[1][2][2]صفحة مدونات تاريخيه ويكيبيديا


ويكيبيديا

اليمن في العهد العثماني

الحكم العثماني لليمن

التاريخ

اليمن تحتَ الحكم العثماني هي الفترة التي بسطت فيها الدولة العثمانية سلطتها على بلاد اليمن وتنقسم إلى فترتين، الأولى وهي فترة إيالة اليمن من عام 1539 وحتى 1634 والثانية وهي ولاية اليمن من عام 1872 وحتى 1911. كانت سلطة الدولة العثمانية الحقيقية محصورة في زبيد والمخا طيلة فترة وجودهم[1] أما المرتفعات الشمالية، فلم تكن مستقرة وتعرض العثمانيون لهجمات متكررة من الأئمة الزيدية والقبائل.

تاريخ اليمن

هذه المقالة جزء من سلسلة تاريخ اليمن القديم مملكة سبأ مملكة حضرموت مملكة أوسان مملكة كندة مملكة قتبان 500 ق.م مملكة معين 800 ق.م مملكة حمير 110 ق.م الأحباش 525 - 599م ساسانيون (الفرس) 570 - 599م تاريخ اليمن الإسلامي العصر النبوي 610–632

الخلافة الراشدة 632 – 661 العصر الأموي 661-750 م العصر العباسي 749 م - 1258 م زياديون الدولة الصليحية 1047م - 1158م العصر الأيوبي 1173م - 1229م الدولة الرسولية 1229م - 1519م الدولة الطاهرية (اليمن) 1451- 1517 م العهد العثماني الأول 1539 - 1634م الدولة القاسمية العهد العثماني الثاني1872 - 1911م المملكة المتوكلية 1918 – 1962م السلطنة الكثيرية الحضرمية 1379-1967م الإستعمار البريطاني لعدن 1838-1967م تاريخ اليمن الحديث ثورة 26 سبتمبر اليمنية 1962 م

الجمهورية العربية اليمنية 62 - 90م ثورة 14 أكتوبر 1963 م جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية 63 - 90م الوحدة اليمنية 1990 م ثورة الشباب 2011 - 2013 م التسلسل الزمني لتاريخ اليمن بوابة اليمن

اخذت اليمن أهميّةً استراتيجيةً في أعقاب اكتشاف رأس الرجاء الصالح فباتت عُرضة لغزوات الدول الاستعمارية الأوروبية وخَاصَّـةً البرتغالية في القرن السادس عشر، وقد سبق العثمانيون البرتغال إلى السيطرة على اليمن.

ففي عام 1538م، أمر السلطانُ العُثْمَـاني “سُليمان القانوني” بتحريك حَملة بحرية كبرى لغزو اليمن بقيادةِ “سليمان باشا”، أبحرت من ميناء السويس في مصر إلى البحر الأحمـر، ووصلت الحملة إلى قبالة ميناء عدن في العام نفسه. وكانت مدينة عدن جزءاً من الدولة الطاهرية اليمنية.

أرسل قائد الحملة العثمانية سليمان باشا في طلب أمير عدن”عامر بن داوود” للمثول أمامه على السفينة بعد أن منحه الأمان، وأنزل جنوداً عُثْمَـانيين إلى الساحل بحجة علاجهم من المرض، وبعد صعود الأمير اليمني عامر وعددٍ من مرافقيه إلى متن السفينة، غدر بهم العثْمانيون. وبدأ الجنود المرضى في الساحل يقاتلون بكامل عافيتهم وبعد مقاومة عنيفة، سيطر العثمانيون على عدن.

وبعد سيطرة العثمانيين على عدن، ارسلوا حملة جديدة إلى الحديدة فوصلت ميناء الصليف وقصفت حامية الميناء بالمدفعية، ثم تقدمت القوات الغازية إلى مدينة زبيد وإخضاعُها للنفوذ العُثْمَـاني، وفي تلك الأثناء أرسل قائد الحملة العثمانية سليمانُ في طلب حاكم المخاء وغدر به وبذلك سيطر العُثْمـانيون على كامل السواحل اليمنية الجنوبية والغربية.

حققت اليمنُ أول استقلال وطني عن الامبراطورية العُثْمَـانية في العالم العربي، ففي القرن السابع عشر سنة (1045هـ – 1635م) ، قام اليمنيون بطرد الغزاة والاحتلال العثماني الأول بثورة شعبية يمنية ضد الولاة العثمـانيين، تزعمَها الإمام القاسم بن محمد في سواحل غرب اليمن وتزعمها الشيخ الجزافي بن المظفر، من عمران إلى صنعاء وصعده والجوف، وكانت الثورة من حيث طبيعتها ثورة اجتماعيةً قامت على سواعد وأكتاف الفقراء اليمنيين من الفلاحيين والحرفيين وعُمَّال السُّخرة والمُعدمين من أبناء القبائل والمدن، وذات بُعد وطني مناهض للاحتلال الأجنبي.

لاقت الثورة اليمنية قمعاً ومواجهةً عنيفةً من قبل العثمانيين، في عهدِ السلطان العثماني “حسن الباشا”، وكان العثمـانيون حينذاك يملكون قوةً عسكريةً هائلة، قادرة على إخماد أي تمرد وفي مواجَهة الثورة اليمنية، أرسلت الامبراطوريةُ العُثْمَـانية، الجيوشَ والمعدات العسكرية وهدمت القلاع ومنازل الثوار الذين ثاروا ضد الاحتلال العثماني، لكن الجحافل الذي ارسلتها الامبراطويه العثمانيه أنذاك سقطت في أيدي الثوار بفضل صمود وتحدي ورباطة جأش الثوار الأحرار .

أعُتمد كلا من “الإمام القاسم بن محمد والشيخ الجزافي بن المظفر” في قيادة حركتهما الثوريه والتحـررية اليمنية آنذاك، وفي الدعوة إليها، على الخطابات والرسائل التي كانا يرسلُاها إلى الأفراد والجماعات وشيوخ القبائل في شمال البلاد وجنوبها، حيث كانت هذه الطريقة جامعة لأوسع القوى اليمنية بمختلف مذاهبها الإسلامية ومختلف توجهاتها القبليه .

يذكر المؤرخين بإن ثورة الإمام القاسم بن محمد والشيخ الجزافي بن المظفر،، ضد العثمانيين مَرَّت بأربع مراحل.

