الخطل الشمي (من الكلمة اليونانية παρά pará "خطل" و ὀσμή osmḗ "رائحة") هو خلل وظيفي للشم يتميز بعدم قدرة الدماغ على التعرف الصحيح لرائحة ما أو روائح عدة.[1] وبدلاً من ذلك، تتحول الرائحة الطبيعية إلى رائحة أخرى (عادة تكون كريهة)، وغالباً ما تكون رائحة "شيء محترق" أو "متعفن" أو "برازي" أو "كيميائي".[2] يمكن أن تكون هناك أيضًا حالات نادرة لرائحة لطيفة تسمى euosmia .[3] كانت الحالة نادرة ولم يتم البحث عنها إلا قليلاً حتى أصبحت أكثر انتشارًا نسبيًا منذ عام 2020 كأثر جانبي لمرض كورونا (كوفيد-19).[4]

الخطل الشمي
تسميات أخرى Troposmia
معلومات عامة
من أنواع خلل حس الشم  تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات
الأسباب
الأسباب عدوى الجهاز التنفسي العلوي
أورام الدماغ
إصابة الرأس
بعض الأدوية
أي إصابة مرضية تصيب العصب الشمي أو مركز الرائحة بالدماغ
المظهر السريري
الأعراض عدم القدرة على التعرف على الرائحة بشكل صحيح.
المضاعفات حسب السبب.
الإدارة
الوقاية الوقاية من السبب
التشخيص اختبار تحديد الرائحة بجامعة بنسلفانيا
تشخيص السبب بالأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي للدماغ
الوبائيات
انتشار المرض كان نادراً، لكن زاد الانتشار حالياً بعد وباء كورونا
الوفيات تعتمد الوفيات على السبب، الذي يكون غالباًً مؤقت وغير قاتل. أورام الدماغ المتأخرة غالباً قاتلة.

الأسباب

عدل
  1. التهابات الجهاز التنفسي العلوي: ومن أشهر الأمثلة هو ما حدث لبعض المصابين بعدوى كوفيد-19، حيث أصاب معظم المرضى حالة من فقدان الشم تلتها بعض الحالات من الخطل الشمي.[5] يعزى ذلك الى تلف الخلايا العصبية للمستقبلات الشمية (ORNs).[6] كانت أكثر المهيجات القهوة والشوكولاتة واللحوم والبصل ومعجون الأسنان.[7] كما تم ربط التعرض للمذيبات الضارة، وتحديداً تلك التي تؤدي إلى إتلاف الخلايا العصبية الشمية ORNs.[8] يمكن أن يؤدي تلف هذه الخلايا العصبية إلى جعلها غير قادرة على تشفير إشارة تمثل رائحة معينة بشكل صحيح، والتي من شأنها إرسال إشارة خاطئة إلى مركز معالجة الرائحة.
  2. يمكن أن تؤدي الأنواع المختلفة من إصابات الرأس أيضًا إلى اختلالات وظيفية تتعلق بما تتحكم به منطقة الدماغ المصابة. في البشر، تقع البصلة الشمية في الجانب السفلي من مقدمة الدماغ. قد يؤدي إصابة هذه المنطقة إلى تغيير كيفية معالجة المنطقة للمعلومات بطرق متنوعة.
  3. صرع الفص الصدغي وهذه حالات مشهورة في الطب، حدوث حالات الخطل الشمي، لكنها كانت مؤقتة فقط. كان ظهور الخطل الشمي عبارة عن نوبة واستمرت عادةً بعد أسبوع أو أسبوعين.[9] يرتبط الخطل الشمي أحيانًا بمرض باركنسون . على الرغم من أن المسار المحدد غير معلوم، إلا أن نقص الدوبامين أدى إلى حالات موثقة من الخلط الشمي والوهم.

التشخيص

عدل

الخطوة الأولى في تشخيص أي حالة مرضية هي أخذ التاريخ المرضي للحالة، متى ظهرت، هل هناك حدث صحي سابق أصاب المريض مثل عدوى الجهاز التنفسي العلوي، التهاب الجيوب الأنفية او إصابة رضية للرأس خصوصاً مقدمة الرأس. كما يجب أخذ النظر في الأمراض المزمنة التي يعاني منها المريض مثل الصرع الصدغي او استخدام أدوية معينة تؤثر على الشم.[10] يأتي بعده الفحص السريري العام للبحث عن علامات المسببات، مثل وجود آثار إصابة في الرأس أول علامات التهاب الجيوب الأنفية أو تغير في الحس الرؤية أو تغير في فحص قاع العين بسبب أورام الدماغ.[11]

الفحص الخاص: يكون هدفه التحقق من شكوى المريض ودراسة درجة إصابته. إحدى أشهر الطرق المستخدمة لتشخيص الخطل الشمي هو اختبار تحديد الروائح بجامعة بنسلفانيا (UPSIT). "Sniffin 'Sticks" حيث يعرض على المصاب أربعين رائحة مغلفة بكبسولات مجهرية "ميكروكبسول" واحدة بعد الأخرى، ويجيب المريض بنوع الرائحة وقوتها.[12]

العلاج

عدل

الخطوة الأولى لعلاج حالة الخطل الشمي تبدأ بعلاج السبب أولاً، وهذا لا يعني ان تعود حالة الشم لطبيعتها بزوال السبب مباشرة.[13]

تزول أو تقل أعراض الخطل الشمي عند معظم المرضى بمرور الوقت في حال زوال السبب مثل عدوى الجهاز التنفسي العلوي. على الرغم من أنها قد تستمر لسنوات عدة.

