وفاء غنيم هي باحثة وكاتبة ومدربة فلسطينية ولدت ونشأت في الولايات المتحدة. بدأت تتعلم فن التطريز الفلسطيني من والدتها فريال عباسي غنيم، وواصلت وفاء إرث والدتها التعليمي من خلال معهد التطريز (تطريز وشاي)، وهي مبادرة عالمية لتعليم الفنون، وظهرت في وسائل إعلامية كبيرة[1].

حياتها الشخصية عدل

نجحت غنيم في نسج تاريخ أسرتها وتراثها بعمق في رسالة حياتها. فعاشت عائلتها تاريخًا من التشريد، حيث نفيت والدتها من صفد في فلسطين التاريخية عندما كانت في سن الثالثة، وفرت عائلة والدها من يافا أثناء الاحتلال البريطاني، ومثل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، أجبر والدي وفاء على ترك كل ممتلكاتهم، بما في ذلك أرقى ملابسهم ومتعلقاتهم الشخصية، خلال نكبة عام 1948. وللحفاظ على ارتباطها بمنطقتها الأصلية تعلمت وفاء فن التطريز الشعبي المنتشر بين النساء في القرى الفلسطينية الريفية. وخلال طفولتها كانت غنيم تمضي ساعات وهي تراقب يدي والدتها وهي تخيط خيوطًا ملونة بدقة، مفتونة بحركاتها[2].

بدايتها عدل

في البداية اختارت وفاء دراسة إدارة الأعمال، ولكن مع مرور الوقت تضاءل اهتمامها بدراسة الإدارة وقررت التفرغ لتعلم التطريز. انغمست في عالم التطريز منذ سن صغيرة، حيث كانت تساعد والدتها وتتعلم التفاصيل المعقدة للحرفة، وبينما كانت تكبر يوما بعد يوم أصبحت أكثر اهتمامًا بالتطريز الذي أبقاها على اتصال بمنزل أجدادها داخل ما يُعرف الآن بإسرائيل. وبالتأمل في طفولتها تتذكر وفاء مشاركتها الأولى في هذا الفن والدروس التي تعلمتها وتقول: "تعلمت التطريز الفلسطيني من والدتي عندما كنت في الثانية من عمري"، وتضيف "لدي ذكريات جميلة جدًا عن استخدام الملاقط عندما كنت فتاة صغيرة لإزالة القماش الزائد من أعمال والدتي، وحذري الشديد واهتمامي بالتفاصيل لكي أتجنب تمزيق الغرز التي صنعتها". قطعت وفاء شوطًا كبيرًا في رحلتها إلى عالم التطريز بانتهاء أول مشروعاتها الكبرى (فستان الحدائق) و(لوحة كليوباترا). شكلت هذه الإبداعات بداية استكشافها لأعماق الفن الفلسطيني. وعن مصدر الإلهام وراء (لوحة كليوباترا) تقول وفاء: قصة كليوباترا شاركتها والدتي معي ونقلتها إلي عندما كنت طفلة. لقد أحببت قصتها وكيف كانت امرأة ذات سلطة وجميلة وقوية وملكة[3].

تطورها عدل

تطورت مسيرة وفاء على نحو غير متوقع إلى مهنة وأصبحت مؤرخة أزياء ومعلمة بعد صدور كتابها (تطريز وشاي). بصفتها باحثة فهي تعمل على تحديد أنماط التطريز المختلفة وجمع أكبرَ قدراً ممكناً من المعلومات عنها، حتى يمكن الحفاظ عليها للأجيال القادمة. وبعد أن أدركت ندرة المصادر الدقيقة في مجال التطريز الفلسطيني شعرت أنه من الواجب عليها سد الفجوة ونشر النتائج التي توصلت إليها مع العالم، وتؤكد "لقد أصبح شعوري بالواجب والالتزام أقوى تجاه مجتمعي، وصرت أخلص وألتزم بالبحث عن إجابات لأسئلتي ومشاركتها مع العالم". وقامت بدور محوري في إعادة الاهتمام بالتطريزات والزخارف الفلسطينية في الشتات. وقد امتد تأثير وفاء إلى أبعد من عملها وتقول عن ذلك: "بمرور الزمن، سعى الفلسطينيون في جميع أنحاء العالم لاستعادة تراثهم الثقافي ونقله إلى جيل الشباب". وبعملها في التعليم أصبح الكثير من طلابها هم أنفسهم معلمين، مما أدى إلى توسيع نطاق ثورة التطريز. ويسلط معرض (تراث التطريز)عام 2023، وهو أول معرض يقام برعايتها في متحف الشعب الفلسطيني في واشنطن العاصمة[4][5]. وكان أحدث كتاب لها بعنوان (ثوبنا) الذي صدر يوم 30 يونيو من هذا العام, وتواصل التزامها بالمقاومة باستخدام التطريز، مركزةً على روح المرأة الفلسطينية خلال الانتفاضة الأولى وتقول:"كتبت (ثوبنا) في شهرين، كانت لدي رغبة داخلية متأججة ولا يمكن إيقافها لتأليف كتاب عن تطريز المقاومة".

حياتها المهنية عدل

  • مدربة رائدة في مجال التطريز بالمشرق العربي وتاريخ فن النسيج، كأول مدربة تطريز فلسطينية على الإطلاق في متحف سميثسونيان.
  • أمينة متحف الشعب الفلسطيني في واشنطن العاصمة.
  • زميلة أبحاث كبيرة بمتحف متروبوليتان للفنون.
  • مدرسة تطريز فلسطيني من خلال عقد دورات تدريبية، علاوة على إلقاء محاضرات في مؤسسات ومتاحف وجامعات رائدة حول العالم.
  • تعمل مع عدد من المتاحف في الولايات المتحدة على جمع المعلومات عن الملابس والتعرف على أنماط التطريز.
  • تُدير ورش عمل للتطريز في الولايات المتحدة[6].

إنجازاتها وكتاباتها عدل

  • حازت على جائزة فريال عباسي-غنيم، عندما كانت في الثانية من عمرها.
  • كان أول مشروعاتها الكبرى (فستان الحدائق) و(لوحة كليوباترا).
  • كتابها الأول (التطريز والشاي: فن التطريز ورواية القصة في الشتات الفلسطيني) عام 2018، حيث يصف الكتاب كيف تعلمت غنيم التطريز من والدتها أثناء احتساء الشاي والاستماع إلى القصص التي تتناقلها الأجيال[7].
  • ظهرت في مجلة فوغ التي وصفتها هي ووالدتها (بحاميتي التطريز الرائدتين في العالم).

المراجع عدل

  1. ^ "وفاء غنيم". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-17.
  2. ^ "التطريز الفلسطيني: ليس مجرد فن وتراث بل هوية ومقاومة تتوارثه الأجيال -بالعربية". 19 فبراير 2023. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-17.
  3. ^ "الفلسطينية وفاء غنيم تقدم شكل آخر من أشكال النضال". اطلع عليه بتاريخ 2024-03-17.
  4. ^ "13 امرأة فلسطينية ملهمة- ما بين الماضي والحاضر ومستقبل الابتكار المجتمعي في فلسطين". اطلع عليه بتاريخ 2024-03-17.
  5. ^ "تطريز و شاي". The Zay Initiative. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-17.
  6. ^ الدين، شادن عصام (25 يونيو 2021). "تطريز وشاي... رحلة توثيق التراث الفلسطيني". جريدة أسرار المشاهير. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-17.
  7. ^ "اشترِوفاء غنيم عبر الإنترنت على يوبايلبنان بأفضل الأسعار". Ubuy لبنان. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-17.