استمرت من (1597حتى عام 1635م) على مدى قرابة أربعين عامًا، بدأت بإعلان الدعوة وخروج كلا من الإمام القاسم بن محمد من (شهارة) حجة وخروج الشيخ الجزافي بن المظفر، من (الحجز) جبال عمران واتجها إلى جبال (برط) في الجوف بعد ان قامت الجيوش العثمانيه الذي أرسلها سليمان القانوني بتهديم قلاع ومنازل الإمام القاسم بن محمد في جبال شهارة وحجة وتهديم قلاع ومنازل الشيخ الجزافي بن المظفر، في جبال عمران ونفيهما الاثنين خصوصا بعد بقائهما الوحيدين حجر عثره أمام قوات الاناضول واللذان كانا عنيدان في ثورتهم ولم يرضخا لإي شروط ولم يقدما اي تنازلات لقوات الإحتلال العثماني وبعد تهديم قلاعهم ومنازلهم خرجا الاثنين يرافقهما بعض الأحرار الذين فضلوا الرحيل معهما واتجها إلى جبال برط في الجوف هذه في أول ثوره قاما بها .

وأما الثورة الثانية فمن حين خروجهم من برط، وعقدهم اتفاق مع “سنان باشا” أحد القادة العثمانيين الكبار، ثم معَ الوالي العُثْمَـاني “جعفر باشا”، وذلك بعد معارك طويلة في ثورتهم للمرحله الثانية.

أما المرحلة الثالثة فتمثلت بخروج قادة الثورة كلا من الإمام القاسم بن محمد والشيخ الجزافي بن المظفر، على حكم الوالي العثماني جعفر باشا بعد موت الوالي إبراهيم باشا، والرابعة خروجهما على حكم الوالي العثماني “محمد باشا”، وبعد وفاة الإمام القاسم بن محمد، تولى ولده المؤيد الدور والذي عُرف بالإمام المؤيد وأسنده في ذلك الشيخ الجزافي بن المظفر، الذي وقف بجانب الامام المؤيد من بداية توليه الدور بعد وفاة والده .

وفي العام 1626م استعاد الإمام المؤيد ومعه الشيخ الجزافي بن المظفر، المرتفعات الشمالية وصبية وابو عريش في جيزان، واتجها جنوباً إلى عدن ولحج، وفي سنة 1043هـ / 1633م تجدّدت المعارك بين الغُزاة العثمانيين وبين الثوار اليمنيين بقيادة الشيخ الجزافي بن المظفر، فقد حاول العُثمـانيون فَكّ الحصار المضروب عليهم في الداخل، وقدمت سفينتان محملتان بالجنود العثمـانيين للسيطرة على عدن، وباءت المحاولة بالفشل، فأرسل العُثْمَـانيون حملةً أخرى إلى (جيزان) ولكنها فشلت أيضًا.

في العام 1634م تمكن الشيخ الجزافي بن المظفر، الذي كان يقود جيوش القبائل الثوار عمران وصنعاء والجوف وصعده وكان يرافقه في هذه المعارك ولده الشيخ الحنجري الذي نفي بعد والده بأمر سليمان القانوني لقوات الاناضول بنفي ولد الشيخ الجزافي بن المظفر، بدلا عن حبسه خصوصا بعد تدمير قلاع ومنازل والده الشيخ الجزافي بن المظفر، والذي يعتبر الناجي الوحيد من إخوته الستة ( المثنى والسمهري والمظفر والبدر والمعتصم والعنتري ) الذي قتلهم الجيش العثماني اثناء هدم قلاع وحصون ومنازل والدهم الشيخ الجزافي بن المظفر حيث كان عدد اولاد الشيخ الجزافي، سبعه اولاد قتل العثمانيين منهم سته ونجى منهم الحنجري بن الجزافي بن المظفر الذي كان الناجي الوحيد بعد خروج والده إلى جبال برط بالجوف وكان الحنجري بن الجزافي هو الناجي الوحيد من اولاد الشيخ الجزافي بن المظفر، بعد مقتل أخوته على ايدي العثمانيين وكان يعرف بالحنجري المظفر .

انطلق الشيخ الجزافي بن المظفر، ورافقه ولده الحنجري المظفر ومعهما جيوش كبيره من القبائل الثوار من معظم المناطق الذي طالها بطش الإحتلال العثماني إنطلقا مع حشود كبيره من جيوش القبائل الثوار من الجوف عائدين لتحرير بلاده عمران تمكن من تحرير عمران وامر ولده الحنجري المظفر بالبقاء فيها وثم اتجه بفريقين من جيوش الثوار نحو صنعاء الفريق الأول من جهة الجوف والفريق الثاني من جهة عمران وبعد ان تمكن من تحرير صنعاء اتجه بجيوش الثوار نحو صعدة وثم اتجه نحو حجه وتوقفت المعارك في جبال حجة شمالا وشرقا وانتظر حتى تمكن الإمام المؤيد الذي كان يقود جيوش القبائل الثوار في الحديدة وحجه وجيزان وعسير فقد تمكن الامام المؤيد من تحرير مدينة زبيد من بقايا العثمانيين وتوجه لإسناد قوات الشيخ الجزافي بن المظفر، في حجة من جهة جنوب وغرب حجة، وبعد ان تم القضاء على بقايا العثمانيين في حجة إجتمع الجيشان جيش الجزافي وجيش المؤيد وأتجها لتحرير صبيا وجيزان وعسير وقتل الشيخ الجزافي بن المظفر، في عسير بعد ان تولى مهمة تحرير مكه المكرمة من الاحتلال العثماني على رأس حشود من المقاتلين الثوار من مختلف مناطق اليمن وكان معه ثلاثه قاده من مناطق اليمن الوسطى ومن البيضاء ومن عدن ومن حضرموت فسيطروا على مكه ولكن لم يكن العثمانيون يحبون ان يخسروا مكه فارسل سليمان باشا تعزيزات ضخمه من الجيش العثماني لإستعادة مكه من الثوار اليمنيين فعجزوا عن استرجاعها فلجأوا إلى الالتفاف على آبار مياه الشرب الذي كانت تغذي المقاتلين اليمنيين فقاموا بردمها واطبقوا حصار على الثوار والمقاتلين اليمنيين من كل الجهات ومات أكثر من مائه مقاتل في صفوف اليمنيين نتيجة العطش وتم اسر البقيه وبعد اسر بقيه المقاتلين تم إعدام قائد الحشود اليمنيه الشيخ الجزافي بن المظفر، وثلاثه قيادات اخرين وقد اوصى الشيخ الجزافي بن المظفر ان يتم دفنة واقفا في المكان الذي سيعدم فيه وتم إعدامه في اطراف عسير جنوب مكه وقد سمح العثمانيون بدفنه واقفا حسب طلبه إحتراما لبأسة وشجاعته وعدم إستسلامة رغم حصاره مع جيشة لمدة ثمانون يوما دون دخول الماء والاكل إليهم حتى نفذت كامل مدخراتهم ومؤونتهم والذي كانت سبب أسر الجيش العثماني لهم وبعد إعدام الاربعه القيادات امر سليمان باشا قائد الجيش العثماني ان يسمح لبقية المقاتلين بالعودة إلى اليمن واطلاق سراحهم مع رواحلهم وعاد بقية الجيش بعد دفن قائدهم واقفا كما اوصى ان يدفن واقفا وتم دفنة في عسير نهاية تشرين الثاني في عام 1634م بعد ان تمكن من تحرير جيزان من آخر بقايا جيوش الاحتلال العثماني من اليمن كامله وتحرير مكة المكرمة من الإحتلال العثماني نهايه عام 1634م .

