[1]كيف يصنع النحل العسل

عدل
 

على مدى قرون , كان من المفترض أن نحل العسل يقوم بزيارة الأزهار ويجمع العسل الجاهز ثم يعود به للخلية ويخزنه هناك. وكان يطلق على العسل " قئ النحل" وهذا غير دقيق. والحقيقة هي أن عملية صناعة العسل هي عملية متقنة ومعقدة. فالمرحلة الأولى هي جمع رحيق الأزهار من  أحشاء الأزهار الملونة ذات الرائحة العطرة. ويبدأ رحيق الأزهار كالماء بالسكر ويكون غني بالقليل من الحمض الأميني والبروتين و الدهون والفينولات وبعض المركبات الكيميائية الأخرى. وعند وجوده في فجوات الزهور في انتظار أن يتم أخذه بواسطة الملقحات فيأخذ الرحيق الرائحة المشتركة من الزهور التي خبأته. وبالرغم من أن رائحة الرحيق ضعيفة ولكن الروائح تزيد عندما يتم تركيزها بالعسل. وتدفع المياه الزائدة وتتفاقم الزيوت المتقلبة المركبة والمركبات الكيميائية الأخرى من الزهرة, وتصبح جزء من العسل وتضاف إليها. والعسل المصدر الواحد يظهر خصائص الرائحة في درجة حرارة الغرفة, وخاصة حين يوضع على قطعة خبز محمص دافئة. فيمكنك على الأرجح شم الأزهار.قم بتجربة الزهور برتقالية اللون أو عسل التوت الأزرق لمذاق حلو طبيعي. والعسل المستخرج من نوع واحد من الزهور يكون الأغلى عند مربين النحل وأعلى سعرا عن العسل المخلوط.

عندما تعود النحلة الباحثة عن الطعام إلى الخلية, تقوم بالبحث عن رفيق بالعش لتتشارك معه بعض المكرولترات من الرحيق. وصغار النحل يبقون في العش وعادة ما يقوم النحل المربي وصانع العسل في الضغط على الباحثات عن الطعام عند عودتهم بواسطة قرون الاستشعار ويستجدون مقابل مذاق مجاني. ثم تقوم الباحثة عن الطعام والنحلة العاملة في مشاركة الغذاء عن طريق تبادل الرحيق , وهي العملية التي تقوم فيها الباحثة عن الطعام بتقيأ الرحيق للنحلة المنزلية.

فالنحلة العاملة تقوم بإطعام نحلة أخرى, شقيقتها. وهذا ما يسمى بتبادل الرحيق .

فكلما كانت النحلة العاملة سريعة في تفريغ الرحيق كلما أسرعت للعودة للحقل للبحث عن مزيد من الطعام. وطول المدة التي تستغرقها النحلة الباحثة عن الطعام العائدة لإيجاد مستقبل مستعد تشير إلي حالة مخازن العسل في المستعمرة. فإذا كان المستقبل متحمس لاستقبال العسل , فهذا يعنى أن معدل العسل في المستعمرة قليل. وفي حالة استغراق الباحثة عن الطعام وقت في إيجاد نحلة لقبول عرضها فهذا يدل على وجود وفرة من العسل, أو ربما أنها تجد أن جودة الرحيق متدنية بسبب قلة مستوى السكر.

 

عندما تقوم النحلة المستقبلة بإراحة الباحثة عن الطعام من الرحيق, تقوم بنقله إلي خلية الانتظار. ثم تقف على الخلية لتركيز الرحيق وتبخير المياه الزائدة بتهوية أجنحتها على السائل وامتصاصه في فمها ورشة ثم تقيؤه على فمها لعدد مرات تصل إلي مائتان مرة. وبهذا الطريقة فهي ترفع مستوى السكر في الرحيق من بين 30 إلي 40 في المائةإلي 80. فالتركيز العالي للسكر يحافظ على العسل التي تنتجه, وقتل الميكروبات عن طريق امتصاص الرطوبة خارجه. وإذا كانت نسبة السكر أقل من 80, فسوف يفقد العسل قدرته على تحمل الانحلال بواسطة خميرة السكر. وفي الولايات المتحدة الأمريكية يجب أن يحتوى العسل على نسبة 80 % من السكر حتى يتم تصنيفه كعسل. وبمجرد أن تتبخر المياه, تقوم النحل بتحريك أجنحتها ألآلاف المرات فوق هذه الأقسام حيث يتم تخزين الرحيق. وتحريك الأجنحة مع درجة الحرارة المرتفعة ( من 34 إلى 36 درجة) في العش يساعد على تكثيف ونضج الرحيق إلي عسل.

 

وتقوم نحلة عاملة بتحريك أجنحتها للمساعدة في التحكم في درجة الحرارة داخل العش

ويفحص النحل العامل بشكل مستمر لزوجة العسل الناضج للتأكد من انه يحقق الانسجام الصحيح. وعندما يكون العسل ناضج بشكل كامل يقوم النحل الأخر بتغطية الخلية بالشمع للتأكد من أن المستعمرة سيتم إطعامها بشك جيد على مدار الأسابيع والشهور القادمة.

 

ولكن المخلوقات الجشعة خارج الخلية تطمع في ما قام النحل بالعمل علية بشكل شاق لإنتاجه, فتقوم دائما باختراق الخلية لسرقتها ومنهم الدببة وحيوانات الغرير والأشخاص جامعين العسل من البرية ومربين النحل والفئران, وعندما يسكن النحل في مستعمرة مدارة بشكل جيد, فمن الممكن أن يقوم بعض من سارقي الغنائم لرحلات طويلة إلي خلايا النحل إلي مربي النحل من أجل برطمان عسل على مائدة الإفطار. بمساعدة المغلفون والناقلين والمسوقين وأخيرا ومتسوقين الحلوى المحتشدين في ممرات الأسواق التجارية أو الوصول مبكرا في الصباح في أسواق الفلاحين للحصول على النحل المحلي الطازج  .

Honey bees letters from the hive

Stephen Buchmann

  1. ^ Buchmann, Stephen L. (2010). Honey Bees: Letters from the Hive (بالإنجليزية). Delacorte Press. ISBN:9780385737708.