قال الخالق عز وجل (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62)صدق الله العظيم الخالق عز وجل هو الذي قام بتقدير الحياة والموت وكل شي لجميع خلقه حتي منازل القمر والنجوم والفلك والملائكة فأختصةالاية الكريمة الاولي بتقدير الموت دون ذكر تقدير الحياة (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ صدق الله العظيم وما نحن بمسبوقين أي ليست بالسابقة الجديدة علينا في الإماتة والاحياء فقد اوضح الخالق عز وجل من سابق لانبيائه ورسله قدرته عز وجل في الاماتة والاحياء فمثلا نبي الله العزير اماته الله ثم احياه حتي انه لم يعرف انه مات ولم تحاسب روحه قال تعالي (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (259)صدق الله العظيم والعديد من الانبياء كموسي وعيسي وابراهيم و صلي الله عليهم وسلم وكلمة مسبوقين تشمل معني الغلبة والقوة والقدرة وقولة تعالي (60) عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ. فمن الممكن ان ينشا الله ارواح الخلائق التي لم يأتي لها رسول تارة اخرى في زمن به رسول او رسالة قد بلغت وينشاه في نشأ أخر تماما عن الذي كان في السابق من ذاكرة وفكر وزمن ومكان ولعل من كانوا في عصر رسول الله صل الله عليه وسلم من المشركين تحاجواعند الله بقولهم ما أتنا من نذير فأنشاهم الله نشأة ثانية وبعث فيم رسول الله دون ان يتذكرم نشأتهم الاولي حينما كانوا يقولون ما أتانا من نذير فالله هو المبدأ المعيد الفعال لما يريد يبدأ الخلق ويعيده وينشأنا في ما لا نعلم وما لا نتذكر فليس بالشرط إذا ما مات الانسان أن ترفع روحه وتحاسب فالعزي اماته الله ولكن لم يعلم عن ذلك شيا وظن انه لبس يوما او بعض قال تعالي أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ صدق الله العظيم وأيضا الاموات الذين أحياهم المسيح عيسي صلي الله عليه وسلم فمن الممكن أن هؤلاء اصحاب الفترة يبعث الله ارواحهم وينشأهم نشأ جديد في زمن به رسولا او نبي او رسالة إستنادا الي قوله تعالي وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا صدق الله العظيم فلو كان الامر يقتصر علي إرسال الرسول لقال وما كنا معذبين حتي نرسل رسولا فكلمة بعث تعني بعَث اللهُ الخلقَ: أحياهم بعد موتهموالفيصل قوله تعالي وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً صدق الله العظيم والمعني صريح وواضح تماما ان كل الامم بعث فيهم انبياء ولم يقول ولقد بعثنا في بعض الامم رسولا ولكن اشتمل القول بكل فأرى ان من الممكن ان تبعث ارواح الذين لم يعاصروا رسولا مرة اخري في خلق جديد به رسولا او عقيدة والله ربي اعلي واجل وأعلم له الملك لا معقب لحكمه وهو العلي العظيم