مستخدم:Rahaf Saeed Al-Qarni/ملعب

مشروع أتريبس هو مشروع أثري لغوي يهدف إلى البحث في آثار المجتمع الفرعوني ومن ثم طائفة الأقباط المسيحيين من مدينة أتريب المصرية القديمة ،والتي تقع بالقرب من مدينة سوهاج الحديثة (مصر). والغرض من هذا المشروع هو إجراء بحث كامل وشامل، وحفظ ونشر السجلات المكتوبة والتقنيات المادية ومراحل بناء المعبد الكبير في المدينة، والذي كان مخصصاً لعبادة المعبود "مين"، وزوجته المعبودة "ريبت"، والابن "كولنتيس". [1] [2]


يعمل فريق من علماء الآثار المصرية ،وحماة البيئة ،والخبراء المعماريون من ألمانيا وبولندا ومصر على هذا المشروع منذ عام (2003) ، بقيادة كريستيان ليتز ،وهو أستاذ علم المصريات بجامعة توبنغن . [3]

الموقع الأثري لأثريبس ،مطل على الشمال الغربي ، الشيخ حمد ، محافظة سوهاج (مصر).
منظر علوي لغرفة (L2) في معبد أثريبس بسوهاج (مصر).
الطابق الأرضي من معبد الإله "مين".


الموقع الجغرافي عدل

تقع أتريبس على بعد حوالي 7 كيلومترات أو 4 أميال من الجنوب الغربي لمدينة سوهاج الحديثة في سفح الجبال على الضفة الغربية من نهر النيل (حوالي 200 كم أو 125 ميل شمال الأقصر). كانت هذه المنطقة جزءا من الأقليم 9 في مصر العليا من مصر القديمة. والتي كانت تقع عاصمتها في أخميم ،مقابل أثريبس على الضفة الشرقية من نهر النيل. يمتد الموقع الأثري على مدى أكثر من 30 هكتارات ،والذي لم يتم التنقيب في معظمه بعد ،ويتضمن إطار المعبد، ومستوطنة ،والمقبرة ،والمحاجر. ,يبلغ حجم المعبد الجاري التنقيب فيه 75 متراً في 45 متراً ،في حين أن المعبدين الآخرين لا يزالان مدفونين تحت التراب.[4]


النشاط الأثري عدل

قام جون غاردنر ويلكينسون (في عام 1825) ، ونيستور لوت (1839) والبعثة الاستكشافية البروسية بقيادة كارل ريتشارد ليبسيوس (1845) ببعثات إستكشافية بحثية مبكرة إلى أتريبس. ولكن فليندرز بيتري هو أول عالم آثار قام بمسح لإطار المعبد. وقام بالتنقيب في المعبد الرئيسي لمدة 6 أسابيع في 1906/1907 كجزء من النشاط الذي تقوده المدرسة البريطانية للآثار في مصر (BSAE). وكان هدفه هو وضع خطة أرضية لتخطيط المعبد، وقد تمكن بالفعل من إدارتها في هذه المدة القصيرة من الوقت، وتم نشر النتائج التي توصل إليها في تقارير (BSAE). وأعاد بيتري دفن المعبد بعد إنهائه أعمال التنقيب للحفاظ عليه من مختلف الأضرار البيئية المحتملة. [5]


ثم أجرى المجلس الأعلى للآثار أبحاثًا في المعبد الرئيسي من عام (1981) إلى عام (1996)، ولكنهم حفروا ثلثي المعبد فقط ولم يمسوا ما تبقى منه.


بدأ مشروع أتريبس الحالي في عام (2003) بقيادة كريستيان ليتز، أستاذ في علم المصريات بجامعة توبنغن. كان أكبر تحد في ذلك الوقت هو التعامل مع ما يقرب من 400 كتلة حجرية منهارة، يصل وزنها إلى 34 طنًا ،والتي كان لابد من إزالتها باستخدام وسائد هوائية قابلة للنفخ ،والمماثلة لتلك التي استخدمت في الشيخ عبد القرنة بالقرب من الأقصر. ويمكن بدء أعمال التنقيب بشكل جدي في عام (2012) بمجرد أن يتم استرجاعها . [6] يتم حاليا تخزين الكتل الحجرية بالقرب من المعبد وتتم دراستها هناك.


