إدوارد جينر(17 مايو 1749 - 26 يناير 1823) هو طبيب ملكي إنكليزي كان أول من اكتشف لقاح لمرض الجدري. تلقى التطعيم بالتجدير وهو طفل صغير وعانى كثيراً من الجدري لكنه عاش ونشأ محمياً منه.[1] [2] لاحظ "جينر" ان عُمال حلب الأبقار الذين أصابهم مرض حمى جدري البقر معتدلة ( cowpox ) لديهم مناعة ضد مرض الجدري. لذلك قرر إختبار تلك النظرية ولكنه لم يكن أول من يقوم بذلك. وفي 14 مايو 1796 اختار جينر طفل سليم "جيمس فيبس" حوالي 8 سنوات ليقوم بتلقيحه بمرض جدري البقر. ونجا الطفل من التلقيح التجريبي لفيروس جدري البقر و عانى من حمى خفيفة فقط . وفي 1 يوليو 1796 أخذ "جينر" عينة من قيح الجدري وقام بتطعيم الطفل "فيبس" بها في ذراعه وقام بالأمر مرارا وتكرارً، ونجا الطفل بعد أكثر من 20 مرة دون استسلام للمرض. بعد وقت قليل اتضح ان طريقة جينر للتطعيم بجدري البقر أمان أكثر من طريقة التجدير، وفي عام 1801م تم تطعيم أكثر من 100.000 شخص ضد المرض.[3]

رسم كارتون عام 1802 م ، يُصور "إدوارد جينر" يقوم بتطعيم الناس بمرض جدري البقر، و تخرج الأبقار من أجساد هم .

بالرغم من اعتراضات الممارسين الطبيين للتلقيح بالجدري(varilation) لأنهم توقعوا انخفاضاً في دخلهم، جعلت المملكة المتحدة التطيعم بالمجان للفقراء في عام 1840 م. وفي العام نفسه تم منع الممارسة بالحقن بالجدري وأعُلن انها ممارسة غير قانونية بسبب الوفيات المصاحبة لها.[4] ثم أصبح التطعيم إجباريا في بريطانيا ووبيلز بموجب قانون التطيعم لعام 1853 م، ونص القانون على تغريم الأباء جنيه استرليني ما لم يتم تطيعم أطفالهم ثبل بلوغهم عمر ثلاثة أشهر. لم يُطبق القانون بالشكل الكافي بالاضاقة الى عدم فعالية نظام توفير التطعيمات والذي لم يتغير منذ 1840 م.وبعد أن اظهر السكان امتثالا مبكرا للتطعيم، نسبة قليلة فقط تم هي التي خضعت للتطعيم.[5] فلم يلقى التطعيم الاجباري ترحيباً، وبعد مظاهرات معارضة، تم تكوين رابطة مناهضة للتطعيم وأُخرى مناهضة للتطعيم الإجباري في عام 1866 م.[6][7] وعقب الحملات المناهضة للتطعيم الاجباري تفشى الجدري في صورة وباء خطير في مدينة غلوستر، حيث ضرب الوباء المدينة لأول مرة منذ 20 سنة ومات 434 شخص من بينهم 281 طفل.[8] وبالرغم من ذلك وافقت الحكومة على رأي معارضي التطعيم، وأصدرت قانون التطعيم لعام 1898 ونصت ومنعت موجبه الغرامات كما أدرجت بنداً لأول مرة "المستنكف الضميري" (Conscientious objector) يتعلق بأن يعمل المرء بما يمليه عليه ضميره، ويسمح للآباء والأمهات الذين لا يؤمنون بفعالية التطعيم أو سلامته بالحصول علي شهادة إعفاء من التطعيم. وخلال السنوات التالية تم منح 205.000 اعفاء من التطعيم، وبحلول عام 1912 تم تطعيم أقل من نصف عدد السكان من المواليد الجُدد.[9] وفي عام 1948 م لم يعد التطعيم ضد الجدري اجبارياً في المملكة المتحدة.[10]

لويس باستير و مرض داء الكلب ( السُعار )

