الاستاذ حسن اهويشر من مواليد جماعة بني يفتح بإقليم تازة بتاريخ 17 أكتوبر 1975.

الصفة: الأمين العام الوطني للمنظمة العامة لعمال المغرب (OGTM).

نقابة المنظمة العامة لعمال المغرب نقابة مركزية مستقلة.تأسست في 30 شتنبر 2018 في مؤتمر تأسيسي بفاس وتم انتخاب الأستاذ حسن اهويشر في المؤتمر الوطني الأول بتاريخ 18غشت 2023 .تضم المنظمة عدة قطاعات وطنية وجهوية وإقليمية.

  • المقال الأول: الخطاب النقابي بين الواقع والممارسة
    • ة**

بقلم الأستاذ:حسن اهويشر

يعتبر الخطاب النقابي شكلا من أشكال التواصل الفعال والمتعدد انطلاقا من فلسفته السياسية ومرجعياته الاجتماعية ومن تراثه الفكري وممارساته اليومية،ويعتبر تراكم الخبرات والنضج التام بالوعي النقابي، والرفض المطلق لواقع الخيانات والقهر هو الذي يقود إلى بناء هوية جديدة بتصور مجتمعي متقدم بفهم الواقع المتبدل والمتغير والمتحول باستمرار والاستحضار الدائم لما هو اجتماعي من أجل انتزاع المزيد من المكتسبات المستحقة لاحقاق الحق. فالعمل النقابي الفعال المتميز والمميز يرتكز على تشجيع المبادرات المسؤولة للقاعدة بهدف تقوية الأداء والوضوح والتنوع، ويعد اعتماد الانسجام في الخطاب النقابي قولا وفعلا إحدى خصوصيات الفهم الدقيق وعمق التحليل وحسن التأويل والاستنتاج هو المحدد الأساسي للحفاظ على الكيان النقابي بشكل جيد.إن المتفحص لكل الخطابات النقابية بالمغرب و التي تصدر بين الفينة والأخرى سيشعر بعدم الواقعية وبعد الحس الوطني وعدم مصداقية الخطاب لأنه يحمل إيديولوجية مفاهيمية بعيدة عن واقع معيش. ..خطاب مجمل بمساحيق ولباس مزركش أصبحت الأذن لاتطيقه والعقل لايتحمله ...مما أثر ويؤثر على كل التنظيمات والتي أصبحت هياكل فارغة لا تجتمع إلا للضرورة تسخر تارة لقضاء حوائج الأقلية او لاستعراض عضلاتها التي أصابتها كل العلل في عيد الشغل.....المؤسسة النقابية لها أدوار لعبتها في الماضي البعيد بحمولتها الفكرية وخطابها الثابت مع جماهيرها ...وبعد تفكيكها وتمزقها وتدجينها إن صح القول حتى أصبح لا تأثير لها لأن مثقفيها هجروها إلى الأبد مما حتم على الأغلبية منها استحضار الماضي وتحريك شرايينه قصد التأثير علما أنه اصبح لايؤثر لأنه بالملموس تم الإجهاز على كل مكتسبات الطبقة العاملة ولم تحرك نقابات اليوم المغلوب عليها ساكنا والسؤال المطروح: كيف تنظر الطبقة العاملة لنقابة اليوم ؟ وكيف تنظر نقابات اليوم للطبقة العاملة...؟ وبعبارة أهم كيف يمكن لنقابة اليوم أن تحقق أهدافها وتجيب بخطاب واقعي قولا وفعلا وأجرأة وتدبيرا عن انتظارات الطبقة العاملة؟؟؟

