أردهاناريشفارا (بالسنسكريتية: अर्धनारीश्वर، أَرْدِهَنَارِيشْڤَارَا) هو التجسد الزنمردي للإله الهندوسي شيفا وزوجته الإلهة بارفاتي (تُعرف أيضًا بـ ديفي وشاكتي). يتحد الإلهان معًا ليكونا كائنًا ذا نصفين، نصف رجل ونصف امرأة، وعادةً ما يكون النصف الأيمن شيفا؛ دلالةً على صفاته التقليدية.

تاريخيًّا، أول ظهور لأردهاناريشفارا كان في عهد إمبراطورية كوشان، أي في أوائل القرن الأول الميلادي، وتطور تصويره واكتمل في عهد إمبراطورية جوبتا. تم ذكر أردهاناريشفارا والأساطير المتعلقة به في نصوص البورانا والعديد من الأطروحات التصويرية. توجد تجسيدات هذا الإله في أغلب معابد الإله شيفا؛ إلَّا أن المعابد المخصصة له قليلة جدًّا.

يمثِّل أردهاناريشفارا مجموع الطاقتين الأنثوية والذكورية في الكون (بوروشا وبراكريتي)، ويوضح كيف أن بارفاتي 'الإلهة الأنثى' جزءٌ لا يتجزء عن شيفا 'الإله الذكر'، كما تقول بعض التفسيرات أنه يوضح كيف أنَّ الإلهين تجسيد لإله واحد. اتحاد هاذين الإلهين مُعَظَّم لأنهما معًا يشكلان جذر ونشأة كل المخلوقات.

الاسم عدل

الاسم أردهاناريشفارا يعني ('الإله النصف امرأة')، ويُعرف أيضًا بأسماء أخرى مثل: أردهاناريشا، وهو بنفس معنى اسمه الأصلي، وأردهاناراناري ('النصف رجل النصف امرأة')، وأردهاناريناتشڤارا ('ناتاراجا النصف امرأة')[1]، وناراناري ('الرجل-المرأة')، وأمّيـپّـان (اسمٌ تاميلي يعني 'الأم-الأب')، وأردهانايوڤاتيشارا (اسمٌ ينتمي إلى ولاية آسام الهندية ويعني 'الإله الذي نصفه امرأة شابة').

أصله عدل

قد يكون مفهوم وتصوير أردهاناريشفارا مستوحى من تجسيد كتاب فيدا للإلهين المتحدين ياما-يامي.

تجسيده عدل

العديد من النصوص الأثرية والأعمال الفنية الهندية -خصوصًا الآتية من جنوب الهند- وصفت وصوَّرت أردهاناريشفارا. في أغلبها الإله الذكر 'شيفا' هو الجانب الأيمن، أما الإلهة الأنثى 'بارفاتي'  فهي الجانب الأيسر، من أبرز المصادر التي تظهر العكس تصويرات مدرسة المذهب الشاكتيزمي؛ حيث تكون فيها بارفاتي في الجانب الأيمن.

في العادة يصوَّر أردهاناريشفارا ككائنٍ ذا أربع أيادٍ، أو ثلاث، أو يدين فقط، وفي أحيانٍ نادرة صوِّر بثمان أيادٍ.

تَظهر هالة مضيئة خلف رأسه، بعض التصويرات تُظهر هالة النصف المرأة مختلفة عن هالة النصف الرجل.[2]

النصف الرجل عدل

يصور النصف الرجل 'شيفا' مرتديًا على رأسه (جاتا-موكوتا)، وهو عبارة عن شعر معقود بعضه ببعض، يتوسطه هلال. أحيانًا تُزيَّن الجاتا-موكوتا بالأفاعي. يرتدي في إذنه كوندالا (كلمة تعني باختصار 'قرط')، أو أنواعًا خاصةً منه، مثل ما يسمى ساپرا-كوندالا (قرط الأفاعي)، وماكارا-كوندالا (قرط كائن نصفه تمساح ونصفه دولفين).[3]

أغلب تصويرات الأربع أيادٍ تُظهر إحدى يديه حاملةً باراشو (عصا تشبه الصولجان)، واليد الأخرى تقوم بإشارة أبهايا-مودرا (إشارة تدعو إلى الطمأنينة). أبرز التصويرات التي تخالف ذلك تصوير العقيدة البادامية والتي تظهر إحدى يديه تعزف على العود مع إحدى يدي النصف المرأة، يده الأخرى تحمل باراشو ويد النصف المرأة تحمل زهرة لوتس.

