بسم الله الرحمن الرحيم ( علم زوائد الحديث وأهمية معرفته ) إعداد : الأستاذ عبد الوكيل محمدشعيب مدرس الحديث وعلومه بجامعة حديقة العلوم ، ودار القراء المركزية ، وكلية الإمام أبي حنيفة رحمه الله في بيشاور – باكستان . إن زوائد الحديث ، اسم مركب من كلمتين وهما [ زوائد و الحديث ] أضيفت الأولى إلى الثانية ، ومن هنا سأعرفه أولاً كلمة كلمة ثم أقوم بتعريفه كعَلم على عِلم معين ، وأعقبه تفصيلَ ما صُنف في الزوائد ثم الكلام على أهمية هذا العلم وفوائده . - تعريف [زوائد الحديث] كمركب إضافي : >كلمة[ زوائد]-لغةً:الزوائد جمعٌ كالزيايد والزيادات،ومفردها زائدة والزائدة والزائد والزيادة أصلها واحد وهو [الزاء والياء والدال]وهو يدل على الفضل،زاد الشيء،أي:نمى وكثر، بخلاف النقصان،و زاد الشيء بنفسه وزاده غيره،يصح استعماله في المعنين معًا. > الزوائد في الاصطلاح : الزوائد في أغلب الأحيان عند العلماء عامة ،والمحدثين منهم خاصة ، تعرف بالأحاديث التي يزيد بها كتاب على كتاب آخر أو على كتب أخرى معينة، ونجد الكتاني في الرسالة المستطرفة يشير إلى هذ المعنى ،فيقول عن الزوائد : أي الأحاديث التي يزيد بها بعض كتب الحديث على بعض آخر منها . >كلمة[الحديث]-لغةً:قال في اللسان:الحديث نقيض القديم. أي هو الجديد،وقالوا في وجه تسمية كلامه صلى الله عليه وسلم بالحديث، لأنه بالنسبة إلى القرآن فهوكلام الله وكلام الله قديم. وفي المختار:الحَدِيثُ:هو الخبر قليله وكثيره وجمعه أحاديثُ على غير القياس،لأن واحد الأحاديث أُحْدُوثَةٌ. وقال القاسمي:هو اسم من التحديث،وهو الإخبار. >أما في الاصطلاح:فقال الشيخ عبدالحق الدهلوي:اعلم أنه في اصطلاح جمهور المحدثين يطلق على قوله صلى الله عليه وسلم وفعله وتقريره. قال القاسمي:هو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أوفعل أو تقرير أو صفة. وهذا الأخير اشتهر في تعريفه عند المحدثين.


-تعريف [زوائد الحديث] كعَلَمٍ على عِلم معين : 

هو علم يتناول إفراد الأحاديث الزائدة في مصنف رويت فيه الأحاديث بأسانيد

مؤلفه ، على أحاديث كتب الأصول الستة أو بعضها ، من حديث بتمامه لا يوجد في الكتب المزيد عليها ، أو هو فيها عن صحابي آخر ،أو من حديث شارك فيه أصحاب الكتب المزيد عليها  أو بعضهم ، وفيه زيادة مؤثرة عنده. 

ووضح الشيخ عبد السلام محمد علوش ، الحديث الزائد ، توضيحاً أكثر فقال:هو الذي في لفظه زيادة – مفيدة - أونقص أو اختلاف مفيد ، أو المروي

عن صحابي آخر. 

- بيان ما صنف في الزوائد : ويجدر بالذكر أن التصانيف في الزوائد على قسمين : قسم في الزيادة في الرجال والرواة ، وهذا من كتب الرجال . قسم في الزيادة الحاصلة في متون الأحاديث أو في أسانيدها باختلاف رواتها من الصحابة ، وهذا القسم من كتب الأحاديث. من أمثلة القسم الأول مايلي : (1) ما فعله الحافظ أبو الفضل بن الحسين العراقي، فصنف الزوائد على

"الميزان" ممن تكلم فيه من الرواة ، وفات صاحب الميزان ذكره  . 

(2) وما فعله الحافظ ابن حجر رحمه الله في "لسان الميزان" في إخراج زوائد أسماء المترجم لهم ممن هم مذكورون في "ميزان الإعتدال"للذهبي، وليس لهم ذكر في"تهذيب الكمال" الذي جمع الرواة المخرج لهم في الكتب الستة . ومن أمثلة القسم الثاني مايلي : 1. المستدرك على الصحيحين ، للإمام أبي عبدالله الحاكم النيسابوري. 2. زوائد ابن حبان على الصحيحين ، للحافظ مغلطاي بن قليج . 3. وكتب الإمام الهيثمي التالية : البدر المنير في زوائد المعجم الكبير. بغية الباحث عن زوائدالحارث. غاية المقصد في زوائدالمسند. كشف الأستار عن زوائدالبزار. مجمع البحرين في زوائد المعجمين. مجمع الزوائدومنبع الفوائد. المقصد العلي في زوائد أبى يعلى الموصلي. موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان. وهذه الكتب كلها [ إلا الأخير منها ] أخرج فيها الهيثمي رحمه الله الزوائد على الكتب الستة ، وأما الكتاب الأخير ففيه زوائد ابن حبان على الصحيحين فقط . وهناك كتب كثيرة في هذا الجانب سيأتي تفصيلها قريبا إن شاء الله ، واكتفيت هنا بما ذكرت من الكتب المتقدمة لبيان مصنفات القسم الثاني من الزوائد . وإن أول من صنف في هذا القسم ،هو الحاكم النيسابوري ،ثم مغلطاي بن قليج – و كتابه مفقود ليس له وجود في زماننا الراهن– ثم صنف فيه الحافظ ابن كثير ، وتلاه الهيثمي ،ثم البوصيري ،ومن بعده ابن حجر،ثم ابن قطلوبغا الحنفي ،ثم السيوطي .رحمهم الله.

