هيليوم: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V4.2 (تجريبي) |
|||
سطر 1:
{{معلومات هيليوم}}
'''الهيليوم''' هو [[عنصر كيميائي]] له الرمز '''He''' وله [[عدد ذري|العدد الذري]] 2. يقع الهيليوم في [[جدول دوري|الجدول الدوري]] ضمن [[عناصر الدورة الأولى]] وعلى رأس [[غاز نبيل|عناصر المجموعة الثامنة عشر]]. في الظروف القياسيّة من الضغط ودرجة الحرارة فإنّ الهيليوم عبارة عن [[غاز]] عديم اللون والرائحة، غير سام وليس له مذاق. ينتمي الهيليوم إلى [[غاز نبيل|الغازات النبيلة]] لذلك فهو [[غاز خامل]] أحادي الذرة، وبسبب خموله الكيميائي لا توجد [[جزيء|جزيئات]] له، فهو يوجد دائماً في صورته الذريّة. للهيليوم أقلّ [[نقطة غليان|درجة غليان]] و[[نقطة
يعدّ الهيليوم ثاني أخفّ العناصر في الكون بعد [[هيدروجين|الهيدروجين]]، كما أنه ثاني أكثر العناصر [[وفرة العناصر الكيميائية|وفرةً]] في الكون، حيث يشكّل 24% من الكون بالنسبة لكتلة العناصر. بالنسبة لوفرته على الأرض فإن الهيليوم نادر الوجود طبيعيّاً، حيث يشكّل فقط 5.2 [[جزء في المليون|جزء من المليون]] بالنسبة [[غلاف جوي|للغلاف الجوي]]. للهيليوم عدّة [[نظير (كيمياء)|نظائر]] لكنّ أكثر من 99% من الهيليوم على الأرض هو هيليوم-4، والذي تتألّف نواته من [[بروتون]]ين و[[نيوترون]]ين اثنين.
يوجد غاز الهيليوم في بعض حقول [[غاز طبيعي|الغاز الطبيعي]] بنسبة تصل إلى 7% حجماً، حيث يستخرج من هناك بواسطة [[تقطير بالتجزئة|التقطير التجزيئي]]. تجدر الإشارة إلى أن مصادر الهيليوم قابلة للنفاد، حيث أنّه العنصر الوحيد الذي لديه [[سرعة الإفلات|سرعة إفلات]]، أي أنه عندما يطلق في الغلاف الجوي فإنه يتسرّب إلى الفضاء الخارجي.<ref>{{استشهاد بخبر|الأخير=Connor |الأول=Steve |
يستخدم الهيليوم في تقنيّات [[تبريد عميق|التبريد العميق]]، وخاصة لتبريد أجهزة [[مغناطيس فائق الموصلية|المغناطيس فائق الموصليّة]] المستخدمة في تقنيّات [[تصوير بالرنين المغناطيسي|التصوير بالرنين المغناطيسي]]. كما يستفاد من الخواص الخاملة لغاز الهيليوم في استعماله كغاز واقي في [[لحام قوسي|اللحام القوسي]] وفي عمليات تصنيع [[رقاقة|رقائق السيليكون]].