في بعض التصويرات تَظهر شاربًا له، وبعضها تُظهر عينه أصغر من عين النصف المرأة.[2]

النصف المرأة عدل

تصور النصف المرأة 'بارفاتي' مرتدية على رأسها (كاراندا-موكوتا)، وهو عبارة عن تاج يشبه السلَّة في شكله. ترتدي في أذنها نوعًا آخر من الأقراط يسمى ڤاليكا-كوندالا. يظهر بينها وبين شيفا في منتصف جبهتيهما عينٌ ثالثة كاملة، هناك تصويرات تظهرها كنصف عين في أحد الجانبين؛ إذا كانت في النصف الرجل فإن النصف المرأة يتوسط جبهتها بيندي (نقطة حمراء) مقابلةٌ للعين الثالثة. تَظهر رقبتها مزينة بالحلي، وفي بعض التصويرات تُزيَّن رقبتها باللوتس الأزرق.

تختلف التصويرات في أمر يديها، فبضعها صوَّرتها تحمل زهرة لوتس، أو تكون الزهرة مرفوعةً في الهواء فوق يديها، وبعضها صوَّرتها تحمل مرآة، وبعضها صورتها تحمل ببغاء، أو يكون الببغاء واقفًا على معصمها. ما اتفقت عليه التصويرات أن كلتا يديها مزينتان بالحلي كرقبتها. حليُّها مصنوع من الألماس وأحجار كريمة أخرى.

تصوَّر النصف امرأة مرتدية زيًّا متعدد الألوان طوله يصل إلى كاحلها، أو زي أبيض حريري، كما تظهر في بعض التصويرات مرتديةً ساري (الزي الهندي التقليدي للنساء)، وترتدي خلخالًا وتكون قدمها مزيَّنة بالحناء الأحمر.[2]

مراجع عدل

  1. ^ "Cologne Scan". www.sanskrit-lexicon.uni-koeln.de (بالإنجليزية).
  2. ^ أ ب ت "Ardhanarishvara". Wikipedia (بالإنجليزية). 9 Jan 2017.
  3. ^ "Capricorn Earrings of the Gods". Vic DiCara's Astrology. 9 أغسطس 2010.


كوميهو أو جوميهو (بالهانغول: 구미호؛ بالهانجا: 九尾狐) هو كائن أسطوري كوري كثيرُ الظُّهور في الأدب والفن الكوري وقد نسجت حوله كثيرٌ من القصص والأساطير.

اسمه في اللغة الكورية يعني (الثعلب ذو التسع أذيال). وهو ثعلب عادي يكمل ألف سنة حيًّا فيتحول إلى هذا الكائن الأسطوري. يستطيع هذا الكائن أن يتشكل بأي شكل يشاء، ومن أبرز تشكلاته امرأة جميلة تستدرج الرجال وتلتهم أكبادهم، وقد اختلفت الأساطير في سبب أكله الأكباد.[1][2]

يعد الكوميهو أبرز الكائنات الأسطورية في القصص الفلكلورية الآسيوية، ومن المعتاد رؤيته في السينما الكورية. لكن يوجد له نظراء في ثقافات معظم الدول المجاورة لكوريا، أبرزهم الصيني هولي جينغ والياباني كيتسوني.[3]

المنشأ عدل

عامةً، يعتقد الآسيويون أن الثعلب الذي يعيش عمرًا مديدًا لا يتحول إلى ملاك أو مخلوق روحاني كما يحدث مع الإنسان، وإنما يمسخ إلى أشكال متنوعة، ويستطيع الظهور في الأرض بصور مختلفة، فكان هذا منشأ الثعالب الأسطورية.[4]

وصل ذكر الكوميهو إلى كوريا من الصين، يُعتقد أنه وصل إلى الصين عن طريق الهند، ويُعتقد أيضًا أن قصته تأثرت بأسطورة المعبودة الإغريقية لاميا.[5] يتحول الثعلب إلى كوميهو حين يكمل ألف سنة من عمره، وذلك بسبب تراكم كمية هائلة من الطاقة داخله طوال عمره المديد.

