شرق إفريقيا الألمانية

الحيازة الألمانية السابقة في منطقة البحيرات الكبرى الإفريقية بين 1884-1919


محمية شرق أفريقيا الألمانية (بالألمانية: Deutsch-Ostafrika) هي مستعمرةٌ كانت تابعةً للإمبراطورية الألمانية وكانت تقع في شرق أفريقيا.[1][2][3] ضمَّت المستعمرة مناطق تنجانيقا وراوندا وبوروندي الحديثة، وقد بلغت مساحتها نحو 994,996 كم2، أي ما يعادل نحو ثلاثة أضعاف مساحة ألمانيا الحالية.

محمية شرق أفريقيا الألمانية
محمية شرق أفريقيا الألمانية
Schutzgebiet Deutsch-Ostafrika
مستعمرة
1885 – 1919
شرق إفريقيا الألمانية
شرق إفريقيا الألمانية
علم
شرق إفريقيا الألمانية
شرق إفريقيا الألمانية
شعار
اللون الأخضر: شرق أفريقيا الألماني
اللون الرمادي: مستعمرات ألمانية أخرى
اللون الأسود: حدود الإمبراطورية الألمانية في أوروبا
عاصمة باجامويو (1885 - 1890)
دار السلام (1890 - 1918)
نظام الحكم مستعمرة
اللغة الرسمية الألمانية،  والسواحلية  تعديل قيمة خاصية (P37) في ويكي بيانات
اللغة الألمانية (اللغة الرسمية)
السواحيلية
الديانة الإسلام
المسيحية
الديانات الأفريقية التقليدية
التاريخ
الفترة التاريخية الإمبريالية الجديدة
التأسيس 27 فبراير 1885 1885
اتفاقية الحدود 1 يوليو 1885
ثورة ماجي ماجي 21 أكتوبر 1885
الاستسلام لبريطانيا 25 نوفمبر 1885
معاهدة فرساي 28 يونيو 1919 1919
المساحة
المساحة 994996 كيلومتر مربع  تعديل قيمة خاصية (P2046) في ويكي بيانات

ولدت المستعمرة في عام 1885 عقب سيطرة الإمبراطورية الألمانية على مناطق واسعةٍ من شرق أفريقيا، إلا أنَّها انتهت خلال أقلّ من نصف قرنٍ نتيجة خسارة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى. قُسِّمت المستعمرة بعدئذٍ فيما بين بريطانيا العظمى وبلجيكا، وتحوَّلت انتداب.

لمحة تاريخية

عدل

وسّع الألمان إمبراطوريتهم، مثل القوى الاستعمارية الأخرى، في منطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا، بحجة مكافحة العبودية وتجارة العبيد. على عكس القوى الإمبراطورية الأخرى، لكنها لم تلغها رسميًا، مفضلةً بدلًا من ذلك التقليل من إعداد «مجندين» جدد وتنظيم أعمال الرق الحالية.[4]

بدأت المستعمرة عندما وقع كارل بيترز، المغامر الذي أسس جمعية الاستعمار الألماني، معاهدات مع عدد من زعماء القبائل الأصلية في البر الرئيسي قبالة زنجبار. أعلنت الحكومة الألمانية في 3 مارس 1885، أنها منحت ميثاقًا إمبراطوريًا، وقعه المستشار أوتو فون بسمارك في 27 فبراير1885. مُنح الميثاق لشركة بيترز وكان الغرض منه إقامة محمية في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية. وظف بيترز حينها متخصصين بدأوا في استكشاف الجنوب حتى نهر روفيجي والشمال حتى ويتو، بالقرب من بلدة لامو الساحلية.[5][6]

احتج سلطان زنجبار، مدعيًا أنه حاكم زنجبار والبر الرئيسي. فأرسل المستشار بسمارك خمس سفن حربية وصلت في 7 أغسطس 1885 ووجهت أسلحتها باتجاه قصر السلطان. اتفق البريطانيون والألمان على تقسيم البر الرئيسي بينهما، ولم يكن لدى السلطان أي خيار سوى الموافقة.

فُرض الحكم الألماني بسرعة على باجامويو، ودار السلام، وكيلوة. أُرسلت قوافل توم فون برنس، وفيلهلم لانغيلد، وأمين باشا وتشارلز ستوكس للسيطرة على «شارع القوافل». [بحاجة لمصدر] أُخمدت ثورة أبوشيري لعام 1888 بمساعدة البريطانيين في العام التالي. أبرمت لندن وبرلين عام 1890 معاهدة هليغولاند-زنجبار، التي أعادت هليغولاند إلى ألمانيا وقررت الحدود بين شرق أفريقيا الألماني ومحمية شرق أفريقيا الخاضعة لسيطرة بريطانيا، رغم أن الحدود الدقيقة لم تخضع للمسح حتى عام 1910.[7]

قاوم شعب هيهي، بين عامي 1891 و1894، بقيادة الزعيم مكواوا، التوسع الألماني. لكنهم هزموا لأن القبائل المنافسة ساندت الألمان. بعد سنوات من حرب العصابات، حوصر مكواوا وانتحر عام 1898.[8]

