الكيشيون[1][2][3] أو الكاسيون[4][5][6] هم سلالة قديمة حكمت بلاد الرافدين من بابل بعد انهيار دولة بابل الأولى سنوات 1531 ق.م إلى 1155 ق.م. أول مرة ورد فيها اسم الكاشيين كان في السنة التاسعة من حكم الملك البابلي شمشو إيلونا (1749 – 1712 ق م). ولم يتمكن الملوك الأوائل من الكاشيين من فتح بلاد بابل إلى ان تيسر لملكهم (آكوم الثاني) في نحو عام (1580 ق م) -أو حسب تقدير آخر في نحو عام (1532 ق م) - من النزول من خلوان في إيران الحالية على طريق خانقين ثم إلى أواسط وجنوبي بلاد الرافدين. واحتل آكوم الثاني مدينة بابل بعد تراجع الحثيين عنها وأسس فيها سلالة كاشيه ورثت جميع ممتلكات الدولة البابلية القديمة، ولقب نفسه ملك أكاد وبابل إضافة إلى ألقاب أخرى كثيرة. وقد ذكر ثبوت 36 ملك من هذه السلالة، حكموا زهاء 576 سنة؛ يقدّرها المؤرخون المعاصرون من نحو عام 1680 حتى 1157 قبل الميلاد، إلا أن حكمهم في جنوبي العراق دام حوالي 400 سنة (1580 – 1157 ق م) أو (بين 1532 – 1160 ق م).

السلالة الكيشية في الإمبراطورية البابلية
السلالة الكيشية في الإمبراطورية البابلية
كيشيون
→
بحدود 1600 قبل الميلاد — بحدود 1155 قبل الميلاد ←
 
←
الإمبراطورية البابلية تحت حكم الكيشيين، بحدود القرن 13 قبل الميلاد.
عاصمة دور كوريغالزو
نظام الحكم ملكية
الملك
أغوم الثاني (الأول) بحدود. 1500 قبل الميلاد
إنليل نادين أخي (الأخير) 1157—1155 BC
التاريخ
الفترة التاريخية العصر البرونزي
التأسيس 1531 ق م
الاستيلاء على بابل بحدود 1531 قبل الميلاد
هجوم آشور وعيلام بحدود 1158 قبل الميلاد
الزوال 1155 ق م
اليوم جزء من  إيران
 العراق

تاريخ الكيشيين

عدل

حكمت سلالة الكيشيين بابل في العصر البرونزي، وكان مركز السلالة في دور كوريغالزو.

لم يقم الملوك الأوائل من الكشيين بأعمال تستحق الذكر إلا أن بعضهم شيد المعابد في بابل والمدن الجنوبية وذكر اسمه مطبوعا على آجرها واستولى (أو لمبرياش) في نحو عام عام (1500 ق م) على بلاد البحر عندما كان ملكها (ايا كاميل) يحارب في بلاد عيلام. وقمع بعضهم الفتن لاسيما في بلاد القطر البحري

لقب نفسه ملك مدينة بابل وملك سومر واكاد وملك الكشيين وملك بلاد بابل. وكانت تسمى آنذاك «كرديناش». عاصر (آشور بيل نيشيشو) وفي عهده وصل تحتمس الثالث ملك مصر إلى الفرات في نحو عام (1457 ق م). وله معبد ضخم في مدينة الوركاء شيده للالهة (انين) وجداره مبني بالآجر ومزدان بصور ناتئة لآلهة، ويقدر زمنه في نحو (1430 ق م)

كوريغالزو الأول

عدل

عاصر أمنحتب الثاني الذي حكم في مصر عام (1438 – 1412 ق م). شيد كوريغالزو الأول عاصمة جديدة له سماها باسمه وتعرف أطلالها اليوم باسم عقرقوف وهي تقع حاليا نحو 25 كيلومترا إلى الشمال الغربي من بغداد. نقبت في هذه المدينة مديرية الآثار العراقية، وكشفت فيها عن معابد المدينة التي تحيط بالزقورة الشاهقة القائمة حتى يومنا هذا لعبادة «إنليل»، وأظهرت الحفريات قصور الملوك التي عثر فيها وفي محلات أخرى من المدينة على آثار كاشية كثيرة يشاهد الزائر بعضها في القاعة الخامسة من المتحف العراقي.

كدش مان انليل

عدل

الذي عاصر امنوفيس الثالث فرعون مصر في نحو عام (1412 – 1364 ق م).

برنابرش الثاني (1375 – 1347 ق م)

عدل

الذي عاصر أخناتون فرعون مصر في نحو عام (1364 – 1347 ق م).

كدشمان خربا الثاني

عدل

الذي عاصر آشور اوبلط الأول في نحو عام (1365 – 1330 ق م).

