عثمان الأول: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
لا ملخص تعديل
سطر 31:
وُلد عُثمان الأوَّل سنة [[656 هـ|656هـ]] المُوافقة لِسنة [[1258]]م،<ref group="ِ">{{استشهاد ويب |عنوان=The Sultans: Osman Gazi |مسار=http://www.theottomans.org/english/family/osman.asp |ناشر=TheOttomans.org |تاريخ الوصول=13 كانون الأوَّل (ديسمبر) 2013| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190512201337/http://www.theottomans.org/english/family/osman.asp | تاريخ أرشيف = 12 مايو 2019 }}</ref> للأمير [[أرطغرل|أرطُغرُل الغازي]]، عامل [[سلاجقة الروم]] على إحدى الثُغور المُطلَّة على [[بحر مرمرة]]، و[[حليمة خاتون]]. وصُودف أن يُولد في ذات اليوم الذي [[سقوط بغداد (1258)|غزا خلاله المغول مدينة بغداد]] عاصمة [[الدولة العباسية|الدولة العبَّاسيَّة]] وحاضرة [[خلافة إسلامية|الخِلافة الإسلاميَّة]]، الأمر الذي جعل المُؤرخين العُثمانيين اللاحقين يربطون بين الحدثين بِطريقةٍ دراماتيكيَّة. تولّى عُثمان شؤون الإمارة وزعامة العشيرة بعد وفاة والده، فأخلص الولاء [[سلاجقة الروم|للسلطنة السُلجوقيَّة الروميَّة]] على الرُغم مما كانت تتخبَّط فيه من اضطراب وما كان يتهدَّدها من أخطار. وفي سنة [[1295]]م شرع عُثمان بمُهاجمة الثُغور [[بيزنطة|البيزنطيَّة]] باسم السُلطان السُلجوقي و[[قائمة الخلفاء العباسيين|الخليفة العبَّاسي]]، ففتح عدَّة حُصون وقاد عشيرته إلى سواحل [[بحر مرمرة]] و[[البحر الأسود]]. وحين تغلَّب [[مغول|المغول]] على سلاجقة الروم وقضوا على دولتهم، سارع عُثمان إلى إعلان استقلاله عن السلاجقة، فكان بذلك المُؤسس الحقيقي لِدولةٍ تُركيَّةٍ كُبرى نُسبت إليه فيما بعد، فعُرفت «[[الدولة العثمانية|بالعُثمانيَّة]]».<ref name="المقدمة">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= جحا، شفيق|مؤلف2= [[منير البعلبكي|البعلبكي، مُنير]]|مؤلف3= [[بهيج عثمان|عُثمان، بهيج]]|عنوان= المُصوَّر في التاريخ|إصدار= التاسعة عشرة|سنة= 1999م|ناشر= [[دار العلم للملايين]]|مكان= بيروت، لُبنان|صفحة=116}}</ref> وظلَّ عُثمان يحكم الدولة الجديدة بصفته سُلطانًا مُستقلًّا حتَّى سنة [[1326]]م. وفي هذه السنة فتح ابنه [[أورخان غازي|أورخان]] مدينة [[بورصة (مدينة)|بورصة]] الواقعة على مقرُبة من بحر مرمرة، وكان عُثمان في هذه الفترة قد مرُض مرض الموت، وما لبث أن تُوفي، فنُقل جُثمانه إلى [[بورصة (مدينة)|بورصة]] ودُفن فيها، الأمر الذي جعل للمدينة رمزيَّة كبيرة عند العُثمانيين لاحقًا.<ref name="المقدمة"/> أمَّا خُلفائه وذُريَّته فقد تابعوا الحملات التي بدأ فيها حتَّى أواسط [[القرن 17|القرن السَّابع عشر الميلاديّ]]، مُحولين الإمارة التي وضع أُسسها إلى إمبراطوريَّة عالميَّة.<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب |الأخير=Quataert |الأول= Donald |تاريخ= 2005 |عنوان=The Ottoman Empire, 1700–1922 |مسار=http://www.cambridge.org/us/academic/subjects/history/european-history-after-1450/ottoman-empire-17001922-2nd-edition |مكان=Cambridge |ناشر=Cambridge University Press |صفحة=4 |الرقم المعياري=9780521547826| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170817195545/http://www.cambridge.org/us/academic/subjects/history/european-history-after-1450/ottoman-empire-17001922-2nd-edition | تاريخ أرشيف = 17 أغسطس 2017 }}</ref>
 
رُغم شُيوع لقب «السُلطان» أو «الپاديشاهالپادشاه» والتصاقه بعُثمان الأوَّل إلَّا أنَّه لم يكن سُلطانًا فعليًّا في زمانه، وإنما لُقب بذلك لاحقًا لاعتباره مُؤسس سُلالة السلاطين العُثمانيين. اشتهر عُثمان الأوَّل ببساطة العيش والملبس لِتأثره بِمُعتقدات [[درويش|الدراويش]] [[صوفية|الصوفيَّة]]، وكان بعيدًا عن الترف والبذخ، فحافظ على نمط حياته كشيخٍ لِعشيرة قايى، وحافظ على التقاليد التُركيَّة القديمة التي تحكم العلاقة بين الشيخ وأفراد العشيرة، وهي تقاليد سابقة على [[إسلام|الإسلام]] لم يهجرها التُرك لِعدم تعارضها مع تعاليم [[شريعة إسلامية|الشريعة الإسلاميَّة]].<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= أرمغان، مُصطفى|مؤلف2= ترجمة: مُصطفى حمزة|عنوان= التَّاريخ السرّي للإمبراطوريَّة العُثمانيَّة: جوانب غير معروفة من حياة سلاطين بني عُثمان|إصدار= الأولى|صفحة= 15|سنة= [[1435 هـ|1435هـ]] - [[2014]]م|ناشر= [[الدار العربية للعلوم ناشرون|الدار العربيَّة للعُلوم ناشرون]]|الرقم المعياري= 9786140111226|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref>
 