- قائمة أسماء المؤلفات ومؤلفيها في هذا الفن : 1) كتاب المستدرك على الصحيحين ، للحاكم النيسابوري. 2) زوائد ابن حبان على الصحيحين ، لمغلطاي بن قليج الحنفي. 3) جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم السنن ، للإمام ابن كثير. 4) البدر المنير في زوائد المعجم الكبير. هذا والكتب السبعة بعده كلها للإمام الهيثمي. 5) بغية الباحث عن زوائدالحارث. 6) غاية المقصد في زوائدالمسند. 7) كشف الأستار عن زوائدالبزار. 8) مجمع البحرين في زوائد المعجمين. 9) مجمع الزوائدومنبع الفوائد. 10) المقصد العلي في زوائد أبى يعلى الموصلي. 11) موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان. 12) اتحاف الخيرة المهرة بزوائدالمسانيد العشرة. هذا والكتب الثلاثة بعده للإمام البوصيري. 13) تحفة الحبيب للحبيب بالزوائد في اللترغيب والترهيب. 14) فوائد المنتقى لزوائد البيهقي. 15) مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه. 16) زوائد الأدب المفرد للبخارى. هذا والكتب الأربعة بعده للحافظ ابن حجر. 17) زاوئد مسند أحمد بن منيع. 18) زوائد مسند البزار. 19) زوائد مسند الحارث بن أبى أسامة. 20) المطالب العالية بزوائدالمسانيد الثمانية. 21) شرح"زوائد مسلم على البخارى"أربعة مجلدات.هذا وكتابين بعده لابن الملقن . 22) شرح"زوائد أبى داود على الصحيحين" مجلدان. 23) شرح "زوائد ابن ماجه على الخمسة" ثلاة مجلدات. ولابن المقن كذلك شرح لزوائد الترمذي على الثلاثة [ الصحيحين وأبي داود] وشرح لزوائد النسائي على الأربعة [ الصحيحين وأبي داود والترمذي ] . إلا أن هذين الشرحين ما تما. 24) زوائد شعب الإيمان للبيهقي.هذا والذي بعده للإمام السيوطي . 25) زوائد نوارد الأصول للحكيم الترمذي. - أهمية معرفة زوائد الحديث : ونورد هنا بعض فوائد هذا العلم التي تُبين لنا أهميته ، وهذه الفوائد هي ماذكرها الشيخ عبد السلام محمد علوش في كتابه [ علم زوائد الحديث ، دراسة ومنهج ومصنفات ] وقسمها إلى قسمين ، وهي كما يلي:

القسم الأول في الإسناد ، وهي : (1) معرفة الحديث الموقوف،إن جاء مرفوعا في الكتب المزاد منها. (2) معرفة المرسل إن أتى موصولاً كذلك. (3) معرفة الموصول إن جاء مرسلاً،أيضا. (4) معرفة المقطوعات والبلاغات موصولة في الكتب المزاد منها على الكتب المزاد عليها. (5) معرفة الصحابة رواة الحديث الواحد. القسم الثاني في المتن ، وهي : (1) معرفة المتون الزائدة التى لم يكن لها ذكر في الكتب المزاد عليها. (2) معرفة الألفاظ الزائدة ، على المتون ،في الكتب المزادعليها. (3) معرفة غوامض الأسماء و الأعداد المبهمة،الواردة في الكتب المزادعليها. (4) معرفة مناطات الأحكام ،والوقائع التي من أجلها ورد الحديث. (5) التأكيد بمعرفة الأحكام التي قد تدرك بالقياس والقواعد الأصولية الظاهرة. (6) معرفة الحكم على الألفاظ المختلفة ،وما يستنبط منها من الأحكام. (7) معرفة مرادات العبارات، من تفاسير الرواة الحاصلة في الإدراجات. (8) بيان ما وقع للرواة من الشك في بعض الألفاظ،أو رواة الأحاديث من الصحابة. (9) بيان اختلاف السياقات التي جاء بها المتن ،أو المعنى الواحد. (10) بيان النقص الوارد في بعض الروايات التي تخل بالمعنى. (11) بيان الاختلاف الوارد في المتون لجهة تخصيص العام،و تعميم الخاص،و نحو ذلك. (12) ذكر فتاوى الصحابة في المسائل الفقهية. (13) بيان بعض الحوادث و الحكايات التاريخية ، أو التراجم. (14) بيان تاريخ بعض الحوادث و الأقوال النبوية. (15) مزيد الكشف و الاستفصال في حوادث السيرة النبوية. إعداد : الأستاذ عبد الوكيل محمد شعيب