اللهجات العربية في آسيا الوسطى: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
طلا ملخص تعديل
وسم: تعديل مصدر 2017
سطر 20:
|fam4= [[لغات عربية|عربية]]
|fam5=مركزة
|script = ليست لغة مكتوبة<ref name{{sfn|تشيكوفاني|2010|p="الفيصل"/>91}}
|lc1=abh|ld1=العربية الطاجيكية
|lc2=auz|ld2=العربية الأوزبيكية
سطر 39:
من المحتمل أن أصول العرب الذين يتحدثون باللهجات العربية في آسيا الوسطى قديمة جداً. إذ إن العرب هاجروا إلى وسط آسيا منذ [[فتح ما وراء النهر]] ودخول المسلمين إليها في القرنين السابع والثامن الميلاديَّيْن، واستوطن بعضهم منذئذٍ في المدن الكبرى بهذه البلاد، بينما انتشر آخرون بالتدريج إلى الأرياف والقرى. تشيرُ عِدّة أدلة تاريخية، من ضمنها رواية [[الجاحظ]] في القرن التاسع للميلاد والجغرافي [[اليعقوبي]] في القرن التاسع عشر، إلى أن جالياتٍ كبيرة من العرب سكنت في مدن وسط آسيا وانصهروا مع ثقافة السكان الأصليين ولغتهم، لكن من المحتمل أن بعض هؤلاء العرب نزحوا إلى الضواحي والبادية، ولعلَّ العُزْلة التي نالوها هناك ساعدتهم على صونِ ثقافتهم ولغتهم رغم طول الزمن.<ref name="الفيصل"/> ويذكر المؤرخ [[الإصطخري]] أن مقاطعة قشقداريا كانت فيها قرية باسم "قريش" في القرون الهجرية الأولى، ولعلَّها كانت قرية عربية.<ref name="الفيصل92"/>
 
لم يقتصر سكن العرب تاريخياً في هذا الإقليم على بخارى وقشقداريا، وإنما يشيرُ اليعقوبي إلى أن العرب استقرّوا حضراً في ميدنتي [[مرو]] (في [[تركمانستان]] حالياً) و[[بلخ]] (في [[أفغانستان]]) وبدواً في ضواحي هاتين المدينتين، ومن أمثلة ذلك أيضاً ما ورد عن أن البدو العرب في ضواحي [[جرجان]] بلغوا عشرين ألفاً، كما ورد في بعض المصادر أن كثيراً من العرب قطنوا مدينة [[كابول]] الأفغانية في القرن السادس عشر. وتندرُ المعلومات عن تاريخ العرب في وسط آسيا بالقرنين السابع عشر والثامن عشر، على أن سجلات عِدّة تثبتُ وجودهم في مطلع القرن التاسع عشر في محيط بخارى (حيث كان لهم حكمٌ ذاتي بزعامة الأمير "هازور") وفي [[ترمذ]] و[[قرشي]].<ref name="الفيصل92">مجلة الفيصل، غوارم {{sfn|تشيكوفاني (المصدر نفسه): ص92.</ref>|2010|p=92}}
 
=== الأصول المعاصرة ===
سطر 58:
== النطاق الجغرافي ==
[[File:Nowruz in northern Afghanistan-2011.jpg|تصغير|250بك|نزح كثيرٌ من العرب إلى شمال أفغانستان في نهاية القرن الثامن عشر، وانصهر كثيرٌ منهم بالمجتمع الأفغاني، على أن بعض الناطقين بالعربية ما زالوا يعيشيون في ضواحي مدينة مزار شريف (التي يظهر وسطها وجامعها الأزرق هنا).]]
تنقسمُ اللهجات العربية في وسط آسيا إلى أربع فئات: أولها هي '''اللهجة البخارية''' الدارجة في ضواحي مدينة [[بخارى]] (التي تقعُ قريباً من نهر [[جيحون]] في جنوب دولة أوزبكستان)،<ref name="الفيصل" /> وقد اشتقّت منها ثانيةٌ هي '''اللهجة الأفغانية''' التي يتحدث بها مهاجرون عربٌ لجؤوا من بخارى إلى ضواحي بلخ (وتعتبر العربية الأفغانية والعربية البخارية لهجةً واحدة في الأساس)،{{sfn|Seeger|2013|p=5}} وثالثها '''اللهجة القشقدارية''' الدارجة في [[ولاية قشقداريا]] (وهي -كذلك- في جنوب دولة أوزبكستان)،<ref name="الفيصل" /> وهي تختلفُ اختلافاتٍ جمَّة عن اللهجة البخارية، بل إنه ليس بينهما [[فهم متبادل]]،<ref name="الفيصل93">مجلة الفيصل، غوارم {{sfn|تشيكوفاني (المصدر نفسه): ص93.</ref>|2010|p=93}} ورابعها هي '''اللهجة الخراسانية''' التي تتحدث بها قبائل عربية مستقرّة في أرياف [[مقاطعة خراسان]] شرق إيران، وهذه اللهجة قريبةٌ من اللهجة القشقدارية نسبياً وكذلك من اللهجات العراقية، على أنهاتبقى لهجةً قائمة بذاتها ولها خواصها الفريدة.{{sfn|Seeger|2013|p=6}}
 
وقد انعزلت هذه اللهجات الأربع عن سائر اللهجات العربية لحقبةٍ طويلة من الزمن فاكتسبت صفاتٍ خاصة، والحال التي اكتسبتها من ذلك شبيهة بحالة [[عربية مالطية|العربية المالطية]] التي أمست لغةً قائمةً بذاتها بفعل هذا التأثير، على أن اللهجات العربية في وسط آسيا تختلفُ عن المالطية بأنها منطوقةٌ حصراً، فهي ليست لغاتٍ تستخدم للكتابة ولا للتدوين{{sfn|تشيكوفاني|2010|p=91}} (ما عدا ما وردَ في كتب وأبحاث علماء اللسانيات ممَّن درسوهما).{{sfn|Csató|Isaksson|Jahani|2005|p=134}}