متصرفية جبل لبنان: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
←‏الفلكلور: إزالة عبارة عن
←‏الفلكلور: إزالة "عبارة عن"
سطر 233:
{{نهاية قصيدة}}
|المصدر={{يوتيوب|1DAx8S1nBrs|نموذج عن الغناء القروي اللبناني}}<br/> بصوت الفنان [[ملحم زين]]}}
ومن أوجه الفلكلور الأخرى، الغناء القروي اللبناني، وهو غناء ذو طابع خاص، ومنه ما يُعرف باسم "[[ميجانا|الميجانا]]" أو "[[عتابا|العتابا]]"، والمعنّى، وهذين النمطين هما نوعا الغناء اللبناني الصرف وأكثرهما شيوعًا، وأحسنهما استئنافًا لقلوب القرويين، وهي عبارة عن أبيات من الشعر العاميّ تتلى [[لهجات لبنان|باللهجة اللبنانية]] وتتغنى عادةً بحبيب بعيد أو بالوطن الأم أو بالشوق.<ref name="عتابا">القرية اللبنانية: حضارة في طريق الزوال. الدكتور أنيس فريحة، جروس برس، طرابلس - لبنان. صفحة: 277 - 282؛ معاز قوّال الضيعة.</ref> تُرد لفظة الميجانا إلى جذر [[اللغة الآرامية|آرامي]] "نجن"، ويُفيد معنى [[لحن (توضيح)|اللحن]] وال[[غناء]]. أما لفظة المعنّى، فهي اسم مفعول سرياني من وزن فعّل، ومعناها المُغنى. وأبيات الميجانا تقوم على مبدأ المقطع، وكان من يقولها شخص من أبناء القرية ذو صوت رخيم، يُطلقون عليه "القوّال"، وكان أبناء القرية يفخرون بقوّالهم، كما كانت تفخر القبيلة العربية بظهور شاعر.<ref name="عتابا"/> وكان قوّال القرية يُدعى إلى الأعراس والأعياد في القرى الأخرى، فيذهب وتذهب معه "حوزته"، أي مريدوه وأصحابه، الذين يرددون أبياته والذين يصفقون له إعجابًا وتشجيعًا. وغالبًا ما كانت تقوم مباريات في إلقاء الشعر بين قوّالين أو أكثر، وما زالت هذه العادة سارية في قرى لبنان حتى الوقت الحالي.<ref name="عتابا"/>
 
من ألوان الفلكلور اللبناني التي كانت سائدة في المتصرفية، واندثرت اليوم، أو لم يبق منها إلا في بعض القرى النائية، تلك العادات التي تتعلق [[زواج|بالزواج]] [[ولادة|والإنجاب]]، فقد كان التزاوج بين عائلة وأخرى قضية يُنظر فيها طويلاً، ولا سيما بين الأوساط المسيحية والإسلامية المحافظة.<ref name="عرس"/> فكانت العائلات التي تدّعي شرف الحسب والنسب، أو التي تنعم بمقام دينيّ، لا تزوّج ولا تتزوّج إلا من "المجاويز"، والمجاويز هم العائلات التي لا يرون غضاضة في إعطائهم بناتهم بالزواج، أو تزويج أبنائهم من بناتهم. وفي كثير من الأحيان كان كبار العائلة ومشايخها يتفقون على تزويج الابن للبنت عندما يبلغان سن الرشد.<ref name="عرس"/> وكان القرويون يقيمون حفلتان ليلة العرس: حفلة للرجال وحفلة للنساء، ويوم العرس كانت تُقام "حفلة تعجيز"، وهي تتمثل في طلب أهل العروس إلى العريس ذاته أن يقوم بأعمال جسدية تبرهن على رجولته، وقوّة جسمه، في دار العروس، أو في ساحة القرية، فإن لم يقدر يستعين بأحد رفاقه ذوي البنية المتينة، ومن أعمال التعجيز هذه رفع جرن حجري ثقيل بيد واحدة أو بيدين، حسب الاتفاق، إلى فوق رأسه وذراعه ممدودة، أو أن يرفع مخلاً ثقيلاً لقلع الحجارة.<ref name="عرس">القرية اللبنانية: حضارة في طريق الزوال. الدكتور أنيس فريحة، جروس برس، طرابلس - لبنان. صفحة: 162 - 173؛ عرس القرية.</ref> وكان كثير من الرجال يكنون بألقاب قبل زواجهم، ثم يُطلقون على أبنائهم الذكور اسم الكنية التي أعطيت لهم قبل الزواج، وما زالت هذه العادة قائمة في لبنان، ومثالها: إلياس يُكنى بأبي ناصيف، وسليم يُكنى أبو نجيب، وجريس يُكنى أبو عسّاف، وحسن يُكنى أبو علي أو أبو يوسف، وداود يُكنى أبو سليمان، وإبراهيم يُكنى أبو إسماعيل، وغير ذلك.<ref>القرية اللبنانية: حضارة في طريق الزوال. الدكتور أنيس فريحة، جروس برس، طرابلس - لبنان. صفحة: 196 - 197؛ عندما يولد طفل في القرية.</ref>