سينما عراقية

(بالتحويل من سينما العراق)

قبل الحرب العالمية الأولى لم ليكن للسينما وجود في العراق، وبالرغم من أن أول فيلم عرض في العراق كان في عام 1909[1]، إلا أن لا نشاطا سينمائيا واضحا نشأ، حيث ظلت الأفلام الأجنبية الصامته هي المتاحة إلى ان قام بعض التجار بتشييد دور للسينما في بغداد والمدن العراقية الكبيرة، واخذو يستوردون بعض هذة الأفلام بين وقت واخر.

سينما عراقية
الشعار
خريطة
معلومات عامة
صنف فرعي من
البداية
1909 عدل القيمة على Wikidata
جانب من جوانب
البلد
المكان
الإحداثيات
33°N 43°E / 33°N 43°E / 33; 43 عدل القيمة على Wikidata
موقع الويب

وفي عام 1921-1922 زاد عدد دور السينما تدريجيا، وتضاعف عدد الأفلام الصامته إلى ان بدأت تظهر الأفلام الأجنبية الناطقة.[2]

وبعد سنة 1927 اخذت تعرض الأفلام المصرية أيضا.

الأربعينيات

عدل
ملصق فيلم ابن الشرق.
ملصق فيلم عليا وعصام.

تسبب إقبال الجمهور العراقي على مشاهدة الأفلام المصرية في دفع بعض المنتجين العراقيين للتفكير في عقد شراكة سينمائية مع الفنانين المصريين، لتشهد أربعينيات القرن الماضي عرض بعض الأفلام المصرية-العراقية المشتركة.

بدأت تلك الأفلام عام 1946 بفيلم "ابن الشرق" من إنتاج شركة "أفلام الرشيد" العراقية-المصرية، وكان من إخراج المصري إبراهيم حلمي، وبطولة بشارة واكيم ومديحة يسري ونورهان، والعراقيين عادل عبد الوهاب وعزيز علي وحضيري أبو عزيز. دارت أحداث الفيلم حول شاب عراقي يدرس الطب في القاهرة وينفصل عن حبيبته ليقع في شباك فتاة لعوب، قبل أن يكتشف حقيقتها ويعود مرة أخرى إلى حبيبته في نهاية الفيلم.

بعد عام واحد عُرض فيلم "القاهرة بغداد"، وهو إنتاج عراقي مصري مشترك من كتابة يوسف جوهر، وإخراج المصري أحمد بدرخان. شارك في بطولته مجموعة من الممثلين العراقيين والمصريين، مثل سلمان الجوهر، وإبراهيم جلال، وبشارة واكيم، ومديحة يسري، وحقي الشبلي. تدور أحداث الفيلم حول شاب عراقي يُتهم بقتل عمه، فيسافر إلى مصر هارباً، وهناك يقع في حب فتاة مصرية جميلة، ثم يعرف أن الشرطة العراقية ألقت القبض على القاتل الحقيقي فيقرر عندها العودة مع حبيبته إلى العراق.

في عام 1949، قامت شركة "ستوديو بغداد" باستثمار نجاح الفيلمين السابقين عندما أنتجت فيلم "ليلى في العراق" من إخراج المصري أحمد كامل مرسي، وبطولة جعفر السعدي، وإبراهيم جلال، وعفيفة إسكندر، ونورهان. حكى الفيلم قصة الفتاة الجميلة ليلى التي تعيش في لبنان ويضغط عليها أبوها للزواج من شخص ثري لا تحبه. تهرب ليلى في ليلة الزفاف وتسافر إلى العراق لتعيش مع عمها، وهناك تتعرف على شاب وسيم وتقع في غرامه. لم يحقق فيلم "ليلى في العراق" أي نجاح ماديّ، حتى أن خسائره تسببت في توقف "ستوديو بغداد" عن الإنتاج السينمائي.

في عام 1948، أنتجت شركة "ستوديو بغداد للأفلام والسينما" فيلم "عليا وعصام" من بطولة إبراهيم جلال وسليمة مراد وعزيمة توفيق. وإخراج الفرنسي أندريه شاتان. والموسيقى من الحان صالح الكويتي.

الخمسينيات

عدل

في منتصف خمسينيات القرن الماضي ظهرت السينما العراقية المستقلة، وانفصل السينمائيون العراقيون للمرة الأولى عن شركائهم المصريين، وتمكنوا من إنتاج عدد من الأفلام المهمة.