إن اعتماد الموضوعية في استقراء نبض الطبقة العاملة وعموم الكادحين يتجلى بالملموس في الإجهاز على ماتبقى من المكتسبات ومنه ، كيف يمكن لنقابة حديثة أن تصمد في وجه العواصف الكيدية وتنحاز لهموم وقضايا الشغيلة والجماهير الكادحة والدفاع عن كل القضايا الوطنية؟ ....وحسب مانراه فالخطاب النقابي يظل مطبوعا بالارتباك وغياب الأفق يؤطره فكر تنعدم به روح المبادرة وضعف القدرة على خلق الدينامية المطلوبة من خلال رهانات واضحة....و نلاحظ ان وسائل الإعلام البديل صارت تفرض أولويات لم تكن مسطرة لدى الفاعلين النقابيين وكذا أجندة المؤسسات وهذا أمر مقلق حيث أصبح الخطاب النقابي يعيش أزمة ولهذا فنحن مطالبين بتوحيد النقاش والخطاب وتجويده تماشيا وإسهاما في تأطير مختلف الفئات الاجتماعية... .وأكيد لن يتحقق هذا إلا بالاستقلالية في الخطاب والابتعاد عن الذيلية السياسية واختيار المقاومة الاجتماعية بفلسفة جديدة لفرض مفاوضات حقيقية تسقط أوراق التوت عن الخطابات والمرافعات التقليدانية.....لإرجاع الثقة للخطاب الواضح والفعال والناجع للممارسة النقابية الشريفة يجب اعتماد نخب فكرية جديدة لأن ما تعيشه النقابات اليوم من جمود وتوترات هو مشكل الخطاب الراديكالي بين القواعد الشابة عموما والقيادات الهرمة....والسؤال المطروح: ماهي سمات الخطاب الحداثي الذي سيحمل هم تغيير الواقع وبنائه على أساس عدالة اجتماعية وفي إطار دولة وطنية وديمقراطية؟؟؟ يجب الاعتراف أن هناك أزمة مركبة تقتضي اعتماد الواقع كمرجعية خاضعة لمبدأي التحول والتغير وبالتالي تحديد خطاب واقعي يلامس الحقيقة ويحدد بطريقة ما المداخل الكبرى لبناء نقابة تستجيب لمتطلبات المرحلة......

1 - بناء وتحديد النسق العام وفهم الواقع فهما علميا وصياغة حلول قابلة للتطبيق وتحديد خصوصيات وتناقضات المجتمع المغربي.....

2 - تحديد الاستراتيجية النقابية لتحقيق المرامي ذات الطبيعة الانسانية ...

3 - الاختيار التنظيمي وهنا نفتح القوس لتنظيم مفتوح على جميع مكونات المجتمع المغربي

4 -رسم المتطلبات الظرفية المطلبية وكذا الاقتراحية والمبنية على الرؤية المحصنة بدينامية التطور والابتعاد عن السكونية...وهذا يتطلب من القياديين استيعاب مجريات التحولات ولهم القدرة الفكرية للإجابة عن التساؤلات الآنية من نحن؟وماذ انريد؟

إن القطيعة أصبحت واقعا بين الرأي العام وصناعه ومسؤوليه ،فإذا كان المغرب يمر من مرحلة مغايرة فلابد من امتلاك القدرة على تاطير المرحلة سياسيا وفكريا ونقابيا دون اعتماد مقاربة الماضي لإضفاء شرعية مزعومة على حاضر اليوم ،الحاضر المهزوم ،بل اعتماد مقاربة موضوعية بهوية محسومة ومستقلة لاستكمال تحرير الانسان وفق رؤية واضحة ، علما أننا نعيش حالة الانفصال بين الدولة والمجتمع والسؤال المطروح والذي ختمنا به المقال السابق هو من نحن؟وماذا نريد؟ ولترجمة أهداف مؤتمرنا الوطني الأول  المعلن عنه بتاريخ  18و 19 غشت 2024  والذي استطاع الحسم في الاختيارات الفكرية والتنظيمية وما تلاه من التحاق لأناس كانوا قد قاطعوا العمل النقابي للمساهمة الفاعلة في إعادة تشكيل المشهد النقابي المستقل والمغاير...وإيمانا منا بخلخلة ميزان القوة لفائدة الجماهير ولصالح مطالبها مبتعيدين عن مفهومي التراضي والتوافق وعدم الوقوف في الانتظارية النقابية والاختزالية لمفهوم النقابة للتواجد في المؤسسات الاستشارية ،وإذ نعتبر أن التخلي عن دعم نضالات الطبقة العاملة هو تخل في جوهره عن المسألة الاجتماعية ،وهذا ما يجعل تعاقدنا يستحضر القيام بنقلة نوعية في المفاهيم والتشخيص والاقتراح....من نحن؟وماذا نريد؟ نحن مواطنون ظلوا أمناء على رسالتهم النقابية من عمال وفلاحين وتجار وحرفيين وسائقين وموظفين ومهندسين ومستخدمين وحرفيين و.....نساء ورجالا لم تجرفنا التفاهات ولا الوعودات ، رفضنا الخضوع والجمود واعتمدنا التحليل الجدلي طبقا لمتطلبات المرحلة لمناهضة كل أشكال التمييز والتطرف الإديولوجي والديني والإثني مبتعدين عن الانزلاقات معتزين بثقافتنا المغربية المبنية على التسامح والتضامن والحوار والوحدة والتعدد والتعايش ،فكرنا يؤسس لثورة اجتماعية هادئة وفق تعاقدات جديدة باعتبارها الخيار الأساسي والاستراتيجي للتغير في ظل الثوابت بعيدا عن أي منزلقات ، لنمكن نقابتنا من كل مقومات الكفاح خدمة للطبقة العاملة بكل أصنافها وليس استعمال الجماهير لخدمة أجندة سياسية ، علما أن كل مؤسسات الوساطة انهارت وتعمل ما في وسعها لتعميق الهوة وتوسيعها بين المجتمع المدني واصحاب القرار وهنا سقطت أوراق التوت عن هاته المؤسسات الحزبية والنقابية الفارغة.....