حدث تمرد ماجي ماجي عام 1905، وأخمده الحاكم غوستاف أدولف فون غوتسن، الذي أمر بإحداث مجاعة لسحق المقاومة؛ يتوقع أنها كلفت ما يصل إلى 300,000 حالة وفاة. سرعان ما تبع ذلك فضيحة مع ادعاءات بالفساد والوحشية. لذا عين المستشار برنارد فون بولوف عام 1907، برنارد درنبرغ لإصلاح الإدارة الاستعمارية.[9]

اعتمد المسؤولون الاستعماريون الألمان بشدة على الزعماء الأصليين لحفظ النظام وجمع الضرائب. بحلول 1 يناير 1914، بلغ عدد قوات الحاميات العسكرية في شوتستروبين (قوات الحماية) بالإضافة إلى الشرطة المحلية، في دار السلام، وموشي، وإيرينغا، وماهينغي 110 ضباطًا ألمانيًا (بما في ذلك 42 ضابطًا طبيًا)، و126 ضابط صف، و2472 عسكري (مجندين من السكان الأصليين).[10][11][12][13][14]

التنمية الاقتصادية

عدل

شجع الألمان التجارة والنمو الاقتصادي. خصصوا أكثر من 100,000 فدان (40,000 هكتار) لزراعة السيزال، الذي كان أكبر محصول تجاري. وزرعت مليوني شجرة بن، ونمت أشجار المطاط على مساحة 200,000 فدان (81,000 هكتار)، وكانت هناك مزارع كبيرة للقطن.[15][16]

بُنيت سكة حديد أوسمبارا من تانغا إلى موشي، ابتداءً من عام 1888 لطرح هذه المنتجات الزراعية في السوق. غطت سكة الحديد المركزية 775 ميلًا (1247 كم) وربطت دار السلام، وموروغورو، وتابورا وكيغوما. انتهى الربط النهائي للشاطئ الشرقي لبحيرة تنجانيقا في يوليو 1914، وأقاموا احتفال ضخم ومبهج في العاصمة في هذه المناسبة بمهرجان زراعي ومعرض تجاري. بُنيت مرافق الموانئ أو حُسنت برافعات كهربائية، مع وصلها بالسكك الحديدية والمستودعات. أُعيد تشكيل أرصفة الميناء في تانغا، وباغامويو ولندي. في عام 1912، استقبلت دار السلام وتانغا 356 سفينة شحن وباخرة ركاب وأكثر من 1,000 سفينة ساحلية وسفينة تجارية محلية. أصبحت دار السلام مدينة العرض لجميع أنحاء أفريقيا الاستوائية. بحلول عام 1914، كان عدد سكان دار السلام والمقاطعات المحيطة بها 166,000 نسمة، منهم 1,000 ألماني. عاش 3579 ألمانيًا، في جميع أنحاء شرق أفريقيا الألماني.[17]

يعود تاريخ التنقيب عن الذهب في تنزانيا في العصر الحديث إلى الفترة الاستعمارية الألمانية، بدءاً باكتشافات الذهب بالقرب من بحيرة فيكتوريا عام 1894. أنشأت كيروندا-غولدمينين-غيزيلشافت أحد مناجم الذهب الأولى في المستعمرة، وهو منجم ذهب سيكانكي، الذي بدأ العمل عام 1909 بعد العثور على الذهب هناك في عام 1907.[18]

التعليم

عدل
 
تنزانيا الألمانية

طورت ألمانيا برنامجًا تعليميًا للأفارقة شمل المدارس الابتدائية والثانوية والمهنية.[بحاجة لمصدر] «استوفت المؤهلات التعليمية، والمناهج الدراسية، والكتب المدرسية والمواد التعليمية معاييرًا لا مثيل لها في أي مكان في أفريقيا الاستوائية». في عام 1924، بعد مرور عشر سنوات على بداية الحرب العالمية الأولى وستة أعوام على الحكم البريطاني، أفادت لجنة فيلبس ستوكس الأميركية الزائرة «في ما يتعلق بالمدارس، حقق الألمان الأعاجيب. لن يصل التعليم إلى المعايير التي حققها في عهد الألمان قبل مرور بعض الوقت». كلمة السواحيلية «shule» تعني المدرسة وهي مشتقة من الكلمة الألمانية «Schule».[19]

تعداد السكان قبل الحرب العالمية الأولى

عدل

كان شرق إفريقا الألماني أكثر مستعمرات الإمبراطورية الألمانية اكتظاظًا بالسكان، كان هناك أكثر من 7.5 مليون مواطن محلي، نحو 30% منهم من المسلمين، والباقي ينتمون إلى معتقدات قبلية مختلفة أو اعتنقوا المسيحية، مقابل نحو 10,000أوروبي، أقاموا بشكل رئيسي في مواقع ساحلية ومساكن رسمية. في عام 1913، عاش 882 مزارعًا ألمانيًا الألمان فقط في هذه المستعمرة. عمل حوالي 70,000 أفريقي في مزارع شرق إفريقيا الألماني.[20]