كان فيلم "فتنة وحسن" الذي أُنتج في عام 1955 أول فيلم سينمائي عراقي خالص، أخرجه حيدر العمر، وهو من تأليف وسيناريو وحوار عبد الهادي مبارك. دارت أحداثه في إحدى القرى العراقية الهادئة حول علاقة الحب التي جمعت الفتاة "فُتنة" وابن عمها "حسن"، وما مرت به هذه العلاقة من تهديد بسبب زوجة والد حسن.

وشهدت الخمسينيات إنتاج عدة أفلام من ابرزها:

الستينيات

عدل

من الأفلام المهمة التي صدرت في هذه المرحلة، الفيلم التاريخي "نبوخذ نصر" الذي أنتج في عام 1962، ويُعدّ أول فيلم عراقي ملون على الإطلاق. قام كامل العزاوي بإخراج وتأليف الفيلم، وشارك في بطولته عبد المنعم الدروبي ويعقوب القرة غول وفوزي محسن الأمين وسامي عبد الحميد وسهيلة فوزي. دارت أحداث الفيلم حول شخصية الملك البابلي الكلداني نبوخذ نصر الثاني الذي حكم بابل في القرن السادس قبل الميلاد، ولعب دوراً مهماً في نهضة بلاد الرافدين.

وشهدت الستينيات إنتاج عدة أفلام من ابرزها:

السبعينيات

عدل

السبعينيات مرحلة جديدة من مراحل تطور صناعة السينما. في هذه المرحلة، قامت الحكومة العراقية ممثلة في "المؤسسة العامة للسينما والمسرح" بإنتاج العديد من الأفلام المهمة.

يُعدّ فيلم "الظامئون" من الأفلام المهمة التي عُرضت في هذه المرحلة، حيث عرض عام 1972. وهو من إخراج العراقي محمد شكري جميل، وقصة وسيناريو وحوار عبد الرزاق المطلبي. ومن بطولة غازي الكناني وغازي التكريتي وخليل شوقي وناهدة الرماح. تدور أحداثه في إحدى القرى العراقية الفقيرة، التي تُصاب أرضها بالجفاف. في بادئ الأمر، يفكر أهل القرية في الهجرة إلى مكان آخر، لكنهم يتفقون في نهاية المطاف على الالتفاف حول أحد شيوخ القرية لحفر بئر. لاقى الفيلم ترحيباً كبيراً في الأوساط السينمائية الدولية، كما فاز بجائزة مهرجان "طشقند" السينمائي الدولي في عام 1973، ووصفه الناقد السينمائي مهدي عباس بأنه "شكّل علامة فارقة في مسار التجربة السينمائية في العراق"، كما أعلن التأسيس الرسمي للواقعية التسجيلية في السينما العراقية.

وشهدت السبعينيات إنتاج عدة أفلام من ابرزها:

الثمانينات

عدل

مع دخول الثمانينيات، وبالتزامن مع وصول صدام حسين إلى السلطة، ظهرت بعض الأفلام التي عملت على تمجيد النظام القائم. مثل فيلم "الأيام الطويلة" عام 1980، من إخراج المصري توفيق صالح. دارت أحداث الفيلم حول قصة رئيس النظام البعثي اعتماداً على رواية كتبها الشاعر عبد الأمير معلة من جزئين بالعنوان نفسه، وتتحدث عن محاولة اغتيال رئيس وزراء العراق عبد الكريم قاسم، التي شارك فيها صدام حسين مع شبان آخرين، وهربوا إلى سوريا بعد فشل العملية.

ظهرت ملامح التدخل السياسي في صناعة السينما مرة أخرى سنة 1981، بالتزامن مع إنتاج الفيلم التاريخي الضخم "القادسية"، إذ اضطلعت وزارة الثقافة العراقية بإنتاج هذا الفيلم، وأخرجه المصري صلاح أبو سيف، وكتب له السيناريو والحوار الكاتب المصري محفوظ عبد الرحمن، فيما لعب دور البطولة ثلّة من النجوم العرب، من مصر مثلاً سعاد حسني وعزت العلايلي، ومحمد المنصور من الكويت، والعراقية سعدية الزيدي. قُدرت تكاليف إنتاج الفيلم بحوالي أربعة ملايين دينار عراقي (نحو 15 مليون دولار آنذاك)، وكانت ميزانية الفيلم هي الأعلى في تاريخ السينما العربية حتى توقيت عرضه. كان الهدف الأهم من الفيلم الاستحواذ على تعاطف الشارع العربي في الحرب ضد الجانب الإيراني. لكن مع كل هذا الصرف، لم يحقق الفيلم الهدف المنشود، حيث عُرض على نطاق محدود في بعض قاعات السينما داخل عدد من الدول العربية، ومُنع عرضه في الدول التي ساندت إيران في حربها، مثل سوريا وليبيا. كما فشل الفيلم في الحصول على الموافقة اللازمة من جانب الأزهر الشريف بمصر، بعدما أصدرت لجنة الدراسات والأبحاث الإسلامية بياناً رفضت فيه عرض الفيلم بسبب تجسيده لشخصية الصحابي سعد بن أبي وقاص، وهو واحد من "العشرة المبشرين بالجنة" الذين ترفض المؤسسة الأزهرية تجسيدهم في أي عمل فني.