وقتل الشيخ الجزافي بن المظفر، بعد ثوره نضال وتضحيات مستمرة وكبيرة وبعد حروب ومعارك طاحنة خاضها ضد الإحتلال العثماني ومعة الثوار الاحرار من مختلف القبائل اليمنيه الذي التفوا حوله وخاضوا معه رحلة نضال استمرت قرابه 40 عام حتى قتل الشيخ الجزافي بن المظفر، في عسير بعد ان تمكن من القضاء على القوات العثمانية بقيادة قانصوة باشا، وفي تلك الحقب التاريخية تعلمت القبائل اليمنية القتال بالأسلحة النارية بحرفية عالية لأول مرة في تاريخها .

وبعد ان تم طرد الإحتلال العثماني وتلقين الغزاه العثمانيين اقسى الدروس في اليمن ودحر ما يقارب من ثلثين الجيش العثماني في اليمن في معارك سميت بمقبرة الاناضول فقد تأسست بعدها الدولة القاسمية دولة يمنية مركزية حكمت حضرموت وظفار، وصولا إلى أقصى مناطق عسير على حدود الحجاز غرباً وشهدت ازدهارا تجاريا وعمرانيا وأقامت علاقات تجارية وسياسية مع إمبراطورية مغول الهند .

إلا أن النزعة الاستعمارية العثمانية ظلت تتربص باليمن . مستغلة الخلافات الداخلية بين أقطاب السُلطة الحاكمة، وعملوا على تغذيتها، وإشعالها، فبعد وفاة الإمام المتوكل إسماعيل حفيد الإمام القاسم، شهدت الدولة القاسمية مرحلة عدم استقرار سياسي أضعف كثيرا من مركزية الدولة الدولة وسمح للزعامات القبلية والإقطاعية بالاستقلال في حكم مناطقها، كل ذلك أدى في نهاية المطاف لانقضاض الغزاة العثمانيين من جديد في الحملة العسكرية الثانية عام 1872م، لتقع اليمن في الاحتلال كإرتباط شَرْطي بين نجاح الغزو الأجنبي والعوامل الداخلية المواتية له .

الفترة الأولى

جامع البكيرية العثماني بصنعاء بُني عام 1597 دخلت اليمن مرحلة من الفوضى وغياب السلطة المركزية وبقيت عدن وحيدة بيد الملك عامر بن داوود آخر ملوك الطاهريين. إذ استغلت فصائل جديدة ضعف الطاهريين لإسقاطهم مثل آل كثير الذين سيطروا على الشحر من بني طاهر.[2] واستمرت هجمات البرتغاليين فهاجموا الشحر بحضرموت عام 1528 بقيادة أنتونيو دي ميراندا دي أزفيدو. اقتحم خادم سليمان باشا مدينة عدن عام 1538 وصلب عامر بن داوود وشرع عسكره بنهب المدينة [3] وقد يكون تجنيا على سليمان باشا كون مصادر التاريخ العثماني في اليمن كانت متحيزة لقائد دون آخر.[4] ولكن كان خادم سليمان باشا مدركًا للحلف الذي أُقيم بين عامر بن داؤود والبرتغاليين [5] كان خادم سليمان باشا وراء القرار العثماني باحتلال اليمن بعد مصر وقال عن اليمن [6]:

«اليمن بلد بلا حاكم، مقاطعة خالية. لن يكون احتلالها ممكنًا فحسب بل سهل وعندما نسيطر عليها، ستصبح سيدة أراضي الهند ترسل كميات كبيرة من الذهب والمجوهرات لإسطنبول» بسطت الدولة العثمانية سلطتها على عدن وسائر تهامة واتُخذ من زبيد مقرًا إداريًا للسلطة العثمانية.[7]

حاول العثمانيون ضم باقي اليمن وخلال الفترة ما بين 1538 و1547 أرسل العثمانيون ثمانين ألف جندي إلى اليمن، بقي منهم سبعة آلاف [8][9] كانت سلطة الدولة العثمانية الحقيقية محصورة في زبيد والمخا وعدن طيلة فترة وجودهم[1] ويقول أحمد حلبي، دفتردار مصر خلال تلك الفترة [10]:

«ما رأينا مسبكًا مثل اليمن لعسكرنا، كلما جهزنا إليها عسكرًا ذاب ذوبان الملح ولا يعود منه إلا الفرد النادر» أرسل العثمانيون أويس باشا عام 1547 إلى زبيد وكانت المرتفعات الشمالية مستقلة عليها الإمام الزيدي يحيى شرف الدين، وكان الإمام الزيدي قد اختار ابنه علي ليكون إمامًا من بعده وتجاهل ابنه المطهر بن يحيى شرف الدين لأنه أعرج لا يستطيع المشي باستقامة[11] فحزًّ ذلك في نفس المطهر بن يحيى شرف الدين وتوجه إلى زبيد وأبدى استعداده لمعاونة أويس باشا للسيطرة على المرتفعات. وبالفعل اقتحمت قوات أويس باشا وأنصار المطهر بن يحيى شرف الدين تعز وتوجهت شمالًا نحو صنعاء وسيطر عليها عام 1547 وأعطى العثمانيون المطهر بن يحيى شرف الدين لقب بك واعترفوا به إمامًا على عمران وقاعدته ثلا [12] أُغتيل أويس باشا في زبيد نفس السنة وعاد المطهر بن يحيى شرف الدين إلى صنعاء، فأرسل العثمانيون أزدمر باشا الذي استعاد صنعاء وانسحب المطهر إلى عمران.