توثيق وتقييم مجموعة كبيرة من النصوص التي يتم العثور عليها منقوشة على الحجارة التي تشكل الجدران والأعمدة والأسقف هو جزء مهم من العمل . ويوجد حوالي 1300 نقش مختلف، والكثير هذه النقوش جديدة تمامًا في علم المصريات الحديث، ولا يوجد مثيل لها في أي معبد آخر، وهي مفيدة جدًا للديانة المصرية المتأخرة. [7] ومن أهم هذه النقوش نقش للإله "مين" في الرواق الشرقي. والذي يتألف من 110 أسطرعلى امتداد 21 مترا من الجدار، وهو محفوظ بشكل أفضل مقارنة بأي نسخة قديمة أخرى من هذا النص من السلالات 19 أو 20 التي تم العثور عليها. [8]


قام فريق من جامعة ييل بالتنقيب في جزء من أديرة الراهبات القبطية المسيحية المحيطة بالمعبد الرئيسي منذ عام 2015. [9]


الدعم المالي عدل

تم دعم المشروع في البداية من قبل Fritz-Thyssen-Stiftung منذ عام 2003 وحتى عام 2004.و تم دعم المشروع بكرم بالغ من قبل Deutsche (Forschungsgemeinschaft (DFG منذ عام 2005 .


التصنيف التاريخي للاكتشافات عدل

 
خرطوش للملك بطليموس الثاني عشر (الغرفة E3) في معبد أثريبس

تمتد فترة البناء والزخرفة في المعبد إلى أكثر من 200 عام. بطليموس الثاني عشر (81-58 و 55-51 قبل الميلاد) هو أحد آخر ملوك السلالة البطلمية وأب كليوباترا السابعة، وهو الملك الذي بنى المعبد بمساحة 75 مترًا في 45 مترًا و والذي قام بتزيين الغرف الداخلية. [10]


ولكن زخرفة الجدران والأعمدة الخارجية المحيطة به تعود إلى عصور تيبيريوس (14-37 م) وكاليجولا (37-41 م) وكلوديوس (41-54 م). وقد عثر على أسمائهم في نقوش على شكل لقب مصري قديم تقليدي. [10]


وقد تم ذكر فيسباسيان (69-79 م) وتيتوس (79-81 م) ودوميتيان (81-96 م) كذلك في نصوص قصيرة، وبعد ذلك أيضا أكتشف اسم هادريان (117-138 قبل الميلاد) على حجر جيري، ولكن ليس من الواضح إن كان هذا ينتمي إلى المعبد الرئيسي أم غير ذلك. [11]


وقد تم بناء دير للراهبات المسيحية حول المعبد القديم بعد هذا الاستخدام الأصلي. وحدث ذلك على أبعد تقدير بعد فترة وجيزة من حظر الطوائف الوثنية، وهذا في مرسوم حيز التنفيذ أدخله الأباطرة الرومان ثيودوسيوس الأول وجراتيان وفالنتينيان الثاني عام 380 قبل الميلاد. [12] وتمت إعادة تصميم بعض الغرف في المعبد لتستخدم كورش عمل لصبغ المنسوجات مثلا (الغرف C1 و C2). وعثر على أوعية تخزين مدمجة ومدفونة في بعض المناطق ( في الغرفة D3 مثلا) ،ويوجد في بعض الغرف أكشاك للحيوانات أو أفران الفخار. بالإضافة إلى ذلك تم بناء كنيسة مقابل مدخل المعبد. [13]


بعد الفتح الإسلامي لمصر عام 642، هُجرت الدير ببطء وتحولت غرف المعبد بشكل رئيسي إلى مكبات للنفاية. وتم العثور على شقف من الفخار والزجاج منذ ذلك الوقت، إلى جانب بقايا حصائر وسلال ومنسوجات وأدوات ومجوهرات، وكتابات على ورق الشجر والبردي. [14] وكذلك استخدمت الكثير من الغرف كحظائر للأغنام والماعز، وتم التوصل إلى نهاية بسبب التركيز الكبير للفضلات في طبقات معينة من الحفريات. وتم بناء حظيرتين من الطوب الطيني في الفناء (M3) ،وفرن للخبز في الغرفة (L1) في أواخر العصر الروماني. يمكن رؤية بقايا حرائق أخرى ،ويدل تقشر الجدران في الغرفتين (E6 و J2) على أن الضرر ناتج عن حريق كبير. [15]


في القرون اللاحقة، امتلأ المعبد بالحطام كالحجارة المنهارة وغيرها، حتى عمق(3 أمتار) في بعض المناطق. واكتشفت أكوام من شقف الحجر الجيري التي لا تعد ولا تحصى، نتيجة دمارالعصور الوسطى. وتمت إعادة نحت الأحجار المنهارة التي سقطت وانقسمت لكي تستخدم في مناطق أخرى، كما يتضح من شظايا النقوش ذات آثار الألوان التي لا تزال مرئية. لم تتم إزالة مواد البناء بهذه الطريقة باستمرار، بحسب المكتشفات في طبقات التنقيب المختلفة. ومن الجلي أن مواد المعبد أعيد تصميمها فقط عند الحاجة إليها.


