يشير المبنى الصحي إلى المُنشأ الذي يدعم الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية ورفاهية الأشخاص في المباني والبيئة المبنية.[1]

تعد المباني من العوامل الرئيسة المحفزة للصحة والرفاهية لأن معظم الناس يقضون معظم وقتهم في المبنى.[2] وفقًا لمسح نمط النشاط البشري الوطني، يقضي الأمريكيون «ما معدله 87٪ من وقتهم في المباني المغلقة وحوالي 6٪ من وقتهم في المركبات المغلقة.» [3]

يمكن عد المبنى الصحي بأنه الجيل التالي من المباني الخضراء التي لا تشمل فقط مفاهيم الأبنية الصديقة للبيئة والكفاءة في استخدام الموارد، ولكنها تدمج أيضًا رفاهية الإنسان وأدائه.[4] يمكن أن تشمل هذه الفوائد «الحد من التغيب عن العمل، وخفض تكاليف الرعاية الصحية، وتحسين الأداء الأفراد والمنظمات»، في عام 2017، قدم كل من جوزيف ج.ألين وآري بيرنشتاين من جامعة هارفارد T.H ومدرسة تشان للصحة العامة الأسس التسعة لمبنى صحي بأن: التهوية وجودة الهواء والصحة الحرارية والرطوبة والغبار والآفات والسلامة والأمن وجودة المياه والضوضاء والإضاءة والمناظر.[5]

التصميم المتكامل عدل

يتضمن المبنى الصحي العديد من المفاهيم ومجالات الاهتمام والتخصصات المختلفة.[6] تصف (9 Foundations)  بأن نهج المبنى الصحي مبني على بناء العلوم وعلوم الصحة.[7] يمكن أن يتكون فريق التصميم المتكامل من المتخصصين مثل مديري المرافق والمهندسين المعماريين ومهندسي البناء وخبراء الصحة والعافية وشركاء الصحة العامة. يمكن أن يؤدي إجراء (Charrettes) مع فريق تصميم متكامل إلى تعزيز التعاون ومساعدة الفريق على تطوير الأهداف والخطط والحلول.[8]

المباني والمكونات الصحية عدل

هناك العديد من المكونات المختلفة التي يمكن أن تدعم الصحة والرفاهية في المباني.

جودة الهواء في الداخل عدل

يعتبر Spengler جودة الهواء الداخلي محدد مهم للتصميم الصحي.[9] يمكن أن تساهم المباني ذات نوعية الهواء الداخلي الرديئة في الإصابة بأمراض الرئة المزمنة مثل الربو والتَليف الرئوي وسرطان الرئة.[10] يمكن التخلص من الانبعاثات الكيميائية عن طريق مواد البناء والمفروشات والإمدادات. يمكن أيضًا أن تكون معطرات الهواء ومنتجات التنظيف والدهانات والطباعة والأرضيات ومنتجات الشمع والتلميع مصدرًا للمركبات العضوية المتطايرة (VOCs) والمركبات شبه المتطايرة (SVOCs). يفترض كتيب (LEED v4) أن جودة الهواء الداخلي هي «أحد أكثر العوامل المحورية في الحفاظ على سلامة موظفي المبنى وإنتاجيتهم ورفاهيتهم».[11]

التنفس عدل

تؤثر معدلات التهوية العالية على الملوثات الداخلية والروائح ونضارة الهواء عن طريق تخفيف الملوثات في الهواء.[12] معيار (ASHRAE 55-2017)  له معايير دنيا تبلغ 8.3 لتر / ثانية / شخص. في إحدى الدراسات، أدى رفع المعدل إلى 15 لترًا / ثانية / فرد إلى زيادة الأداء بنسبة 1.1٪ وتقليل أعراض المبنى المرضي بنسبة 18.8٪.[13] يوصي دليل تصميم المبنى بالكامل بفصل التهوية عن التكييف الحراري لزيادة الراحة.[14]

