رفيدة الأسلمية

صحابية وطبيبة مسلمة، تعد أول ممرضة في الإسلام

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها علاء (نقاش | مساهمات) في 19:10، 6 يونيو 2020 (←‏جائزة رُفيدة الأسلمية في التمريض: تدقيق لغوي). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

رُفَيْدَةُ الأسلمية أو رُفيدة بنت سعد هي أخصائية اجتماعية وطبيبة مُسلمة عُرِفت كأول ممرضة مُسلمة وأول جَراحة في الإسلام.[1]

رفيدة الأسلمية
 

معلومات شخصية
الميلاد العقد 620  تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
الحجاز
الوفاة الحجاز
الإقامة المدينة المنورة
العرق عرب
الحياة العملية
المهنة ممرضة  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغة الأم العربية  تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
أعمال بارزة الطب
الخدمة العسكرية
المعارك والحروب غزوة الخندق،  وغزوة خيبر  تعديل قيمة خاصية (P607) في ويكي بيانات

حياتها

معلومات عامة

كانت من أوائل أهل المدينة دخولاً في الإسلام، وُلدت رُفيدة في قبيلة بني الأسلم من اتحاد قبائل الخزرج في المدينة المنورة، نالت شهرتها في البداية بمساهمتها مع نساء الأنصار في الترحيب بوصول نبي الله مُحمَّد إلى المدينة.[2] عرفت رُفيدة الأسلمية كممرضة معطاءة عطوفة ومنظمة جيدة. من خلال مهاراتها الطبية، قامت رُفيدة الأسلمية بتدريب نساء أخريات، من ضمنهم زوجات الرسول السيدة عائشة لكي يصبحن ممرضات ومن أجل العمل في مجال الرعاية الصحية. عملت رُفيدة أيضا كأخصائية اجتماعية، حيث ساعدت في حل المشكلات الاجتماعية المتعلقة بالأمراض. إلى جانب مساعدتها للأطفال المحتاجين ورعايتها للأيتام، والمعاقين والفقراء.[3]

صِلَتها العائلية بالطب

نشأت رُفيدة في عائلة لها صِلَة قوية بالطب، فوالدها "سعد الأسلمي" كان طبيب ومعلمها الخاص حيث اكتسبت رُفيدة منه خبرتها الطبية. وقد كرست نفسها للتمريض ورعاية المرضى، وأصبحت طبيبة متخصصة. وعلى الرغم من استحواذ الرجال وحدهم بعض المسؤوليات كالجراحة وبتر الأعضاء، مارست رُفيدة الأسلمية مهاراتها في المستشفى الميداني والتي كانت تقام في خيمتها أثناء العديد من الغزوات حيث أمر رسول الله مُحمَّد -صلّ الله عليه وسلم- بنقل الجرحى إلى خيمتها وقد اعتادت رُفيدة أن تعالجهم بخبرتها الطبية.[3] يقال أن رفيدة أيضا كانت تمد الجنود الجرحى بالرعاية أثناء الجهاد، وتوفر المَآوِي من الرياح وحرارة الصحراء القاسية لمن هم على وشك الموت.[4][5]

جوانب تاريخية للعمل النسائي بمهنة التمريض في الجزيرة العربية

عصر الجاهلية وصدر الإسلام (الفترة بين 570-632 م)

ظهرت مهنة التمريض والجراحة النسائية على الأغلب في زمن النبي مُحمَّد، وقد مرت مهنة التمريض والجراحة النسائية في الجزيرة العربية من العصر الإسلامي إلى العصور الحديثة بتطور تاريخي وشهدت اضطرابات تاريخية وعوائق ثقافية وضغوطات اجتماعية عامة.[1] بالرغم من محدودية التوثيق المتعلق بتاريخ التمريض في العصر الجاهلي، فإن التقدير الأمثل للنماذج الدينية والاجتماعية كان في زمن الرسول حيث كان هناك تقدير لأدوار الممرضين أكثر مما كان عليه في العصور السابقة. وعلى العكس ففي أثناء التوسع الصليبي تم تفسير المرض على أنه عقاب إلهي للإنسان. والنظافة عند المسلمين ذات قيمة بالغة حيث ارتبطت بالطقوس الدينية وأقرب مثال الوضوء للصلاة اليومية.[6] في زمن الرسول والذي اشتهر بتعدد الغزوات كان الأطباء بأنفسهم من يقومون بمهام الزيارات الشخصية للمريض وتشخيص حالات المرض وتوفير العلاج لمن يحتاجه. ووضعت معظم مسؤوليات رعاية المريض من الناحية الفسيولوجية والبيولوجية على عاتق الأطباء وحدهم، وقد كان دور الممرضات محدود حيث اقتصر دورهم على توفير الراحة الجسدية والدعم النفسي للمرضى.[1]

 
الباب الأمامي للمارستان القديم سلا بالمغرب والذي صممه معماريون مسلمون و أشرف عليه من قبل أطباء مسلمون

فترة ما بعد الرسالة إلى العصور الوسطى مابين (632-1500 م)

مع قلة الغزوات والاضطرابات المدنية التي ظهرت في جو من الثقافة الإسلامية أثناء عهد الرسول، فقد أدى التقدم في مجال التكنولوجيا والعمارة إلى إنشاء العديد من المستشفيات الحديثة وابتكار طرق جديدة لعلاج المرضى. مع ذلك كانت وظيفة الممرضات في تلك الفترة الزمنية ذات مكانة بدائية فقد اقتصرت واجباتها على تقديم الطعام وإعطاء الأدوية للمرضى،[1] وقد اقتضت المعايير الدينية والاجتماعية في ذلك الوقت الفصل بين أجنحة وعنابر المستشفى على أساس النوع، فيعالج الرجال الرجال وتعالج النساء النساء.[7] بالرغم من قلة التمييز في العصر الحالي، إلا أن قيم العديد من الشعوب الإسلامية تجاه سياسات مستشفياتها قد اظهرت تأثرهم بممارسات العزل السابقة.[1]

