أنا في الخمسين من عمري ودائماً ما عشت في جو من الحرية؛ دعوني أنهي حياتي حراً؛ عندما أموت قولي لي: لم يكن ينتمي لأي مدرسة، ولا أي كنيسة، ولا أي مؤسسة، ولا أي أكاديمية، ولا لأي نظام عدا نظام التحرر.'[12]
غوستاف كوربيه هو أحد رواد المدرسة الواقعية بالفن، ولد لاب مزارع، ذهب غوستاف لدراسة الحقوق في باريس عام 1840 ولكنه سرعان ما ترك الدراسة ليتجه إلى دراسة الفنون الجميلة التي كان مغرماً بها. بدأ بتعلم الرسم من خلال المراسم الحرة في سويسرا، حيث كان يرسم نماذج للموديلات ورسومات تمثل الطبيعة، كما أنه زار متحف اللوفر ليقلد الأعمال الفنية التي يحتويها المتحف.
عرض أعماله في عدد من صالونات الفن، بعضها لاقت الثناء وغيرها قوبلت بالرفض كلوحته المسماة (هوماك) بسبب الأسلوب الجامد الخالي من العاطفة الذي يطغي على اللوحة، أما لوحته (بعد العشاء في أورنان) فقد وصفها الفنان الكبير ديلاكروا بأنها عمل ثوري.
كان لتعرفه على الأديبين برودون وشانفلوري أثر كبير في تغير مساره الفني وخصوصاً الأخير الذي كان أول من أطلق اسم الواقعية في الفن التشكيلي، ذلك الأسلوب الذي طوره لاحقاً كوربيه وتجلى في جل أعماله حتى أنه كان يوصي مريديه من الفنانين الشباب بنقل ما يرونه بشكل صادق في أعمالهم دون مبالغة.