مستوطنة صبر

هذه النسخة المستقرة، فحصت في 12 ديسمبر 2023. ثمة 4 تعديلات معلقة بانتظار المراجعة.

صَبِر هي إحدى أهم مدن العصر البرونزي في الساحل الجنوبي لليمن، محافظة لحج. ونظرا لأهمية هذا الموقع فقد تم اعتباره ممثلا لثقافة عصر البرونز الساحلية.

صَـبِـر
لمبنى (5C) يتكون من قاعة جانبية ، وفناء أمامي له رواق ضيق ذو أعمدة ، ومسطبة وسطى تؤدي نحو الجنوب الغربي بواسطة درج ، وبشكل عام فإن المخطط الهندسي للمبنى يتشابه إلى حد كبير مع ما سارت علية مخططات المعابد في اليمن القديم فيما بعد
تقسيم إداري
البلد  اليمن
المحافظة محافظة لحج
المديرية مديرية تبن

الموقع

عدل

يعتبر موقع صبر من أكبر مواقع مستوطنات العصر البرونزي التي تم الكشف عنها والتنقيب فيه من قبل البعثة الأثرية الألمانية – الروسية – اليمنية المشتركة ، يقع في محافظة لحج، على مسافة 20كم إلى الشمال من عدن، بين الفرعين الرئيسيين لوادي تُـبَن، وعلى بعد 20كم من ساحل البحر العربي.[1]

التاريخ

عدل

يعتبر موقع صبر من أحد المواقع المهمة التي تمثل المرحلة الانتقالية فيما بين العصر الحجري الحديث والعصور التاريخية ، وهي الفترة الواقعة ما بين الألف الرابع حتى الألف الأول قبل الميلاد والتي عرفت لدى بعض علماء الآثار بفترة الفجوة الثقافية (المعرفية) التي شككوا من خلالها بأصول حضارة الممالك اليمنية التي ظهرت من خلال تأثيرات وأصول أجنبية بحسب قولهم والنظريات التي كانوا قد أطلقوها بهذا الخصوص ، إلا أنه من خلال اكتشاف هذا الموقع وغيره من مواقع العصر البرونزي المتمثلة بالمستوطنات من القرى والمراكز الزراعية المستقرة ذات النشاط الحضاري الكثيف والتي وضعت الأسس الأولى لإنتقال مجتمعات المدن ذات الوظائف والنشاطات المتعددة التي ظهرت في الألف الأول قبل الميلاد ، والتي من خلالها تم سد الفجوة (المعرفية) فيما بين نهاية العصر الحجري الحديث والعصور التاريخية .

أما فيما يخص تاريخ صبر ، فقد كشفت العينات المستخرجة من خلال التنقيبات الأثرية التي تمت في الطبقات العليا للموقع ، والتي تمثل (الفترة المتأخرة للاستيطان) بعد عملية تحليلها وفقا لراديو كربون المشع ( C14 ) أنها تقع بين الفترة الممتدة من القرن الرابع عشر وحتى القرن الثامن قبل الميلاد كفترة ثانية للإستيطان في الموقع ، بينما أظهرت وبصورة أولية العديد من المؤشرات في الطبقات السفلى التي تمثل المراحل الأولى للإستيطان ، (والتي لم يتم الإنتهاء من حفرها ودراستها) أنها تعود ربما إلى الألف الثالث ق.م.

أما بالنسبة عن نهاية هذه المدينة ، فقد كشفت التنقيبات الأثرية عن وجود طبقات سميكة تجسدت بهيئة حريق هائل ، يدل على ذلك ما عثر عليه من خشب محروق وطبقات من الرماد والطوب الخام المحروق ، مما يؤكد على أن نهاية هذه المدينة كانت بشكل عنيف ، والتي يحتمل أنها كانت بسبب الحرب التي يعتقد أنها نتيجة التوسع الجغرافي وتوحيد اليمن التي قادها المكرب السبئي (كرب إيل وتر) في أواخر القرن الثامن ق.م والمذكورة في نقشه المعروف باسم نقش النصر.