عندما توجه أزدمر باشا إلى صنعاء انتهز شيخ قبلي من أبين يدعى علي بن سليمان الفضلي الفرصة فهاجم عدن وأخرج الأتراك وعسكرهم منها ونصَّب نفسه أميرًا عليها، وفعل أمير محلي من زبيد الفعلة ذاتها فأرسل أزدمر باشا قوة إلى زبيد قتلت أمير التمرد، وقتل علي بن سليمان عام 1548 [13] تولى محمود باشا أمور الإيالة وكان ظالمًا قتل كل عسكري من قادته لا يوافقه رأيه، واتخذ لنفسه قصراً في تعز اسمه قصر السعادة كان مقرًا لملوك بني رسول. علم أن في إب حصن اسمه حب يملكه الفقيه علي بن عبد الرحمن النظاري فأراد الإستيلاء عليه طمعًا ولفَّق التهم على النظاري وقتل محمود باشا قادته العسكريين الذين رفضوا الانصياع لأوامره. حاصر حصن حب في إب لثمانية أشهر حتى توسط الأمير الإسماعيلي عبد الله الداعي بينهما، فتعهد محمود باشا بعدم التعرض لعلي بن عبد الرحمن النظاري وأن يعطيه سنجقًا وفق اختياره، فوافق النظاري ولكنه أُغتيل فور دخوله على مخيم محمود باشا [14] المؤرخ العثماني المقرب من سنان باشا زعم أن هذه الحادثة أفرحت الزيدية لأن الفقيه النظاري كان سنيًا ويكره الإمام المطهر بن يحيى شرف الدين[14] استهتار محمود باشا وعدم مراعاته للتوازن الدقيق للقوى في اليمن، جعل اليمنيين يتناسون خلافاتهم ويتوحدون ضد الأتراك[15] ولي رضوان باشا إيالة اليمن عام 1564م وأصبح محمود باشا حاكمًا لمصر وهو من بنى مسجد المحمودية الذي لا يزال قائمًا في القاهرة.

عندما تولى رضوان باشا أمور الإيالة، أخذ بعرض مساوئ سلفه محمود باشا على الباب العالي في إسطنبول، فبرر محمود باشا اخفاقاته بأن اليمن بلاد واسعة وبحاجة إلى بكلربكيان ولا يكفيها واحد، وأصر محمود باشا على موقفه حتى وافق الباب العالي وأرسلوا مراد باشا ليتولى تهامة وولوا رضوان باشا أمر المرتفعات. وقد قصد محمود باشا النكاية برضوان باشا بهذا التعيين، كون القبائل أشرس وأصعب مراًسا في المرتفعات الشمالية لليمن بالإضافة لكونها مقرًا للأئمة الزيدية [16] تظاهر المطهر بن يحيى شرف الدين بموالاته لمراد باشا المسيطر على التهائم فتوقف الأخير عن إمداد رضوان باشا المسؤول عن المرتفعات، وتزايدت الخلافات بينهم لدهاء الإمام الزيدي المطهر فعُزل رضوان باشا وعُين حسن باشا بديلًا عنه عام 1567. انتهز المطهر الفرصة ليجتاح صنعاء وساندته قبائل الجوف البدوية وراسل المطهر أمير بعدان فهاجموا القوات العثمانية وحوصر مراد باشا في ذمار. تمكن مراد باشا من الهرب وبقي معه خمسين من المشاة فاعترضته القبائل وجردته وعسكره من ثيابهم وقطعت رؤوسهم وأرسلتها إلى المطهر بن يحيى شرف الدين في صنعاء عام 1567[17]


أحد حصون ثلا في عمران حيث تحصن المطهر بن يحيى شرف الدين تقدم بدو الجوف نحو تعز ومن ثم عدن وعندما علم سلطان الشحر في حضرموت بقدومهم عدن، قام بإرسال المؤن للعثمانيين فيها[18] كانت حضرموت خاضعة لعدة إمارات صغيرة لم يهتم بها العثمانيون واكتفوا بأمرهم ذكر سلاطين آل عثمان في خطب الجمعة وخشي سلطان الشحر تقدم الزيدية من عدن نحوه. بعد مقتل مراد باشا وفناء غالب الجيش العثماني في اليمن، أمر الباب العالي اللالا مصطفى باشا بالتوجه إلى اليمن، رفض في البداية ولم ينصاع إلا بعد أن رأى غضب السلطان [19] توجه لالا مصطفى باشا إلى مصر وحاول جمع القوات إلا أن الجيش التركي في مصر رفض التوجه إلى اليمن، فأرسل اللالا مصطفى باشا اثنان من جواويش مصر برسالة يعرضان على المطهر الصلح ويأمرانه بالطاعة بل طالبوه بالاعتذار والقول أنه لم يأمر بأي عمل ضد القوات العثمانية وأن ما حدث صدر عن العربان الجهلة وليس من حضرته الشريفة على حد تعبيرهم [20] رفض الإمام المطهر وبعث رسالته إلى الباب العالي مع الجاويش مصطفى باشا [21] أرسل اللالا مصطفى باشا القائد عثمان باشا الذي وصل تعز عام 1569 وحاصر قلعة القاهرة ولم يستطع العسكر العثماني الوصول إليها ولا إصابتها وقطعت عليهم القبائل المؤن وحاصرتهم وتعرض الجيش العثماني لخسائر فادحة [22] خاض العثمانيون ثمانين معركة مع الزيدية توجت بمقتل مراد باشا قرب ذمار، ولكن كان الأتراك في أوج قوتهم ولم يكونوا على إستعداد لتقبل الهزيمة المهينة بسهولة فأرسلوا قوة جديدة بقيادة سنان باشا، قائد عثماني بارز من أصل ألباني، لإعادة السيطرة العثمانية على اليمن[23]