نهاية الدولة

عدل

وكانت في هذه الفترة مراسلات دبلوماسية بعث بها ملوك كاشيين للفراعنة المصريين، حول قضايا سياسية وتجارية، تبودلت فيها الهدايا والنساء. وقد وجدت هذه الرسائل بهيئة ألواح من الطين مكتوبة بالخط المسماري وباللغة البابلية، ضمن مجموعة رسائل تل العمارنة (بين نحو 1430 و1330 قبل الميلاد) في مصر، ويقدر زمنها من القرن الرابع عشر قبل الميلاد. كما أن أخبارا أخرى وجدت مدونة على ألواح من الطين حول العلاقات الدولية بين الكشيين والآشوريين، وكانت حينذاك منازعات ومصادمات مستمرة بين الميتانيين والآشوريين والكشيين حول رقعة الأرض في القسم الأوسط من العراق الحالي من الجبال الشرقية حتى الفرات الأعلى. استمرت هذه المنازعات زمنا طويلا إلى أن تفوقت المملكة الآشورية وتمكنت من ايقاف زحف الاراميين من الغرب وقضت على الميتانيين في الجنوب وحاربت الكاشيين في بلاد بابل. وكان الكاشيون حينذاك ضعفاء يحكمون بابل والاطراف المجاورة لها فقط.

وفي زمن إنليل نادين أخي آخر الملوك الكاشيين في عام (1157 ق م) ضعفت المملكة الكاشية كثيرا، فهجم القائد العيلامي «شوترك ناخنتي» على بلاد بابل وفتح المدن وخربها وقضى على آخر ملوك الكشيين. ونقل العيلاميون من بابل والمدن الأخرى غنائم لا تحصى وأسلابا كثيرة من تماثيل الالهة والمسلات وكنوز المعابد؛ وكثيرا من هذه الغنائم عثرت عليها بعثة التنقيب الفرنسية التي كانت تشتغل في سوسا عاصمة العيلاميين في إيران عام 1902. ومن جملة ما عثر عليه مسلة حمورابي الشهيرة ومسلة نرامسن، ومئات من حجارات الحدود المنقوشة برموز الالهة.

أصل الكيشيين

عدل

أصول الكيشيين من جبال زاغروس في إيران حاليا، ولا تربطهم أية صلة مع الأقوام الإيرانية الذين سكنوا المنطقة لاحقا؛ مثل الفرس، والذين بقوا في جبال زاغروس استطاعوا الحفاظ على خصوصيتهم واستقلالهم، ولم يخضعوا لا لسلطة الفرس ولا لسلطة ألكسندر المقدوني اليوناني؛ حسب المصادر اليونانية من المؤرخين القدماء.

اللغة

عدل

اللغة الكيشية لغة معزولة، بمعنى أنها لا تمتلك أية قرابة أو نسب إلى غيرها من اللغات[7]، وهذا يعني أنها ليست من اللغات الآرية أو السامية، وهي تمثل لغة مستقلة كما هو الحال في اللغتين السومرية والعيلامية[8]؛ تقليدا للثقافة البابلية عموما.

المراجع

عدل
  1. ^ عزاوي، مصعب قاسم. مهد الحضارات: التاريخ القديم لمنطقة الهلال الخصيب. Academy House. مؤرشف من الأصل في 2023-08-06.
  2. ^ القمني، سيد (7 ديسمبر 2022). النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الثاني): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية. Hindawi Foundation. ISBN:978-1-5273-2953-9. مؤرشف من الأصل في 2023-08-06.
  3. ^ طبيخ، جميل أبو (2008). مذكرات بغداد - مراجعة في تاريخ الصراع الطائفي والعنصري 672م-2007م. AIRP. ISBN:978-9953-36-234-2. مؤرشف من الأصل في 2023-08-06.
  4. ^ Faghālī، Būlus؛ بلوس، فغالي، (2003). المحيط الجامع في كتاب المقدس والشرق القديم /. جمعية الكتاب المقدس :. مؤرشف من الأصل في 2023-08-06.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  5. ^ يلايورت، ل د (5 ديسمبر 2021). بلاد ما بين النهرين الحضارتان البابلية والأشورية. وكالة الصحافة العربية. مؤرشف من الأصل في 2023-08-06.
  6. ^ صالح، د عبد العزيز؛ المصرية، The Anglo Egyptian Bookshop مكتبة الأنجلو (21 نوفمبر 2014). الشرق الادنى القديم العراق. The Anglo Egyptian Bookshop. مؤرشف من الأصل في 2023-08-06.
  7. ^ "Iranica.com - KASSITES". مؤرشف من الأصل في 2008-04-17.
  8. ^ Schneider, Thomas (2003). "Kassitisch und Hurro-Urartäisch. Ein Diskussionsbeitrag zu möglichen lexikalischen Isoglossen". Altorientalische Forschungen (in German) (30): 372–381.

وصلات خارجية

عدل