تاريخه عدل

نصوصٌ قديمة نادرة تُصوَّر الكوميهو ككائنٍ خيِّر يساعد البشر ويحب التعايش معهم، النصوص اللاحقة تصوِّرُه ككائنٍ شرير كليًا ومكَّار لا يظهر للبشر إلا لالتهام أكبادهم أو قلوبهم، على عكس نظيريه الصيني والياباني؛ فهم كثيرًا ما يصوَّرون ككائناتٍ غير شريرة تظهر للبشر لإنقاذهم أو الارتباط بهم، حتى أن بعض الحكايات تقول أنَّ البشر كانوا يستغلُّون طيبة الثعالب الأسطورية فيخدعونها. وكما هو الاختلاف في طبيعتهم، ففي تشكلهم أيضًا من المعتاد للنظيرين أن يتشكلا كامرأة أو كرجل، لكن الكوميهو لا يتشكل إلا كامرأة غالبًا. [1]

تَذكر حكاياتٌ أن الكوميهو يأكل قلوب البشر كي يعيش، لاحقًا ذُكر أنها كائنات جائعة تحوم حول القبور في الليل وتلتهم قلوب جثث الموتى. حكايات أخرى تحدثت عن الكوميهو و الكبد -وهي الأكثر إنتشارًا واستخدامًا- فتقول أنه يلتهم أكباد البشر لأنها مركز الطاقة في الجسد فتشبعه وتطيل حياته، أو أنه يلتهم كبد بشري معيَّن كي يتمكن من التشكل كجسده.[1]

التحول عدل

مهما حاول الكوميهو إتقان التشكل يظل مكشوفًا لأنه لا يستطيع تغيير طبيعته وأصله كثعلب، فيبقى فيه شيء ظاهر يميِّزه كثعلب (كشكل أذنية مثلًا، أو ذيوله التسع) [2]

تقول بعض الحكايات أن الكوميهو ليس لديه الحرية الكاملة في التشكل، فهو مراقب من قِبَل كوميهو آخرون، إحدى الحكايات تقول أن تشكُّل الكوميهو أصلًا غير مرهون بإرادته.[1]

في السينما الكورية عدل

أبرز ظهور للكوميهو في الدراما الكورية كان في المسلسل الرومانسي-الكوميدي حبيبتي ثعلب ذو تسع أذيال (My Girlfriend Is a Nine-Tailed Fox) والذي ظهر فيه الكوميهو محبوسًا في لوحة منذ 500 عام حتى قام بشري بتحريره فظهر على شكل امرأة جميلة، ورغم وضوح كونها ممتنة لإنقاذه لها إلا أنه يظل خائفًا من فكرة أنها تأكل الأكباد فيلتزم بشراء اللحم لها بشكل دائم. تبحث الكوميهو في المسلسل عن طريقة تكمنها من التحول لإنسان ويساعدها نصف كوميهو-نصف إنسان إلتقت به لاحقًا.[6]

ظهور مميز كان له في المسلسل الرومانسي-الكوميدي-الفانتازي كتاب عائلة جو (Gu Family Book) ويحكي عن كوميهو وحارس جبل أنقذ فتاة من يد مجموعة بشر فتزوَّجا واختبئت معه في الجبل، وقرر التحول إلى بشري حتى يتمكن من العيش معها، لكنه فشل وكان العقاب أن يخسر تشكُّله، أنجبت الفتاة طفلًا وُلد لها ولزوجها الكائن السماوي فأصبح الطفل نصف بشري-نصف كوميهو، تتركه في عناية صديق والده حتى يكبر ويكتشف بنفسه ويبدأ بالبحث عن كتاب عائلة جو الذي فيه سرُّ وطريقة إكمال بشريته.[7]