عزل السلطان سليم الثاني اللالا مصطفى باشا لتقاعسه عن السفر إلى اليمن بنفسه وأمر باعدام عدد من أمراء السناجق في مصر وولى سنان باشا مقاليد الوزارة على أن يتوجه بكامل العسكر التركي في مصر إلى اليمن[24] قدم سنان باشا من مصر ونزل مكة ومر بجيزان وزبيد وهي مناطق كانت لا زالت خاضعة للعثمانيين. وخلص عدن وتعز وإب من أتباع المطهر ثم حاصر شبام كوكبان لسبعة أشهر انتهت بتوقيع هدنة[25] استمر العثمانيون بتعقب الإمام المطهر وأنصاره لا يسيطرون على قرية إلا وتعاود السابقة التمرد من جديد، ولاحظ الأتراك أن القبائل كانت تشعل النيران كلما انسحبت نحو الجبال وذلك لإعلام القبائل الأخرى أنهم لا زالوا أحياء ولم يستطع العثمانيون القضاء على الإمام المطهر[26][27] توفي الإمام المطهر عام 1572 ولم يتحد الزيدية عقب وفاة إمامهم فتقاتل أبناء المطهر مع الحسن بن علي بن داود فاستغل العسكر الانقسام وتمكن العثمانيون من اقتحام صنعاء وصعدة ونجران عام 1583 بدعم من الإسماعيلية المناهضين للزيود [28][29] تحصن الحسن في شهارة وتم اعتقاله عام 1585 وسُجن في صنعاء ثم نُقل إلى تركيا ومات فيها. كان الزيدية هاجس العثمانيين الأكبر في شبه الجزيرة العربية [30] فكفَّرهم العثمانيين ورموهم بالإلحاد والزندقة وكان السبب سياسيًا فالعثمانيين لم يكفًّروا الإسماعيلية ذلك أنهم كانوا متعاونين معهم ضد الزيدية وكانوا يبررون وجودهم في اليمن بأنه نصرة للإسلام [31] ولكن الحقيقة أنهم أرادوا التحكم بحركة التجارة عبر البحر الأحمر [32]

ثورة الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد والشيخ الجزافي بن المظفر والمؤيد بن القاسم Crystal Clear app kdict.png 

القاسم بن محمد بن القاسم الجزافي بن المظفر المؤيد محمد بن القاسم

جسر قديم بين جبلين في شهارة، أحد حصون الأئمة الزيدية لم تكن هناك قيادة سياسية موحدة في المرتفعات عقب اعتقال الإمام الحسن بن علي بن داود ونفيه إلى تركيا، فعرض تلاميذ الفقيه المنصور بالله القاسم عليه الإمامة في صنعاء ولكنه رفض في البداية، ولكن تزايد الترويج للمذهب الحنفي على حساب الزيدية أغضب الإمام المنصور بالله القاسم فتوجه لأرياف اليمن والتقى بالشيخ الجزافي بن المظفر أول من ثار ضد العثمانيين في بلاده ورفض الخنوع لمطالبهم وعقد الأمام المنصور بالله القاسم بن محمد إتفاق مع الشيخ الجزافي بن المظفر بإن يتولى قياده الثورة في عمران وصنعاء والجوف وصعده وبعدها توجه القاسم نحو صنعاء وبدأ بحشد الأنصار لقتال العثمانيين في سبتمبر 1597[33] وهو نفس العام الذي افتتحت فيه السلطات العثمانية جامع البكيرية في صنعاء[34] انضمت قبائل همدان وخولان وسنحان والأهنوم لتمرد الإمام المنصور بالله القاسم واستعاد الإمام بحشود الثوار القبائل الذي كان يقودها الشيخ الجزافي بن المظفر من استعادة صنعاء وصعدة وعمران وحجة ما بين عام 1599 ـ 1602 ووقَّع جعفر باشا هدنة لعشر سنوات مع الإمام والاعتراف به إمامًا على المرتفعات عام 1608[35]

شنَّت قبائل خولان هجومًا آخر على العثمانيين عام 1610 كلَّف العثمانيين خسائر كبيرة واستمر القتال حتى عام 1616 عندما عُزل جعفر باشا وعين الحاج محمد باشا واليًا بدلًا عنه [36] قام محمد باشا بإنشاء سلطة لتلقي الشكاوي أسماها ديوان المظالم عام 1617 ورفض تمديد الهدنة بين العثمانيين والإمام القاسم فاستمر القتال في مايو 1617 واستعاد أمير محلي تسميه المصادر العثمانية بالشرجبي واسمه علي تعز عام 1619 فوقع محمد باشا على هدنة لعشر سنوات مع الإمام المنصور القاسم والشيخ الجزافي بن المظفر [37] توفي الإمام المنصور بالله القاسم في فبراير 1620 وخلفه إبنه المؤيد بالله محمد. الذي اسنده وقتها الشيخ الجزافي بن المظفر حيث استمرت الهدنة حتى العام 1626 عندما استعاد الإمام المؤيد بالله محمد والشيخ الجزافي بن المظفر المرتفعات وصبيا وأبو عريش واتفقا مع شيخ قبلي من أبين على محاصرة لحج وعدن وبحلول عام 1627 كان معظم اليمن باستثناء الموانئ، قد تخلص من حكم العثمانيين[38] عُزل محمد باشا وعين حيدر باشا بدلًا عنه وقام الأخير باقتراح هدنة جديدة مع الإمام المؤيد بالله لخمسة أشهر، خلال الخمسة أشهر طلب حيدر باشا دعمًا من عبدين باشا المرابط في مدينة سواكن السودانية، فنزل عبدين باشا المخا وحاول استعادة تعز ولكنه هُزم واضطر للتراجع إلى المخا عام 1628[39]


