تاريخ بيع الكتب

عدل

يعود بيع الكتب إلى العصور القديمة، وقد حفز تأسيس المكتبات في عام 300 قبل الميلاد طاقات بائعي الكتب الأثينيين. أما في روما، في أواخر الحكم الجمهوري، صار امتلاك مكتبة موضة، وازدهرت تجارة بائعي الكتب الرومان.

بائعو الكتب اليونانيون والرومانيون

عدل

يوصف النبي في سفر أرميا بأنه يملي على باروخ الكاتب، الذي وصف الطريقة التي كُتب بها سفره. وكان هؤلاء الكتبة من أوائل بائعي الكتب، وقدموا النسخ بالشكل المطلوب.

كان لدى أرسطو مكتبة واسعة إلى حد ما، ويُسجّل أن أفلاطون قد دفع مبلغًا كبيرًا قدره مئة مينا مقابل ثلاث أطروحات صغيرة لفيلولاوس التابع لمدرسة فيثاغورس.

عندما تأسست مكتبة الإسكندرية نحو 300 قبل الميلاد، استخدمت وسائل مختلفة لغرض شراء الكتب، ويبدو أن هذا قد حفز طاقات باعة الكتب الأثينيين. أما في روما ومع قرب نهاية الحكم الجمهوري، أصبح من الموضة أن تكون لديك مكتبة بصفتها جزءًا من الأثاث المنزلي، وقد ازدهرت تجارة  بائعي الكتب الرومان، وكانت محلاتهم التجارية (تابيما ميتاري) بصفة رئيسية في أرجيليتوم، وفيكوس ساندلاريوس. كانت هنالك قائمة بالكتب المعروضة للبيع معلقة على الباب، أو على الأعمدة الجانبية؛ ويقول مارتيلي، الذي يذكر هذا أيضًا، أنه يمكن شراء نسخة من كتابه الأول من الإيبيغرامات مقابل خمسة دنانير. أما في زمن أغسطس، كان كبار بائعي الكتب يلقَبُون باسم (سوسي). وحسب ما ذكر جستنيان، فقد صدر قانون يمنح الكتبة ملكية المواد المكتوبة، وهذا قد يكون بداية القانون الحديث لحقوق الطبع والنشر.[1]

المكتبات الإسلامية

عدل

شجعت الخلافة العباسية في الشرق، والخلافة في قرطبة في الغرب؛ على تطوير المكتبات والنساخ وتجار الكتب في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وفي المدن الإسلامية مثل دمشق وبغداد وقرطبة.

وفقًا لموسوعة بريتانيكا:

قضى العلماء والطلاب ساعات طويلة في مدارس المكتبات هذه في قراءة وفحص ودراسة الكتب المتاحة أو شراء الاختيارات المفضلة لمكتباتهم الخاصة. وسافر تجار الكتب إلى المكتبات الشهيرة بحثًا عن مخطوطات نادرة لشرائها وإعادة بيعها لهواة جمع الكتب والعلماء، وبالتالي ساهموا في انتشار التعليم. وجدت العديد من هذه المخطوطات طريقها إلى المكتبات الخاصة لعلماء المسلمين المشهورين، مثل ابن سينا، والغزالي، والفارابي، إذ جعلوا منازلهم بدورها مراكز للملاحقات العلمية لطلابهم المفضلين.[2]

وحسب ما قالته دار الآداب[3]، وهي إحدى أشهر الناشرين العرب المرموقين أن هنالك مقولة شعبية في الستينات من القرن العشرين، تقول: «تكتب الكتب في القاهرة، و تنشر في بيروت، وتقرأ في بغداد.[4][5]».