الحلقة الأولى من مسلسل الرعب والفانتازيا أساطير الوطن (Hometown Legends) حكت عن أسرة حاكمة استمر حكمها لأكثر من جيل، السرُّ وراء ذلك أنَّ جدهم الأكبر كوميهو، فكانوا إذا وجدوا أن إحدى بناتهم ستتحول إلى كوميهو يقتلونها ويطعمون كبدها للجد الأكبر حتى يطول عمره ويحميهم وتستمر سلطتهم.[8]

أعمال أخرى ظهر فيها الكوميهو:

  • فيلم الثعلب ذو التسع أذيال (The Fox with Nine Tails): تحاول فتاة استخدام سائق أجرة للتحول إلى بشرية فيعاقبها مراقب من الجحيم.
  • فيلم عائلة الثعالب (The Fox Family): عائلة أفرادها كوميهو تذهب في رحلة إلى الجبال في محاولة للتحول إلى بشر.
  • مسلسل الحبُّ المحرَّم (Forbidden Love): يتحدث عن حرب بين كوميهو يتصرفون بإنسانية وبشر يتصرفون بوحشية.
  • مسلسل الانتقام: تمرُّد الكوميهو (Grudge: The Revolt of Gumiho): يتحدث عن أم نصف إنسان-نصف كوميهو وابنتها تتحدان للانتقام من بشري بعد أن خلف وعده مع الأم.


كونغجي وباتجي (بالهانغول: 콩쥐 팥쥐) هي أسطورة وحكاية شعبية من عهد مملكة جوسون، وتُعرف الآن بأنها النسخة الكورية لقصة سندريلا. تحكي عن فتاة جميلة جدًا تدعى (كونغجي) تزوج والدها بامرأة لها ابنة قبيحة تدعى (باتجي)، تعامل المرأة وابنتها (كونغجي) بسوء وظلم حتى يختار الملك (كونغجي) للزواج، تغار (باتجي) بشدة فترمي (كونغجي) في النهر، فتعود روحها للانتقام لكن على يد الملك. ترمز القصة إلى فكرة أن الأشخاص الصالحين المتفائلين دائمًا والذين يعملون بجد ليحققوا ما يتمنون سيكونون سعداء عاجلًا أم آجلًا.

القصة عدل

رُزق زوجان بطفلة جميلة جدًا أسموها (كونغجي)، وحين أكملت كونغجي 100 يوم من عمرها ماتت والدتها بمرض خطير، فعاشت وحدها مع والدها. بعد أن كبرت (كونغجي) أصبحت هي من تتولى كل أعمال المنزل، شعر والدها بالأسف لحالها فقرر أن يتزوج مجددًا. فتزوج حين كان عمرها 14 عامًا بامرأة قاسية لها ابنة قبيحة جدًا تدعى (باتجي)، ومن البداية ظهرت معاملة المرأة القاسية لـ(كونغجي)، حيث كانت تعطي الطعام الشهي لابنتها فقط، وكانت دائمًا ما تكلف (كونغجي) بالأعمال المنزلية الأصعب. لاحقًا توفي والدها، فأصبحت معاملة المرأة لـ(كونغجي) أسوء كثيرًا، فكانت تحرمها من الطعام وتجعلها ترتدي الملابس المقطوعة وتجبرها على القيام بأصعب المهام وأقذرها.

في أحد الأيام أمرت المرأة (كونغجي) بأن تحرث الحقل بمجرفة خشبية، كان الحقل واسعًا جدًا وسرعان ما كسرت المجرفة، فظلت (كونغجي) تبكي خوفًا من أن تضربها المرأة. ظهرت لـ(كونغجي) بقرة وواستها وقامت بحرث الحقل بدلًا عنها، وحين انتهت البقرة أعطت (كونغجي) سلة مليئة بالتفاح كهدية. عادت (كونغجي) إلى المنزل حاملة سلة التفاح، وحين رأتها المرأة شعرت بغضب شديد لأنها كانت تتوقع أن تعود (كونغجي) وهي لم تنهِ حرث الحقل، فاتهمتها بأنها سرقت التفاح وأعطته كله لابنتها (باتجي) وتركت (كونغجي) دون عشاء.

