دا كلاااام..!!

........

الحكم العسكري في السودان إلى أين..؟!

......

بقاء السلطة العسكرية في السودان هو إمتداد آخر لجسر الحكومات التي تعاقبت على الحكم فيه، و كذلك تعميق لجرح الفشل و الفساد في جسد البلاد المكلومة... فهي تعاني منذ إستقلالها المُتخيّل و الوهمي تعاني الجوع والمرض و الفقر وهو مثلث لا ينجو من براثنه أقوى الإقتصادات في العالم ناهيك عن بلد أصلاً لا يفكر حكامها بتعاقبهم إلا في مصالحهم الخاصة و الشخصية، جاءت الثورة و أنقذت الشعب من قبضة حزب المؤتمر الوطني و حكم (الكيزان) كما ظن الجميع للأبد.. ولكن للأسف الشديد باع المنتفعون جذوتها لأجل المصلحة الخاصة.. و حاول إخمادها بصورة واضحة بالتماطل في تنفيذ المتفق عليه في السلطة عبر الفترة الإنتقالية مناصفة بين العسكر والسلطة المدنية يتمثيلها الهش و هو من أضاعها، ولكن ولأن الجنرالات لا يقبلون الشراكة أياً كان نوعها ومع من من كان سارعوا للمزيد من التلاعب و الضغط على رئيس الوزراء و إعتقاله و زجه في الشارع بلا خجل.. وهو الرجل الذي كان بعض أو معظم الشعب يعول على إنصافه و تطبيقه للحكم المدني عبر الإنتخابات و إعادة هيكلة الدولة بصورة ترضي الجميع و تضعها في مصاف الدول المتقدمة من كل النواحي الإقتصادية و السياسية و العلمية و الإجتماعية، لكن... ولأن الرجل جاء بأجندة يحملها بالإنابة عن أربابه، لم يستطع رفع صوته ولا سل سيفه لمقارعة الباطل العسكري المستبد، جاء مؤظراً داخل سياق و سياج فيه مطلوبات محددة جعلت من يقفون معه يتخاذلون و يتركونه فريسة للبرهان ذلك الجنرال الأناني و الذي نصب نفسه وصياً على الشعب و على أمن البلاد و العباد دون تفويض ولا إنتخاب ولا حتى حق متوهم...، كانت الفاجعة في الخامس و العشرين من شهر أكتوبر لسنة واحد وعشرين و ألفين ميلادية... بعد هذا التأريخ المشؤوم لم يتعافى السودان، بل و مات كل طموح و أمل و مستقبلزفي نفوس الشباب و حدت بهم الحيرة و البلاهة يفغرون أفواههم كمن سقط للتو في قدر ماء يغلي، لا يستطيع النجاة و لا الصراخ، كان ذلك نذير الشؤم الذي بصق في طعام الشعب كله و لوث إمعاءه و قتلهم الألم..

ذلك الإنقلاب المتحايل لم تنهض بعده همم الشباب، بل وأعادهم للشوارع يهتفون والغبن يملأ صدورهم و الموت الرخيص يزين رقابهم و رؤوسهم عبر فوهات الجيش و الشرطة والدعم السريع و أجهزة الأمن و غيرها من المنتفعين من القناصة و الخونة،

كانت أحلام الشباب فتية و شابة و حية تزهو بالسودان بقعة و شعباً إنساناً و روحاً حرة مرفهة، ولكن هيهات أن يدعهم ذلك الغادر الغاشم المغتصب أحراراً فقط لأحلامهم بالتغيير و التجديد والمدنية و هامش الحريات، حز في نفسه المريضة أن يزج هو و زملاءه في السجون و يحاسبوا على ما إغترفت أيديهم بعد أنرتلطخت بالدماء و عبثت بأرواح خيرة الأبناء الشرفاء الذين لم تمتد مطالبهم إلا للبناء والنهوض بالبلاد من وعثاء سفرها المجهول نحو التخلف و التأخر والجهل... بمحسناته من إفقار متعمد و إمراض مدروس و تجويع مقصود، وهي القشة التي قسمت ظهر البعير... (يا تشرب يا نكسر قرنها) - مثل-..

لا أدري ماذا يدور في أذهان الإنقلابيون الآن.. ولكن نعرف أن الشوارع لا تخون.. و أن الأرواح الحية ليست بأغلى من التي رحلت بمدافع المستعمر الوطني اللئيم.. وأن الشباب صاحب الدماء الخارة و النفوس الجزلة لا يألون جهداً في الإعمار مهما إستبد بهم العسكر و طحنوهم بآلاياتهم و أزهقوا أرواحهم الجامحة النقية البريئة الطاهرة.. فلا بد لليل أن ينجلي..

عبثاً يحاول البرهان حماية نفسه و زمرته من غضب الزنزانة... و يعتقدون جازمين أن قهرهم لطموح الشباب سيجعلهم آمنين.. ولكن هيهات..

سيأتي يوماً نحتفل فيه برحيلهم الأبدي، فكلهم إمتداداً رخيصاً للسلطة الغاصبة من تاريخ تسعة و ثمانين من القرن الماضي...

فالتتوحد الجهود أيها الشباب و أعملوا عقولكم بوضع الخطط والإستراتيجيات و أنظروا المستقبل البعيد القريب ولا تدعوا أعينكم تقع تحت خطواتكم.. و الدرب طويل.. فما نهوض من حولنا من أمم ونجاحاتهم إلا بإيمانهم بالوطن و الحياة و الحقوق و العدالة و الأمن و السلام.. لنجعل ذلك واقعاً.. دعوا الشتات و أعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا...

الرحمة و المغفرة لشهداء الوطن

و الصحة والعافية للمرضى و المصابين

و جبر الله خواطر الآباء والأمهات اللذين فقدوا فلذاتهم في أتون معارك مصنوعة و ملفقة.. تستبيح الأرواح وتسلبها كذباً و وهماً.. !!

#تسقط_السلطة_الإنقلابية

.......

أبوحازم_السودان