لا يُنصح بالتهوية الطبيعية في المباني التي لديها متطلبات ترشيح صارمة، ومخاوف تتعلق بتخفيف الملوثات، وعلاقات ضغط خاصة، ومخاوف تتعلق بخصوصية الكلام، ومتطلبات الحمل الحراري الداخلي. يوصي فصل (San Joaquin ASHRAE) بتقييم جودة الهواء الخارجي وتكوين الواجهة والمبنى قبل إثبات التوافق والتحكم في التهوية الطبيعية. يتطلب القسم 6.4 من معيار (ASHRAE) المعياري 55-2017 بأنه يحصل «التحكم يدويًا أو التحكم في التهوية الطبيعية من خلال استخدام مشغلات كهربائية أو ميكانيكية تحت تحكم الشاغل المباشر»[15] وعامل الأمان النهائي للمهندس.[16] يوصي شبنجلر وتشين باستخدام التهوية الطبيعية حيثما أمكن ذلك.[9]

الغبار والآفات عدل

يمكن أن يكون الغبار والأوساخ مصدرًا للتعرض للمركبات العضوية المتطايرة والرصاص وكذلك المبيدات الحشرية والمواد المسببة للحساسية. يمكن لمكانس الترشيح عالية الكفاءة إزالة الجزيئات مثل الوبر والمواد المثيرة للحساسية التي تؤدي إلى مشاكل في التنفس.[17] تشير دراسة أجريت على الأطفال المصابين بالربو في المجتمعات الحضرية الداخلية إلى أنهم أصبحوا حساسين لوجود الصراصير أو الفئران بسبب وجودهم في منازلهم.[18]

الراحة الحرارية عدل

تتأثر الراحة الحرارية بعوامل مثل درجة حرارة الهواء، ومتوسط درجة الحرارة المشعة، والرطوبة النسبية، وسرعة الهواء، ومعدل الأيض، والملابس.[19] يمكن أن تؤثر الظروف الحرارية على التعلم والأداء المعرفي وإنجاز المهام ونقل الأمراض واضطرابات النوم. تعرف ASHRAE البيئة الحرارية المقبولة على أنها بيئة يجدها 80٪ من شاغليها مقبولة، وينتج عن التحكم الحراري إرضاء الموظفين.[20] يمكن للمساحات الداخلية غير المكيفة أن تخلق موجات حرارية داخلية إذا كان الهواء الخارجي بارد ولكن الكتلة الحرارية للمبنى تحبس الهواء الأكثر سخونة بالداخل. (Cedeño-Laurent et al) يعتقد أن هذه الأمور قد تزداد سوءًا لأن تغير المناخ يزيد من «تواتر موجات الحرارة ومدتها وشدتها» وسيكون من الصعب التكيف معها في المناطق المصممة للمناخات الباردة.[21]