فالهدف الذي نطمح إليه بمنظمتنا هو التميز في التنظيم والانظباط والسلوك، وهذا مشروع ضخم لايتحقق خلال مدة قصيرة، بل يجب أن نعي دورنا جيدا للمساهمة في تحقيقه،وهذا يتأتى بتفاعل جدي مع المحيط تأثيرا وتأثرا ، وبإرادة وعزيمة مناضليه بنضال دائم ووعي متجدد وتحد أكثر قوة وخطاب واضح من اجل المساهمة مع كل من يشاركنا نفس القناعة لصيانة المكتسبات وإصلاح العلاقات الاجتماعية وتطويرها .

وعلى هذا الأساس ننطلق في تفكيرنا وفي تصوراتنا للمساهمة الايجابية في استيعاب جميع الفئات وكل الطاقات وكذا القطاعات بشكل تشاركي وبمناضلين يمتلكون الأدوات الدقيقة والعميقة لتحليل الوضع الاجتماعي والسياسي بشكل عام للدفاع عن الملفات المطلبية بشكل خاص ،وسيتم نشر الأرضية التنظيمية والتي  تتضمن المحاور الكبرى والتي وضعتها النقابة ضمن مرجعياتها الفكرية والأدبية وأولوياتها النضالية و سيتم إغناؤها وتعميق مضامينها من طرف جميع المناضلات والمناضلين والباحثين والدارسين والمهتمين بالشأن النقابي وبقضايا الطبقة العاملة ،إضافة لمشاريع الاوراق التي تمت مناقشتها خلال المؤتمر التاسيسي والمؤتمر الوطني الأول  ومنها : قراءة في السياق الدولي والعربي وانعكاساته على الطبقة العاملة ،دون أن نغفل سمات الوضع الوطني في ظل المتغيرات خاصة الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والحقوقي .

إن المنظمة العامة لعمال المغرب شخصت في أرضيتها الأوضاع الوطنية بعد دستور 2011 وما عراه كورونا وطرحت بدائل لمواجهة كل الاختلالات المرصودة للانطلاقة لتنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة ومتوازنة وفق استراتيجيات مغايرة بعيدة عن المقاربات المدمرة التي تستمد فلسفتها وتوجهاتها من الخيار الراسمالي المتوحش،...دون ان ننسى المطالب الأساسية المشتركة الهادفة لاختزال شعار #الكرامة اولا#والتي هي عنوان الارضية التي تتبناها المنظمة وتدعو لها باعتبارها مدخلا لحوار وطني شامل .