في اليوم التالي أعطت المرأة (كونغجي) دلوًا ضخمًا مثقوبًا من الأسفل وأمرتها أن تملأه بالماء قبل أن تعود هي و(باتجي) من البلدة، لم تلاحظ (كونغجي) الثقب فاستمرت بمحاولة تعبئته ولم تنجح أبدًا، حتى ظهرت لها سلحفاة وقامت بسد الثقب فملأت (كونغجي) الدلو أخيرًا، حين عادت المرأة ورأت ذلك هاج غيظها وضربت (كونغجي) ضربًا مبرحًا.

مرَّت السنين على هذه الوتيرة، حتَّى أعلن الملك في إحدى الأيام رغبته في الزواج، وجَّه دعوة لكل الفتيات لحفل رقص، وسيكون لهن جميعًا فرصة الرقص معه كي يختار الملكة. كانت المرأة تريد لابنتها (باتجي) أن تكون الملكة، وخشيت أن تأخذ (كونغجي) فرصتها لجمالها، فأعطت (كونغجي) في يوم الحفل كيسًا ضخمًا من الأرز وأمرتها أن تقشره كلَّه قبل أن يعودا من الحفل. طلبت (كونغجي) المساعدة من السماء، فنزلت منها عصافير وأنهت فورًا تقشير الأرز، وظهرت بعدهم جنية وألبست (كونغجي) ثوبًا جميلًا وحذاءً ملونًا متقن الصنع، وحملها أربع رجال إلى حفل الرقص في جاما ('المحفة الكورية').

الجميع أعجب بها بسبب جمالها الشديد، توجَّه الملك نحوها ليسألها عن اسمها، لكنها قبل وصول الملك لمحت زوجة أبيها وابنتها (باتجي) فأصابها الفزع وهربت، في نفس اللحظة كانت (باتجي) قد لمحتها وأخبرت أمها بذلك. حين عبورها الجسر في طريق عودتها تعثَّرت فسقط حذاؤها، لاحقًا ود الملك الحذاء وتعهد بأن يتزوج صاحبته. دار خدم الملك بالحذاء على كل فتيات الأرض لكنه لم يناسب أيًّا منهن، حتى وصلوا إلى قرية (كونغجي) ووجدوها. أحضرت بسعادة الملابس التي حضرت بها الحفل وحذاءها وتزوجت الملك.

غارت (باتجي) غيرة شديدة من (كونغجي) لزواجها من الملك فرمتها في النهر، وانتحلت شخصيتها لتعيش مع الملك، عادت روح (كونغجي) للانتقام وأصبحت تطارد كل من يمر بجانب النهر أو عبره، حتى مرَّ رجل شجاع وواجه شبحها فحكت له كل شيء، فقام الرجل بتوصيل القصة إلى الملك. بعد سماعه للقصة توجَّه فورًا إلى النهر بحثًا عنها، وجد هناك زهرة لوتس ذهبية وقبَّلها فعادت (كونغجي) إلى الحياة.

حكم الملك على (باتجي) بالإعدام، وأمر الخدم بأن يقوموا بعمل صلصة من جثتها ويرسلوها إلى زوجة والدة (باتجي). أكلت الأم الصلصة بشراهة معتقدةً أنها هدية من ابنتها، لاحقًا أخبرها طباخ بالقصة كاملة ابتداءً من إعدام ابنتها (باتجي) وحتى الصلصة التي التهمتها، بعدها دخلت الأم في حالة إغماء ولم تستيقظ منها أبدًا. [9][10][11][12]

المميزات عدل

تناقلت الأجيال قصة الأختين كونغجي وباتجي فترةً طويلة قبل أن يتم تسجيلها ورقيًا لأول مرَّة، ولذلك هنالك اختلافات في تفاصيل القصة بين الحكايات ومناطق كوريا المختلفة، فمثلًا بعض الحكايات تقول أن ما ساعد (كونغجي) على تعبئة الدلو كان ضفدعًا وليس سلحفاة.