عام 1629، أرسل الباب العالي قانصوه باشا بدلًا عن حيدر باشا، فنزل جيزان ثم زبيد وأعدم عبدين باشا وسجن حيدر باشا[40] حاول قانصوه باشا استعادة تعز ولكنه اضطر للتراجع إلى زبيد ووقع على هدنة جديدة مع الإمام المؤيد عام 1630[41] تمكن الإمام المؤيد استعادة زبيد عام 1634 وفنى غالب قوات قانصوه باشا وأعطى الإمام المؤيد للعثمانيين فرصة الانسحاب سلميًا من المخا آخر معاقل العثمانيين. والسبب الرئيس لنجاح الإمام المؤيد والشيخ الجزافي كان تعلُّم القبائل استخدام الأسلحة النارية[42] ووحدتها خلف بيت القاسم إذ تمكن المؤيد من إقناع القبائل أنه وأسرته الذين يستحقون الإمامة واسنده الشيخ الجزافي بن المظفر في ذلك [43] ويعد والده الإمام المنصور القاسم مؤسس ما عُرف بـ"الدولة القاسمية" الذي كان يقود جيشها الشيخ الجزافي بن المظفر احد أكبر مشائخ القبائل في عمران ويمكن اعتبار الدولة القاسميه أقوى دول الإمامة الزيدية [44] قام الإمام المؤيد باتلاف التبغ الذي دخل اليمن عام 1603 ولكنه لم ينجح في منعه تمامًا وترك عدة مؤلفات عن تفسيراته للشريعة الإسلامية ولكنه تراجع عن محاولة فرض بعض رؤاه خوفًا من تأليب القبائل ضده[45] ووزع البقية من الجنود الأتراك في الأرياف لمساعدة المزارعين. والحقيقة أن المشاة في قوات قانصوه باشا لم يكونوا من الأتراك بل من الفلاحين المصريين [46][47]

في مارس 1632،[ملاحظة 1] أرسل الإمام المؤيد بالله جيشًا للسيطرة على مكة، بقيادة الشيخ الجزافي بن المظفر، قتل الجيش المكون من ألف مقاتل شريف مكة واقتحموا المدينة ونسب العثمانيون لهم عدد من الفظائع.[48] لم يكن الأتراك مستعدين لخسارة مكة المكرمة بعد اليمن فأرسلوا قوة كبير من مصر لتخليص مكة من الزيدية. انسحب الزيدية أو العربان وفقًا للعثمانيين ناحية وادي فاطمة للفارق العددي بينهم وبين جيش الأتراك. توجه الأتراك نحو الآبار التي تزود اليمنيين بالمياه وغمروها، كانت خطة ناجحة فقد خلالها جيش الإمام المؤيد مئتي مقاتل من العطش.[49] استسلم الزيدية في النهاية ووافق خليل باشا على عودتهم إلى اليمن ولكنه أعدم أربعة من قادة الجيش واكبرهم الشيخ الجزافي بن المظفر الذي كان يقود حشود الجيش المكون من عدة منطق وقبائل يمنيه مختلفه .[49]

العهد العثماني الثاني (1872-1918 م)

عودة العثمانيين

ولاية اليمن

والي اليمن أحمد مختار باشا عاد العثمانيون من جديد وسقط ما تبقى من الدولة القاسمية وأسسوا ولاية اليمن عام 1872 والتي ضمَّت نفس مناطق إيالة اليمن السابقة باستثناء المناطق الجنوبية. حاول العثمانيون ضم صنعاء للمرة الأولى عام 1849 ولكنهم تعرضوا لخسائر فادحة وخسروا 1500 جندي خلال المحاولة الفاشلة[50] والحقيقة أن العثمانيين سيطروا على مدن في تهامة وطلب تجار من صنعاء منهم السيطرة على المدينة، والسبب في ذلك كان يأسهم من قدرة مشايخ القبائل والأئمة الزيدية على فرض الأمن فرأى أولئك التجار في العثمانيين طرفًا محايدًا لفرض الأمن بين تلك القبائل والأئمة المتنازعين، بالإضافة لإدراكهم أن العثمانيين سيصبحون زبائنهم ما استتب الأمن في البلاد.[51][52]

مثل دخولهم الأول، سيطر العثمانيون على تهامة أولًا وتعلموا من تجربتهم السابقة فعملوا على ما أسموه تطوير اليمن فأدخلوا المطابع وبنوا المدارس بل عملوا على علمنة المجتمع اليمني وإزالة الطبقية الاجتماعية السائدة وحاولوا عزل القوى التقليدية المهيمنة المتمثلة بمشايخ القبائل والأئمة الزيدية[53] خلال عملية العلمنة ومحاولة الأتراك تعريف السكان بمفاهيم المواطنة - التنظيمات العثمانية كانت مبنية على أسس أوروبية -، بدأ يهود اليمن بتعريف أنفسهم بحيثيات قومية يمانية وإعادة صياغة العلاقة التي تجمعهم بالمسلمين ومسائلة الواقع المفروض عليهم مثل عدم قدرتهم على بناء بيوت تتجاوز الطابقين وحرمانهم من الخدمة المدنية والعسكرية وحصر دورهم في المجتمع كحدادين وصاغة ذهب وصناع خناجر.[54] وعاقب العثمانيون من يرمي اليهود بالحجارة أو يشدهم من أزلافهم في الشارع.[55]

كان العثمانيون يسيطرون على المدن الرئيسية ولم يستطيعوا إحكام سيطرتهم على الأرياف حيث القبائل.[56] اقترح أحمد عزت باشا العودة إلى تهامة وعدم التوغل في المرتفعات، ولعب دور الوسيط بين القبائل عوضًا عن إنهاك العسكر في معارك مستمرة غير مجدية ضدهم[56] حاول العثمانيون قدر استطاعتهم إصلاح الأراضي الزراعية المهملة وتهيئتها للاستفادة القصوى المرجوة منها، وسامحوا القبائل على تمرداتهم المتواصلة وحاولوا تمدينهم وإخراطهم في أجهزة الدولة مثل الشرطة وجمع الضرائب ولكن ترتيب قبائل المرتفعات واستحالة إرضاء شيخ قبيلة دون تنفير الآخر، أفشل خطط العثمانيين. لذلك، فإن جشع الزعامات القبلية والصراعات بين الأئمة هي المسؤول عن فشل المخطط العثماني.[57] ولكن مصادر أخرى تشير إلى فساد المسؤولين الصغار وقبولهم الرشوة وتخزينهم للضرائب وادعائهم عدم استلامها، والسبب في ذلك هو أن معظم المسؤولين العثمانيين كانوا يتحاشون الذهاب إلى اليمن فأسوأ جنرالات الأتراك تم إرسالهم إلى البلاد، وذلك وفقًا للوالي محمد توفيق باشا (1904-1906) الذي كان منزعجًا من تفشي الفساد وسط الإدارة العثمانية في اليمن.[58]

