نبع الحضارة القبطية


نبع الحضارة القبطية لقد شهد العلماء اللذين درسوا التاريخ المصري ان اقباط مصر هم امتداد حضاري لم ينفصل قط عن القدماء الاولين . فنجد مثلا ان الدكتور طه حسين الذي اطلق عليه في القرن العشرين لقب ( عميد الادب العربي ) يقول في كتابة (( مستقبل الثقافة في مصر )) عن الكنيسة المصرية : ( انها مجد مصري قديم , وهذا المجد ظاهر في الاقباط اللذين حافظوا علي سمات الجنس المصري علي امتداد الاف السنين . فلقد امتزجت بهم الشعوب من كل مكان دون ان يفقدوا هويتهم المتميزة , فهم كانوا علي مدي الاجيال في استيعاب للحضارات الاخري , وحتي التشابه في اللون ومقاييس الراس و الطول و العرض و القدمين واليدين تكاد تكون كاملة بينها وبين المومياء المصرية من حيث المقارنة وايضا مع هياكل العظام في كافة العصور ) وتقول المؤرخة البريطانية مسز بوتشر : ( ان هناك رابطة تجمع بين الحضارة المصرية القديمة التي هي اعظم حضارة واعرق حضارة وبين الكنيسة القبطية الممتدة فيها هذه الحضارة سواء في لغتها التي هي اللغة المصرية القديمة , وتطورت عنها . او في الفنون والاداب والموسيقي او عبادة الالة الواحد . اما الكنيسة القبطية التي هكذا اسسها مار مرقس فقد حافظت الي الان علي انظمتها وطقوسها الاصلية اكثر مما حافظت اية كنيسة اخري من عهد مؤسسها الي اليوم . فهي اذن اقل الكنائس اختلافا عما كانت علية حين نشاتها وفيها بقيت سلسلة المراتب الكهنوتية الثلاتة متصلة بغير انقطاع الي يومنا هذا وهي الاسقفية والقسوسية والشموسية . ثم ان الكنيسة القبطية قد حافظت منذ نشاتها علي الاسرار الكنائسية السبعة ) اما المؤرخ الامريكي وليم وورل – عن الكنيسة القبطية - يقول : ( انها من اصل مصري نقي الي حد كبير,اولئك هم بقايا الكنيسة المسيحية القبطية . وسلالة مصر الفرعونية ) .