معرض صور

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ Louis، William Roger (2006). Ends of British Imperialism: The Scramble for Empire, Suez, and Decolonization. أي بي توريس. ISBN:978-1-84511347-6. مؤرشف من الأصل في 2019-12-10. اطلع عليه بتاريخ 2017-09-19.
  2. ^ Tanzania Mining Historyنسخة محفوظة 14 August 2010 على موقع واي باك مشين. tanzaniagold.com, retrieved 24 July 2010 نسخة محفوظة 23 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ "Papers Relating to the Foreign Relations of the United States, the Paris Peace Conference, 1919". United States Department of State. مؤرشف من الأصل في 2017-09-20. اطلع عليه بتاريخ 2017-09-19.
  4. ^ Jan-Georg Deutsch (2006). Emancipation without Abolition in German East Africa, C. 1884–1914. James Currey. ISBN:978-0-852-55986-4. مؤرشف من الأصل في 2020-01-31.
  5. ^ Arne Perras (2004). Carl Peters and German Imperialism 1856-1918: A Political Biography. دار نشر جامعة أكسفورد. ISBN:9780199265107. OCLC:252667062. مؤرشف من الأصل في 2020-01-31.
  6. ^ Hartmut Pogge von Strandmann (فبراير 1969). "Domestic Origins of Germany's Colonial Expansion under Bismarck". Past & Present  [لغات أخرى] ع. 42. JSTOR:650184.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  7. ^ Dirk Göttsche (2013). Remembering Africa: The Rediscovery of Colonialism in Contemporary German Literature. Camden House. ISBN:9781571135469. مؤرشف من الأصل في 2020-01-31.
  8. ^ جيمس إس. أولسون (1991). Robert Shadle (المحرر). Historical Dictionary of European Imperialism. Greenwood Publishing Group. ص. 279–80. ISBN:9780313262579. مؤرشف من الأصل في 2017-10-20. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-19.
  9. ^ David R. Gillard (أكتوبر 1960). "Salisbury's African Policy and the Heligoland Offer of 1890". The English Historical Review. دار نشر جامعة أكسفورد. ج. 75 ع. 297. JSTOR:558111.
  10. ^ Iliffe، John (1979). A Modern History of Tanganyika. Cambridge University Press. ص. 193–200. ISBN:9780521296113. مؤرشف من الأصل في 2016-05-06.
  11. ^ Hull، Isabel V. (2003). "Military Culture and "Final Solutions"". في Gellately، Robert؛ Kiernan، Ben (المحررون). The Specter of Genocide: Mass Murder in Historical Perspective. Cambridge University Press. ص. 151–62. ISBN:9780521527507. مؤرشف من الأصل في 2020-01-31.
  12. ^ John S. Lowry (يونيو 2006). "African Resistance and Center Party Recalcitrance in the Reichstag Colonial Debates of 1905/06". Central European History. ج. 39 ع. 2: 244–269. DOI:10.1017/S0008938906000100. ISSN:1569-1616. مؤرشف من الأصل في 2019-06-04.
  13. ^ Walter Nuhn (1998). Flammen über Deutschost: der Maji-Maji-Aufstand in Deutsch-Ostafrika 1905-1906, die erste gemeinsame Erhebung schwarzafrikanischer Völker gegen weisse Kolonialherrschaft: ein Beitrag zur deutschen Kolonialgeschichte. Bonn: Bernard & Graefe. ISBN:3763759697. OCLC:41980383. مؤرشف من الأصل في 2020-02-10.
  14. ^ Werner Haupt (1984). Deutschlands Schutzgebiete in Übersee 1884–1918. Friedberg: Podzun-Pallas Verlag. ISBN:3-7909-0204-7.
  15. ^ BRODE، H. (2016). BRITISH AND GERMAN EAST AFRICA: their economic commercial relations (classic reprint). [S.l.]: FORGOTTEN BOOKS. ISBN:1330527461. OCLC:980426986. مؤرشف من الأصل في 2020-02-10.
  16. ^ "(HIS,P) Deutscher Kolonial-Atlas mit Jahrbuch (Atlas German Colonies, with Yearbook), edited by the German Colonial Society, 1905 - Deutsch-Ostafrika". www.zum.de. مؤرشف من الأصل في 2018-09-13. اطلع عليه بتاريخ 2018-01-17.
  17. ^ Charles Miller (1974). "Battle for the Bundu, The First World War in East Africa". New York City: MacMillan Publishing Co., Inc. ISBN:0-02-584930-1. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |مسار= غير موجود أو فارع (مساعدة)
  18. ^ Tanzania Mining History نسخة محفوظة 14 August 2010 على موقع واي باك مشين. tanzaniagold.com, retrieved 24 July 2010
  19. ^ "shule - Swahili-Old High German (ca. 750-1050) Dictionary" (بالإنجليزية). Glosbe. Archived from the original on 2020-01-31. Retrieved 2018-01-17.
  20. ^ Längin، Bernd G. (2005). Die deutschen Kolonien. Mittler. ص. 217. ISBN:3-8132-0854-0.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)