== خلفيَّة تاريخيَّة ==
سطر 94:
تطلَّع عُثمان، بعد انتصاراته المُتعددة، إلى التمدُّد على محورين، وذلك بِهدف عزل المُدن البيزنطيَّة التي أراد فتحها، فقطع الطريق المُؤدي إلى مدينة إزنيق من الجهة الشرقيَّة، وتقدَّم من الغرب صوب لوباديون - أولوباط - وأورانوس، ثُمَّ التفَّ حول [[جبل أولوداغ|سلسلة جبال أولوطاغ]] من الشمال والجنوب مُتجنبًا دُخول مدينة [[بورصة (مدينة)|بورصة المُحصَّنة]]، فاتصل بجيرانه المُسلمين في الجنوب الشرقي.<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب |الأخير=Shaw|الأول= Stanford |تاريخ= 1976|عنوان=History of the Ottoman Empire and modern Turkey|مكان=New York|ناشر=Cambridge University Press|المجلد=1|صفحة=14|الرقم المعياري=9780521291668|مسار=http://psi424.cankaya.edu.tr/uploads/files/Shaw,%20Ott%20Emp%20Mod%20Turkey%202-1.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20150925065632/http://psi424.cankaya.edu.tr/uploads/files/Shaw,%20Ott%20Emp%20Mod%20Turkey%202-1.pdf | تاريخ أرشيف = 25 سبتمبر 2015 }}</ref> ولمَّا كانت الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة مُنهمكة بإخماد القلاقل والفتن في العاصمة وفي [[البلقان]]، ومشغولة بالصدامات المُستمرَّة مع أعدائها الأقوياء في الأناضول، أمثال القرمانيين والإمارات الساحليَّة، فإنها لم تستطع، ولِمُدَّةٍ طويلة، أن تتحرَّك ضدَّ عُثمان الذي وجد نفسهُ حُرًّا في التوسُّع على حسابها.<ref name="ReferenceB">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= طقّوش، مُحمَّد سُهيل|عنوان= تاريخ العثمانيين: من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة|إصدار= الثانية|صفحة= 30|سنة= [[1429 هـ|1429هـ]] - [[2008]]م|ناشر= دار النفائس|الرقم المعياري= 9789953184432 |مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> وفي الوقت ذاته، كانت السلطنة السُلجوقيَّة الروميَّة تعيش أيَّامها الأخيرة، وقبضتها تضعف شيئًا فشيئًا على الإمارات التُركمانيَّة، وكان الإلخان المغولي محمود غازان غاضبًا على السُلطان علاء الدين كيقباد الثالث لِكثرة اشتكاء مرؤوسيه منه، إذ كان هذا السُلطان قد شرع بتطهير بلاطه من رجال وحاشية سابقه السُلطان [[غياث الدين مسعود|غيَّاث الدين مسعود بن كيكاوس]]، مُنتهجًا في ذلك نهجًا بالغ القساوة، الأمر الذي نجم عنه تراجع شعبيَّته في الأوساط العسكريَّة والسياسيَّة السُلجوقيَّة، فطلبه الإلخان إلى تبريز حيثُ اغتاله وفق إحدى الروايات، وأعاد تنصيب السُلطان غيَّاث الدين مسعود بدلًا منه.<ref group="ِ">Claude Cahen, ''Pre-Ottoman Turkey: a general survey of the material and spiritual culture and history'', trans. J. Jones-Williams, (New York: Taplinger, 1968) p. 300</ref> وفي روايةٍ أُخرى أنَّ جُموع المغول و[[تتار|التتر]] أغارت على بلاد [[آسيا الصغرى|آسيا الصُغرى]] في سنة [[699 هـ|699هـ]] المُوافقة لِسنة [[1300]]م تقريبًا، وقتلت السُلطان علاء الدين كيقباد في عاصمة مُلكه قونية، كما قيل أنَّ غيَّاث الدين مسعود قتله بنفسه طمعًا بِعودة المُلك إليه.<ref name="سقوط السلاجقة"/> وقيل أيضًا أنَّ علاء الدين كيقباد نجا بنفسه والتجأ إلى الإمبراطور البيزنطي واحتمى في بلاطه إلى أن أدركه الموت. وبجميع الأحوال فإنَّ سلطنة غيَّاث الدين مسعود كانت قصيرة ودامت ما بين 4 و6 سنوات، وعندما توفي زالت معهُ سلطنة سلاجقة الروم نهائيًّا، وقيل أيضًا أنَّ المغول قتلوه وقضوا على دولته، فاتحين المجال للإمارات التُركمانيَّة بالاستقلال.<ref name="سقوط السلاجقة"/><ref>[http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=187141&wheretosearch=0&RecID=1&srchwords=%DA%CB%E3%C7%E4%20%C7%E1%C3%E6%E1&R1=1&R2=0&hIndex=&order= إسلام ويب، موقع المقالات: عثمان بن أرطغرل.. مؤسس الخلافة العثمانية.] تاريخ النشر: [[11 يونيو|11 حُزيران (يونيو)]] [[2013]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20131017220744/http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article |date=17 أكتوبر 2013}}</ref>
[[ملف:Sultan Osman.jpg|تصغير|السُلطان عُثمان الغازي على تخت الإمارة، ويبدو إلى جانبه اثنان من القادة التُرك رُفقاء دربه: آقچه خوجة على اليسار، وقُونور ألب على اليمين.]]
