مستخدم:حسين علي صيام/الشعر العربي في العصر المملوكي

الشعر العربي في العصر المملوكي

عدل

لم يكن عصر المماليك فترة تميز كبير بالنسبة لفن الشعر؛ بل على العكس كان يمثل فترة تراجع كبيرة فيه، ولقد اتصف الشعر بتلك الفترة ببعض الصفات، منها

  1. التأثر الكبير بالواقع؛ فكان الشعراء يكتبون شعرًا متأثرًا بالواقع وقضاياه ويشكون فيه همومهم.
  2. الصنعة والتكلف بالشعر والألفاظ المزخرفة؛ فلقد تحول الشعر إلى هدف وغاية لتحقيق أغراض الشعراء.
  3. الركاكة والتقليد والألفة المعتادة، وذلك لأن الكثير من الشعراء تخلّوا عن الشعر العمودي.
  4. اشتهار البعض بالبلاغة والبديع وكثرة التشبيهات والصور الفنية. استخدام التورية، وهي استخدام لفظ له معنيان، أحدهما خفي مقصود والآخر ظاهر غير مقصود. استخدام الجناس والطباق بالأبيات الشعرية، والجناس هو استخدام كلمتين لهما نفس اللفظ ويختلفان بالمعنى، وأما الطباق فهو استخدام كلمتين متضادتين بالمعنى ومختلفتين باللفظ. استخدام التعليل الحسن، وذلك بأن يذكر الشاعر علّة ما ثم يتبعها بذكر علة أخرى طريفة تناسب الغرض. استخدام الاقتباس، فلقد شاع كثيرًا تضمين الشعر بذكر مقتبس من القرآن أو الحديث أو الأقوال. اشتهار الكثير من أشعارهم بالبديعية في مدح النبي عليه الصلاة والسلام.

مدح النبي في عصر المماليك[1]

عدل

تعرف قصيدة مدح النبي على أنها القصيدة التي تذكر فيها فضائل الرسول عليه الصلاة والسلام ومحاسنه وأخلاقه وتفتخر به بأسلوب شعري يناسبها، وقد تميّز هذا اللون في العصر المملوكي واشتهر به بعض الشعراء، وتتميز قصائد مدح النبي بأنها قصائد صادقة تعبر عن حب نقي ومشاعر صادقة وارتباط روحي وليس فيها تملّق ومصالح شخصية وأهداف كما ببعض قصائد المدح الأخرى، ولعل أشهرها القصيدة المعروفة باسم البردة للشاعر البوصيري الذي عاش في تلك الفترة، وتحتوي هذه القصيدة على مواضيع مختلفة من حياة النبي، وفيها 160 بيتًا شعريًا زاد عليها بعض الشعراء فيما بعد، وتقول بع

ض أبيات القصيدة: "مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلم مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدم َمْ هبَّــــت الريـــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتـــــــــــــــا وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــم أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــم ما بين منسجم منه ومضطــــــــرم لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ فكيف تنكر حباً بعد ما شـــــــــــــهدت به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ" ورغم اشتهار هذه القصيدة، إلا أنها لاقت بعض الهجوم؛ لأن البعض رأى ببعض الأبيات تغييرًا لمقصد القرآن، ولجوء للرسول بدلًا من الله، مثل قول الشاعر: "يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم"، وغيرها

شعراء العصر المملوكي [2]