سطر 11:
=== الاكتشاف وأصل التسمية ===
[[ملف:Pierre Janssen.jpg|thumb|يمين|150 بك|بيير جانسين]]
يعد الهيليوم العنصر الوحيد الذي اكتشف في الكون وذلك على الشمس قبل أن يكتشف على الأرض. حدث ذلك عندما لاحظ الفلكي [[بيير جانسين]] وجود خط أصفر لامع في [[طيف الانبعاث|طيف الإصدار]] [[غلاف لوني|للغلاف اللوني]] للشمس أثناء حادثة [[كسوف الشمس|كسوف كلّي للشمس]] في الهند عام 1868.<ref name="frnch">{{Cite journal|
في عام 1895، استطاع العالم البريطاني [[وليام رامزي]] أن يعزل الهيليوم على الأرض، عندما قام بمعالجة معدن الكليفيت (وهو معدن مشابه [[يورانينيت|لليورانينيت]] مع وجود حوالي 10% من [[عنصر أرضي نادر|العناصر الأرضية النادرة]]) وذلك [[حمض معدني|بأحماض معدنيّة]]. توقع رامزي وجود [[أرغون (عنصر كيميائي)|الأرغون]]، ولكنه بعدما قام بفصل [[نيتروجين|النيتروجين]] و[[أكسجين|الأكسجين]] من الغازات المتحرّرة من أثر [[حمض الكبريتيك]]، لاحظ وجود خط أصفر مميّز في طيف إصدار المادّة المستخرجة، والذي يشبه خط D<sub>3</sub> في طيف الشمس، وشخّصت هذه العيّنات على أنّها هيليوم من قبل لوكير والفيزيائي البريطاني [[وليام كروكس]].<ref name=enc/><ref>{{Cite journal|
[[ملف:William Ramsay.jpg|thumb|يمين|150 بك|وليام رامزي]]
=== اكتشافات علميّة ===
في عام 1907، أظهر العالم [[إرنست رذرفورد]] مع توماس رويدز أن [[جسيم ألفا]] هو [[نواة الذرة|نواة]] الهيليوم، وذلك من خلال قيامه بالسماح لجسيمات ألفا أن تخترق جدار زجاجي رقيق لأنبوب التفريغ، مما أدّى إلى حدوث تفريغ للشحنة والذي سمح بدراسة طيف الغاز في الداخل.<ref name="van Delft, Dirk 2008 36–42">{{Cite journal|
سُيّل الهيليوم لأول مرّة على يد الفيزيائي [[هايك كامرلينغ أونس]] عام 1908، وذلك بتبريد الغاز لأقل من درجة [[كلفن]] واحدة.<ref>{{Cite journal|
في عام 1938، اكتشف الفيزيائي [[بيوتر كابيتسا]] أن النظير [[هيليوم-4]] عديم اللزوجة تقريباً في درجات قريبة من [[صفر مطلق|الصفر المطلق]]، وهي الظاهرة التي تعرف اليوم [[ميوعة فائقة|بالميوعة الفائقة]].<ref>{{Cite journal|
=== الاستخراج والاستخدام ===
اكتشف وجود غاز الهيليوم مع الغاز الطبيعي في الأرض بكميات كافية للإنتاج عام 1903 أثناء التنقيب عن النفط في [[ديكستر (كانساس)|ديكستر]] في ولاية كانساس الأمريكية، حيث جمعت كمية من غاز غير قابل للاشتعال. بإجراء عملية تحليل للعيّنة في [[جامعة كانساس]] وجد أن الغاز يتألّف من 72% [[نيتروجين]] و 15% [[ميثان]] و1% [[هيدروجين]] و12% من غاز لم يتعرّف عليه حينئذ.<ref name="nbb"/><ref>{{Cite journal|
هذه الوقائع جعلت من الولايات المتحدة أكبر مزوّد للهيليوم، وجرى الاستفادة من ذلك في الحرب العالميّة الأولى في تعبئة [[منطاد حاجز|المناطيد الحاجزة]] بغاز أخف من الهواء مثل الهيدروجين، لكنّه غير قابل للاشتعال. بناءً على ذلك جرى استعمال الهيليوم في تجهيز المناطيد العسكريّة. أوّل منطاد استعمل لهذا الغرض سمّي U.S. Navy's C-7 وأقلعت أول رحلة تجريبيّة له من هامبتون رودز في ولاية [[فرجينيا|فيرجينيا]] إلى قاعدة بولينغ فيلد العسكريّة في [[واشنطن العاصمة|واشنطن]] في الأوّل من ديسمبر عام 1921.<ref>{{مرجع كتاب|
== الوفرة الطبيعيّة ==
[[ملف:Neptune-visible.jpg|thumb|يشكّل الهيليوم حوالي 19% من الغلاف الغازي الخارجي لكوكب [[نبتون]].]]