عدل
لويس باستير

داء الكلب أو السُعار بالانجليزية rabies هو مرض فيروسي فتاك و يؤدي في الغالب الى الوفاة تسببه عدوى تنتقل عن طريق الثدييات أي حيوانات ذوات دم حار. عُرف في القرن 21 انه يصيب الثدييات البرية مثل الثعالب والخفافيش ولكنه واحد من أقدم الأمراض الفيروسية: داء الكلب rabies هي كلمة تنتمي للغة السنسكريتية (Rabhas) التي ترجع الى 3000 سنة قبل الميلاد،[11] وتعني " الجنون " أو " العنف "،[12] وهذا المرض معروف منذ أكثر من 4000 سنة.[13] يُمكن العُثور على وصف لداء الكلب في نصوص بلاد الرافدين والنصوص اليونانية القديمة و أطلقت عليه اسم ليسا lyssa او ليتا lytta وتعني الجنون.[14] كما يُمكن العُثور على مراجع لداء الكلب في قانون مملكة أشنونا التي تعود الى 2300 سنة قبل الميلاد. وكتب الفيلسوف اليوناني أرسطو أقدم وصفاً غير مُختلف عليه للمرض وكيف ينتقل المرض للبشر. كما سجل الفيلسوف اليوناني سلسوس في القرن الأول الميلادي أعراض المرض و أطلق عليه هيدروفوبيا hydrophobia "رُهاب الماء" وذلك لأن ضحاياه المصابون الغير قادرين على الابتلاع عُرف عنهم الإصابة بتهيّج عند رؤية الماء، وافترض أن لُعاب الحيوانات الحاملة للعدوى يحتوى على جُرثومَة مُخاطِية ( حيوان غَروي ) أو سُم ولوصف ذلك اخترع كلمة "فيروس".[15] على الرغم من عدم تسببه في حدوث أوبئة كانت الإصابة بعدوى االسُعار أو مرض داء الكلب مُخيفة حقاً وذلك بسبب أعراضه ومنها الهلوسة ورُهاب الماء والموت.[16]

وفي فرنسا خلال عهد لويس باستير (1822-1895) كان هناك بضع المئات من العدوى بالسُعار بين البشر كل سنة،ويأس الناس من الشفاء من المرض. بالرغم من إدراك باستير للخطر المُحتمل له قام بالبحث عن الجرثومة في الكلاب المسعورة.[17] أوضح باستير انه عند طحن النخاع الشوكي الذي استخلصه من الكلاب الميتة بسبب المرض وتجفيفه لإضعاف الفيروس في الأنسجة العصبية من خمس إلى 10 أيام، ومن ثم حقن كلاب سليمة بتلك الأنسجة وجد ان تلك الكلاب لم تُصب بالعدوى.وكرر باستير تلك التجربة عدة مرات على نفس الكلب باستخدام أنسجة يتم تجفيفها لأيام أقل، وعاش الكلب حتى بعد الحقن بأنسجة عصبية نشيطة مصابة بالدوى. وبذلك قام باستير بتحصين الكلب كما فعل ذلك مع 50 كلب غيره.[18] كانت المعلومات عن مسببات هذا المرض قليلة جدا حتى عام 1903، وكان طبيب علم الأمراض نيغري إلشي أول من اكتشف الفيروسات المجهرية الدقيقة في أدمغة الحيوانات المسعورة خلال قيامه بدراسة البنية المجهرية للأنسجة، ويُطلق على تلك الأجسام الدقيقة الآن أجسام نغري Negri bodies .[19] ,Hujr واعتقد بالخطأ ان تلك الاجسام هي أَوَالي طفيلية او كائنات وحيدة الخلية. بعد ذلك قام الطبيب الفرنسي بول رملنجر (1871-1964) بتجارب الترشيح والتي اظهرت ان تلك الأجسام هي أصغر بكثير من الكائنات وحيدة الخلية وحتى أصغر من البكتريا. وبعد 30 عام اتضح ان اجسام نيغري هي تراكمات دقائق غروانية يصل طولها من 100-150 نانومتر وهو حجم اجسام الفيروسات الربدية المعروفة الآن المُسببة لفيروس الُسعار او داء الكلب.[20]