باعة الكتب الفرنسين

عدل

جاءت الموجة الأولى من باعة الكتب االفرنيسين بعد فترة وجيزة من تقديم  يوهانس غوتنبرغ لتقنيات الطباعة الجديدة التي ابتكرها في أوروبا. إن أقدم متجر كتب معروف لا يزال يفتح في فرنسا (وأوروبا) هو Librairie Nouvelle d'Orleans، وكان مالكه في عام 1545 هو إتيان روزو[6]، وهو الآن يتبع للناشر ألبين ميشيل. أنشأ نابليون في عام 1810 نظامًا ينص على أن يتقدم بائع الكتب بطلب للحصول على ترخيص، ويقدم أربعة مراجع تشهد على أخلاقياته، وأربعة تأكيدات على قدرته المهنية على أداء الوظيفة، وكل المراجع يجب أن تكون مصدقة من قبل العمدة المحلي. وفي حالة قبول الطلب، يتعين على بائع الكتب أن يحلف يمين الولاء للنظام. وقد أجريت عملية تقديم الطلبات لضمان ألا تكون المكتبة الجديدة مكانًا لتوزيع المطبوعات المتمردة، واستمرت عملية الترقية الاستثنائية هذه حتى 1870.[7]

بيع الكتب الحديث

عدل

يعود تاريخ النظام الحديث لبيع الكتب إلى ما بعد وقت قصير من إدخال الطباعة، فمن طريق العملية الميكانيكية الجديدة للطباعة، أصبحت الكتب في متناول اليد[8]. وبحلول القرن التاسع عشر، بدأ نموذج بيع الكتب كما نعرفه الآن بالظهور. قررت مجموعة مهنية من بائعي الكتب في لابزيغ تشكيل جمعية خاصة بهم في عام 1824، وفي عام 1825 أصبحت Borsenverein der Deutschen Buchhandler zu Leipzig)) أول مجموعة تنشر خارج نقابات الطابعة، ما أدى إلى انضمام المزيد من الناس إلى المهنة دون الحاجة إلى الانضمام إلى نقابة[9]. وكانت أولى الجهات التي كانت تقوم بأعمال الطباعة هي المحررون وبائعو الكتب؛ ولكن لم يتمكنوا من بيع كل نسخة من الأعمال التي طبعوها، وكان معظم الوكلاء على مقاعد التعلم، مثل أنطون كوبرغر، الذي قدم فن الطباعة في نورمبرغ في 1470. إن أكثر أنواع الكتب شيوعًا هي الكتب المطبوعة بكميات كبيرة، إذ كان إنتاجها رخيصًا، مثل:  كتب التعليم الديني والتقويمات، وغالبًا، تكون غير ملزمة على الإطلاق.[10]

المراجع

عدل
  1. ^   واحدة أو أكثر من الجمل السابقة تتضمن نصاً من منشور أصبح الآن في الملكية العامةChisholm, Hugh, ed. (1911). "Bookselling". Encyclopædia Britannica (بالإنجليزية) (11th ed.). Cambridge University Press. Vol. 4. pp. 233–235.
  2. ^ "Plus de kutub, please". The Economist. اطلع عليه بتاريخ 2018-04-15. {{استشهاد ويب}}: روابط خارجية في |ref= (مساعدة)
  3. ^ Lyons، Martyn (2011). Books: A Living History. Los Angeles: J. Paul Getty Museum. ص. 182. ISBN:9781606060834.
  4. ^ "Plus de kutub, please". The Economist. اطلع عليه بتاريخ 2018-04-15. {{استشهاد ويب}}: روابط خارجية في |ref= (مساعدة)
  5. ^ Lyons، Martyn (2011). Books: A Living History (ط. Second). Los Angeles: J. Paul Getty Museum. ص. 182. ISBN:9781606060834.
  6. ^ Herluison، Henri (15 مارس 1868). "Recherches sur les imprimeurs & libraires d'Orléans: recueil de documents pour servir à l'histoire de la typographie et de la librairie orlèanaise, depuis de XIVe siècle jusqu'a nos jours". H. Herluison. اطلع عليه بتاريخ 2018-03-15 – عبر Google Books.
  7. ^ Lyons، Martyn (2009). Books: A Living History. Los Angeles, California: Getty Publications. ص. 144–146. ISBN:978-1-60606-083-4.
  8. ^ Lyons، Martyn (2011). Books: A Living History (ط. Second). Los Angeles: J. Paul Getty Museum. ص. 10. ISBN:9781606060834.
  9. ^ Lyons، Martyn (2011). Books: A Living History. Los Angeles: J. Paul Getty Museum. ص. 138. ISBN:9781606060834.
  10. ^ Lyons، Martyn (2011). Books: A Living History (ط. Second). Los Angeles: J. Paul Getty Museum. ص. 64. ISBN:9781606060834.