على الرغم من ندرته على سطح الأرض فإن الهيليوم يعدّ ثاني أكثر العناصر بعد [[هيدروجين|الهيدروجين]] وفرة في الكون مشكّلاً 23% من كتلته [[باريون|الباريونيّة]].<ref name="nbb"/> تشكّلت هذه الكميّة الهائلة من الهيليوم بعد فترة قليلة من [[الانفجار العظيم]]. يتشكّل الهيليوم في [[نجم|النجوم]] نتيجة [[اندماج نووي|الاندماج النووي]] للهيدروجين في [[تفاعل بروتون-بروتون المتسلسل]] و[[دورة كربون-نيتروجين-أكسجين]] (دورة CNO)، والتي تعدّ جزءاً من [[تفاعلات الانصهار النجمي]].<ref name="bigbang">{{مرجع ويب|
إنّ تركيز الهيليوم في [[غلاف جوي|الغلاف الجوي]] للأرض يعادل 5.2 جزء في المليون، وهو يتركّز في طبقات الجو العليا من [[غلاف الأرض الجوي]].<ref>{{Cite journal|
يدخل الهيليوم في تركيب الغلاف الغازي للعديد من الكواكب بنسب تظهر في الجدول التالي:
سطر 50:
|}
إنّ معظم الهيليوم الموجود على الأرض هو نتيجة [[اضمحلال نشاط إشعاعي|الاضمحلال الإشعاعي]] للعناصر الثقيلة نتيجة إطلاق [[جسيم ألفا|جسيمات ألفا]] <sup>2+</sup>He، والتي تتجمّع إلكتروناتها لتشكّل الهيليوم عندما تصطدم بالغلاف الصخري. لذلك يوجد الهيليوم بكميّات كبيرة نسبياً في تركيب عدّة معادن [[يورانيوم|لليورانيوم]] و[[ثوريوم|الثوريوم]] بسبب إطلاقها لجسيمات ألفا أثناء اضمحلالها الإشعاعي مثل [[يورانينيت|اليورانينيت]] (خاصةً الكليفيت، وهو أحد مشتقّات اليورانيتيت) و[[كارنوتيت|الكارنوتيت]] و[[مونازيت|المونازيت]]. على هذا الأساس ينتج سنوياً حوالي 3000 [[طن|طن متري]] من الهيليوم عبر [[غلاف الأرض الصخري]].<ref name="cook">{{Cite journal|
إنّ المصدر الطبيعي الأكبر للهيليوم هو وجوده في بعض آبار [[غاز طبيعي|الغاز الطبيعي]] نتيجة احتباسه تحت الطبقات الصخريّة للأرض. تختلف التراكيز حسب المواقع من عدّة أجزاء في المليون إلى حوالي 7% حجماً من كميّة الغاز المستخرجة كما في حقل الغاز في [[مقاطعة سان
== الإنتاج ==
ينتج غاز الهيليوم بشكلٍ صناعي بعملية [[تقطير
تعدّ الولايات المتّحدة الأمريكيّة أكبر منتج لغاز الهيليوم حيث أتت مرحلة كانت تنتج فيها أكثر من 90% من الاحتياج العالمي لهذا الغاز، وما تبقى تنتجه محطّات توجد في كندا وبولونيا وروسيا، بالإضافة إلى عدّة دول أخرى. إنّ معظم الهيليوم المستخرج في الولايات المتّحدة هو من حقل هيوغوتون للغاز في ولاية [[كانساس]]، بالإضافة إلى حقول أخرى في [[أوكلاهوما]] وفي حقل بانهاندل في [[تكساس]].<ref name="wwsupply"/><ref>Pierce, A.P., Gott, G.B., and Mytton, J.W., Uranium and Helium in the Panhandle Gas Field Texas, and Adjacent Areas,Geological Survey Professional Paper 454-G, Washington:US Government Printing Office, 1964</ref> للهيليوم استهلاك كبير في الولايات المتّحدة، ومنذ أوائل القرن العشرين فإن للولايات المتّحدة مخزون وطني من هذه الخامة. قُدّر استهلاك الولايات المتحدة من غاز الهيليوم عام 2000 بحوالي 15 مليون كغ سنوياً.<ref>{{مرجع ويب|
|
|series=49
|
إنّ ازدياد الطلب العالمي على الهيليوم ومحدوديّة الإنتاج أدّيا إلى ارتفاع سعر إنتاج الهيليوم في العالم،<ref name="Kaplan2007">{{Cite journal
|الأخير=Kaplan |الأول=Karen H. |
