخرج له غلمان أعدوا لذلك، فحينئذ تشاهد وخلع الرزية وألقاها، وضربوه بالسيوف، واحتزوا رأسه وألقوه إلى أصحابه، ثم ألقوا جسده، ونهب رحله وخيمه وانزعج البلد لذلك.[4] وكان عباس من غلمان السلطان محمود، حسن السيرة، عادلاً في رعيته، كثير الجهاد للباطنية، قتل منهم خلقاً كثيراً، وبنى من رؤوسهم منارة بالري، وحصر قلعة ألموت، ودخل إلى قرية من قراهم فألقى فيها النار فأحرق كل من فيها من رجل وامرأة وصبي وغير ذلك؛ فلما قتل دفن بالجانب الغربي، ثم أرسلت ابته فحملته إلى الري فدفنته هناك، وكان مقتله في ذي القعدة.[4]

وفي هذه السنة حبس السلطان مسعود أخاه سليمان شاه بقلعة تكريت، وولى بن بلال شحنكية بغداد، وسار السلطان عنها.[4]

وقع بينه وبين المسترشد لاستطالة نواب مسعود على العراق وعارضوا الخليفة في أملاكه فبرز لحربه فجيش مسعود بهمذان فالتقيا فانكسر جيش الفضل المسترشد بالله وأسر في عدة من أمرائه وطاف بهم مسعود بأذربيجان وقتل الخليفة بمراغة وحاول الخليفة الراشد بن الخليفة الفضل المسترشد بالله الثأر لأبيه المقتول، ولكن السلطان سار إلى بغداد وحاصرها وأرغم الخليفة على الهرب إلى الموصل والاحتماء بعماد الدين زنكي وعندها جمع مسعود القضاة والشهود وكتب محضرا بخلعه. خلع من الخلافة في رمضان سنة 530هـ. ثم قتل على أبواب أصبهان في سنة 532 للهجرة، وأقبل مسعود على اللذات والبطالة وحدث له علة الغثيان مدة وجرت بينه وبين عمه أحمد سنجر منازعة ثم تصالحا.[2]

بعد خلع الخليفة الراشد، قام مسعود بتولية الخليفة المقتفي الأمر الله بعد حصار بغداد، وقدم السلطان مسعود إلى بغداد فأزال المكوس ومنع الجنود من النزول إلى دور العامة من أهل بغداد، وتزوج الخليفة بعد عام بفاطمة خاتون بنت السلطان مسعود، وتفاقم امر العيارين في بغداد وشاركهم ابن اخ زوجة السلطان مسعود فقبض عليه السلطان وصلبه، يعتبر الخليفة المقتفي لأمر الله الذي تولى الخلافة الخليفة الذي انتهت على يديه حكم السلاطين السلاجقة قبل وفاته في عام 555 هـ، وهو أول من انفرد بادارة شؤون الحكم في بغداد بنفسه بعيدا عن التدخل السلجوقي بعد ان انتصر على السلطان السلجوقي محمد شاه عندما حاصر بغداد وعلى الرغم من قدوم السلطان محمد السلجوقي بجيش جرار عام 551 هـ وحصاره بغداد أكثر من ثلاثة أشهر لكنه لم يتمكن من دخول بغداد فعاد من حيث جاء وخاب امل السلطان محمد ابن اخ السلطان مسعود في استمرارية السلاجقه في حكم بغداد وبذلك انتهت الفترة السلجوقية في بغداد.

صفاته

عدل

قال ابن الأثير: كان كثير المزاح حسن الخلق كريما عفيفا عن أموال الرعية من أحسن السلاطين سيرة وألينهم عريكة.[5] وأبطل مكوسا ومظالم كثيرة وعدل واتسع ملكه وكان يميل إلى العلماء والصالحين ويتواضع لهم. قال ابن الدبيثي: أنبأنا علي بن محمد النيسابوري أخبرنا السلطان مسعود أخبرنا أبو بكر قاضي المرستان أخبرنا البرمكي بحديث من (جزء الأنصاري).[2]

وفاته

عدل

قال أبو سعد السمعاني: كان بطلا شجاعا ذا رأي وشهامة تليق به السلطنة سمع منه جماعة مات في جمادى الآخرة سنة 547 هـ. [2] وكان مرضه حمى حادة نحو أسبوع،[5] إلى أن توفي في حادي عشر جمادى الآخرة بهمذان، ونقل إلى أصبهان فدفن بها وعاش خمسا وأربعين سنة. ومات معه سعادة البيت السلجوقي فلم تقم له بعده راية يعتد بها ولا يلتفت إليها.

وكان قد أحب خاص بك التركماني فرقاه وقدمه على جميع قواده وكثرت أمواله فلما مات السلطان قال خاص بك لولده ملكشاه: سأقبض عليك صورة وأطلب أخاك محمدا لأملكه فإذا جاء أمسكناه وتستقل أنت. قال: فافعل. فما نفق خبثه على محمد وجاء إلى همذان فبادر العسكر إليه فقال: كلامكم مع خاص بك فهو الوالد. فوصل هذا القول إلى خاص بك فاطمأن وتلقاه وقدم له تحفا ثم قتل خاص بك وخلف أموالا جزيلة من بعضها سبعون ألف ثوب أطلس. قال المؤيد: بدره السلطان محمد ثاني يوم من قدومه وقتله وقتل معه.

طالع أيضاً

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ ابن الساعي ، كتاب نساء الخلفاء المسمى جهات الأئمة الخلفاء من الحرائر والإماء،ص132 ، تحقيق الدكتور مصطفى جواد ، طبعة دار المعارف بمصر.
  2. ^ ا ب ج د ه "إسلام ويب - سير أعلام النبلاء - الطبقة التاسعة والعشرون - مسعود- الجزء رقم20". islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 2020-12-04. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-03.
  3. ^ "مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى". taghrib.com. مؤرشف من الأصل في 2020-12-04. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-04.
  4. ^ ا ب ج "كتاب : الكامل في التاريخ لابن الأثير 30". www.islamicbook.ws. مؤرشف من الأصل في 2020-05-28. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-04.
  5. ^ ا ب "فصل: ذكر وفاة السلطان مسعود وملك ملكشاه محمد بن محمود|نداء الإيمان". www.al-eman.com. مؤرشف من الأصل في 2020-02-03. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-03.

مصادر

عدل
مسعود بن محمد بن ملكشاه
ولد: 1108 توفي: 1152
ألقاب ملكية
سبقه
طغرل الثاني
سلطان الدولة السلجوقية

1134–1152

تبعه
ملكشاه الثالث