من المعروف الآن أن التدريب الشمي هو علاج آمن وفعال لفقدان حاسة الشم.[14] تتضمن هذه الطريقة اختيار المريض لأربعة روائح معروفة واستنشاق هذه الروائح عمدا مرتين يوميا. أظهرت دراسة عشوائية مضبوطة تحسنا في وظيفة حاسة الشم بعد 18 أسبوعا، خاصة في المرضى الذين بدأوا التدريب خلال الأشهر ال 12 الأولى بعد بدء الخلل الوظيفي الشمي. قد يساعد التخلص من السموم (على سبيل المثال، دخان السجائر، الملوثات المحمولة جوا) في استعادة حاسة الشم.

أنظر أيضا

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ Bonfils، P؛ P Avan؛ P Faulcon؛ D Malinvaud (فبراير 2005). "Distorted odorant perception - Analysis of a series of 56 patients with parosmia". Archives of Otolaryngology–Head & Neck Surgery. ج. 131 ع. 2: 107–112. DOI:10.1001/archotol.131.2.107. PMID:15723940.
  2. ^ Franselli، J؛ B.N. Landis؛ S. Heilmann؛ B. Hauswald؛ K.B. Huttenbrink؛ J.S. Lacroix؛ D.A. Leopold؛ T. Hummel (2004). "Clinical presentation of qualitative olfactory dysfunction". Eur Arch Otohinolaryngol. ج. 261: 411–415.
  3. ^ Landis، B.N.؛ J. Frasnelli J؛ T. Hummel (يناير 2006). "Euosmia: A rare form of parosmia". Acta Oto-Laryngologica. ج. 126 ع. 1: 101–103. DOI:10.1080/00016480510043954. PMID:16308262.
  4. ^ Schoch, Deborah (15 Jun 2021). "Distorted, Bizarre Food Smells Haunt Covid Survivors". The New York Times (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0362-4331. Archived from the original on 2022-08-08. Retrieved 2021-06-20.
  5. ^ Moss, Alex (28 Aug 2020). "Covid-19 smell loss 'made meat taste like petrol'". BBC News (بالإنجليزية البريطانية). Archived from the original on 2023-01-29. Retrieved 2020-08-28.
  6. ^ Fukazawa، K (يناير 2005). "A local steroid injection method for olfactory loss due to upper respiratory infection". Chemical Senses. ج. 30: 1212–3. DOI:10.1093/chemse/bjh189. PMID:15738120.
  7. ^ "Scientists identify 'trigger molecule' for Covid-related changes to smell". the Guardian (بالإنجليزية). 25 May 2022. Archived from the original on 2022-09-27. Retrieved 2022-05-28.
  8. ^ Emmett، EA (1976). "Parosmia and hyposmia induced by solvent exposure". British Journal of Industrial Medicine. ج. 33 ع. 3: 196–8. DOI:10.1136/oem.33.3.196. PMID:963006. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |PMCID= تم تجاهله يقترح استخدام |pmc= (مساعدة)
  9. ^ Jacek، Sarah؛ R.J. Stevenson؛ L.A. Miller (نوفمبر 2007). "Olfactory dysfunction in temporal lobe epilepsy: A case of ictus-related parosmia". Epilepsy & Behavior. ج. 11 ع. 3: 466–70. DOI:10.1016/j.yebeh.2007.05.016. PMID:17761459.
  10. ^ Tuccori, Marco; Lapi, Francesco; Testi, Arianna; Ruggiero, Elisa; Moretti, Ugo; Vannacci, Alfredo; Bonaiuti, Roberto; Antonioli, Luca; Fornai, Matteo (2011-10). "Drug-Induced Taste and Smell Alterations: A Case/Non-Case Evaluation of an Italian Database of Spontaneous Adverse Drug Reaction Reporting". Drug Safety (بالإنجليزية). 34 (10): 849–859. DOI:10.2165/11593120-000000000-00000. ISSN:0114-5916. Archived from the original on 2023-01-21. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (help)
  11. ^ "Disorders of Taste and Smell: Introduction and Background, Anatomy and Physiology, Etiology of Smell and Taste Disorders". 22 ديسمبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-09-12. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  12. ^ Wolfensberger، M.؛ Schnieper، I.؛ Welge-Lüssen، A. (مارس 2000). "Sniffin'Sticks: a new olfactory test battery". Acta Oto-Laryngologica. ج. 120 ع. 2: 303–306. DOI:10.1080/000164800750001134. ISSN:0001-6489. PMID:11603794. مؤرشف من الأصل في 2023-01-21.
  13. ^ Hummel، T.؛ Whitcroft، K.L.؛ Andrews، P.؛ Altundag، A.؛ Cinghi، C.؛ Costanzo، R.M.؛ Damm، M.؛ Frasnelli، J.؛ Gudziol، H. (1 مارس 2017). "Position paper on olfactory dysfunction". Rhinology journal. ج. 54 ع. 26: 1–30. DOI:10.4193/rhino16.248. ISSN:0300-0729. مؤرشف من الأصل في 2023-01-21.
  14. ^ Hummel، Thomas؛ Rissom، Karo؛ Reden، Jens؛ Hähner، Aantje؛ Weidenbecher، Mark؛ Hüttenbrink، Karl-Bernd (2009-03). "Effects of olfactory training in patients with olfactory loss". The Laryngoscope. ج. 119 ع. 3: 496–499. DOI:10.1002/lary.20101. ISSN:0023-852X. مؤرشف من الأصل في 2023-01-21. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)