عبد الله بن فرج اليحصبي

عَبْدُ اللهِ بْنُ فَرَج اليَحْصُبِيُّ، وهو أبو محمد عبد الله بن فرج بن غَزْلُون اليحصبيّ،[1] المعروف بـابْنِ العَسَّالِ،[2][3] كان شاعرًا من أصل طُلَيْطُلِيٍّ، سكن غرناطة واستوطنها، اشتهر بالزهد والورع والخير. كان عارفًا بتفسير الحديث، أديبًا أريبًا وفصيحًا لَسِنًا، له تآليف في الوعظ وأشعار في الزهد.[1] ولد ابن العسال بطليطلة حوالي عام 400 هـ الموافق لعام 1009 م وتوفي بغرناطة يوم الاثنين 10 رمضان 487 هـ، الموافق لعام 1094 م،[1][2] ودُفِنَ ضُحَى يوم الثلاثاء 11 رمضان بمقبرة باب إلبيرة بين الجبانتين بغرناطة.[2]

عبد الله بن فرج اليحصبي
معلومات شخصية
الميلاد حوالي عام 400 هـ\1009 م
طليطلة (الأندلس)
الوفاة الاثنين 10 رمضان 487 هـ\1094 م (85 سنة)
غرناطة (الأندلس)
الحياة العملية
المهنة شاعر، فقيه
بوابة الأدب

تعلمه

عدل

روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب، وأبي عمرو المقرئ، وأبي محمد بن عباس، وأبي عمر بن عبد البر، وابن شق الليل، وابن ارفع رأسه، وأبيه فرج بن غزلون، والقاضي أبي زيد الحشا، ومكي بن أبي طالب، وأبي الوَلِيد البَاجِيّ وغيرهم.[3][4]

حاله

عدل

قال ابن الصيرفي:[2]

«كان، رحمه الله، فذّا في وقته، غريب الجود، طرفا في الخير والزهد والورع، له في كل جو متنفّس، يضرب في كل علم بسهم، وله في الوعظ تواليف كبيرة، وأشعاره في الزهد مشهورة، جارية على ألسنة الناس، أكثرها كالأمثال جيّدة الرّصعة، صحيحة المباني والمعاني. وكان يحلّق في الفقه، ويجلس للوعظ.»

وقال الغافقي:[2]

«كان فقيها جليلا، زاهدا، متفنّنا، فصيحا لسنا، الأغلب عليه حفظ الحديث والآداب والنحو، حافظا، عارفا بالتفسير، شاعرا مطبوعا. كان له مجلس، يقرأ عليه فيه الحفظ والتفسير، ويتكلّم عليه، ويقصّ من حفظه أحاديث. وألّف في أنواع من العلوم، وكان يعظ الناس بجامع غرناطة، غريبا في قوته، فذّا في دهره، عزيز الوجود.»

شعره

عدل

شعره كثير، ومن أمثل ما روي منه قوله:[2]

[من مخلع البسيط]
لست وجيها لدى إلهي
في مبدإ الأمر والمعاد
لو كنت وجها لما براني
في عالم الكون والفساد

لما استرد الإفرنج أول مدينة من مدن الأندلس، وهي مدينة طليطلة، من يد ابن ذي النون عام 475 هـ، قال ابن العسال في ذلك:[5]

يَا أَهْلَ أَنْدَلُسِ حُثُّوا مَطِيَّكُمْ
فَمَا المُقَامُ بِهَا إِلَّا مِنَ الغَلَطِ
الثَّوْبُ يَنْسُلُ مِنْ أَطْرَافِهِ وَأَرَى
ثَوْبَ الجَزِيرَةِ مَنْسُولًا مِنَ الوَسَطِ
وَنَحْنُ بَيْنَ عَدُوٍّ لَا يُفَارِقُنَا
كَيْفَ الحَيَاةُ مَعَ الحَيَّاتِ فَي سَفَطِ

ويروى صدر البيت الثالث هكذا:[5]

ومن جاور الشر لا يأمن بوائقه
كيف الحياة مع الحيات في سفط

وتروى الأبيات هكذا:[5]

حثوا رواحلكم يا أهل أندلس
فما المقام بها إلا من الغلط
السلك ينثر من أطرافه، وأرى
سلك الجزيرة منثوراً من الوسط
من جاور الشر لا يأمن عواقبه
كيف الحياة مع الحيات في سفط

وروى آخر:[5]

يا أهل أندلس ردوا المعار
فما في العرف عارية إلا مردات
ألم تروا بيدق الكفار فرزنه
وشاهنا آخر الأبيات شهمات

المراجع

عدل
  1. ^ ا ب ج إميل بديع يعقوب. موسوعة علوم اللغة العربية. دار الكتب العلمية، بيروت (لبنان) 1427 هـ\2006 م، الطبعة الأولى. مادة «عبد الله بن فرج اليَحْصُبِيّ»، الجزء السادس، الصفحة 323. ردمك 9782745140432.
  2. ^ ا ب ج د ه و لسان الدين بن الخطيب. الإحاطة في أخبار غرناطة.. مادة «عبد الله بن فرج بن غزلون اليحصبي»، الجزء الثالث، الصفحة 352.
  3. ^ ا ب ابن بشكوال. الصلة في تاريخ أئمة الأندلس. الجزء الأول، صفحة 276.
  4. ^ جلال الدين السيوطي. بغية الوعاة. الجزء الثاني، صفحة 52.
  5. ^ ا ب ج د المقري التلمساني. نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب. الجزء الرابع، صفحة 352.