هيكل المعبد عدل

كانت الواجهة السداسية في الفناء الأمامي (أ) تتكون من أعمدة حتحور في العصور القديمة ،وهي مدمرة الآن، وتضم كل منها أربعة وجوه لحتحور تتجه نحو كل من الاتجاهات الرئيسية الأربعة. وتم ربطهم أساسا بجدران حاجزة ولكن لم يتبقى إلا القليل من هذه الأعمدة المكونة من طابقين في الوقت الراهن. والغرفة التي يجب أن تكون خلف هذه الفناء الأمامي (الغرفة B) هي Hypostyle ، لكن عمليات التنقيب الأخيرة لم تتمكن من العثور على أي آثار لأعمدة في الغرفة. وكانت غرفة القرابين (C1) خلفها أيضا، والزخرفة الموجودة بداخلها تظهر الإله الثور "منيفيس" الذي حضر مذبح الكنيسة. وخلف هذه الغرفة توجد قاعة التاسوس (C2) ، التي تقع أمام ثلاث غرف مركزية أخرى (D1-D3) والتي يمكن أن ترتبط كل واحدة منها بواحد من ثالوث الآلهة الذي تم تكريس المعبد من أجله. وبالرغم من ذلك، قد يكون في ما يسمى ببيوت الولادة (مثل Mammisi ) ،غرفتان مختلفتان والأخرى كونها ملاذًا (D3). يمكن أن ينجح هذا التفسير، بالاعتماد على تأريخ الغرفة D3 إلى العصر البطلمي . إن الغرف محاطة بكنائس صغيرة أخرى توفر جميع أنواع الوظائف. في مخزن المواد (E4) تم تخزين الملابس والزيوت للاحتفالات. وأحد النقوش من هذه الغرفة (E4 و 3 و 1 و 4) يشرح: [16]


... بنى (أي: بطليموس الثاني عشر) هذا النصب التذكاري الرائع من أجل والده مين رع ،سيد أخميم وملك الآلهة. وقد بنى مخزن المواد لوالدته، العظيمة "ريبت" عين حورس في الغرب، من أجل أن تتزين جلالتها بتلك الأنسجة. لعل هدية الملك تكون المداد،والحياة والقوة ،والصحة الكاملة وكل فرح قدومه مخلد من عرش حورس مثل إله الشمس رع. [17]


توجد صور لأشجار البخور والمر في غرفة بونت والمسماة بغرفة أرض الآلهة أيضا، وهي المكان الوحيد الذي وجدت فيه كهذه الصور من مصر القديمة كاملة. تصف النصوص المرفقة بها كيفية استخراج المر والبخور والزيت والخشب من الأشجار المختلفة وتقييم الجودة النسبية والتناسق والرائحة ومكان نشأة كل منها، بالإضافة إلى وصف استخدامها وأكثر من ذلك بكثير. تشكل غرفة بونت والغرف المجاورة (F4 و F5)المختبر. وتم وصف هذه الغرف في نقش كما يلي: [18]


... بنى (أي: بطليموس الثاني عشر) حجرة بونت المزينة كليا بأشجار المر من أجل أمه العظيمة عين حورس(ريبت) في الغرب. وقام بتزويد المختبر بعدد كبير من الأخشاب الكبيرة ذات الرائحة الحلوة لوالده (أي: الإله مين رع) ... [17]


ومن المزايا الأخرى للمعبد هي مجموعة من ثلاث كنائس صغيرة تواجه الشمال K1-K3، جنبا إلى جنب مع الغرف (D1-D3) و (E و F) وهي محاطة بممر (L1-L3) مع أعمدة على شكل نباتات (Y1-Y26). [19]


الآلهة عدل

 
نقش إله الطفل كولانثيس (الغرفة C)
 
نقش الإلهة ريبيت (الغرفة E4)

المعبد مخصص لثالوث مين رع ،وزوجته ريبت ،وابنهما كولانثيس. مين رع، يمثل الخصوبة ،لذلك يتم تصويره على شكل شبيه بتاج مزدوج الريش وذراع ممتدة للأعلى كما لو كانت على وشك الضرب.وكان يُعبد هذا الإله في أخميم. أما ريبت ،فتتخذ شكل أسد ، ويتم تكريمها في هذا المعبد باعتبارها ابنة رع وإلهة الشمس، كآلهة الأسد الأخرى، مثل سخمت .وهي ترتدي قرص الشمس والصل الكوبرا على رأسها، وتقوم بدور وقائي. وأما كولانثيس فيُصوَّرعادةً كطفل في مصر القديمة ، جالسًا بإصبعه على فمه وشعره على النمط التقليدي لمرحلة ما قبل البلوغ (القفل الجانبي للشباب). [20]