التطور في مهنة التمريض

ظهور رُفيدة الأسلمية كرائدة في مجال التمريض

وبالرغم من دور المرأة المحدود في ذلك المجال، إلا أن هناك تحولًا ثقافيًا كبيرًا تجاه تلك القضية، ما جعلها تظهر كقائدة في المستشفيات، وهو مجال سيطر عليه الرجال طويلًا. وقد أثبتت الوثائق أن رُفيدة كانت قائدة بارعة وموهوبة حيث مارست مهنة التمريض في زمن الرسول وكانت أول ممرضة مسلمة. بالرغم من أن هناك اختلاف بسيط على من هي صاحبة لقب "أول طبيبة وممرضة" في التاريخ، إلا أن بعض الشعوب العربية الإسلامية تنسب اللقب إلى رُفيدة كأول طبيبة وممرضة مسلمة.[8]

أصول نشأة وحدة العناية المركزة

استخدمت رُفيدة الأسلمية مهارتها وخبرتها الطبية في تطوير أول وحدات العناية المتنقلة لكي تلائم الاحتياجات الطبية للمجتمع.[9] الهدف من عملها هو تنظيم وحدات طبية لتوفير الرعاية والاستقرار للمرضى قبل إجراء العمليات الجراحية. أثناء الغزوات قادت رُفيدة مجموعة من الممرضات المتطوعات حيث ذهبن لساحة المعركة وعالجوا الجرحى. وقد شاركت رُفيدة في غزوة بدر وأحد والخندق وخيبر وغيرهم من الغزوات.

 
مسجد سلمان الفارسي، موقع غزورة الخندق حيث قامت رفيدة الأسلمية بمعالجة الجرحى به

وخلال فترات السلام، استمرت رُفيدة الأسلمية في جهودها الإنسانية بتوفير المساعدات للمحتاجين من المسلمين.

تراث

لقد قامت رُفيدة بتدريب مجموعات من النساء للعمل كممرضات. عندما كان يستعد جيش المسلمين لغزوة خيبر، ذهبت رُفيدة ومجموعة من الممرضات المتطوعات للرسول ليطلبن منه الأذن للمشاركة "يا رسول الله، نحن نريد الذهاب معكم والمشاركة في المعركة بعلاج الجرحى ومساعدة المسلمين بقدر إمكاننا". وقد أعطاهم الرسول الإذن بالذهاب. وقد أدت الممرضات المتطوعات عملهم على أكمل وجه وقد خصص الرسول جزء من الغنيمة لرُفيدة. حيث كان دورها يعادل دور الجنود المقاتلين. وهذا عرفان بدورها الطبي.[2]

جائزة رُفيدة الأسلمية في التمريض

في كل عام تمنح الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا وجامعة البحرين جائزة رُفيدة الأسلمية للطالب المميز. ويحدد الفائز بالجائزة فريق من كبار الأطباء، تمنح جائزة رُفيدة الأسلمية في التمريض للطالب البارع في تقديم أفضل رعاية وتمريض للمرضى.[10] أما في الأردن فقد أطلق المجلس التمريضي الأردني في عام 2009 جائزة الأميرة منى بنت الحسين للتمريض والقبالة حيث يتم منح قلادة رفيدة الأسلمية للطلبة الأردنيين وغير الأردنيين ممن تميّزوا في جميع مجالات التمريض أو في دعم مهنة التمريض أو قاموا بمبادرات تهدف إلى تطوير الرعاية.[11]

المراجع

  1. ^ ا ب ج د ه Miller-Rosser, K., Chapman, Y., Francis, K. (July 19, 2006): "Historical, Cultural, and Contemporary Influences on the Status of Women in Nursing in Saudi Arabia". OJIN: The Online Journal of Issues in Nursing. Vol. 11, No. 3.
  2. ^ ا ب Paderborner, SJ. "Who was Rufaida Al-Aslamia?". نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ ا ب Al-Hassani, Salin TS. "Women's Contribution to Classical Islamic Civilisation: Science, Medicine, and Politics". Muslim Heritage. Retrieved 24 November 2013. نسخة محفوظة 10 نوفمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ [Miller-Rosser, K., Chapman, Y., Francis, K. (July 19, 2006): "Historical, Cultural, and Contemporary Influences on the Status of Women in Nursing in Saudi Arabia". OJIN: The Online Journal of Issues in Nursing. Vol. 11, No. 3.]
  5. ^ see Stars in the Prophet's Orbit by Asmaa Tabaa, translated by Sawsan Tarabishy for a short biography
  6. ^ Lyons, Jonathan. "Early Islamic Medicine". Medicine. Retrieved 24 November 2013. نسخة محفوظة 15 مايو 2018 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ Donahue, M.P. (1985) Nursing: the finest art. An illustrated history. St Louis: Mosby.
  8. ^ Jan, R. (1996). Rufaida Al-Asalmiya, the first Muslim nurse. Image: The Journal of Nursing Scholarship, 28(3), 267-268.
  9. ^ El-Sanabary, N. (2003). "Women and the nursing profession in Saudi Arabia". In N. H. Bryant (Ed.), Women in nursing in Islamic societies. Pakistan: Oxford University Press.
  10. ^ "RCSI Bahrain announces four new awards during conferring ceremony". Royal College of Surgeons in Ireland. Retrieved 25 November 2013. نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ "المجلس التمريضي الأردني". jnc.gov.jo. مؤرشف من الأصل في 2018-10-26. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-29.