مراحل النمو تنقسم إلى :


في البداية لابد أن نتعرف على مراحل النمو للإنسان ، ونحن نجد هناك اختلاف بين العلماء في عملية تقسيم مراحل النمو إلى مراحل معينة ذلك لأنها ليست عملية سهلة بل إنها مهمة عسيرة ، ويصعب تمييز نهاية كل وكذلك بدايتها بين التقاسيم المعروفة ، وهذا الاختلاف في التقسيم عادة ما يكون بسبب عدم وجود مقاييس معينة . لذا لا يمكننا أن نقطع بأي تقسيم بأنهً هو الأدق ، ولكن نجد نحن أن الذي يفيد في مختلف مراحل ونواحي الحياة العملية هو الذي نرى ترجيحه على غيره ونراهُ أنهُ أنفع التقسيمات المختلفة وهو التقسيم التالي: 1- مرحلة التكوين 0 2- مرحلة الطفولة . 3- مرحلة المراهقة (( الحرجة )). 4- مرحلة البلوغ . 5- مرحلة الشيخوخة .

  • مرحلة التكوين :
تتم في هذه المرحلة الصفات الجسمية للإنسان . من مثل 

( الأعضاء , العقل ... الخ . ) تبدأ من حدوث الحمل وتنتهي بالولادة ويوضح لنا القرآن الكريم مرحلة ما قبل الولادة في قول الله عز وجل :

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ...."                                  (المؤمنون : 12-14)  

وتعتبر هذه المرحلة هي الأساس ، فإذ لم يكن الأساس سليما فإن ما بُني عليه لا يمكن أن يكون سليما ، بل قد لا يمكن البناء عليه على الوجه المطلوب . ومن ثم يتضح لنا أنه بعد الإخصاب تبدأ مرحلة التربية الأساسية الأولية للجنين في مرحلة الحمل وهي مسئولية الأم بالدرجة الأولى لأن حالة المرأة الجسمية والنفسية تؤثر على الحمل ، ويقرر علماء النفس أن القلق النفسي الشديد والضعف الشديد للمرأة مدة الحمل يؤثران على الجنين .

• مرحلة الطفولة :

يكتسب الإنسان من المؤثرات الخارجية بعض الخصائص المساعدة في عملية نموه . 

لكي يسير النمو في هذه المرحلة سيرا طبيعيا ينبغي أن يعيش الطفل بين أبويه ، فقد أجرى علماء النفس دراسة لمعرفة الفرق بين الأطفال الذين عاشوا في الملاجئ بعيدين عن عاطفة الآباء والأمهات ، والأطفال الذين عاشوا في أحضان أمهاتهم ودفء عاطفة الآباء ، فوجدوا أن نمو أطفال الملاجئ غير طبيعي كما أنهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية والاضطرابات العصبية بعكس الأطفال الذين عاشوا في أحضان الآباء والأمهات فكان نموهم طبيعيا وكانوا أقل عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية والعصبية .

• مرحلة المراهقة : تمسى أيضا المرحلة الحرجة لان الإنسان فيها يتعرض للعديد من الخصائص النمائية و العقلية الكثيرة التي تحدد مستوى النمو لدية . تبدأ من السابعة وتنتهي بالبلوغ ، وتتميز هذه المرحلة بالآتي :


1- زيادة النمو في النواحي الجسمية والنفسية والعقلية والاجتماعية أكثر من المرحلة السابقة .

2- يستطيع أن يتعلم أشياء كثيرة ، كما يستطيع أن يقوم ببعض الواجبات ، وأن يتحمل بعض المسئوليات .

ومن ثم ينبغي البدء بتعلم الأشياء المناسبة لقدراته ، وأن يبدأ بالتدريب على القيام ببعض الواجبات التي يستطيع القيام بها ليعتادها ، لكن دون قسر أو قهر وإنما بالتشجيع وبشيء من الحزم والجدية ، وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " مروا صبيانكم بالصلاة في سبع سنين واضربوهم عليها في عشر وفرقوا بينهم في المضاجع وإذا زوج الرجل منكم عبده أو أجيره فلا يرين ما بين ركبته وسرته فإنما بين سرته وركبته من عورته"

• مرحلة البلوغ : في هذه المرحلة تكتمل لدى الإنسان الخصائص العقلية بحيث يصبح قادراً على تحديد النهج الذي سيسلكه في حياته . قال تعالى : "حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ....."

                                                        (الأحقاف : 15)


في هذه المرحلة :

1- يبلغ النمو العقلي إلى أقصاه .

2- تزيد التفاعلات الاجتماعية .

3- تزيد القدرة على تحمل الإحباط .

• مرحلة الشيخوخة :

الإنسان في هذه المرحلة تبدأ الأعضاء بعدم القدرة الكافية للقيام بالوظائف الفيسولوجية . وتقل الثقة بالنفس و الاعتماد الكلي على نفسة ( أي يصبح شخص اتكالي ) وتزيد احتمالية أصابته بالأمراض بالإضافة إلى المشاكل النفسية . ... الخ . 


قال تعالي : "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمّىً وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ....." (غافر : 67) ، وتسمى هذه المرحلة بمرحلة الضعف الثانية وفيها يبدأ النمو في التدهور أي الضعف .


المراجع التي تم اللجوء اليها اثناء البحث


1( علم النفس التطوري – سامي عريفج –ص91 ) 2( خصائص نمو التلاميذ في الصفوف الأولية – نشرة من وزارة المعارف - ص 1) 3( التوجيه والإرشاد الطلابي – محمد قاري السيد – ص 287 بتصرف ) 4( علم النفس التطوري – سامي عريفج – ص 94 ) 5( التوجيه والإرشاد الطلابي – مرجع سابق – ص 282 )