التفاؤل:

التفاؤل إيجابي، بهذه الكلمة نختصر معنى التفاؤل، فهو الأمل والفرح المستقبلي والنظرة الإيجابية لكل شيء، هو قدرتنا على تحمّل مصاعب اليوم أملاً منا بغدً أفضل. التفاؤل هو النور الذي يضيء لنا طريقنا في الظلماء، ويساعدنا بأن نعيش حياة ملؤها المحبة، ويجعلنا نحقق أحلامنا وآمالنا، وان ننظر للحياة بعيون عاشقة وحالمة بما هو افضل بحياة كريمة هانئة كلها أنوار ورضا بقضاء الله وقدرة، بعيدة كل البعد عن اليأس والتشاؤم. هو وجهة النظر في الحياة والتي تبقي الشخص ينظر إلى العالم كم كان إيجابي، أو تبقي حالته الشخصية إيجابية. والتفاؤل هو النظير الفلسفي للتشاؤم. المتفائلون عموما ًيعتقدون بأن الناس والأحداث جيدة أصلاً، وأكثر الحالات تسير في النهاية نحو الأفضل وهو عبارة عن ميل أو نزوع نحو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث أو الأحوال، وتوقع أفضل النتائج، وهناك لغز مشهور يصور التفاؤل مقابل التشاؤم عبر الأسئلة، يعتبر اللغز أن شخصاً ما أعطى قدح ماء، مملوء إلى النصف من مساحته أو سعته بينما يكون السؤال أي نصف ترى؟ النصف الكامل أو النصف الفارغ؟ تتوقع الحكمة التقليدية ان المتفائلين سيجيبون، "النصف الكامل، والمتشائمون يردون "بالنصف الفارغ" (على افتراض أن "كامل" يعتبر جيد، وسيئ يعتبر "فارغ").

التفاؤل في الاسلام:

قال الشيخ عبدالله النعمة إن تعاقب الشدة والرخاء والعسر واليسر كشف عن معادن النفوس وطبائع القلوب بين هلع وصبر وقنوط وثقة ويأس وأمل، فمن درى حكمة الله في تصريف الأمور وجريان الأقدار فإن اليأس لن يجد إلى قلبه سبيلا مهما أظلمت المسالك وقست الحوادث وتوالت العقبات وتكاثرت النكبات ونزلت الابتلاءات. وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن الإنسان إلى ربه راجع والمؤمن بإيمانه متمسك وبأقدار الله مسلم، لافتا إلى أن شر ما ابتليت به النفوس هو يأس يميت القلوب وقنوط تظلم به الدنيا وتتحطم معه الآمال، مؤكدا ان اليأس قرين الكفر والقنوط طريق الضلال وانه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون، مشيرا إلى قول الحق تبارك تعالى «قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ». وأكد أن تقلبات الدنيا في سرائها وضرائها ومدها وجزرها ليست حكرا على قوم دون قوم أو أمة دون أمة أو فرد دون فرد، ولكنها سنة الله في ابتلائه بها أهل الدنيا «وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ». ولفت إلى أن قلب العبد اذا تجرد من الإيمان أو ضعف عنده وازع الاسلام عاش حياة القنوط واليأس الذي يقضي على الحاضر ويهدم المستقبل ويصير الحياة سوادا موحشا، يحسب ان الشر دائما لا يكشف فيستبعد الفرج ويمزقه الهلع، مشيرا إلى قوله تعالى «إن الإنسان خلق هلوعا* إذا مسه الشر جزوعا* وإذا مسه الخير منوعا». وأوضح ان من كانت هذه حاله فإنه لن يصنع تاريخا ولن يبني مجدا ولن يجني خيرا ولن ينفع نفسه فضلا عن نفع غيره أو أمته. مضيفا انه لهذا جاءت الشريعة الاسلامية ناهية عن التشاؤم واليأس دافعة للعجز والكسل، وقد أعلنها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أنِّي فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل، فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان». وشدد على ان الشريعة الاسلامية دعت إلى التفاؤل وبث روح الامل، لأن العبد يحتاج إلى الأمل الذي يحيي النفوس ويزرع الأمل ويقوي العزائم ويدفع للعمل ويدفن الانهزامية.

المراجع: ، https://www.al-watan.com/news-details/id/239601/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D9%84%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A4%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%84#:~:text=%D9%88%D8%B4%D8%AF%D8%AF%20%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9,%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D9%85%20%D9%88%D9%8A%D8%AF%D9%81%D8%B9%20%D9%84%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84%20%D9%88%D9%8A%D8%AF%D9%81%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%87%D8%B2%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9.