في عام 1983، قامت الحكومة العراقية بتأكيد النزعة الوطنية في صناعتها السينمائية مرة أخرى، من خلال إنتاج فيلم "المسألة الكبرى" الذي عُرف أيضاً باسم "صدام الولاءات". كان من إخراج محمد شكري جميل، وبطولة العراقيين غازي التكريتي ويوسف العاني وسامي الملاك، إضافة لممثلين أجانب هم أوليفر ريد وهيلين ريان. تحدث الفيلم عن "ثورة العشرين" وأهم أحداثها وأظهر البطولات الكبيرة التي قام بها العراقيون أثناء تصديهم للاحتلال الإنجليزي. بلغت ميزانية الفيلم 24 مليون دولار، ورُشح للجائزة الذهبية في مهرجان موسكو السينمائي الدولي عام 1983.

وشهدت الثمانينات إنتاج عدة أفلام من ابرزها:

التسعينيات

عدل

تأثرت السينما العراقية كثيرًا بالأحداث السياسية التي وقعت في تسعينيات القرن الماضي، بالتزامن مع اندلاع حرب الخليج الثانية وفرض الحصار الاقتصادي على العراق.

من بين الأفلام القليلة التي أنتجها العراق في تلك المرحلة، فيلم "الملك غازي" عام 1993، من تأليف وسيناريو معاذ يوسف، وإخراج محمد شكري جميل. وتناول الفيلم سيرة الملك غازي الذي حكم العراق في ثلاثينيات القرن العشرين. كما سلط الضوء على الجهود التي بذلها لتحرير العراق من النفوذ البريطاني.

في فترة الحصار، وتحديداً بين عامي 1994 و 1998، كانت هناك بعض الإنتاجات لأفلام مخصصة للعرض عبر التلفزيون، وكان نوعيتها رديئة، وميزتها الوحيدة أنها شغّلت الأيدي العاملة في مجال السينما. ولم يجر إنتاج أي أفلام سينمائية عراقية في تلك الفترة حتى سقوط النظام عام 2003.

من عام 2003 - حتى الآن

عدل

تدهورت أوضاع الصناعة السينمائية العراقية بعد سقوط نظام البعث في عام 2003، وعانى الفنانون العراقيون من الإهمال ورحل الكثير من المبدعين إلى الخارج لضعف الإمكانيات المادية المُتاحة. ومن أبرز المعوقات عدم وجود صالات سينما كافية بل هناك عدد كبير من المدن العراقية تخلو من أي دار سينما. فاصبحت الأفلام تصنع من أجل المهرجانات والمشاركات الخارجية فقط. كما لا توجد شركات إنتاج سينمائي ولا منتجين أصلاً، وليس هناك أي رؤوس أموال مخصصة للإنتاج السينمائي. وكل ما يُنتج في العراق من أفلام هو مجرد محاولات فردية تتم في ظل حصول بعض المخرجين على منح من هنا وهناك.

يُعدّ الفيلم الوثائقي "ابن بابل" الذي أُنتج عام 2009 من أبرز المحاولات الفردية، حيث أُنتج من خلال جهود عراقية-فرنسية مشتركة، وأخرجه العراقي محمد الدراجي. تدور أحداث الفيلم في شمال العراق عام 2003 عقب سقوط نظام صدام حسين. يتتبع الفيلم قصة طفل كردي يعيش مع جدته. وعندما يعرفان أن هناك بعض أسرى الحرب الذين عُثر عليهم أحياء في جنوب العراق، فإنهما يخوضان رحلة طويلة أملاً في العثور على والد الطفل الذي فُقد في سنة 1991 أثناء حرب الخليج الثانية.

أما فيلم "جنائن معلقة" للمخرج العراقي أحمد ياسين، فهو من أواخر المحاولات السينمائية التي شهدها العراق مؤخراً، تدور أحداثه حول أسعد البالغ من العمر 12 عاماً، الذي يتبنى دميةٍ جنسية أميركية عُثر عليها في أماكن النفايات في بغداد. لاقي الفيلم استحسان العديد من النقاد والسينمائيين، وفي سبتمبر 2022 تمكن من المشاركة في مهرجان البندقية السينمائي الدولي.