|periodical=Physics Today |
|
|doi=10.1063/1.2754594
|bibcode = 2007PhT....60f..31K}}</ref> بحيث أنه بين عامي 2002 و 2007 ازداد سعر الهيليوم بمقدار الضعف.<ref name="Basu2007">{{استشهاد بخبر
|الأخير=Basu |الأول=Sourish |editor-last=Yam |editor-first=Philip
|
|periodical=Scientific American |
|
| مسار
== النظائر ==
{{تفاصيل|نظائر الهيليوم}}
هنالك تسعة [[نظير (كيمياء)|نظائر]] معروفة للهيليوم، اثنان منها فقط عبارة عن [[نظير مستقر|نظائر مستقرّة]] وهي [[هيليوم-4]] <sup>4</sup>He و[[هيليوم-3]] <sup>3</sup>He. يعدّ النظير هيليوم-4 هو النظير الطبيعي الأكثر وفرةً حيث أن 99.99986% من عنصر الهيليوم في الطبيعة هو هيليوم-4، وما تبقّى فهو هيليوم-3. إحصائيّاً هنالك ذرّة هيليوم-3 واحدة مقابل مليون ذرّة هيليوم-4.<ref name="nbb"/> ينتج النظير هيليوم-4 في الأرض كناتح لعمليّة [[اضمحلال ألفا]] للعناصر المشعّة الأثقل حيث تنتج [[جسيم ألفا|جسيمات ألفا]]، والتي هي عبارة عن نوى هيليوم مشحونة. تتميّز نواة النظير هيليوم-4 بثباتيّة عاليّة لأن [[نوية (ذرة)|نويّاتها]] مرتّبة بشكل كامل في [[نموذج
{| class="wikitable float-left"
سطر 95:
|}
إنّ تفاوت نسبة النظيرين هيليوم-3 وهيليوم-4 في الصخور يستخدم من أجل تحديد عمر الصخور ومعرفة أصل منشأها في [[
في الكون أعلى منها على الأرض بحوالي 100 مرّة وذلك في [[وسط بين نجمي|الوسط بين النجمي]].<ref>{{Cite journal|
إنّ مزيج من كمّيّتين متساويتين من <sup>3</sup>He و <sup>4</sup>He السائل تحت 0.8 [[كلفن]] سينفصل إلى طبقتين غير مزوجتين وذلك نتيجة لتباين [[إحصاء
{{مرجع كتاب
|مؤلف=
|
|
|
|ناشر=
|الرقم المعياري=
}}</ref> يستفاد من خاصة [[امتزاجية|عدم امتزاج]] هذين النظيرين في [[ثلاجة التمديد]]، حيث يمكن استخدام هذا التطبيق للحصول على درجات حرارة بحدود بضعة ميلي كلفن.<ref>[
== الخواص الفيزيائيّة ==
=== الهيليوم في ميكانيكا الكم ===
[[ملف:Helium atom QM.svg|thumb|يسار|تمثيل لذرّة الهيليوم تظهر فيه [[نواة الذرة|نواة]] ذرّة الهيليوم في المنتصف وحولها [[
من منظور [[ميكانيكا الكم]] فإنّ الهيليوم ثاني أبسط ذرّة يمكن إجراء نموذج لها بعد [[ذرة الهيدروجين|ذرّة الهيدروجين]]. يتألّف الهيليوم من [[نواة الذرة|نواة]] تتألّف من [[بروتون]]ين و[[نيوترون]]ين اثنين، يحيط بهما [[إلكترون]]ين اثنين في [[مدار ذري|مداراتها الذريّة]]. حسب ميكانيك نيوتن التقليدي فإنه من غير الممكن تقديم حل رياضي تحليلي لنظام يتألّف من أكثر من جسيمين اثنين، وذلك حسب [[معضلة الأجسام الثلاث]]. بناءً على ذلك، تستخدم وسائل رياضيّة عدديّة عن طريق [[كيمياء حاسوبية|الكيمياء الحاسوبية]] لوضع نموذج ميكانيكي كمّي لارتباط إلكترونات الهيليوم بالنواة. رغم بساطة نموذج النواة ظاهرياً فإن معادلات معقّدة ضروريّة لوضع محاكاة لنموذج الذرّة الحقيقي.<ref>{{استشهاد بخبر|
=== أطوار الهيليوم ===
إنّ الهيليوم في الأحوال العادية عبارة عن غاز، وعند درجات حرارة منخفضة عند نقطة انصهاره يصبح بالطور السائل. إلا أنّ الهيليوم هو العنصر الوحيد الذي لا يمكن الحصول على الطور الصلب منه تحت ظروف الضغط العادي. يجب رفع الضغط إلى قيم تصل نحو 2.5 ميغا باسكال عند درجات حرارة منخفضة جداً (أقل من 1.5 كلفن أي ما يعادل −272 °س).<ref>{{مرجع ويب|