السبب وراء جهود العثمانيين كان ضمان ولاء القبائل ضد الإنجليز لأن كلا الطرفين كان يحاول استمالة مشايخ القبائل إلى جانبه ودعمه ليخوض حروبًا بالوكالة ضد الآخر. إدوارد جلازر على سبيل المثال، عالم الآثار النمساوي الذي كان من أوائل المنقبين عن تاريخ اليمن القديم، اقترح على العثمانيين إعادة بناء سد مأرب القديم وذكر أنه سيساعد في توطين القبائل البدوية في مأرب ودفعهم إلى ممارسة الزراعة عوضًا عن تفريغ طاقاتهم ضد العثمانيين، خطوة كهذه وفقًا لغلازر لن تكون مكلفة لأن أساس السد القديم لا يزال قائمًا ومن شأنها أن تضمن ولاء قبائل بدوية محايدة وليست في طرف الأئمة الزيدية.[59] واقترح اقتراحًا مماثلًا بالنسبة لقبائل نجران كونهم إسماعيليون ويخالفون الزيدية.[60] ولكن لم يكتب لأي من تلك الخطط النجاح فقد تمكنت القبائل الزيدية من إشغال العثمانيين وأفشلوا كل المخططات العثمانية لإخضاعهم[61] في الفترة ما بين 1904 ـ 1911 بلغت خسائر العثمانيين عشرة آلاف جندي وخمسمائة ألف جنيه استرليني في العام الواحد[62] كان سكان المدن في اليمن يؤيدون العثمانيين ولكن اضطرت الدولة للاستسلام للإمام يحيى في النهاية عام 1911 لأن مشايخ القبائل في المرتفعات الشمالية كانوا يهاجمون الأتراك باستمرار.[63] كانت الاتفاقية بين الأتراك والإمام يحيى هدنة ولم يرحلوا بالكلية بعد ولكن كان الإمام يحيى حميد الدين يحكم المرتفعات الشمالية فعليًا.[64] نصَّت الإتفاقية على أن يحكم الإمام المرتفعات الشمالية/الزيدية حكمًا ذاتيًا ويبقى الأتراك في المناطق الشافعية أي المناطق الوسطى من الجمهورية اليوم.[65] وبقيت عدن محكومة من الإمبراطورية البريطانية.

التقسيم الإداري

مخلاف التقسيم الإداري لليمن ولاية اليمن

كانت المخاليف (جمع مخلاف) هي الوحدة الإدارية في اليمن حتى عاد نفوذ الدولة العثمانية للمرة الأخيرة، وذلك في أعقاب استيلاء البريطانيين على عدن، فقسمت ما كانت تحكمه من اليمن (ولاية اليمن) إلى أربعة ألوية (جمع لواء)، وهي كالتالي:

لواء صنعاء ومخاليفه: ومركزه مدينة صنعاء، ويشمل إلى جانب قضاء صنعاء أقضية: قضاء حراز - قضاء كوكبان - قضاء آنس - قضاء حجة - قضاء ذمار -قضاء يريم - قضاء رداع - قضاء عمران. لواء عسير ومخاليفه: ومركزه مدينة أبها ويشمل أقضية: قضاء محايل - قضاء رجال ألمع - قضاء بني شهر - قضاء غامد - قضاء صبيا - قضاء القنفذة لواء الحديدة ومخاليفها: ومركزه مدينة الحديدة ويشمل ثمانية أقضية: قضاء زبيد - قضاء اللحية - قضاء الزيدية - قضاء جبل ريمة - قضاء حجور - قضاء بيت الفقيه - قضاء باجل - قضاء أبو عريش (جيزان ونواحيها). لواء تعز ومخاليفها: ومركزه مدينة تعز وكان يضم خمسة أقضية إلى جانب قضاء تعز: قضاء إب - قضاء العدين - قضاء قعطبة - قضاء الحجرية - قضاء المخا حيث أن القضاء الواحد يشمل عادة على ناحيتين أو ثلاث، وتتكون الناحية من عدة عزل، وتختلف من حيث كثرتها من ناحية إلى أخرى. وتتكون العزلة من عدد غير محدود من القرى. وكان يسمى الحاكم العثماني في اليمن (والي)، ومقر حكمة (ولاية)، وكان يسمى حاكم اللواء (متصرف) وحاكم القضاء (قائم مقام).

أهم الحكام

م اسم الحاكم مدة حكمه 1 الوالي مختار باشا 2 الوالي حسن تحسين باشا

ملاحظات

^ وفقًا لهذا التاريخ، يكون انسحاب العثمانيين من المخا قد حدث وفق رواية أخرى عام 1626 وليس 1634.