على الرغم من أن الجزء الأول من الحكاية (من ولادة كونغجي وحتى زواجها بالأمير) يُظهر تشابهًا كبيرًا مع قصة سندريلا المعروفة إلا أنَّ الجزء الثاني يُظهر بوضوح الطابع الكوري للحكاية، حيث يتجلى المعتقد الكوري ('كوون سون جينغ آك') في نيل (باتجي) وأمها ما يستحقَّانه جزاءً لما فعلاه بـ(كونغجي)، ينص المعتقد على أهمية تشجيع الفضيلة ومعاقبة الرذيلة.

رغم أن الحكاية تحوي كثيرًا من التفاصيل الخيالية إلا أن هنالك من يعتقد أنها حدثت بالفعل، تحديدًا في قرية دونسان في مدينة كيمجي-شي. فقد تناقلت بعض الحكايات أن القرية التي حدثت فيها القصة على شكل بقرة، وعند النظر إلى قرية دونسان نجد أنها على شكل بقرة. ويتم أيضًا ربط السلحفاة التي ساعدت (كونغجي) بسلحفاة قرية دونسان الحجرية.[9][10][11]

في السينما الكورية عدل

أفلام عدل

  • فيلم كونغجي وباتجي (1958)[13]
  • فيلم كونغجي وباتجي (1967)[14]
  • فيلم قصص رعب (2012)[15]

مسلسلات عدل

  1. ^ أ ب ت ث "Kumiho - WikiFur, the furry encyclopedia". en.wikifur.com (بالإنجليزية). Retrieved 2017-02-10.
  2. ^ أ ب Renasoft، UnsolvedMysteries.com Unsolved Mysteries sponsored by. "Korean Mythology". www.unsolvedmysteries.com. اطلع عليه بتاريخ 2017-02-10.
  3. ^ "최강의 요괴 구미호. | 괴담 | 루리웹". 루리웹. اطلع عليه بتاريخ 2017-02-10.
  4. ^ كتاب ضارب الرمل .. حكايات شعبية كورية لـ إم إم يانغ ويي ريوك. ص44
  5. ^ "A Fox Woman Tale of Korea by Heinz Insu Fenkl". JoMA Archives: Nonfiction. اطلع عليه بتاريخ 2017-02-10.
  6. ^ "My Girlfriend is a Nine-Tailed Fox - AsianWiki". asianwiki.com (بالإنجليزية). Retrieved 2017-02-10.
  7. ^ "Gu Family Book - AsianWiki". asianwiki.com (بالإنجليزية). Retrieved 2017-02-10.
  8. ^ WikiDrama Addict - Hometown Legends
  9. ^ أ ب Lee Kwanil (1971). Kongji and Patzzi. Kunkuk University.
  10. ^ أ ب Kim Jakwon (1981). Kumku euipji. Dauheung Press.
  11. ^ أ ب Lee Wonsu (1997). The Study of Kongji Patzzi. Kyungnam University.
  12. ^ Ntktis7 (5 يونيو 2011). "Asian Story Translations: 콩쥐 팥쥐 Kongjui and Patjui". Asian Story Translations.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
  13. ^ Kongjwi and Patjwi، 9 مايو 1958، اطلع عليه بتاريخ 2017-02-15
  14. ^ Kongjwi and Patjwi (1967)، اطلع عليه بتاريخ 2017-02-15
  15. ^ "Horror Stories - AsianWiki". asianwiki.com (بالإنجليزية). Retrieved 2017-02-15.