يشكّل الهيليوم الصلب بلّورات ولكن لا يمكن فصل الهيليوم الصلب عن السائل بصريّاً، لأن [[معامل الانكسار|قرينة الانكسار]] لهما متقاربة جداً. للهيليوم الصلب [[قابلية انضغاط]] عالية، بحيث أنه من الممكن مخبريّاً إنقاص حجمه بأكثر من 30%.<ref name="LANL.gov"/> تبلغ كثافة الهيليوم الصلب 0.214 ± 0.006 غ/سم<sup>3</sup> عند 1.15 كلفن و 66 جو، والكثافة المتوقعة عند 0 كلفن وضغط قدره 25 بار هي 0.187 ± 0.009 غ/سم<sup>3</sup>.<ref>{{Cite journal|
==== الطور الغازي وحالة البلازما ====
[[ملف:HeTube.jpg|thumb|يمين|upright|غاز الهيليوم في [[أنبوب تفريغ]] على شكل الرمز الكيميائي للعنصر]]
يكون الهيليوم في في [[
إنّ أغلب الهيليوم الكوني يكون في حالة [[بلازما (توضيح)|البلازما]]، والتي لها خواص مختلفة تماماً عن الهيليوم الذرّي. في حالة البلازما لا ترتبط الإلكترونات بالنواة ممّا يؤدي إلى ازدياد الناقليّة الكهربائيّة، حتّى وإن كان الغاز مؤيّناً بشكل جزئي. إنّ الجسيمات المشحونة تتأثّر بالحقول الكهربائية والمغناطيسيّة، وهذا ما يحدث لجسيمات الهيليوم والهيدروجين في الكون في [[
==== الطور السائل والميوعة الفائقة ====
سطر 134:
عندما تنخفض درجة حرارة الهيليوم السائل دون نقطة لامدا فإنه يبدأ بإظهار خواص غير عادية، وتدعى هذه الحالة ''هيليوم II''. عندما يغلي الهيليوم وهو في الحالة II فإنه نتيجة [[ناقلية حرارية|لناقليته الحرارية]] المرتفعة لا يظهر فقاعات ولكن يتبخر بشكل مباشر من على السطح. هذه الحالة يمكن ملاحظتها في النظير [[هيليوم-4]] كما يظهرها النظير [[هيليوم-3]] ولكن بدرجات حرارة أقل مما هي عليه للهيليوم-4، ولا يعرف الكثير لحد الآن عن خواص الهيليوم-3 في الحالة II<ref name=enc/>
يظهر الهيليوم وهو في الحالة II خواص [[ميوعة فائقة|الميوعة الفائقة]]، بحيث أن [[لزوجة|لزوجته]] منخفضة جداً تقارب الصفر. لتفسير ذلك اقترحت إحدى النظريات وجود ''نموذج السائلين'' بالنسبة للهيليوم II، حيث يكون الهيليوم السائل دون نقطة لامدا مؤلفاً من مزيج من سائلين، الأوّل يحوي نسبة من ذرّات الهيليوم في [[حالة
من الخواص التي يظهرها الهيليوم وهو في حالة الميوعة الفائقة هي خاصيّة التسلق، حيث يمكن للهيليوم وهو في هذه الحالة أن يتسرّب ويتسلّق جدران الوعاء الذي يحويه حتى يصل إلى منطقة أسخن بحيث يتبخّر. يشكّل الهيليوم فائق الميوعة بذلك طبقة رقيقة (رقاقة) سماكتها حوالي 30 [[نانومتر]] وتدعى باسم ''رقاقة رولن'' ''Rollin film''، نسبةً إلى مكتشفها بيرنارد رولن.<ref name=enc/><ref>{{Cite journal|doi = 10.1103/PhysRev.76.1209 |
== الخواص الكيميائيّة ==
ينتمي الهيليوم إلى فصيلة [[غاز نبيل|الغازات النبيلة]]، وهو يحوي إلكترونين اثنين في طبقة غلاف التكافؤ الخارجيّة، بحيث أن المدارات الإلكترونية مكتملة 1S<sup>2</sup>، بالتالي فهو [[غاز خامل]]، وهو أقلّ الغازات النبيلة من حيث النشاط الكيميائي بعد [[نيون|النيون]]، وبالتالي ثاني أقل العناصر الكيميائيّة من حيث النشاط الكيميائي.<ref>{{مرجع كتاب
|
|
[[ملف:Helium-hydride-cation-3D-SF.png|thumb|أيون هيدريد الهيليوم <sup>+</sup>HHe.]]