عدل
  • الشاعر أبو الحسين الجزارهو يحيى بن عبد العظيم بن يحيى بن محمد الجزار المصري ، و احد الشعراء الذين يملكون حرف اخرى ، توفي في عام ٦٧٢ هجري ا اي ١٢٧٣ ميلاديا  ، غير كتابة و ألقاء الاشعار ، يمتلك ابو الحسين الجزار  ثلاثة اصدقاء ، و هم شعراء ايضا و هما الجزار ، و السراج ، و الحمامي ،  هؤلاء الشعراء كانوا يتطارحون مع بعض في الشعر  ، وبسبب القابهم ، و صنائعهم استطاعوا ان يتوفقوا في النظم التورية .
  • الباخرزي هو علي بن الحسن بن علي بن ابي الطيب الباخرزي ،  ابو الحسن .  و اهو من اهل باخزر و هي مدينة تقع في نواحي نيسابور ، و هو احد ادباء شعر الكتاب ، قام الباخرزي  برحلة طويلة ،  و واسعة  شملت بلاد فارس و العراق ، توفي عندما تم قتله في مجلس انس بياخزر .
  • الشريف المرتضى هذا الشاعر من احفاد الحسين بن علي  بن ابي طالب  ، و اسمه الكامل هو  علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم ،  و لد و توفى في بغداد هو نقيب الطالبيين  ، و ايضا هو احد الأئمة في علم الكلام ، و الشعر ، و الآداب ،  له عدة تصانيف و من أهمها  (إنقاذ البشر من الجبر والقدر – ط) ، و (الشهاب في الشيب والشباب – ط) ، و (تنزيه الأنبياء – ط) ، و قام ايضا بجمع نهج البلاغة .
  • عمر الخيام هو شاعر و فيلسوف فارسي ، اسمه الكامل هو عمر بن إبراهيم الخيامي النيسابوري، أبو الفتح ، من اهل نيسابور ولد وتوفى بيها ،  بالإضافة الى إتقانه بالشعر ، كان ايضا عالم بالفلك ، و الرياضيات ، و الفقه ، و التاريخ و اللغة ، له عدة اشعار عربية ، و تصانيف عربية . و لكن لم يتبقى من كتبة الا رسائل  ، و من اشعاره (شرح ما يشكل من مصادرات إقليدس – ط) ، (الاحتيال لمعرفة مقداري الذهب والفضة في جسم مركب منهما – خ) .
  • الغزالي وهو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي، أبو حامد ، و حجة الأسلام متصرف ، و فيلسوف يمتلك تقريبا مائتي مصنف ، و لد و توفي في الطابران ، مر برحلة طويلة بدأت من نيسابور ثم الى بغداد ، و الحجاز ، و بلاد الشام ، و مصر . و من كتبه  (معارج القدس في أحوال النفس – خ) ، (جواهر القرآن – ط) ، و (التبر المسبوك في نصيحة الملوك – ط) ،  (الدرة الفاخرة في كشف علوم الآخرة – ط)  .
  • ابن خلدون اسمه الكامل هو عبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد ، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي ، من ولد وائل بن حجر ، و هو فيلسوف و مؤرخ ، اصلة من إشبيلية ، و لد و نشأ في تونس ، و رحل فيما بعد الى غرناطه ، و فارس و الأندلس و تلمسان  ، بعدها توجه الى مصر ، و من اشهر كتاباته (التعريف بابن خلدون، مؤلف الكتاب، ورحلته غرباً وشرقاً – ط) .
  • ابو اسحاق الالبيري و هو شاهر اندلسي اصله من اهل حصن العقاب ، اسمه الكامل هو إبراهيم بن مسعود بن سعيد، أبو إسحاق التجيبي الإلبيري ، اشتهر جدا في غرناطة ، تم نفيه الى إلبيرة لان انكر ملكها ، و تمتاز اشعاره بالحكم و الموعظة .
  • الطغرائي اسمه الكامل  هو الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد، أبو إسماعيل، مؤيد الدين، الأصبهاني الطغرائي ، و هو شاعر و من وزراء الكتاب  ، ولد في الصبهان ، و كان يلقب بالأستاذ ،  و كان مشهور بالفضل و العلم ، و من اهن كتبه كتاب (الإرشاد للأولاد – خ) .

ارتبطه بالمناسبات التاريخية

عدل

ارتبط الشعر فالعصر المملوكي بالمناسبات التاريخية وآثار مصر في العصر المملوكي ارتباطاً وثيقاً. فقد مدح السلطان بيبرس البندقداري عند افتتاح المدرسة الظاهرية، ومدح السلطان برقوق شعراً عندما تم افتتاح مدرسته في بين القصرين. وقال ابن إياس شعراً في السلطان الغوري بعد فراغه من بناء مصطبة وان لم يخل الشعر حول الغوري من هجاء

ارتباطه بالبلاط

عدل

أمَّا البلاط فلم يعدِ الشعراء يتكسبونَ من الشعر، لعدم فهم الحكَّام الشعر فأُغلق الباب في وجههم، وكانَ الأعيان الأغنياء كذلك، فانكفأ الشعراء على أنفسهم، وامتهنوا المهن والحرف كالكحَّال والجزَّار والورَّاق وغيْر ذلك، فأضحى الأدب هوايةً يُمارسونَها أحياناً، فأنتجتْ أدباً مختلفاً عن العصور السابقة، فلم يعد في قصائدهمُ المقدمة الطلليةُ والنسيبُ مثلاً، وكثُرتِ المقطعات لأنَّها استجابةٌ لدفقةٍ شعوريَّةٍ سريعةٍ، وكان الشاعر يضع نصب عينيهِ المتلقِّي الجاهل لقلة الثقافة حتَّى ولو كان المتلقِّي وزيراً، ولذا شاع في شعرهم السهولة والوضوح وامتزاج العامية بالفصحى، وانتشرت الصنعةُ والمبالغةُ والتكلُّفُ، وهي موجودة في العصر العباسي ولكنَّ أدباء هذا العصر بالغوا فيها لمحاولة مجاراة الأقدميْن، فاستخدموا كل المحسنات البديعية والصنعة البيانية، وصارت الألفاظ قريبةً من العامة، واستمرتِ الأجناسُ الأدبيةُ السابقة كالغزل والمدح (الذي قلَّ لعدم وجود الحكَّام العرب) والرثاء وغيْر ذلك. كان الشعراءُ المحتَرفونَ قلةً حينها، فلم يعودوا يتكسبونَ بالشِّعْرِ لعدم فهْمِ الحكَّامِ والنبلاءِ (الأغنياءِ – الأعيانِ) الشعرَ، فأُغلقَ البابُ أمام الشعراءِ، وأوَّل من أحسَ بِهذا التغييْرِ الشعراء الذيْنَ استشعرُوا أنَّهمْ محاصرونَ فالبلاطُ مغلقٌ في وجوههِم لكونِ الحاكمِ غريباً لا يفهمُ العربيَّةَ فلا يَهتزُّ للمدحِ ويُغدقُ العطايا، كما وجدوا الجمهورَ جاهلاً غارقاً في الأميَّةِ، فتقوقعُوا وصاروا يكتبونَ شعرَهم في مناسباتٍ كهوايةٍ، ويكرِّرونَ أنفسَهمْ في الأغراض التقليدية بِما حفظوهُ من التُّراثِ.

المصادر

عدل

[2]

  1. ^ "المديح النبوي في الشعر العربي".
  2. ^ ا ب "المرسال".