أتاح زوال السلطنة السُلجوقيَّة الروميَّة لِعُثمان بأن يستقل بالأراضي المُقتطعة لهُ كافَّة، ولقَّب نفسهُ «پاديشاهپادشاه آل عُثمان» أي «عاهل آل عُثمان»،<ref name="سقوط السلاجقة"/> ووضع نصب عينيه ضم آخر الثُغور والقلاع والحُصون البيزنطيَّة إلى ديار الإسلام. وقيل: إنه لما مات السُلطان علاء الدين السُلجوقي في قونية، ولم يكن له ذُريَّة، اجتمع الوُزراء والأعيان وقرَّروا أنَّهُ لا يليق للسلطنة سوى عُثمان الغازي، فعرضوا عليه هذا الأمر فأجاب طلبهم، وصار سُلطانًا من هذا التاريخ.<ref name="قصة الإسلام">[http://islamstory.com/ar/عثمان-بن-ارطغرل-مؤسس-الدولة-العثمانية قصة الإسلام: عثمان بن أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية.] تاريخ النشر: [[21 أبريل|21 نيسان (أبريل)]] [[2013]] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20161205115019/http://islamstory.com:80/ar/عثمان-بن-ارطغرل-مؤسس-الدولة-العثمانية |date=5 ديسمبر 2016}}</ref> تُشيرُ الكثير من الروايات العُثمانيَّة إلى أنَّ استقلال عُثمان بالأمر كان سنة [[687 هـ|687هـ]] المُوافقة لِسنة [[1299]]م، في حين يقول قسمٌ من المُؤرخين المُعاصرين أنَّ هذا غير دقيق، فسلطنة سلاجقة الروم لم تنتهي إلَّا بوفاة السُلطان غيَّاث الدين مسعود سنة [[1306]]م، ولعلَّ الاستقلال الذي ذُكر في التاريخ العُثماني يُقصد به أنَّ السلطنة فقدت هيمنتها على الإمارات الحُدوديَّة بعد أن اضمحلَّت إدارتها، وأنَّ الاستقلال الفعلي للإمارة العُثمانيَّة لم يحل إلَّا بعد وفاة الإلخان المغولي أبو سعید بهادُر خان سنة [[736 هـ|736هـ]] المُوافقة لِسنة [[1335]]م من دون أن يُعيِّن خلفًا له، ما أدّى إلى نُشوب صراعات على الحُكم في [[الدولة الإلخانية|الدولة الإلخانيَّة]] كان من نتيجتها استقلال إمارات الأناضول استقلالًا فعليًّا.<ref name="مقاتل"/> وبِجميع الأحوال فإنَّ وفاة السُلطان علاء الدين أدَّت إلى وُقُوع بلاده في الفوضى، وكثُر الهرج والمرج فيها، فالتحق أكثر عسكره بِعُثمان الأوَّل،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[حاجي خليفة|القُسطنطيني، الحاج مُصطفى بن عبد الله]]|مؤلف2= حقَّقه وقدَّم له وترجم حواشيه الدكتور سيِّد مُحمَّد السيِّد|عنوان= فذلكة أقوال الأخيار في علم التاريخ والأخبار|صفحة= 136|سنة= [[2003]]|ناشر= [[جامعة جنوب الوادي]]|تاريخ الوصول= [[8 نوفمبر|8 تشرين الثاني (نوڤمبر)]] [[2018]]م|مكان= [[سوهاج (توضيح)|سوهاج]] - [[مصر]]|مسار= https://www.academia.edu/32932365/%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A2%D9%84_%D9%85%D9%84%D9%88%D9%83_%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190525220832/https://www.academia.edu/32932365/عثمان_آل_ملوك_تاريخ | تاريخ أرشيف = 25 مايو 2019 }}</ref> مما أكسبه زخمًا كبيرًا ومنحهُ خُبرات عسكريَّة مُهمَّة أضافها إلى جيشه.
 
=== معركة بافيوس ===