كلب الاسترداد

إن كلب الاسترداد هو نوع من كلاب الصيد التي تعيد الطريدة إلى الصياد.[1][2][3] وعمومًا تنقسم كلاب الصيد إلى ثلاثة تصنيفات رئيسية وهي: كلب الصيد المُستَرِدّ والسبنيلي الجفال والسلالة المسددة. ويُربَّى المُستَرِدّ أساسًا لاسترداد الطيور أو الفرائس ويعيدها إلى الصياد دون إلحاق أي ضرر بها. وعلى الرغم من أن السبنيليات وبعض السلالة المُسدِّدة تستعيد الطريدة بشكل تقليدي، وبعض المسترِدَّات تكون ماهرة في العثور على الطريدة، إلا أن المسترِدَّات متميزة بأن وظيفتها الأساسية هي الاسترداد دون خطأ. وكنتيجة لذلك تتم تربية سلالات المسترِدَّات بحيث تتميز بأفواه لينة واستعداد شديد لإسعاد البشر والتعلم منهم وطاعتهم. ويشير الفم اللين إلى استعداد الكلب لحمل الطريدة في فمه دون أن يعضّها. «الفم الخشن» هو عيب خطير في كلب الصيد ومن الصعب للغاية تصحيحه. يعيد الكلب ذو الفم الخشن الطريدة بشكل غير لائق أو غير صالح للأكل في أسوأ الحالات.

كلب بودل نموذجي أسود اللون يصطاد بطة برية. أصبح من النادر أن يستخدم البودل ككلب صيد وأصبح يستخدم الآن كمرافق

وقد أدى استعداد المسترِدَّات لإرضاء البشر وقابليتها للتدريب إلى أن أصبحت المسترِدَّات مثل المسترد لابرادور والمسترد الذهبي مشهورة بصفتها كلاب مساعدة.

المهارات

عدل

كي تقوم المسترِدَّات بمهام كلب الصيد ينبغي تدريبها للقيام بالمهام التالية:

  • البقاء تحت السيطرة. تستخدم المسترِدَّات بشكل نموذجي عند صيد طيور الماء. وحيث إن صيد طيور الماء يتطلب استخدام مراكب صغيرة في الشتاء، فإن المُسترِدَّات يتم تدريبها لكي تبقى هادئة وساكنة تحت السيطرة حتى يتم إرسالها لاستعادة الطريدة. غالبًا ما يشار لهذا باسم «الثبات». يساعد «الثبات» على تجنب الانقلاب المفاجئ أو تشويش تصويب الصياد أو انطلاق النار بصورة غير مقصودة مما قد يسبب ضررًا بالغًا أو يؤدي لوفاة آخرين في حفلة الصيد أو وفاة الكلب نفسه. كما أن الكلب الثابت لديه قدرة أكبر على «تحديد» مكان الطريدة التي تم إسقاطها.
  • تحديد مكان الطريدة التي تم اسقاطها إن «التحديد» هو عملية مراقبة سقوط طائر أو عدة طيور. حينما يصدر الأمر «حدد» إلى الكلب ينبغي عليه أن ينظر إلى الطيور القادمة ويتذكر مكان سقوط كل طائر. تعلمت الكلاب المدربة جيدًا أن تتبع اتجاه ماسورة البندقية لتحدد مكان سقوط الطائر. بمجرد سقوط الطريدة، سيامر المدرب كلبه بالذهاب واستعادتها. ومن المهم للغاية أن يكون لدى الكلب القدرة على تذكر «تحديدات» متعددة، ويستعمل المدربون تقنيات لتحسين قدرة الكلب على التحديد والتذكر.
  • أداء عملية استرداد أعمى. حينما يتم اصطياد طائر مائي فإن الوظيفة الرئيسية للكلب المسترد هي استعادة الطيور التي سقطت. وهناك أوقات لن يرى الكلب فيها الطائر وهو يسقط. وفي هذه الحالة سيتلقى الكلب المُستَعيد أمرًا يدويًا أو صوتيًا أو بصافرة من المدرب ليوجه الكلب إلى الطريدة التي سقطت ليستعيدها. وهذا يسمى «الاسترداد الأعمى». تكون الدقة بين المدرب والكلب مفيدة جدًا ومرغوبة لتقليص وقت الاسترداد وتقليل الاضطراب الناجم عن الجو المحيط. تتم معظم حالات الاسترداد الأعمى في نطاق من 30 إلى 80 ياردة من البندقية، ومع ذلك فإن أي فريق مكون من كلب استرداد/مدرب جيد يمكنه إجراء عمليات استرداد أعمى دقيقة فيما يصل إلى أكثر من 100 ياردة وأكثر من ذلك.
  • الاسترداد لليد. بالرغم من أن بعض الصيادين يفضلون أن يتم إنزال الطريدة عند أقدامهم إلا أن معظمهم يطلب أن يقوم الكلب بتسليمه الطريدة في يده، مما يعني أن الكلب بمجرد إكمال عملية الاسترداد سوف يحمل الطائر برفق ولكن بإحكام حتى يؤمر بإفلاته في يد الصياد. يقلل «التسليم في اليد» من خطورة هروب الطائر الأعرج، حيث يظل الطائر في فم الكلب حتى يتناوله الصياد.
  • التسمية. عند الصيد باستخدام أكثر من كلب، ينبغي على الكلب المسترد أن يبقى هادئًا بينما تعمل الكلاب الأخرى وأن ينتظر دوره. وهذا مهم لأن وجود أكثر من كلب لاستعادة طريدة واحدة في نفس الوقت قد يسبب ارتباكًا. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل العديد من الصيادين يستعملون اسم الكلب كأمر للاسترداد.
  • النفض عند الأمر. بعد أي عملية استرداد لن يقوم الكلب جيد التدريب بنفض الماء الزائد عن فروه حتى تكتمل عملية التسليم. إذا قام الكلب بنفض الماء عن نفسه في قارب صغير فقد يتسبب في أسوأ الأحوال في انقلاب المركب في ظروف الشتاء البارد وفي أحسن الأحوال سيلقي الكثير من الماء على الصيادين والأدوات. كما أن نفض الكلب جسمه بينما لا يزال الطائر في فمه قد يسبب ضررًا للطائر بشكل لا يجعله صالحًا للأكل. ولتجنب هذه الحوادث المؤسفة يستخدم المدربون أمرًا مميزًا يسمح للكلب أن ينتفض.
  • المكان. غالبًا ما تُستخدم المستردات في دور ثانوي مثل الكلب الجفّال. لابد أن تعمل الكلاب في نمط أمام الصياد بحثًا عن الطيور الأرضية الطريدة. يجب أن يتعلم المسترد أن يبقى في مدى البندقية بحيث يتجنب التسبب في طيران طائر خارج مدى إطلاق النار.
  • البقاء في حالة استعداد عند الطيران وإطلاق النار. عند اصطياد طيور أرضية، ينبغي أن يظل الكلب الجفال مستعدًا للطيران وإطلاق النار بمعنى أن يجلس عند ظهور طائر أو إطلاق النار من بندقية. يفعل الكلب ذلك ليحدد مكان السقوط وليتجنب تجفيل طيور أخرى بمطاردة غير ضرورية لطائر مفقود.

بالرغم من أن معظم المستردات لديها القدرة الأولية على أن تكون كلاب صيد، فإن قدرًا كبيرًا من الفكر والمجهود يبذل لتربيتها على صفات مرغوبة ومحددة في الكلاب من السلالات التي تربى بالحقل مما يعزز عملية التدريب بصورة كبيرة. حينما يتم تربية مستردات للعمل في الحقل، ينبغي أن يُدرس الآتي جيدًا:

  • المطاوعة. نظرًا لأن إنتاج كلاب مستردة مدربة جيدًا وقادرة على أداء المهام المذكورة أعلاه يتطلب قدرًا كبيرًا من الوقت والمجهود، فإن المسترد الذكي والمطيع والقابل للتعليم (الطيّع) هو الأمر الأكثر أهمية.
  • الرغبة والدافع. تغطي هذه الصفات نطاقًا واسعًا من السلوكيات التي تظهر على «المسترد الجيد». من الواضح جدًا أنه سيظهر رغبة في الاسترداد بصورة جنونية وسيتحمل عقبات كبيرة للاسترداد. كما أنها تبدي اهتمامًا استثنائيًا بالطيور وريش الطيور ورائحة الطيور والذي يعرف باسم «الطائرية» (الحساسية للطيور).
  • التحديد والتذكر. إن الإبصار وقوة الملاحظة هي ذات أهمية قصوى لقدرة الكلب على تحديد الطريدة. كما أن تذكر كل مكان سقوط يعد أمرًا بالغ الأهمية. وبينما توجد تقنيات يستعملها مدربو الكلاب المستردة لمساعدة الكلب على تحديد وتذكر الطريدة التي سقطت، فإن الكلب المسترد الجيد يولد بهذه «الأدوات الخام».
  • الأنف. تقاد الكلاب بصفة أساسية عبر أنوفها. سيستخدم الكلب المسترد الجيد أنفه للعثور على الطريدة التي سقطت في الغطاء الكثيف وسيستخدمها بينما يقسم الحقل لتحديد وتجفيل الطيور الأرضية.
  • الفم اللين. إن الكلب ذا الفم اللين ضروري للتأكد من أن الطريدة المستعادة مناسبة للمائدة. سيقوم الكلب ذو الفم اللين بالتقاط الطريدة برقة وبإحكام أثناء استعادتها. توصف الكلاب التي تسقط الطيور بلا داعي أو تعضها أو تمضغها أو حتى تأكلها قبل تسليمها بأن لديها «فم قاس» أو توصف بأن لديها «مشاكل في الفم». وبينما يمكن تجاوز معظم «مشاكل الفم» بواسطة التدريب، فإن الكلب ذا الفم اللين على كل حال هو المفضل لعملية التدريب.
  • شدة الاحتمال. إن صيد طيور الماء هو رياضة شتوية باردة والتي تتم في أمكان مختلفة ووسط أشجار مغمورة بالماء بكثافة في جنوب الولايات المتحدة حتى البرك المتجمدة والمغطاة بالجليد في الغرب الأوسط إلى البحار المتجمدة على طول الجزء العلوي من ساحل نيو إنجلاند. سيقوم الكلب المسترد الجيد بالدخول مرة أخرى بإرادته في الماء وسيقوم بأكثر من استعادة تحت هذه الظروف وظروف أخرى قاسية.

مدة الحياة

عدل

متوسط حياة الكلب المسترد حوالي 10 - 12 سنة. وقد يعيش بعضها أيضًا لما يصل إلى 15 سنة.

تشمل الكلاب المستردة

عدل

كلاب أخرى لها مهارة الاسترداد:

غالبًا ما يعمل سبنيلي بويكن ككلب مسترد لا يعرف الخطأ، رغم أن أصوله تقول إنه كلب لتجفيل البط والديك الرومي. وقد يصنفه كثيرون على أنه سَّبَنْيَلِيّ جفال أكثر من كونه كلبًا مستردًا. وبنفس الطريقة، فإن سبنيلي الماء الأمريكي يمكن أن يُدرَج في أي من التصنيفين. من الصعب تصنيف الكلاب مثل البودل والذي نادرًا ما يستخدم في الصيد هذه الأيام ولكن وظيفته التقليدية هي أنه كلب مسترد.

المراجع

عدل
  1. ^ Nona Kilgore (16 Mar 2011). Golden Retrievers For Dummies (بالإنجليزية). John Wiley & Sons. ISBN:978-1-118-05363-8. Archived from the original on 2020-06-10.
  2. ^ Charlotte (1996). The Golden Retriever (بالإنجليزية). Capstone. ISBN:978-1-56065-397-4. Archived from the original on 2020-06-10.
  3. ^ "معلومات عن كلب الاسترداد على موقع britannica.com". britannica.com. مؤرشف من الأصل في 2016-08-03.