عقدة سندريلا عدل

عقدة سندريلا (بالإنجيزية: Cinderella complex) هي عقدة حديثة تنتشر بين نساء هذا العصر بشكل كبير، وُصِفت لأول مرة عام 1981 من قِبَل المعاجلة النفسية والكاتبة الأمريكية كوليت داولينغ في كتابها (عقدة سندريلا: خوف النساء الخفي من من الاستقلال؛ بالإنجليزية: The Cinderella Complex: Women's Hidden Fear of Independence)[1][2] وهي بشكلٍ عام رغبة لاشعورية لدى الفتاة المصابة في أن تكون موضع الرِّعاية لدى الآخرين، ويُقال أن هذه العقدة تصبح أكثر وضوحًا كلَّما تقدَّمت المصابة في السن.[3]

التسمية عدل

سميت العقدة على اسم الشخصية الخيالية المشهورة سندريلا، والرابط بينهما أن سندريلا فتاة تتمتع بصفات مثالية، فهي جميلة وتستطيع العمل بِجِد وإتقان، لكنَّها مع ذلك لم تحاول الاعتراض على معاملة السوء والإهانة التي كانت تتلقاها من زوجة أبيها وأختيها، فما منعها ألَّا تعترض؟ هذه فكرة العقدة، انتظار قوَّة خارجية لتغيِّر الحال، كانت في قصة سندريلا (الأمير)، وفي العقدة عمومًا القوَّة غالبًا رجل.[1][3]

ماهيتها عدل

تتحدث هذه العقدة بشكلٍ أساسي عن الرغبة اللاشعورية التي تَنْتُج لدى المصابات في أن يكُنَّ موضع رعاية الآخرين، تبدأ هذه العقدة لديهن منذ الصغر، حيث تُبَرمج الفتاة على أنها دائمًا بحاجة لشخصٍ قوي يساعدها ويحميها، تُرَسَّخ هذه الفكرة بعدة عوامل، أبرزها (طريقة التربية)، تنشأ الفتاة بين والدين يلبيان كلَّ احتياجاتها مع تشجيعٍ منهما لفكرة أنها تحتاج دائمًا إلى واصٍ أو مسؤول عنها وأنَّ زوجها سيلبي احتياجاتها من بعدهما، تقول الطبيبة والمحللة النفسية (روث مولتون):

"إن الآباء كثيرًا ما يرعبون بناتهم عندما يحمِّلوهنَّ قلقهم ومخاوفهم، فيقولون لهنَّ أنه يجب عليهنَّ ألاَّ يرين رجالًا غرباء، وينبغي عليهن أن يعدن للمنزل مبكراً، وأن يحذرن أن يضعن أنفسهن في موقف يعرِّضهنَّ للاغتصاب، وبذلك فإن حياة المرأة التي تعاني باستمرار من المخاوف تتجه إلى المضي في دوائر أصغر فأصغر."

منها أيضًا (الضغوط والتنشئة الاجتماعية)، حيث يجبر المجتمع الفتاة على الالتزام بمعايير محدَّدة لأغلب الأشياء -كالمظهر والسلوك ونمط الحياة- فتفقد تدريجيًا القدرة على الاستقلالية. و(الخطاب الإعلامي)، مثالًا على ذلك الأدوار النمطية التي تظهر فيها النساء في كثيرٍ من المسلسلات (كامرأة تعجز عن تدبُّر أمور الأسرة أو أمور حياتها دون زوج)، فتضع المرأة خارج دائرة التأثير وتؤدي بالمشاهدين إلى الاعتياد على ذلك واعتباره أمرًا عاديًا.[4][5]

نتيجةً لكلَّ ذلك تصاب بعقدة سندريلاـ فتكبر معتقدةً أنها غير قادرة على تحمل مسؤولية نفسها أو أي شيءٍ آخر بالكامل، وتظلُّ تنتظر ذلك الذي سيتحمل المسؤولية بدلًا عنها وتعيش خائفًة وغير راضية عن حياتها حتى يأتي، وإن كان لديها مشاكل فإنها ستحلم وتبقى تنتظر شخصًا قويًا يظهر في حياتها فيحل لها المشاكل ويجعل حياتها أفضل بدلًا من فعل ذلك بنفسها.