يكون الهيليوم على شكل أحادي الذرة في أغلب حالات المادة، كما أنه أقلّ غاز أحادي الذرة [[انحلالية|انحلاليّة]] (ذوبانيّة) في الماء،<ref>{{Cite journal|
=== المركّبات الكيميائيّة ===
[[ملف:Fluoroheliate-ion-3D-vdW.png|thumb|البنية المحتملة لأنيون فلوروهيليات <br /><sup>-</sup>OHeF.]]
لا توجد مركّبات كيميائيّة للهيليوم في الظروف القياسيّة من الضغط ودرجة الحرارة، ولكن عندما يعرّض الهيليوم إلى ظروف غير طبيعيّة من الضغط أو نتيجة قذف إلكتروني لنواة الهيليوم فإنّه يمكن أن يشكّل [[مركب كيميائي|مركّبات كيميائيّة]] غير مستقرّة تعرف باسم [[إكسيمر|الثنائيات المثارة]] (إكسايمر) وذلك مع عناصر مثل التنغستن واليود والفلور والكبريت والفوسفور، وذلك عندما تخضع [[تفريغ
تحت ظروف [[
جرى مؤخراً حبس ذرة الهيليوم داخل قفص كربوني، وذلك عند تسخين [[فوليرين|الفوليرينات]] إلى درجات حرارة مرتفعة بوجود الهيليوم. يتشكّل حينها ما يعرف باسم ''الفوليرينات ذات السطح الداخلي endohedral fullerene''، والتي تبقى محتوية على الهيليوم محتجزاً داخلها حتّى حين إجراء اشتقاق مركّبات كيميائيّة منها.<ref>{{Cite journal|
== الاستخدامات ==
[[ملف:Modern 3T MRI.JPG|thumb|left|إنّ أكبر استهلاك للهيليوم هو استخدامه في تبريد أجهزة المغناطيس فائقة الموصلية المستخدمة في تقنيّات عدّة كالتصوير بالرنين المغناطيسي على سبيل المثال.]]
يستخدم الهيليوم في عدة مجالات وتطبيقات بما يتناسب مع خواصه المميّزة، مثل انخفاض [[نقطة غليان]]ه و[[كثافة|كثافته]] و[[انحلالية|انحلاليّته]] المنخفضة، بالإضافة إلى [[ناقلية حرارية|ناقليّته الحراريّة]] المرتفعة وخواصه الخاملة. بلغ الإنتاج العالمي من الهيليوم عام 2008 حوالي 32 مليون كغ (ما يعادل 193 مليون متر مكعّب)، وكان أكبر استهلاك له (حوالي 22%) في تبريد أجهزة [[مغناطيس فائق الموصلية|المغناطيس فائق الموصلية]] المستخدمة في عدة تقنيّات مثل أجهزة [[تصوير بالرنين المغناطيسي|التصوير بالرنين المغناطيسي]].<ref>[http://physicsworld.com/cws/article/news/2010/jan/27/helium-sell-off-risks-future-supply Helium sell-off risks future supply], Michael Banks, ''Physics World'', 27 January 2010. accessed February 27, 2010. {{Webarchive|url=
نتيجة خموله الكيميائي، يستخدم الهيليوم كغاز واقي في إنتاج [[رقاقة|رقائق]] [[سيليكون|السيليكون]] و[[جرمانيوم|الجرمانيوم]] وفي إنتاج [[تيتانيوم|التيتانيوم]] و[[زركونيوم|الزركونيوم]] وفي [[استشراب غازي|الاستشراب الغازي]].<ref name="LANL.gov"/>
كما يستخدم الهيليوم [[غاز واقي|كغاز واقي]] في عمليّات [[لحام قوسي|اللحام القوسي]] على المواد التي يؤدّي لحامها عند درجات حرارة مرتفعة إلى إشابتها أو إضعافها بالهواء أو بالنيتروجين.<ref name="nbb"/> يستخدم الهيليوم عوضاً عن [[أرغون (عنصر كيميائي)|الأرغون]] للحام المواد التي لها [[ناقلية حرارية|ناقليّة حراريّة]] مرتفعة مثل الألمنيوم أو النحاس.
[[ملف:Ac-system 2.jpg|thumb|left|جهاز لكشف التسريبات باستخدام غاز الهيليوم.]]
