حفظ القرآن الكريم أولى بالسبق من جميع العلوم |🌿

قال الخطيب البغدادي رحمه الله : 

« يَنْبَغِي لِلطَّالِبِ أَنْ يَبْدَأَ بِحِفْظِ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِذْ كَانَ أَجَلَّ الْعُلُومِ وَأَوْلَاهَا بِالسَّبْقِ وَالتَّقْدِيمِ ».

[ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع | ١٠٦/١ ]

وصية لمن يريد حفظ القرآن الكريم ✨

في بداية دخولك لمشروع حفظ كتاب الله، أو المداومة على تلاوته، ستشعر فيه بالضغوطات النفسية فيصيبك الضيق والملل، وهذا طبيعي؛ لأنه نتائج تراكمات غفلة طويلة، وبُعد كبير عن القرآن وهذه ضريبته، فإياك أن تستسلم لتخذيلات الشيطان ونصائح المخذلين.

تجاهل كل من يقلل من عملك وسمو هدفك فإنه قد استحكم الشيطان عليه حتى صار من أنصاره شعر أم لم يشعر.

واعلم بأن الصبر والمرابطة على هذا المشروع من أعظم ما يغير حياتك الدينية والدنيوية؛ فإن أوسع أبواب التنوّر، الإقبال على القرآن حفظا وعملا وتدبرا. فتخرج به من السيئة إلى الحسنة، ومن المعصية إلى الطاعة، ومن الظلمات إلى النور. فينقلك الله بفضل ما تتلوه وتكرره من العقوبة إلى العافية.

قال ابن القيم : " العبد إن غيّر المعصية بالطاعة ، غيّر الله عليه العقوبة بالعافية، والذل بالعز". [انظر، كتابه «الداء والدواء» صـ: 73 ].

إن عناء المكابدة والمصابرة في هذا المشروع من أبهى صور الإنفاق والتضحية في سبيل الله فليس الإنفاق محصورا في إنفاق المال أو أنواع العينيات فقط، بل إن إنفاق الجُهد والصحة، والوقت، في سبيل الله أعظم أنواع الجهاد لما فيه من جهاد النفس والهوى والشيطان، ولما فيه من صيانة روحية بدنية لك يا قارئ القرآن لو عقلت!

عجبا كم نواجه في الحياة من ضغوطٍ، وأكباد، ومكدرات، ونتجاوزها، وربما حققنا فيها أعلى مستويات النجاح، وفي الأخير هذه ليست شيئا أمام مشروع حفظ القرآن وعمارة الروح بالقرآن. أليس القرآن أولى بهذه التضحيات {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون}.

القرآن نور بل أنوار، ولن تكون أهلا لهذا النور وأنت لا تتلقاه من محله وهو "الصلاة". يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم : «والصلاة نور». ومن عجيب كرم الله لعبده المتعرض لهذا النور أن يبصّره في محل الظلام؛ ليستضيء به في كل أموره، وأن يؤنسه في مكان الوحشة. قال تعالى: {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس}. قال ابن عباس: النور هو القرآن.

  1. إقتباس من قناة برنامج تكرار لحفظ القرآن وإتقانه في تطبيق التيليجرام