القرن ال 20 و ال 21

عدل

في مطلع القرن العشرين تم الحصول على أدلة تُثبت وجود الفيروسات عن طريق تجارب الترشيح والتي كان بها مسام أصغر من تلك المرشحات التي يمكن ان تعبر من خلالها البكتريا؛ وتم صياغة مصطلح "فيروس رشوح" من أجل وصف تلك الفيروسات.[21] وفي عقد الثلاثينات من القرن العشرين اعتقد معظم العلماء ان الفيروس هو نوع من البكتريا الصغيرة، ولكن بعد اكتشاف المجهر الالكتروني عام 1931 اتضح انها مختلفة تماما عن البكتريا لدرجة ان بعض العلماء لم يقتنع أنه أي شيء آخر غير تراكمات من البروتينات السامة.[22] وتغير الوضع جذرياً حين أكتشف أن الفيروسات تحتوى على مادة وراثية (جينات) في شكل حمض نووي DNA أو RNA .

فالجدري هو من الأمراض البشرية العديدة التي تسببها الفيروسات في القرن العشرين وتم القضاء عليه. ولكن الأمراض مثل مرض نقص المناعة البشرية HIV والأنفلونزا تسببها فيروسات أكثر تعقيدا ويصعب السيطرة عليها.[23] وتُمثل الأمراض التي تسببها أربوفيروس (نوع من الفيروسات) تحدياً جديداً.[24] وعندما تغير سلوك البشر تغيرت الفيروسات أيضاً، ففي العصور القديمة كان عدد السكان صغير جدا بحيث لا يُمكن للأوبئة الانتشار أو البقاء على قيد الحياة، بينما في العصر الحديث أدت الكثافة السكانية المتزايدة والثورة في اساليب الزراعة بالاضافة لسرعة الانتقال والسفر إلى انتشار فيروسات جديدة وكما أدت الى اعادة ظهور فيروسات أخرى قديمة من جديد.[25][26] يُمكن القضاء على بعض الامراض الفيروسية مثل الجُدري، ولكن الأمراض الفيروسية الجديدة ستستمر في الظهور مثل مرض السارس واسمه العلمي متلازمة التنفسية الحادّة الوخيمة [27] بالرغم من كون اللقاحات هي السلاح الأقوي ضد الفيروسات، فقد ظهرت في العقود الجديدة أدوية مضادة للفيروسات تستهدف الفيروسات التي تتكرر في العائل المضيف.[28] وأظهر وباء انفلونزا 2009 (وباء انفلونزا الخنازير) كيف تستمر سلالات فيروسات جديدة في الانتشار حول العالم بسرعة وذلك بالرغم من الجهود والمحاولات لاحتوائها والسيطرة عليها.[29]

ولقد استمر التقدم في اكتشاف الفيروسات وطرق السيطرة عليها. وأكتشف فيروس الالتهاب الرئوي في عام 2001 وهذا الفيروس هو السبب في أمراض التهابات الجهاز التنفسي بما في ذلك الالتهاب الرئوي.[30] كما طور لقاح ضد فيروسات الأورام الحليمية الذي يُسبب سرطان الرحم بين عامي 2002و 2006.[31] بالاضافة الى اكتشاف فيروس T 3و4 الليمفاوي البشري في عام 2005.[32] وفي عام 2008 قامت منظمة الصحة العالمية بإعادة اطلاق مبادرة عالمية لإستئصال شلل الأطفال تمتد لعام 2015.[33] وفي عام 2010 أكتشف أكبر فيروس وهو ميجا فيروس وهو المُسبب لعدوى الأميبا.[34] ولقد جددت تلك الفيروسات العملاقة الأهتمام بالدور الذي تقوم به في عملية التطُور والاتمام بموقعها في شجرة الحياة.[35]

القضاء على مرض الجدري

عدل
 
رحيمة بانو، آخر شخص أُصيب بالجدري، في عام 1975.

