مقارنة بين البحوث الكمية والبحوث النوعية نستطيع تحديد عدد من الفروق التي ينبغي الاشارة اليها بين البحوث النوعية والبحوث الكمية وهي . 1-الاخلاف في المنطلقات والدوافع الاجتماعية . حيث يتبنى البحث الكمي نظرة تفترض وجود حقائق اجتماعية موضوعية معزولة عن مشاعر ومعتقدات الافراد ويتم قياسها بأدوات مناسبة تتوفر فيها الخصائص الاساسية من صدق وثبات الا ان البحث النوعي يفترض وجود مؤثرات عدة يتم بناؤها اجتماعيا من خلال وجهات نظر الافراد والجماعات للموقف فهنالك دوافع اجتماعية وثقافية وعرقية ودينية تؤثر في المواقف لذا يحاول الباحث النوعي فهم الظاهرة وهي في ظروفها التي تمت وحدثت فيها 2-هدف البحث الكمي يختلف عن هدف البحث النوعي .تهدف البحوث الكمية الى اختبار بعض الفرضيات التي تتعلق بوصف واقع معين من خلال بناء علاقات وقياس بعض المتغيرات واستخدام البيانات المتوافرة لإيجاد علاقة ارتباطية او سببية كذلك تحاول الدراسات الكمية التوصل الى عموميات غير مرتبطة بالسياق الذي تنفذ فيه الدراسة كما ويهدف الى تعميم نتائج البحث على حالات اخرى .اما البحث النوعي فهو اكثر اهتماما بفهم الظاهرة الاجتماعية من منظور المشاركين انفسهم ومن خلال معايشة الباحث لحياة المشاركين العادية حيث يعتقد الباحثون النوعيون ان الافعال الانسانية واراء الافراد ومعتقداتهم تتأثر بالمواقف والبيئة التي تحدث فيها ومن خلال الاطار الذي يفسر فيه الافراد افكارهم ومشاعرهم وافعالهم ويتم التوصل الى هذا الاطار من قبل الباحث خلال جمع البيانات وتحليلها ولا يهدف الباحث النوعي الى تعميم النتائج بل توسيع نتائج الحالة التي كثيرا ما تقود الى مواقف وحالات قد تكون مشابهة 3-تجري البحوث الكمية وفق اجراءات وخطوات تتابعية ومخطط معد اعدادا محكما مسبقا يسترشد به الباحث اما الدراسات النوعية فهنالك قدر اكبر من المرونة فيما يتعلق بخطة البحث فالباحث النوعي يستخدم تصميما ناشئا او طارئا خلال عملية جمع البيانات 4-المعاينة والعينات العشوائية في البحث الكمي والمقصودة في البحث النوعي : عينات البحث الكمي تكون عشوائية او احتمالية في الغالب لتمثل مجتمع الدراسة بعدد مناسب وكبير نوعا ما قياسا بعينات البحث النوعي اما عينات البحث النوعي تكون مقصودة عددها محدود ولكنها تؤمن غزارة وافية في البيانات والمعلومات ويكون المشاركون في الدراسات النوعية عادة افراد تتوافر فيهم خصائص الحالة المدروسة ويتم اختيارهم بصورة هادفة من موقع ما .


5- الاستبيان في الغالب يستخدم في جمع البيانات في البحث الكمي والملاحظة والمقابلة المعمقة في النوعي فجمع البيانات في البحث الكمي يركز على اداة الاستبيان وكذلك المقابلات او الملاحظات المبنية بناءا محكما مسبقا اما في البحث النوعي فنستخدم المقابلة المعمقة او الملاحظة المشاركة او الوثائق الرسمية والشخصية 6-تصاميم البحث الكمي تختلف عن تصاميم البحث النوعي : ونعني بتصميم البحث الخطة والاجراءات المستخدمة للحصول على الادلة حيث تصنف البحوث الكمية عادة الى بحوث تجريبية واخرى غير تجريبية ويكون لدى الباحث في التجريبية نوع من السيطرة على ما يحدث للأشخاص من خلال فرض او حجب ظروف محددة بطريقة منظمة ثم يقوم الباحث بمقارنة اشخاص الدراسة الذين خضعوا للظروف المفروضة والذين لم يخضعوا لمثل تلك الظروف او بين الاشخاص الذين مروا بظروف مختلفة وللتصاميم التجريبية هدف اخر هو دراسة العلاقة السببية بين الظروف التي جرى التحكم بها اي المتغير المستقل في الدراسة وبين النواتج المقاسة اي المتغير التابع . اما تصاميم البحوث الكمية الوصفية غير التجريبية فلا يوجد تحكم بالظروف التي يمر بها الاشخاص موضوع البحث وبدلا من ذلك يقوم الباحث بالملاحظة او الحصول على قياسات من الاشخاص لوصف شيء ما او حدث ما وتصاميم البحث النوعي اقل تنظيما من تصاميم البحث الكمي ففي البحث النوعي يتم تحديد الاجراءات من خلال تنفيذ عملية البحث بدلا من تحديدها مسبقا وتعتمد كل خطوة على البيانات السابقة التي تم جمعها في الدراسة . 7- تحليل البيانات وتفسيرها : تحليل البيانات في البحث الكمي يتم بعد الانتهاء من جمع كل البيانات بينما تحليل البيانات في البحث النوعي اثناء جمعها ويساعد هذا النوع من التحليل على تحديد الخطوة التالية للباحث . من جانب اخر لا تركز البحوث النوعية على الطرق الرقمية والاحصائية في تفسير البيانات المجمعة والنتائج كما في البحوث الكمية بل تعمل على تفسير الظواهر المبحوثة بأسلوب سردي انشائي يعتمد التعبير بعبارات وجمل توضح ماهية وطبيعة تلك الظواهر وعلاقتها المتداخلة مع بعضها . 8- مكونات واجزاء تقارير البحث الكمي والبحث النوعي مختلفة : يقدم تقرير البحث تصور شامل للبحث واجراءات تنفيذه ويتم ذلك بأسلوب متفق عليه من قبل جهات النشر مع اختلاف في اشكال التقارير المستخدمة ومن المهم الحكم على مصداقية البحث بشكل عام عند تقديم تقرير البحث . ويعتمد هذا الحكم على تقييم لأجزاء التقرير الرئيسية فكل جزء يساهم في المصداقية الكلية للبحث . وهنالك بعض الاختلافات بين اشكال تقارير البحوث الكمية وتقارير البحوث النوعية فمعظم الدراسات تشمل التسلسل الاتي لمكونات البحث الكمي :الملخص , المقدمة , مشكلة البحث , مراجعة الادب والدراسات السابقة ,صياغة فرضيات او اسئلة البحث , المنهجية , (وتشمل الاشخاص , والادوات , والاجراءات) , النتائج , المناقشة والاستنتاجات , المراجع . اما البحث النوعي فان العديد من تقارير البحوث النوعية تضم , المقدمة ,والمنهجية , والنتائج والتفسيرات , والاستنتاجات , ثم المراجع والهوامش 9-البحث الكمي والبحث التجريبي يتطلبان التعريف مسبقا بالمتغيرات المناسبة (المستقلة والتابعة ) اي التنبؤ المسبق بالاستنتاجات بينما البحوث الاستقرائية التي تعتمد الاسلوب النوعي مثل المنهج الاثنوجرافي ومنهج النظرية المتجذرة توجه الباحث نحو دراسة موضوع معين من دون سابق تصورات راسخة او افتراضية فيما يتعلق باي من المتغيرات التي ستكون مهمة وكيفية الربط بين هذه المتغيرات المستقلة منها والتابعة .