نتائج التنقيبات الأثرية

عدل

تبلغ المساحة الإجمالية للموقع 2×1.2 كم ، لا تزال أجزاء كبيرة منه مدفونة تحت الكثبان الرملية ، نفذت أعمال التنقيبات الأثرية فيه لتشمل 12 تلا كشفت من خلالها عن عمق طبقي بين 5 – 6 أمتار ، أظهرت من خلالها عن مجموعة من المنشآت المعمارية التي تدل على استيطان سكني مرتبط بالطبقات العليا (الفترة المتأخرة) ، والتي قدمت معلومات عن الإمتداد الأفقي للمدينة التي اتضح أنها تتكون من ثلاثة أقسام على النحو الآتي :

1. المنطقة السكنية:
عدل

والتي تمثل مجموعة المنشآت السكنية الرئيسية للمدينة والتي تظهر على نوعين من حيث المخطط الهندسي ومادة البناء وهي : -

ـ النوع الأول : يقع في أطراف المستوطنة والذي يتمثل في شكل أكواخ بسيطة شيدت بمواد قابلة للتلف ، كسعف النخيل ، وأغصان الشجر والأخشاب ، على هيئة مخططات دائرية أو بيضاوية دلت عليها حفر الأعمدة المكتشفة داخل الغرف ومحيط المباني .

ـ النوع الثاني : يوضح المنطقة الرئيسية للمدينة في الطبقة العليا ، والتي تظهر بشكل مواد ثابتة من الطين والطوب غير المشوي .

فالمساكن هنا تتكون من غرف صغيرة حول فناء أو عدة فناءات داخلية ، بينما الجدران تتكون من خط واحد من الطوب غير المشوي .

2. المنطقة الصناعية:
عدل

والمتمثلة بفناء داخلي محاط بغرف صغيرة إلى جانب العديد من الأفران الخاصة بصناعة الفخار وورش لصناعة المعادن والتي احتوت وبشكل كبير على بقايا خبث المعادن وبقايا البرونز وذلك في الجهة الشمالية الشرقية لطرف الموقع (صبر6) .

3. المجمع الديني:
عدل

والتي تمثل أهم منطقة من مناطق أعمال التنقيبات والتي أطلق عليها(صبر5) ، والتي تم الكشف فيها على مجمع لمبنى ضخم محاط بجدار خارجي يحتوي على ثلاثة مباني لها مداخل شيدت بجدران سميكة من الطين والطوب الغير مشوي(اللبن) ، فضلا عن الأخشاب التي كانت تستخدم في البناء كأعمدة لحمل السقف ، تبلغ مساحة المبنى (55 متر طولا × 40 متر عرضا) .

ويعتبر المبنى (5C) من أهم المباني في مجموعة صبر ، وهو مبنى ذو شكل مكعب شيد بالطين والطوب غير المشوي ، يتكون من قاعة جانبية ، وفناء أمامي له رواق ضيق ذو أعمدة ، ومسطبة وسطى تؤدي نحو الجنوب الغربي بواسطة درج ، وبشكل عام فإن المخطط الهندسي للمبنى يتشابه إلى حد كبير مع ما سارت علية مخططات المعابد في اليمن القديم فيما بعد .

اللقى والمعثورات:

عدل

تمثلت معظم اللقى التي احتوتها الطبقات الثقافية والاستيطانية بشكل أدوات تخص الاستخدام اليومي من أواني وأدوات مصنوعة من مواد متنوعة من أهمها مادة الزجاج البركاني(الأوبسيديان) ، والعظام ، وبعضها وبشكل قليل من المعدن ، أما البقايا العظمية فتمثل عظاما حيوانية وأغلبها من المحار وعظام الأسماك ، وبالتالي فإن موقع صبر مقارنة بمواقع أخرى من العصر البرونزي في اليمن يحتوي على مواد كثيرة الثراء ، كالأواني والتماثيل الطينية ، وأدوات من الأحجار والعظم والأوبسيديان والبرونز ، فضلا عن أدوات الزينة من الأحجار شبه الكريمة والذهب والصدف ، وهو ما يدل عن وجود حياة إقتصادية مستقرة تعتمد على الزراعة وتربية الماشية والصيد ، بالإضافة إلى إنتاج وتصنيع مكثف للفخار ذي الطابع المميز والذي أطلق عليه (فخار صبر) ، والذي يعتبر من أكثر المواد إنتشارا في صبر والذي يظهر بكميات كبيرة من الأواني المصنوعة محليا ويدويا تميل أشكاله إلى الشكل الدائري العميق ، والأكثر شيوعا هي الجرار الكروية والطاسات والكؤوس والأطباق ، والذي يتميز بمعالجة سطوحه ، من الداخل والخارج ، والزخارف يغلب عليها الأشكال الهندسية المحزوزة أو المطبوعة على هيئة أشرطة عمودية وخطوط أفقية ، كما توجد الزخرفة بالألوان.

مراجع

عدل
  1. ^ ""جبل صبر".. متنفس اليمنيين للتخلص من الضجيج والحر". www.alayyam.info. مؤرشف من الأصل في 2022-08-21. اطلع عليه بتاريخ 2023-11-23.