من إحدى التطبيقات الصناعيّة لغاز الهيليوم استخدامه في كشف التسريب في الأجهزة التي تستخدم [[
[[ملف:Goodyear-blimp.jpg|thumb|يسار|يستخدم الهيليوم في ملء المناطيد]]
سطر 169:
لأنّ وزنه أخف من الهواء، يستخدم الهيليوم في ملء [[سفينة هوائية|السفن الهوائية]] و[[منطاد|المناطيد]] لتتمكّن من الطيران. على الرغم من أنّ الهيدروجين أخفّ من الهيليوم، لكنّه قابل للاشتعال، في حين أنّ الهيليوم لا يشتعل.
يدخل الهيليوم في تركيب غازات التنفس في أجهزة [[غوص|الغوص]] العميق، مثل [[تريمكس]] و[[هيليوكس]]، وذلك للتخفيف من [[
استخدم [[ليزر هيليوم-نيون]]، وهو نوع من [[ليزر الغاز]] له طاقة منخفضة، وذلك من أجل إنتاج حزمة حمراء اللون، وذلك في عدّة تطبيقات مثل [[قارئ الباركود|قارئ الشفرة الخيطية]] و[[مؤشر ليزر|مؤشر الليزر]]، وذلك قبل أن يستبدل [[ليزر أشباه الموصلات|بليزر الصمام الثنائي]].<ref name="nbb"/>
يستخدم الهيليوم كوسط لتبادل الحرارة في بعض [[مفاعل نووي|المفاعلات النوويّة]] المبرّدة بالغاز وذلك بسبب خموله الكيميائي وبسبب ناقليّته الحراريّة العاليّة، وعدم تأثره بالنيوترونات، ولعدم تشكيله [[نويدة مشعة|نظائر مشعّة]] تحت شروط عمل المفاعل.<ref name="nostrand"/>
عند مزج الهيليوم مع غاز أثقل مثل [[زينون|الزينون]] فإنّه يستخدم في [[محرك صوتي حراري|المحركات الصوتيّة الحراريّة]] المستخدمة في التبريد، وذلك نتيجةً لارتفاع [[نسبة السعة الحرارية]] الناتجة ولانخفاض [[عدد برانتل]].<ref>{{Cite journal|
إنّ استعمال الهيليوم يقلّل من الآثار المشوّشة في بعض [[
== الاستنشاق وإجراءات الأمان ==
=== الآثار ===
إنّ الهيليوم في الشروط العادية عبارة عن غاز غير سام وليس له تأثير حيوي على جسم الإنسان عند التعرّض له. ولكن عندما يستنشق الهيليوم عن طريق الفم فإنّ له تأثير على الحبال الصوتيّة بحيث يظهر الصوت كأنه مُسرّع. سبب هذا الأثر أنّ [[سرعة الصوت]] في الهيليوم أسرع منها بثلاث مرات من الهواء. بما أنّ [[تردد أساسي|التردّد الأساسي]] لتجويف مملوء بغاز متناسب مع سرعة الصوت في هذا الغاز، لذلك فإنّه عندما يستنشق الهيليوم فإنّ هنالك ازدياد في [[رنين (فيزياء)|رنين]] [[مجرى صوتي|المجرى الصوتي]].<ref name="nbb"/><ref>{{Cite journal|
=== المخاطر ===
إنّ المبالغة في استنشاق الهيليوم لتحقيق أثره على الحبال الصوتيّة يمكن أن يكون خطراً، حيث يؤدّي إلى [[اختناق|الاختناق]] لأنّه يحلّ محلّ الأكسجين اللازم لعمليّة التنفّس.<ref name="Grass">{{Cite journal|
إنّ استنشاق الهيليوم مباشرةً من الأسطوانات المضغوطة خطر جداً، حيث يمكن أن يؤدّي إلى حدوث [[رضح ضغطي]] نتيجة معدّل السرعة العالي للهيليوم المتدفّق، والذي يمكن أن ينجم عنه تمزّق مميت لأنسجة الرئتين.<ref name="Grass"/><ref name="slate">{{استشهاد بخبر|
ينبغي اتّباع إجراءات الأمان اللازمة عند التعامل مع الهيليوم السائل، لأنّ درجة الحرارة المنخفضة يمكن أن تؤدّي إلى [[
== اقرأ أيضاً ==
|