نصوص هيروغليفية وزخارف أخرى عدل

تم إيجاد ما يقرب 1300 نقش هيروغليفي في المعبد حتى الآن، وتتألف هذه النقوش من نصوص موزعة على 34 غرفة تحتوي على معلومات مكتوبة مهمة، ولكن ليس هذا فقط ،فهي مزينة أيضًا بشكل جميل. لتحقيق هذا تم استخدام تقنيتين مختلفتين للنقش: نحت بارز ، يستخدم بشكل أساسي في الغرف الداخلية والمغطاة، والنقوش الغائرة في المناطق الخارجية. [21]


تم طلاء الصور المحفورة والهيروغليفية. واستخدمت ستة ألوان أساسية وهي: الأبيض (من المستخلصات النباتية)، والأسود (من الصدأ)، والأحمر، والأصفر، والأخضر، والأزرق (جميعها من المستخلصات المعدنية). ولم تطبق الألوان لمحاكاة ألوان الحياة الحقيقية للأشياء الموضحة في الصور والأحرف الهيروغليفية ، ولكن تم استخدامها وفقًا للرمزية الدينية لكل لون. مثلا ، كان للون الأخضر ارتباطات بالخصوبة والتجديد والولادة، وكان يستخدم على هذا النحو لجلد المومياوات والإله أوزوريس، حيث ولدوا من جديد في العالم السفلي.


جزء كبير من المشاهد تصورالقرابين والطقوس التي يقوم بها الملك من أجل الآلهة. فيقدم تكرمة من الطعام والمجوهرات والعطور والمزيد من الهدايا المجردة كالدوام والحياة. تقف الشخصيات في السجل الأدنى من الزخارف ،وأما في السجل الثاني فيتوجون. وفي النصوص المصاحبة لها ، توصف المشاهد بشكل أقرب مع توفير أسماء وألقاب وخصائص الآلهة والملوك. بشكل عام ، يظهر الملك وهو يطلب من الآلهة قبول هداياه حتى يحصل على هدية في المقابل. وتم أيضا تضمين فيضان نهر النيل مع الآلهة الزراعية والإقليمية منحوتة في أسفل الجدار ، وجالبة للهدايا إلى المعبد. بالإضافة إلى ذلك ، تظهر شخصيات أخرى وهي تحمل برطمانات تحوي مختلف المكونات ، مثل البخور للحرق. [22]

  1. ^ Marcus Müller, Carolina Teotino: Tempel der Repit in Athribis. In: Archäologie in Deutschland. 2016: 6, p. 14
  2. ^ "Forschungsdatenportal IKM". forschungsdaten.escience.uni-tuebingen.de.
  3. ^ "Athribis-Projekt (DFG) | Universität Tübingen". uni-tuebingen.de.
  4. ^ Marcus Müller, Carolina Teotino: Tempel der Repit in Athribis. In: Archäologie in Deutschland. 2016: 6, p. 14
  5. ^ R. El-Sayed, in: Athribis I, p. 36-58.
  6. ^ G. Heindl, in: Athribis V, p. 373-407.
  7. ^ Most of them are published so far in Athribis II, Athribis, Außenwände, and Athribis III and IV.
  8. ^ Athribis IV, 112-127 and text synopsis by Teotino, in: Athribis IV, p. 285-327.
  9. ^ Athribis V, p. 7.
  10. ^ أ ب V. Altmann, in: Athribis I, p. 198-211.
  11. ^ Müller, in: Athribis V, p. 20.
  12. ^ R. El-Sayed, in: Athribis I, p. 24-30.
  13. ^ Kosciuk, in: Athribis I, p. 124.
  14. ^ Müller, in: Athribis V, p. 19-69.
  15. ^ Müller, in: Athribis V, p. 38-40 and 45.
  16. ^ Athribis III, p. 169.
  17. ^ أ ب Marcus Müller, Carolina Teotino: Tempel der Repit in Athribis. In: Archäologie in Deutschland. 2016: 6, p. 16
  18. ^ Athribis, Außenwände, 244.
  19. ^ Athribis III, 398-455; Müller, in: Athribis V, 46-48.
  20. ^ Marcus Müller, Carolina Teotino: Tempel der Repit in Athribis. In: Archäologie in Deutschland. 2016: 6, p. 16-17
  21. ^ Altmann, in: Athribis I, p. 209.
  22. ^ Marcus Müller, Carolina Teotino: Tempel der Repit in Athribis. In: Archäologie in Deutschland. 2016: 6, p. 17