عريب المأمونية

عُرَيب بنتُ جَعْفَر بنُ يحيى البرمكيّ وتُعرف بإسم عُريب المأمونيَّة (181 - 277 هـ / 797 - 890 م) كانت جارية قينة تُجيد العديد من الفُنون المُتنوعة، اشتُهرت في أوائل العَصر العَبَّاسي[1]، وقد عاشت حياةٍ قاسية في صَغرِها، حيث أنها بعد نكبة البرامكة، بيعت وهي صغيرة، واستطاعت بجمالها وذكائها وأشعارها أن تجد مكانًا لدى الخُلفاء العبَّاسيين، بدءاً بالأمين، والمأمون (وبِهِ تسمَّت) والمعتصم بالله الذي أعتقها، وكان لها شُهرة في عصرِها.[2]

عُرَيب المأمونيَّة
معلومات شخصية
اسم الولادة عُريب بنت جعفر البرمكيّ
الميلاد 797
بغداد، الخلافة العباسية
الوفاة 890 (93 عاماً)
سامراء، الخلافة العباسية
مكان الدفن سامراء
مواطنة الخلافة العباسية
الديانة الإسلام
الحياة العملية
المهنة شاعرة،  ومغنية،  وكاتِبة  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات

سيرة شخصية عدل

لما انتهت دولة البرامكة سُرقت وهي صغيرة وبيعت واشتراها الأمين ثم اشتراها المأمون وكانت شاعرة مجيدة ومغنية محسنة وقدمت دمشق مع المأمون.[3]

يعد كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني المصدر الرئيسي لحياة عريب.[4] يخبرنا هو أنها كانت مثل أقرانها، حيث كانت ضليعة في الشعر والتأليف والأداء الموسيقي إلى جانب مختلف المهارات الأخرى؛ لعبة الطاولة، الشطرنج والخط بينهم. وكانت الأداة الموسيقية التي اختارتها هي العود. وهي أفضلية سوف تمررها لطلابها، ولكن قبل كل شيء كان غناؤها و تأليفها هما اللذان أبرزاها. نقلا عن أحد مصادره الرئيسية، ابن المعتز، يشير أبو الفرج إلى مجموعة من الدفاتر وصحف تحوي أغانيها، ويقال إن عددهم يبلغ نحو 1000. وفيما يتعلق بغنائها، يعلن أبو الفرج أنها لم تعرف أي منافس بين أقرانها ويصنفها بمفردها بينهم، مع المغنيات الأسطوريات في أوائل العصر الإسلامي، وهم المطربات المعروفات بشكل جماعي باسم الحجازيات.[5]

ولدت في بغداد بالعراق. ترددت شائعات في العصور الوسطى بأن عريب هي ابنة الوزير جعفر البرمكي، وهو عضو رئيسي في عائلة البرامكة، وأحد خدم المنازل في العائلة الفاطمية. وقد ناقشت المدارس الحديثة هذه النسب. وفي كلتا الحالتين، كانت بوضوح عبدة في أجزاء مهمة من حياتها المبكرة، سواء كانت قد ولدت في العبودية أو بيعت إلى العبودية بعد عشر سنوات من العمر بعد سقوط أسرتها. احتجت عريب بشعرها مرتين على وضعها في العبودية، وكان من حررها من الرق هو أبو إسحاق المعتصم بالله محمد بن هارون الرشيد (833-43).[6] زعم أنها اشتهرت بفضل كونها المغنية المفضلة للخليفة أبو جعفر عبد الله المأمون (813-33).[7]

"إن مقطوعات عريب الشعرية الباقية والحكايات المرتبطة بها لا تشير إلى مهاراتها الشعرية فقط، بل هي أيضا حياتها التي كانت لها بها علاقات مع عشاقها وأسْيادها. وهذا يشير إلى أن عريب، كانت مثل العديد من أقرانها، فتاة بالإضافة إلى كونها مغنية عندما كانت تطلب الظروف ذلك" وعلى ما يبدو أنها جاءت للحفاظ على حاشية كبيرة من بلدها وكانت مالكة أرض. واحدة من أشهر القصص المرتبطة بها تتعلق بمسابقة الغناء التي فازت بها وفرقتها الغنائية ضد منافستها الشابة شارية وفرقتها.[8] وتشير الأدلة إلى أن شخصيتها كانت "عنيدة، ذكية للغاية، غير صبورة مع أولئك الأقل ذكاءً أقل، حتما مرتبكة وغالبا ما تكون متشائمة.[9]

من أشعارها عدل

أورد ابن عساكر شيئا كثيرا من شعرها، فمن ذلك قولها لما دخلت على المتوكل تعوده من حمى أصابته فقالت:

أتوني فقالوا بالخليفة علةفقلت ونار الشوق توقد في صدري
ألا ليت بي حمى الخليفة جعفرفكانت بي الحمى وكان له أجري
كفى بي حزن أن قيل حم فلم أمتمن الحزن إني بعد هذا لذو صبري
جعلت فدا للخليفة جعفروذاك قليل للخليفة من شكري


ولما عوفي دخلت عليه فغنته من قيلها:

شكرا لأنعم من عافاك من سقمدمت المعافا من الآلام والسقم
عادت ببرئك للأيام بهجتهاواهتز نبت رياض الجود والكرم
ما قام للدين بعد اليوم من ملكأعف منك ولا أرعى إلى الذمم
فعمر الله فينا جعفرا ونفىبنور وجنته عنا دجى الظلم


ولها في عافيته أيضا:

حمدنا الذي عافى الخليفة جعفراعلى رغم أشياخ الضلالة والكفر
وما كان إلا مثل بدر أصابهكسوف قليل ثم أجلي عن البدر
سلامته للدين عز وقوةوعلته للدين قاصمة الظهر
مرضت فأمرضت البرية كلهاوأظلمت الأمصار من شدة الذعر
فلما استبان الناس منك إفاقةأفاقوا وكانوا كالنيان على الجمر
سلامة دنيانا سلامة جعفرفدام معافا سالما آخر الدهر
إمام أعم الناس بالفضل والنداقريبا من التقوى بعيدا من الوزر


ولها أشعار كثيرة رائعة.

مراجع عدل

  1. ^ Tahera Qutbuddin, Women Poets', in Medieval Islamic Civilisation: An Encyclopedia, ed. by Josef W. Meri, 2 vols (New York: Routledge, 2006), II 866, "Archived copy" (PDF). Archived from the original (PDF) on 2014-02-07. Retrieved 2015-03-29.. نسخة محفوظة 02 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ نساء الخلفاء لابن الساعي، صفحة 55.
  3. ^ ابن عساكر (1995)، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: عمر بن غرامة العمروي، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ج. 69، ص. 267، OCLC:4770667638، QID:Q116753093
  4. ^ كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، دار الفكر، 21 جزء وفهرسة في 9 مجلدات، أي ما يعادل طبعة القاهرة 1322 / 1905-5.
  5. ^ Matthew S. Gordon, 'The Place of Competition: The Careers of ‘Arīb al-Ma’mūnīya and ‘Ulayya bint al-Mahdī, Sisters in Song', in ‘Abbasid Studies: Occasional Papers of the School of ‘Abbasid Studies, Cambridge, 6-10 July 2002, ed. by James E. Montgomery (Leuven: Peeters, 2004), pp. 61-81 (p. 64).
  6. ^ Matthew S. Gordon, ' The Careers of ‘Arīb al-Ma’mūnīya and ‘Ulayya bint al-Mahdī, Sisters in Song', in ‘Abbasid Studies: Occasional Papers of the School of ‘Abbasid Studies, Cambridge, 6-10 July 2002, ed. by James E. Montgomery (Leuven: Peeters, 2004), pp. 61-81 (pp. 64-65). https://www.academia.edu/358518 نسخة محفوظة 2020-08-08 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ Classical Poems by Arab Women: A Bilingual Anthology, ed. and trans. by Abdullah al-Udhari (London: Saqi Books, 1999), p. 140 ISBN 0-86356-047-4; books.google.co.uk/books/about/Classical_poems_by_Arab_women.html?id=WniBAAAAIAAJ&.
  8. ^ Agnes Imhof, 'Traditio vel Aemulatio? The Singing Contest of Sāmarrā’, Expression of a Medieval Culture of Competition]', Der Islam, 90 (2013), 1-20 (with a translation pp. 4-7), DOI 10.1515/islam-2013-0001, http://www.goedoc.uni-goettingen.de/goescholar/bitstream/handle/1/10792/Traditio%20vel%20Aemulatio.pdf?sequence=1 vel Aemulatio.pdf?sequence=1 نسخة محفوظة 2017-11-11 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ / Matthew S. Gordon, 'The Place of Competition: The Careers of ‘Arīb al-Ma’mūnīya and ‘Ulayya bint al-Mahdī], Sisters in Song', in ‘Abbasid Studies: Occasional Papers of the School of ‘Abbasid Studies, Cambridge, 6-10 July 2002, ed. by James E. Montgomery (Leuven: Peeters, 2004), pp. 61-81 (pp. 65-66). https://www.academia.edu/358518. نسخة محفوظة 2020-08-08 على موقع واي باك مشين.