غير علمي

مجال دراسة ليس علميًا كالأدب

غير العلمي هو مجال دراسة ليس علميًا وهو موضوع للبحث العلمي، خاصةً لما هو ليس علومًا طبيعية أو علومًا اجتماعية. في هذا النموذج، التاريخ والفن والدين كلها أمثلة على ما هو غير علمي.[1][2]

تصنيف المعرفة عدل

منذ القرن السابع عشر، استخدم بعض الكتاب كلمة علم لاستبعاد بعض مجالات الدراسة، مثل الفنون والفنون المتحررة.[3] استخدمت كلمة غير علمي لوصف التخصصات الأكاديمية غير العلمية لأول مرة في منتصف القرن التاسع عشر.[4]

في بعض الحالات، قد يكون من الصعب تحديد الحدود الدقيقة بين العلمي وغير العلمي. تتمثل مشكلة التمييز في دراسة صعوبات تحديد ما إذا كان ينبغي اعتبار بعض ميادين الدراسة، القريبة من حدود العلمية وغير العلمية، ضمن هذا المجال أو ذاك. حتى الوقت الحالي لم يوضع اختبار واحد يمكنه أن يفصل بوضوح العلمي عن غير العلمي، ولكن بعض العوامل، التي تؤخذ ككل وتُقيم بمرور الوقت، تستخدم بشكل شائع. يرى توماس كون أن هذه العوامل تشمل رغبة العلماء في التحقيق في مسألة ما كما لو كانت لغزًا. تركز رؤية كون للعلم أيضًا على عملية البحث العلمي، بدلُا من النتيجة.[5]

حدود العمل الفاصلة هو عملية الدعوة إلى النتيجة المرجوة في عملية تصنيف مجالات الدراسة القريبة من الحدود. تشير المكافآت المرتبطة بالفوز بتصنيف معين إلى أن الحد الفاصل بين العلمي وغير العلمي هو البنية الاجتماعية والدافع الأيديولوجي بدلُا من أن يمثل فرقًا طبيعيًا صارخًا بين العلمي وغير العلمي.[6] يُطلق على الاعتقاد القائل إن المعرفة العلمية (مثل: علم الأحياء) أكثر قيمة من أشكال المعرفة الأخرى (مثل: الأخلاق) اسم العلموية.[7]

مجالات غير علمية عدل

يشمل غير العلمي جميع مجالات الدراسة التي ليست مجالًا للعلم. يشمل غير العلمي كل العلوم الإنسانية، بما في ذلك:

  • التاريخ، بما في ذلك تاريخ العلم.
  • فنون اللغة، مثل اللسانيات، ولغات محددة، والأدب.
  • الفلسفة والأخلاق والدين.
  • الفن، بما في ذلك الموسيقى وفنون الأداء والفنون الجميلة والحرف اليدوية.

اقترح الفيلسوف مارتن ماهنر تسمية هذه الحقول الأكاديمية بعلوم ما وراء الطبيعة، لتمييزها عن الأشكال السيئة السمعة من غير العلوم، مثل العلوم الزائفة.

تقدم المجالات غير العلمية معلومات حول معنى الحياة الفلسفي، والقيم الإنسانية، والحالة الإنسانية، وطرق التفاعل مع الآخرين، بما في ذلك دراسات الثقافات والأخلاق والأخلاقيات.[8][9]

مجالات الخلاف عدل

يختلف الفلاسفة حول ما إذا كانت مجالات الدراسة التي تتضمن مفاهيم مجردة، مثل الرياضيات البحتة، علمية أم غير علمية.[10][11]

قد يغطي تداخل التخصصات الأعمال المولدة للمعرفة التي تشمل الدراسات العلمية وغير العلمية. علم الآثار هو مثال للحقل الذي يقترض من كلٍ من العلوم الطبيعية والتاريخ.

قد تتغير مجالات البحث بمرور الوقت. لقرون عديدة، قُبلت الخيمياء على أنها مجال علمي: فقد أنتجت بعض المعلومات المفيدة، ودعمت التجارب والبحث المفتوح في السعي لفهم العالم المادي. اعتبرت علمًا زائفًا منذ القرن العشرين. تعتبر الكيمياء الحديثة، التي نشأت عن الخيمياء، من أهم العلوم الطبيعية.[12][13]

أنظمة بديلة عدل

يعترض بعض الفلاسفة، مثل بول فايراباند، على الجهد المبذول لتصنيف المعرفة إلى علمية وغير علمية. يعتبر التمييز مصطنعًا، إذ لا يوجد شيء يذكر يربط بين جميع مجموعات المعرفة التي تسمى «العلوم».[14]

بعض أنظمة تنظيم المعرفة تفصل المعرفة المنهجية عن الأساليب غير المنهجية لمعرفة شيء ما أو تعلمه، مثل التجارب الشخصية، والحدس، والمعرفة الفطرية. فيسنشافت (مصطلح ألماني) مفهوم واسع يشمل المعرفة الموثوقة دون التمييز بين مجالات الموضوع. يعتبر مفهوم فيسنشافت مفيدًا في التمييز بين العلمي وغير العلمي أكثر من التمييز بين المعرفة والمعرفة الزائفة، فالأخطاء التي ارتكبت في جميع أشكال المنح الدراسية الزائفة، من التاريخ الزائف إلى العلوم الزائفة، متشابهة. يستخدم هذا المفهوم في قائمة مجالات العلم والتكنولوجيا لعام 2006 التي نشرتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والتي تُعرف «العلم والتكنولوجيا» بأنه يشمل جميع التخصصات الإنسانية، بما في ذلك الدين والفن الجميلة.[15]

