مفهوم النزاعات لا تخلو أمة من ظهور صور ومظاهر متعددة للنزاع في بعض القضايا، ويختلف الناس أيضاً في سبل تعاطيهم مع النزاع عند وقوعه، فالرصيد الثقافي والتربوي بين الناس يختلف، وهذا بدوره يترك آثاراً حول سبل وكيفية إدارة النزاع والبحث عن حلول له، فالنزاع إذاً مظهر لتأزم العلاقات، وانسداد سبل الحل القائمة أو المتاحة، وهناك آثار تترتب على النزاعات؛ منها ما هو إيجابي، ومنها ما هو سلبي، وللإنسان في إدارته للنزاع دور في تحديد ما يناسب من هذه الآثار، وللنزاع أسبابه المفضية إليه، وله أيضاً مراحله التي يمر فيها من بداية التأزم، إلى حدوث وخروج مظاهر النزاع، ونتائجه على السطح. إنّ حلّ النزاع بين المتخاصمين هو من أعظم القربات والطاعات، ونوع النزاع وطبيعته وأطرافه هو ما يحدد الآلية المناسبة له، فنزاع الأخوة والأشقاء، وأبناء الدين والوطن، والوظيفة أو المؤسسة المشتركة، ليس كنزاع مع عدو متربص يسرق الوطن، ويقتل البشر، ويقتلع الشجر والحجر.