مراجع

↑ أ ب Jane Hathaway A Tale of Two Factions: Myth, Memory, and Identity in Ottoman Egypt and Yemen p.83 ^ Lynne S. Newton (2007). A Landscape of Pilgrimage and Trade in Wadi Masila, Yemen: The Case Ofal-Qisha and Qabr Hud in the Islamic Period. ProQuest. صفحة 172. ISBN 0-549-30850-4. ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.81 ^ Jane Hathaway A Tale of Two Factions: Myth, Memory, and Identity in Ottoman Egypt and Yemen p.82 ^ Halil İnalcık, Donald Quataertn An Economic and Social History of the Ottoman Empire, 1300-1914 p.326 Cambridge University Press, 1994 ISBN 0-521-34315-1 ^ Giancarlo Casale (2010). The Ottoman Age of Exploration. Oxford University Press. p. 43. ISBN 0-19-979879-6. ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.88 ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.91 ^ Robert W. Stookey Yemen: the politics of the Yemen Arab Republic p.134 ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.2 Translated by Clive Smith. I.B.Tauris, 2002 ISBN 1-86064-836-3 ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.95 ^ Robert W. Stookey Yemen: the politics of the Yemen Arab Republic p.136 ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.101 ↑ أ ب Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.132 ^ Halil İnalcık, Donald Quataert (19894). An Economic and Social History of the Ottoman Empire, 1300-1914. Cambridge University Press. p. 333. ISBN 0-521-34315-1. ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.159 ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.180 ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.190 ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.198 ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.198-200 ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.204 ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.208 ^ Abdul Ali slamic Dynasties of the Arab East: State and Civilization During the Later Medieval Times P.103 M.D. Publications Pvt. Ltd., 1996 ISBN 81-7533-008-2 ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.210 ^ Robert W. Stookey, Yemen; The Politics of the Yemen Arab Republic p.139 ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.164 ^ Robert W. Stookey, Yemen; The Politics of the Yemen Arab Republic. Boulder 1978, pp. 139-41 ^ Michel Tuchscherer, 'Chronologie du Yémen (1506-1635)', Chroniques yémenites 8 2000 ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.9 ^ Harold F. Jacob,Kings of Arabia : the rise and set of the Turkish Sovereignty in the Arabian Peninsula p.70 ^ Muḥammad ibn Aḥmad Nahrawālī Lightning Over Yemen: A History of the Ottoman Campaign in Yemen, 1569-71 p.297 ^ Ahmed Akgündüz, Said Öztürk Ottoman History: Misperceptions and Truths p.558 ^ R.B. Serjeant & R. Lewcock, San'a' :An Arabian Islamic City. London 1983, p. 72 ^ RB Serjeant, R. Lewcok, San'a' :An Arabian Islamic City 1983. p.375 ^ Abd al-Samad al-Mawza'i Dukhul al-'Uthmdniyyin al-awwal 1986 p.116 ^ Serjeant, R. Lewcok San'a An Arabian islamic city p.73 ^ Abd al-Samad al-Mawza'i Dukhul al-'Uthmdniyyin al-awwal 1986 p.152-169 ^ C. G. Brouwer and A. Kaplanian, Early Seventeenth-Century Yemen: Dutch Documents Relating to the Economic History of Southern Arabia, 1614–1630 p.173 ^ C. G. Brouwer and A. Kaplanian, Early Seventeenth-Century Yemen: Dutch Documents Relating to the Economic History of Southern Arabia, 1614–1630 p.50-51 ^ C. G. Brouwer and A. Kaplanian, Early Seventeenth-Century Yemen: Dutch Documents Relating to the Economic History of Southern Arabia, 1614–1630 p.53 ^ Yahya b. al-Husayn al-Amani Ghayat fî akhbâr qutr al-al-Yamani,Vol 2 p,829 ^ R.B. Serjeant & R. Lewcock, San'a'; An Arabian Islamic City. London 1983, p. 74; R.W. Stookey, p. 146 ^ Musflafâ Sayyid Salim Al-fath al-'Uthmani Awal li-l-Yaman, 1538-1635 p.357 ^ Robert W. Stookey, Yemen; The Politics of the Yemen Arab Republic. Boulder 1978 p.73 ^ R.B. Serjeant & R. Lewcock, San'a'; An Arabian Islamic City. London 1983, p. 74; R.W. Stookey, p.79 ^ Jane HathawayA Tale of Two Factions: Myth, Memory, and Identity in Ottoman Egypt and Yemen ^ Yahya b. al-Husayn al-Amani Ghayat fî akhbâr qutr al-al-Yamani,Vol 2 p,813 ^ Accounts and Extracts of the Manuscripts in the Library of the King of France. 2. R. Faulder. 1789. صفحة 75. مؤرشف من الأصل في 9 مارس 2017. ↑ أ ب Accounts and Extracts of the Manuscripts in the Library of the King of France. 2. R. Faulder. 1789. صفحة 77. مؤرشف من الأصل في 24 مارس 2015. ^ Caesar E, Farah, The Sultan's Yemen; 19th-Century Ottomane Rule London 2002, pp. -54 ^ Caesar E. Farah (2002). The Sultan's Yemen: 19th-Century Challenges to Ottoman Rule. I.B.Tauris. صفحة 59. ISBN 1-86064-767-7. ^ Reeva S. Simon, Michael Menachem Laskier, Sara Reguer (2013). The Jews of the Middle East and North Africa in Modern Times. Columbia University Press. صفحة 390. ISBN 0-231-50759-3. ^ Thomas Kuehn Empire, Islam, and Politics of Difference: Ottoman Rule in Yemen, 1849-1919 p.88 ^ Ari Ariel (2013). Jewish-Muslim Relations and Migration from Yemen to Palestine in the Late Nineteenth and Twentieth Centuries. BRILL. صفحة 37-38. ISBN 90-04-26537-6. ^ Tudor Parfitt (1996). The Road to Redemption: The Jews of the Yemen, 1900-1950. BRILL. صفحة 88. ISBN 90-04-10544-1. ↑ أ ب Doğan Gürpınar Ottoman/Turkish Visions of the Nation, 1860-1950 p.71 Palgrave Macmillan, 2013 ISBN 1-137-33421-5 ^ Caesar E. Farah The Sultan's Yemen: 19th-Century Challenges to Ottoman Rule p.107-108 ^ Doğan Gürpınar Ottoman/Turkish Visions of the Nation, 1860-1950 p.71 Palgrave Macmillan, 2013 ISBN 1-137-33421-5 ^ Caesar E. Farah (2002). The Sultan's Yemen: 19th-Century Challenges to Ottoman Rule. I.B.Tauris. صفحة 151. ISBN 1-86064-767-7. ^ Caesar E. Farah (2002). The Sultan's Yemen: 19th-Century Challenges to Ottoman Rule. I.B.Tauris. صفحة 152. ISBN 1-86064-767-7. ^ B. Z. Eraqi Klorman The Jews of Yemen in the Nineteenth Century: A Portrait of a Messianic Community p.11 ^ Eugene L. Rogan Frontiers of the State in the Late Ottoman Empire: Transjordan, 1850-1921 p.16 ^ paul dresch tribes government and history in yemen p.219 ^ Bernard Reich Political Leaders of the Contemporary Middle East and North Africa p.508 Greenwood Publishing Group, Jan 1, 1990 ^ Randall Baker (1979). King Husain and the Kingdom of Hejaz. The Oleander Press. صفحة 27. ISBN 0-900891-48-3. أيقونة بوابةبوابة التاريخ الإسلامي أيقونة بوابةبوابة اليمن أيقونة بوابةبوابة التاريخ أيقونة بوابةبوابة تاريخ الشرق الأوسط أيقونة بوابةبوابة الدولة العثمانية

ويكيبيديا

  1. ^ مدونه تاريخيه عن تاريخ اليمن
  2. ^ ا ب "ويكيبيديا، الموسوعة الحرة". ar.wikipedia.org. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-25.