آثارها عدل

من آثار هذه العقدة -تحديدًا التي تحدَّثت عنها الكاتبة كوليت في كتاب عقدة سندريلا- ما يلي:

  1. فقدان القدرة على الإبداع: حيث تشعر المصابات براحة حين يكنَّ مرؤوسات، أو حين يعرفن ما يجب القيام به بالضبط، ويظهرن توترًا وخوفًا من التصرف بشكل غير صحيح حين يكون المجال مفتوحًا أو حين يكنَّ الرئيسات.[6]
  2. الافتقار إلى الثقة بالنفس وعدم الاعتراف بالقدرات: مثلًا حين تحلُّ المصابة مسألة رياضية معقدة فإنها غالبًا ستنسب ذلك إلى الحظ أو حتى الصدفة، أو تقول أن المسألة احتاجت جهدًا كبيرًا حتى وإن كانت قد حلَّتها بسهولة تقليلًا من قدرتها.[6]
  3. عدم الثقة في قدرات بنات جنسهن: مثالًا على ذلك دراساتٌ أظهرت أنَّ المصابات يرفضن الاعتراف بالنساء كقائدات، فنجد بعضهنَّ يرينَ أن قيادة الرجل أفضل حتى وإن كانت على مجموعة كلها نساء.[5]
  4. الخوف من النجاح: تُظهِر المصابة خوفًا من أن تكون مرفوضة من الناحية الاجتماعية، أو أن تفقد فرصة أن يتقدم لها من يخطبها أو يتزوجها ويكوّن معها أسرة نتيجةً لنجاحها.[5]
  5. ظلم النفس بالبقاء مع شريك غير مناسب: تُفضِّل بعض المصابات البقاء في علاقة مؤلمة على أن تظل بلا شريك، وما يزيد الأمر سوءًا اعتماد بعضهنَّ ماديًا على شركائهنَّ خوفًا من الاستقلال. تقول د. روث مولتون أنها لاحظت أن المصابات يشعرن بالحزن والوحدة بعد الانفصال عن الشريك غير المناسب مهما كان، حتى وإن كنَّ هنَّ من طلبن ذلك. وتضيف أنَّ كل من قابلتهنَّ من مصاباتٍ يتشاركن في اعتقادٍ واهمٍ واحد، وهو: إذا كان هناك رجل في المنزل حتى ولو كان نائمًا أو سكيرًا أو مريضًا فإن ذلك أفضل من البقاء في المنزل بمفردهن.[5]

نقدها عدل

تسبَّبت هذه العقدة بحدِّ ذاتها في مشكلة لدى العامة، فكثيرًا ما تعمَّم اعتقادًا أنَّها طبعٌ في النساء وليست خللًا نفسيًا؛ وبالتالي ساد اعتقاد أنَّ النساء لا يهمهنَّ إلا مظهرهن، وأنهنَّ يفتقرن إلى احترام الذات والثقة بالنفس، أو كما يسود في بعض المجتمعات؛ اعتقاد أنهنَّ عامةً غير صالحاتٍ للقيادة أو تولِّي السلطة.[7]

  1. ^ أ ب Colette Dowling (1981). The Cinderella Complex: Women's Hidden Fear of Independence. Simon & Schuster. ISBN:0-671-73334-6.
  2. ^ كتاب معجم مصطلحات عصر العولمة للكاتب إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي، ص323
  3. ^ أ ب Weaver, R. (2017). Psychology Behind the Cinderella Complex. Retrieved January 27, 2017, from http://www.empowher.com/mental-health/content/psychology-behind-cinderella-complex?page=0,1
  4. ^ "الخطاب الموجه للمرأة.. الإعلامي والديني نموذجًا" لسالمة الموشي، جريدة الوطن
  5. ^ أ ب ت ث مجموعة مقالات "عقدة سندريلا" لـ أ.د. علاء الدين كفافي
  6. ^ أ ب "THE CINDERELLA SYNDROME". The New York Times. 22 مارس 1981. ISSN:0362-4331. اطلع عليه بتاريخ 2017-02-17.
  7. ^ المقالة "حقيقة تقدير الذات عند النساء" للبروفيسورة سوسن نولين (باللغة الإنجليزية).