المراجع عدل

  1. ^ "Buildings and Health". GSA Sustainable Facilities Tool (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2022-01-20. Retrieved 2020-12-17.
  2. ^ Berkowitz, Bonnie; Stanton, Laura (6 Aug 2014). "Are you in an unhealthy office relationship?". Washington Post (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-07-29. Retrieved 2018-08-07.
  3. ^ Klepeis, Neil E.; Nelson, William C.; Ott, Wayne R.; Robinson, John P.; Tsang, Andy M.; Switzer, Paul; Behar, Joseph V.; Hern, Stephen C.; Engelmann, William H. (26 Jul 2001). "The National Human Activity Pattern Survey (NHAPS): a resource for assessing exposure to environmental pollutants". Journal of Exposure Science & Environmental Epidemiology (بالإنجليزية). 11 (3): 231–252. DOI:10.1038/sj.jea.7500165. ISSN:1559-064X. PMID:11477521.
  4. ^ Ramanujam, Mahesh (28 Mar 2014). "Healthy buildings and healthy people: The next generation of green building". US Green Building Council (بالإنجليزية). Archived from the original on 2019-02-03. Retrieved 2020-12-17.
  5. ^ Allen, Joseph G; Bernstein, Ari (2020). "The 9 Foundations of a Healthy Building" (PDF). 9Foundations (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original (PDF) on 2021-07-13. Retrieved 2020-12-17.
  6. ^ "Integrative Design Process - GSA Sustainable Facilities Tool". sftool.gov. مؤرشف من الأصل في 2021-11-08. اطلع عليه بتاريخ 2018-08-08.
  7. ^ "Welcome to the Healthy Buildings Movement". 9Foundations (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2021-11-30.
  8. ^ Todd، Joel Ann (19 نوفمبر 2016). "Planning and Conducting Integrated Design (ID) Charrettes". www.wbdg.org. مؤرشف من الأصل في 2022-01-19.
  9. ^ أ ب Spengler، John D.؛ Chen، Qingyan (1 نوفمبر 2000). "Indoor air quality factors in designing a healthy building". Annual Review of Energy and the Environment. ج. 25 ع. 1: 567–600. DOI:10.1146/annurev.energy.25.1.567. ISSN:1056-3466.
  10. ^ Jones, A. P. (1 Dec 1999). "Indoor air quality and health". Atmospheric Environment (بالإنجليزية). 33 (28): 4535–4564. Bibcode:1999AtmEn..33.4535J. DOI:10.1016/S1352-2310(99)00272-1. ISSN:1352-2310. Archived from the original on 2012-11-29.
  11. ^ Kubba, Sam (1 Jan 2016), Kubba, Sam (ed.), "Chapter 7 - Indoor Environmental Quality (IEQ)", LEED v4 Practices, Certification, and Accreditation Handbook (Second Edition) (بالإنجليزية), Butterworth-Heinemann, pp. 303–378, DOI:10.1016/b978-0-12-803830-7.00007-4, ISBN:978-0-12-803830-7, PMC:7150165
  12. ^ Allen, Joseph G. (4 Mar 2020). "Your Building Can Make You Sick or Keep You Well". The New York Times (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0362-4331. Archived from the original on 2022-01-11. Retrieved 2020-12-18.
  13. ^ Fisk, W. J.; Black, D.; Brunner, G. (2011). "Benefits and costs of improved IEQ in U.S. offices". Indoor Air (بالإنجليزية). 21 (5): 357–367. DOI:10.1111/j.1600-0668.2011.00719.x. ISSN:1600-0668. PMID:21470313. Archived from the original on 2021-03-18.
  14. ^ "Promote Health and Well-Being". WBDG - Whole Building Design Guide. 9 أبريل 2018. مؤرشف من الأصل في 2021-11-13. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-18.
  15. ^ McConahey, E. (2019). The Feasibility of Natural Ventilation [PowerPoint]. Retrieved from https://sjvashrae.starchapter.com/images/downloads/Natural_Ventilation.pdf نسخة محفوظة 2021-10-07 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ Schaffner, C., (2020) Pandemic Resilience in Buildings:  Proposed LEED Pilot Credit [PowerPoint presentation]. USGBC Healthy Economy Forum, Online
  17. ^ Thorn، Ariana (8 ديسمبر 2020). "Healthy Buildings: How to Improve Indoor Air Quality". Illumtek Corporation. مؤرشف من الأصل في 2021-01-16.
  18. ^ Crain Ellen F؛ Walter Michelle؛ O'Connor George T؛ Mitchell Herman؛ Gruchalla Rebecca S؛ Kattan Meyer؛ Malindzak George S؛ Enright Paul؛ Evans Richard؛ Morgan Wayne؛ Stout James W (1 سبتمبر 2002). "Home and allergic characteristics of children with asthma in seven U.S. urban communities and design of an environmental intervention: the Inner-City Asthma Study". Environmental Health Perspectives. ج. 110 ع. 9: 939–945. DOI:10.1289/ehp.02110939. PMC:1240995. PMID:12204830.
  19. ^ Kubba, Sam. (2016). LEED v4 Practices, Certification, and Accreditation Handbook (2nd Edition) - 7.1 General Overview. Elsevier. Retrieved from https://app.knovel.com/hotlink/pdf/id:kt010SFR91/leed-v4-practices-certification/leed-v4-pr-general-overview
  20. ^ Shahzad، Sally؛ Brennan، John؛ Theodossopoulos، Dimitris؛ Hughes، Ben؛ Calautit، John Kaiser (2 يناير 2017). "A study of the impact of individual thermal control on user comfort in the workplace: Norwegian cellular vs. British open plan offices". Architectural Science Review. ج. 60 ع. 1: 49–61. DOI:10.1080/00038628.2016.1235544. ISSN:0003-8628. S2CID:114414700. مؤرشف من الأصل في 2020-08-18.
  21. ^ Cedeño-Laurent، J.G.؛ Williams، A.؛ MacNaughton، P.؛ Cao، X.؛ Eitland، E.؛ Spengler، J.؛ Allen، J. (1 أبريل 2018). "Building Evidence for Health: Green Buildings, Current Science, and Future Challenges". Annual Review of Public Health. ج. 39 ع. 1: 291–308. DOI:10.1146/annurev-publhealth-031816-044420. ISSN:0163-7525. PMID:29328864.