المراجع عدل

  1. ^ Hansson، Sven Ove (2017). "Science and Pseudo-Science". في Zalta، Edward N. (المحرر). The Stanford Encyclopedia of Philosophy (ط. Summer 2017). Metaphysics Research Lab, Stanford University. مؤرشف من الأصل في 2022-04-22.
  2. ^ Enger, Eldon; Ross, Frederick; Bailey, David (2014). Concepts in Biology (بالإنجليزية). McGraw-Hill Higher Education. p. 10. ISBN:9780077418281. Archived from the original on 2021-07-05. Both scientists and nonscientists seek to gain information and improve understanding in their fields of study. The differences between science and nonscience are based on the assumptions and methods used to gather and organize information and, most important, the way the assumptions are tested. The difference between a scientist and a nonscientist is that a scientist continually challenges and tests principles and assumptions to determine cause-and-effect relationships. A nonscientist may not be able to do so or may not believe that this is important. For example, a historian may have the opinion that, if President Lincoln had not appointed Ulysses S. Grant to be a general in the Union Army, the Confederate States of America would have won the Civil War. Although there can be considerable argument about the topic, there is no way that it can be tested. Therefore, such speculation about historical events is not scientific. This does not mean that history is not a respectable field of study, only that it is not science. Historians simply use the standards of critical thinking that are appropriate to their field of study and that can provide insights into the role military leadership plays in the outcome of conflicts.
  3. ^ Harper, Douglas. "science". قاموس علم اشتقاق الألفاظ. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-08.
  4. ^ "Nonscience". Merriam-Webster Dictionary. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-08.
  5. ^ Nickles، Thomas (2017). Zalta، Edward N. (المحرر). Historicist Theories of Scientific Rationality (ط. Summer 2017). Metaphysics Research Lab, Stanford University. مؤرشف من الأصل في 2022-03-31. What demarcates science from nonscience and pseudoscience is sustained support (over historical time) of a puzzle-solving tradition, not the application of a nonexistent "scientific method" to determine whether the claims are true or false or probable to some degree. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  6. ^ Gieryn، Thomas F. (1983). "Boundary-work and the demarcation of science from non-science: strains and interests in professional ideologies of scientists". American Sociological Review. ج. 48 ع. 6: 781–795. DOI:10.2307/2095325. JSTOR:2095325.
  7. ^ Stenmark, Mikael (12 Jan 2018). Scientism: Science, Ethics and Religion: Science, Ethics and Religion (بالإنجليزية). Routledge. pp. 19–20. ISBN:9781351815390.
  8. ^ Lazorko، Pamela (2013). "Science and Non-Science". Philosophy Now. مؤرشف من الأصل في 2022-01-30. اطلع عليه بتاريخ 2018-04-17.
  9. ^ Ayala, Francisco (7 May 2007). Darwin's Gift: To Science and Religion (بالإنجليزية). Joseph Henry Press. p. 178. ISBN:9780309661744. Successful as it is, and universally encompassing as its subject is, a scientific view of the world is hopelessly incomplete. Matters of value and meaning are outside science's scope.
  10. ^ Bishop, Alan (1997)."Mathematical Enculturation: A Cultural Perspective on Mathematics Education." Dordrecht: Kluwer Academic Publishers. p. 54. نسخة محفوظة 2022-03-21 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ Bunge، Mario (1998). "The Scientific Approach". Philosophy of Science: Volume 1, From Problem to Theory (ط. revised). New York, NY: Routledge. ج. 1. ص. 3–50. ISBN:0-765-80413-1.
  12. ^ Conniff, Richard (Feb 2014). "Alchemy May Not Have Been the Pseudoscience We All Thought It Was". Smithsonian Magazine (بالإنجليزية). Archived from the original on 2022-04-30. Retrieved 2018-04-16.
  13. ^ Hecht, David K. (5 Jan 2018). "Pseudoscience and the Pursuit of Truth". In Kaufman, Allison B.; Kaufman, James C. (eds.). Pseudoscience: The Conspiracy Against Science (بالإنجليزية). MIT Press. pp. 8–9. ISBN:9780262037426.
  14. ^ Taylor، C.A. (1996). Defining Science: A Rhetoric of Demarcation. Rhetoric of the Human Sciences Series. University of Wisconsin Press. ص. 41. ISBN:9780299150341. LCCN:96000180. مؤرشف من الأصل في 2022-04-24.
  15. ^ Working Party of National Experts on Science and Technology Indicators (2007), Revised Field of Science and Technology (FOS) Classification in the Frascati Manual {DSTI/EAS/STP/NESTI(2006)19/FINAL) (PDF) (بالإنجليزية), Organisation for Economic Co-operation and Development, Archived from the original (PDF) on 2012-11-02, Retrieved 2018-04-28