فيروس مرض الجدري هو أحد مُسببات الوفاة الرئيسية في القرن العشرين، وقتل العديد من البشر أكثر من أي فيروس آخر بحوالي 300 مليون شخص.[36][37] وفي عام 1966 توصلت هيئة اتخاذ القرارات التابعة لمنظمة الصحة العالمية الى اتفاق للبدء بعمل " برنامج مُكثف لاستئصال الجدري " والقضاء على المرض خلال 10 سنوات.[38] وفي ذلك الوقت كان الجدري متوطناً في 31 دولة؛[39] من بينها دولة البرازيل وشبه القارة الهندية كلها وإندونيسيا وجنوب الصحراء الكبري في قارة أفريقيا.[40] وكان القضاء على مرض الجدري هدف طموح يُمكن تحقيقه لعدة أسباب منه: أعطى اللقاح حماية استثنائية، ولم يكن هنالك حيوانات مصابة بالمرض بشكل طبيعي، بالاضافة إلى ان فترة حضانة المرض كانت معروفة وتتراوح بحدود 12 يوم، وكانت العدوى دائماً ما تكون مصحوبة بظهور أعراض؛ فكان يُمكن تمييز المُصابين بالمرض.[41][42]

وبعد حملة تطعيم واسعة أصبح الكشف عن حالات المرض واحتوائها مرتبطة بحملة استئصال الجدري التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وبمجرد الكشف عن الحالات يعزل الضحايا ويتم تطعيم الناس من حولهم ايضا.[43] وجاءت النجاحات بسرعة، بحلول عام 1970 فلم يُصبح الجدري متوطنا في في غرب أفريقيا، ولا في البرازيل عام1971.[44] وفي عام 1973 لم يعد الجدري متوطناً الا في شبه القارة الهندية وبوتسوانا وإثيوبيا.[45] واخيراً وبعد 13 عام من التعاون والتنسيق بين العمليات البشرية لمراقبة الأمراض وحملات التطعيم في جميع أنحاء العالم، أعلنت منظمة الصحة العالمية القضاء على الجدري في عام 1979م.[46] كان السلاح الرئيسي المستخدم هو فَيروس الوَقس vaccinia virus أو مصل التطعيم بفيروس الفاكسينيا، ويبدو أن لا أحد يعلم من أين أتى هذا المصل؛ حيث انه ليس هذا النوع من جدري البقر الذي استخدمه إدوارد جينر، وليس نوعا أضعف من الجدري.[47]

أدت حملة استئصال الجدري إلى موت جانيت باركر (1938-1978)، ومن ثم انتحار خبير الجدري هنري بيدسون (1930-1978). لقد كانت باركر موظفة في جامعة برمنجهام وعملت في نفس المبنى حيث يُوجد مختبر أبحاث الجدري لبيدسون. وأُصيبت باركر بالعدوى من أحد سلالات الجدري التي كان يعمل عليها فريق بيدسون. فخجل بيدسون من تلك الحادثة ولام نفسه على وقوعها فانتحر.[48]

قبل أحداث 11 سبتمبر على الولايات المتحدة في عام 2001، اقترحت منظمة الصحة العالمية تدمير جميع المخزونات المعروفة المتبقية من فيروس الجدري التي أحتفظ بها في مختبرات كل من الولايات المتحدة وروسيا.[49] ولكن المخاوف من الإرهاب البيولوجي باستخدام فيروس الجدري والحاجة المحتملة للفيروس في تطوير علاج لهذا المرض وضعت حدا لهذه الخطة.[50] ولولا إلغاء عملية تدمير الجدري لأصبح الجدري أول مرض فيروسي ينقرض بسبب تدخل البشر.[51]

