الطابور الخايس

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله في هذه الأيام نسمع مصطلح الطابور الخامس الذي ظهر في العصر الحديث ويكثر النقاش حوله ومن هي الفئة التي تنتمي لهذا الطابور في المجتمعات بشكل عام ، ولعلي في عجالة القي الضوء حول هذا المصطلح وبعض فئاتة . فالمصطلح أطلقه أحد القادة الأسبان إبان الثورة الأهلية والتي استمرت ما يقارب ثلاث سنوات من عام 1936 م حيث كانت جحافل الثوار تتكون من أربعة طوابير فجاء مصطلح الطابور الخامس وهو المؤيد للثورة ويعمل خلفه ضد الحكومة . بيد أن الكثير يضن أن الطابور الخامس هم الأجانب الذين يقيمون في أي بلد ويحملون الكره لذلك البلد أو تلك الدولة ويسعون لخرابها ويؤيدون أعداء من الخارج بل ويحملون السلاح ضد أهلها في حال نشوب حرب أهلية ، وإن كان هذا صحيحا إلا أنه يوجد فئات اجتماعية أخطر من هؤلاء مختفون لا يعلمهم إلا قليل . فبجانب الجواسيس والخونة من المأجورين يوجد من يبث الشائعات بشكل منظم واستغلال عامة الناس والبسطاء في الترويج لها حيث أن لها تأثير في المجتمعات الغير متعلمة ممن لا يتحققون ويتأكدون من المعلومة ومصدرها فيصبحون معززين لهذه الفئه لقلة معرفة وادراك . ومن هذه الفئات أيضا بعض من يدعي الثقافة والعلم وأصحاب الأقلام المعسولة من الإعلاميين والكتاب والروائيين والمنافقين ، سواء عن قصد وعلم أو لهوى في أنفسهم أو لطلب شهرة ومال أو لعدم تقديرهم لعواقب الأمور أو لوجود أجندة خارجية أو لتأثرهم بالفكر الغربي ، فتجد من يستغل منابر الإعلام والصحافة والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي في تضليل الناس للخروج عن طوع الحكومات وأنظمتها المتبعة ، ويعملون على تشوية افكار العامة ومحاربة مؤيدي الحكومة من العلماء والمفكرين والمثقفين الذين اسست تلك الدول دستورها بناء على تشريعاتهم وتضخيم هفواتهم ورميهم بأبشع التهم واختلاق وتلفيق الكذب ضدهم ، حتى لا يسمع لقولهم وتوجيهاتهم للتمسك بتلك الانظمة والقوانين التي تطبقها تلك الدول . وقد فطنت كثير من المجتمعات لتلك الأساليب التي تسعى لهدم المجتمعات والدول والبعض منها وقع ضحية لتلك الهجمات الفكرية والتي خطط لها ألاعداء من الدول الاستعمارية الكبرى لخلق الفوضى ومن ثم العودة لهذه الدول ونهب خيراتها بحجة السيطرة على حروب أهلية .

فلا بد من اليقضة وتوعية المجتمع عما تحيكة هذه الفئات للتأثير على الناس بحجج واهيه ، وإلا فإن التفصيل حول هذه الفئه يحتاج بحوث وتقارير ويوجد فئات أخرى لايتسع المجال للتنوية حولها ولكن نكتفي بما ورد للاهمية ، ونسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل شر وأن يؤيد حكامنا بتأييده ويديم علينا الأمن والامان . والله من وراء القصد . وصلى الله على سيدنا محمد .

يوسف احمد فرحة الغامدي