من أبرز الأفلام المستقة خلا هذه الفترة:

  • فيلم قطع غيار -المخرج جمال امين-2005
  • فيلم فايروس إخراج جمال امين 2008
  • صانعو الحياة، إخراج جمال امين عام 2002
  • جيان، إخراج جانو روشبياني 2002
  • بغداد حاضرة غائبة، إخراج سعد سلمان 2002
  • إنسَ بغداد، إخراج سمير جمال الدين 2002
  • العودة إلى بابل، إخراج عباس فاضل 2002
  • غير صالح إخراج عدي رشيد سيناريو عدي رشيد حيدر حلو فارس حرام ادراة تصوير وتصوير زياد تركي،2003
  • زمان رجل القصب، إخراج عامر علوان 2003
  • 16 ساعة في بغداد، إخراج طارق هاشم 2004
  • نحن العراقيون، إخراج عباس فاضل 2004
  • إرادة الحياة، إخراج حيدر العسكري 2005
  • الوضوء بالدم إخراج حسن قاسم 2005 والحائز على على جائزة الإبداع من وزارة الثقافة للعام 2010.
  • قطع غيار، إخراج جمال امين عام 2006
  • أحلام، إخراج محمد الدراجي 2007
  • www.gilgamesh.21، إخراج طارق هاشم 2007
  • فجر العالم، إخراج عباس فاضل 2008
  • الحلاق نعيم (2010) للمخرج محمد نعيم
  • التفكير بالرحيل (2008) للمخرجة هبة باسم
  • دكتور نبيل (2007) للمخرج أحمد جبار
  • شمعة لمقهى الشابندر (2007) للمخرج عماد علي
  • حــوار (2005) للمخرجة كفاية صالح
  • نحو الفردوس إخراج اياس جهاد 2002
  • امال إخراج اياس جهاد 2007
  • كوابيس إخراج اياس جهاد 2009
  • وَهَم إخراج سعد العصامي2009
  • (غرباء في وطنهم) إخراج هاشم العيفاري (2010)
  • كونكريت اياس جهاد 2010
  • (ابتسم مرة أخرى) إخراج هاشم العيفاري (2011)
  • لانمثل إخراج أمير احسان 2012]]
  • ذكريات بائسة إخراج سعد العصامي 2012
  • تاويلات ـــإخراج حسين السلمان 2012
  • تصفيق ـــ إخراج حسين السلمان 2012
  • سائق الإسعاف- هادي ماهود 2013
  • رحمة الطلقة - تصوير واخراج أحمد الحجاج 2013
  • قرار أنتظار - تصوير وأخراج أحمد الحجاج 2013
  • فلم خرق امني إخراج حسين الشباني 2012
  • فلم قابل الاساءه بل الإحسان _ إخراج علي سعيد _ تمثيل حيدر حسين_2013[3]
  • موت المواطن س - إخراج مصطفى الاجودي 2013
  • يبتسم ـــ إخراج حسين السلمان 2015
  • أضحك ــ إخراج حسين السلمان 2015
  • ريسايكل - إخراج حيدر حسين 2016[4]
  • عرگ چين - سيناريو وإخراج حيدر حسين2017 [5]
  • الحقيبة - كتابة واخراج علي عيدان 2017

المراجع

عدل
  1. ^ قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 1-3 نسخة محفوظة 29 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ {{استشهاد ويب| مسار = http://www.yabeyrouth.com/pages/index3246.htm| عنوان =السينما العراقية<!-- عنوان مولد بالبوت -->|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20151023045718/http://www.yabeyrouth.com:80/pages/index3246.htm|تاريخ أرشيف=2015-10-23|تاريخ الوصول=2020-02-09}}
  3. ^ صحيفة الشرق الأوسط سينما عراقية نسخة محفوظة 26 فبراير 2011 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ "رئيس مهرجان أوسكار إيجيبت السينمائي عادل عمار : " سجلنا إرتفاعا محسوساً بالمشاركات وهذه الدورة مهداة لنور الشريف " » صحيفة نبض الإمارات". nbdelemirate.ae (بar-SA). Archived from the original on 2018-07-01. Retrieved 2018-05-11.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  5. ^ ZAYNI، ALI. "::::: جريدة المشرق ::::: المخرج السينمائي حيدر حسين: فيلم بثماني دقائق يحكي قصة الحرية والسلام". www.al-mashriq.net. مؤرشف من الأصل في 2018-07-01. اطلع عليه بتاريخ 2018-05-11.

المصادر

عدل