فكما جاء في بياننا الختامي ...الكرامة أولا...هي عنوان الأرضية المشتركة التي تتبناها المنظمة العامة لعمال المغرب OGTM وتدعو اليها باعتبارها مدخلا لحوار وطني شامل يؤسس لثورة اجتماعية هادئة وفق تعاقدات جديدة ،إنه الخيار الأساسي والاستراتيجي للتغيير في ظل الثوابت ،بعيدا عن أي منزلقات ،إن الممارسة النقابية تشكل جزء لايتجزا أساسا من الحريات العامة للإنسان والعمود الفقري الذي يقاس به التقدم الاجتماعي الأمر الذي يتطلب تعزيز الخطاب النقابي وفق الوضوح والواقعية بعيدا عن الخطابات التي صارت تنم عن الكثير من الإفتعال و الذاتية لخدمة أجندة سياسية وهذا أدى إلى حالة الجمود والارتهان النقابي السياسي مما جعل الطبقة العاملة تكتوي من نار الغدر الأمر الذي يتطلب تعزيز دور النقابة لتكون قادرة على المساهمة الفعلية لحماية مكانتها ومكتسبات ومنخرطيها وتطويرها نحو الأفضل .....إن المنظمة العامة لعمال المغرب باستقلاليتها واستقلالية قراراتها والتزامها بتعاقداتها مع مناضليها ستعمل على تقديم بدائل وحلول واجوبة علمية لإشكالات هذا الواقع المرير الذي أصبح يؤطر بانتصار أفكار البورجوازية  التي وجد فيها حزب الأغلبية مطية لتهريب وتعويم النقاش الحقيقي للحوار الاجتماعي والتنمية والبناء الاجتماعي والاقتصادي واعتماد سياسة الالهاء لاستهداف ماتبقى من القوت اليومي للطبقات الكادحة والوسطى تطبيقا لاملاءات دولية والابتعاد عن هموم المواطن المغلوب عن أمره....

و من أجل نقابة قوية لابد من مناضلين أقوياء يمتلكون آليات دقيقة لضبط الترسانة الخاصة بالمواثيق الدولية المتعلقة بكل الحقوق والواجبات وبعض المبادئ الكبرى حول كيفية سير مجموعة من الهيئات ،مع الإلمام بالآليات الأكثر ديمقراطية في التسيير والإقرار والتعاقد والنقاش والتفكير الجماعي المفضي لتمثيل كل فئات المجتمع والعمل وفق تصور مغاير تماما؛ وهنا لابد لنا ان ننجز ثلاث قطائع كبرى من أجل ثلاثة انتقالات ،أولها القطع مع برامج التدبير بالتراضي واعتماد سياسة التقشف إلى مشروعية التراضي مع الملفات الاجتماعية لصالح الطبقة العاملة.

ثانيا القطع مع سياسة المصالحة مع حاجيات السلطة واعتماد مشروعية المصالحة مع الحق في المواطنة الكاملة؛

ثالثا القطع مع اقتصاد الريع واعتماد مشروعية خيار التنمية الحقيقية القائم على التوزيع العادل للثروة ....

إن المنظمة العامة لعمال المغرب ستركز في مطالبها الأساسية على مشروع إعادة صياغة المرتكزات العامة للإصلاح الضريبي بعمقه الحداثي القائم على المساواة والتوزيع العادل للثروة  لإنقاد القدرة الشرائية ....،وكذا مطلبي الحق في الصحة العمومية والتربية والتكوين باعتبارهما مدخلين لولوج مجتمع المعرفة والإعلام والبرامج الصحية وبالتالي مجتمع معافى يحقق الأمن المعرفي،ومطالب أخرى تركز على التحفيز الاجتماعي وضمان حرية العمل النقابي ومراجعة المراسيم المتعلقة باللجان الثنائية وانتخابات المأجورين في استحقاقات  2026؛ وصياغة نظام شامل وواضح للتعويضات والترقية والانكباب على كل الملفات الفئوية بالقطاع العام والخاص مع الدفع بالمراجعة الشاملة للسياسة الثقافية  واستحضار المنظور الحقوقي والتنموي في سبيل تقليص الفوارق الجهوية والاجتماعية في كل  المجالات ....