  1. ^ Booss, p. 57
  2. ^ Reid, p. 16
  3. ^ Lane, p. 140
  4. ^ Lane, p. 140
  5. ^ Brunton, pp. 39–45
  6. ^ Glynn, p. 153
  7. ^ Brunton, p. 91
  8. ^ Glynn, p. 161
  9. ^ Glynn, p. 163
  10. ^ Glynn, p. 164
  11. ^ Shors, p. 352
  12. ^ Zuckerman, p. 291
  13. ^ Mahy, (b) p. 243
  14. ^ Mahy, (b) p. 243
  15. ^ Mahy, (b) p. 243
  16. ^ Mahy, (b) p. 243
  17. ^ Reid, pp. 93–94
  18. ^ Reid, p. 96
  19. ^ Kristensson K, Dastur DK, Manghani DK, Tsiang H, Bentivoglio M (1996). "Rabies: interactions between neurons and viruses. A review of the history of Negri inclusion bodies". Neuropathology and Applied Neurobiology 22 (3): 179–187. doi:10.1111/j.1365-2990.1996.tb00893.x. PMID 8804019.
  20. ^ Mahy, (b) p. 243
  21. ^ Crawford (2000), p. 14
  22. ^ Kruger DH, Schneck P, Gelderblom HR (2000). "Helmut Ruska and the visualisation of viruses". Lancet 355 (9216): 1713–1717. doi:10.1016/S0140-6736(00)02250-9. PMID 10905259.
  23. ^ Baker, p. 70
  24. ^ Levins, pp. 123–125, 157–168, 195–198, 199–205
  25. ^ Karlen, p. 229
  26. ^ Mahy, (b) p. 585
  27. ^ Dobson, p. 202
  28. ^ Carter, p. 315
  29. ^ Taubenberger JK, Morens DM (April 2010). "Influenza: the once and future pandemic". Public Health Reports. 125 Suppl 3 (Suppl 3): 16–26. PMC 2862331. PMID 20568566.
  30. ^ van den Hoogen BG, Bestebroer TM, Osterhaus AD, Fouchier RA (2002). "Analysis of the genomic sequence of a human metapneumovirus". Virology 295 (1): 119–132. doi:10.1006/viro.2001.1355. PMID 12033771.
  31. ^ Frazer IH, Lowy DR, Schiller JT (2007). "Prevention of cancer through immunization: Prospects and challenges for the 21st century". European Journal of Immunology 37 (Suppl 1): S148–155. doi:10.1002/eji.200737820. PMID 17972339.
  32. ^ Wolfe ND, Heneine W, Carr JK, Garcia AD, Shanmugam V, Tamoufe U, Torimiro JN, Prosser AT, Lebreton M, Mpoudi-Ngole E, McCutchan FE, Birx DL, Folks TM, Burke DS, Switzer WM (2005). "Emergence of unique primate T-lymphotropic viruses among central African bushmeat hunters". Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America 102 (22): 7994–7999. doi:10.1073/pnas.0501734102. PMC 1142377. PMID 15911757.
  33. ^ Pirio GA, Kaufmann J (2010). "Polio eradication is just over the horizon: the challenges of global resource mobilization". Journal of Health Communication. 15 Suppl 1: 66–83. doi:10.1080/10810731003695383. PMID 20455167.
  34. ^ Arslan D, Legendre M, Seltzer V, Abergel C, Claverie JM (2011). "Distant mimivirus relative with a larger genome highlights the fundamental features of Megaviridae". Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America 108 (42): 17486–17491. doi:10.1073/pnas.1110889108. PMC 3198346. PMID 21987820.
  35. ^ Zimmer, p. 93
  36. ^ Oldstone, p. 4
  37. ^ Wolfe, p. 113
  38. ^ Glynn, p. 200
  39. ^ Crawford (2000), p. 220
  40. ^ Glynn, p. 200
  41. ^ Karlen, p. 154
  42. ^ Shors, p. 388
  43. ^ Glynn, p. 201
  44. ^ Glynn, pp. 202–203
  45. ^ Crawford (2000), p. 220
  46. ^ Belongia EA, Naleway AL (2003). "Smallpox vaccine: the good, the bad, and the ugly". Clinical Medical Research 1 (2): 87–92. doi:10.3121/cmr.1.2.87. PMC 1069029. PMID 15931293. Retrieved 2014-12-19.
  47. ^ Glynn, pp. 186–189
  48. ^ Tucker, pp. 126–131
  49. ^ Weinstein RS (April 2011). "Should remaining stockpiles of smallpox virus (variola) be destroyed?". Emerging Infectious Diseases 17 (4): 681–683. doi:10.3201/eid1704.101865. PMC 3377425. PMID 21470459.
  50. ^ McNeil Jr DG (12 March 2013). "Wary of attack with s, U.S. buys up a costly drug". New York Times. Retrieved 2014-12-19.
  51. ^ Oldstone, p. 84