المسيحية: الفرق بين النسختين
[نسخة منشورة] | [نسخة منشورة] |
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
الرجوع عن تعديل معلق واحد من 156.198.41.29 إلى نسخة 36793311 من شيماء. |
ط بوت:إزالة تصنيف عام (3.5) إزالة تصنيف:دين لوجود (تصنيف:مسيحية)) |
||
سطر 7:
| مكان ظهور = [[القدس]]، <br />{{الإمبراطورية الرومانية}}
| مميزات =
| تفرعت = [[يهودية|اليهودية]]
| تفرع = [[كاثوليكية]]، [[أرثوذكسية مشرقية]]، [[أرثوذكسية شرقية]]، [[كنيسة المشرق]]، [[بروتستانتية]]
| منطقة = [[أمريكا الشمالية]]، [[أمريكا الجنوبية]]، [[أوروبا]]، [[أوقيانوسيا]]، [[جمهورية أفريقيا الوسطى|أفريقيا الوسطى]] و[[أفريقيا الجنوبية|الجنوبية]]، ويشكل المسيحيون أقلية في [[آسيا]] فقط
| تعداد = [[ملف:The Earth seen from Apollo 17 with transparent background.png|20px]] 2.4 مليار <small>(2015)</small><ref>[http://www.gordonconwell.edu/resources/documents/1IBMR2015.pdf المسيحية عام 2015: التنوع الديني والإتصال الشخصي]، غوردون كونويل؛ 29 مايو 2015. {{en}}</ref><ref>[https://books.google.it/books?id=LccRAwAAQBAJ&pg=PA324&hl=it#v=snippet&q=reconciled%20table%20&f=false الأديان حول العالم (بالإنجليزية)]، الموسوعة البريطانية صفحة 324، 27 كانون الأول 2013. {{en}}</ref>
| مؤسس = [[يسوع|يسوع المسيح]]<ref>[http://www.britannica.com/EBchecked/topic/303091/Jesus-Christ يسوع المسيح (بالإنجليزية)]، الموسوعة البريطانية، 27 كانون الأول 2010.</ref>
سطر 16:
* [[بازيليكا البشارة]]، [[الناصرة]]، <br /> {{إسرائيل}}
* [[أنطاكية (مدينة تاريخية)|مدينة أنطاكية]]، {{تركيا}}
* [[
* [[جبل آثوس]]، <br /> {{اليونان}} <small>(لل[[أرثوذكسية شرقية|كنيسة الأرثوذكسية الشرقية]])</small>
| تقارب = [[حنيفية|الحنيفية]]، [[يهودية|اليهودية]]، [[إسلام|الإسلام]]، [[مندائية|الصابئية المندائية]]، [[بهائية|البهائية]]
| مجموعة = [[أديان إبراهيمية|ديانات إبراهيمية]]
}}
'''المَسِيْحيَّة'''، أو '''النَّصْرَانيّة'''، هي [[أديان إبراهيمية|ديانة إبراهيمية]]، و[[ديانات توحيدية|توحيدية]]،<ref name="Monotheism">تؤكد المراجع الأكاديمية المختلفة وَضِع ومكانة الديانة المسيحية [[
المسيحية تعدّ أكبر دين معتنق في البشرية،<ref>[http://www.britannica.com/EBchecked/topic/115240/Christianity الموسوعة البريطانية (مقدمة المقالة عن المسيحية)]</ref><ref name="Adherents—Religion Sizes">{{مرجع ويب|المسار = http://www.adherents.com/Religions_By_Adherents.html| العنوان = الأديان الرئيسية في العالم حسب عدد الأتباع|الناشر = آدهرنتس|تاريخ الوصول = 2007-12-31}} {{en}}</ref> ويبلغ عدد أتباعها 2.4 مليار أي حوالي ثلث البشر،<ref>[http://www.pewforum.org/files/2011/12/Christianity-fullreport-web.pdf المَسِيْحِيَّة العَالِميَّة: تقرير عن حجم وتوزيع المَسِيْحِيِّيْن في العالم]، مركز بيو للأبحاث حول الدين والحياة العامة، ديسمبر 2011. {{en}}</ref> كذلك فالمسيحية دين الأغلبية السكانية في [[المسيحية حسب دول العالم|126 بلدًا من أصل 197 بلدًا]] في العالم؛<ref>[http://www.adherents.com/adh_predom.html الديانات الرئيسية والغالبة حسب البلد] {{en}}</ref> ويُعرف أتباعها باسم ''[[مسيحيون|المسيحيين]]''؛ جذر كلمة "مسيحية" يأتي من كلمة ''ال[[مسيح]]'' التي تعني "من وقع دهنه" أو "الممسوح بالدّهن المقدّس" ؛ وتُعرف أيضًا [[عرب|لناطقي العربية]] باسم ''النَّصرانية''، من كلمة ''[[الناصرة]]'' [[الناصرة
[[التأثير الحضاري للمسيحية|الثقافة المسيحية]]، تركت تأثيرًا كبيرًا في الحضارة الحديثة وتاريخ البشرية على مختلف الأصعدة.<ref>[http://www.coptology.com/blog/?p=37 المسيحية والحضارة المحاضرة التي ألقاها المطران جاورجيوس في دير القدّيس جاورجيوس البطريركي الحميراء]، موقع الدراسات القبطية والأرثوذكسية، 10 كانون الثاني 2010.</ref>
== التسمية ==
{{ويكاموس|مَسِيْحِيَّة}}
كلمة '''مَسِيْحِيَّة''' ([[لغة يونانية|باليونانية]]: Χριστιανισμός) و'''مَسِيْحِيّ''' ([[لغة يونانية|باليونانية]]: Χριστιανός؛ وأيضًا χρηστιανός) هي نسبة إلى "[[مسيح|المسيح]]"،<ref name=Espin231>{{مرجع كتاب|العنوان= Introductory Dictionary of Theology and Religious Studies |الأول=Orlando |الأخير=Espin |السنة=2007 |الرقم المعياري=0-8146-5856-3 |الصفحة=231}}</ref> ومعناها في [[العهد القديم]] الممسوح بالدهن المقدس، وربما تكون مشتقة من الكلمة [[اللغة الآرامية|الآرامية]] [[اللغة السريانية|السريانية]] (ܡܫܝܚܐ، [[نقحرة]]: ''مشيحا'') وتكتسب [[اللغة الآرامية|الآرامية]] أهمية دينية خاصة في المسيحية، وذلك لأن [[يسوع]] قد تكلّم بها،<ref>اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية، المطران إقيليمس يوسف داوود مطران دمشق وتوابعها للسريان الكاثوليك، مطابع الآباء الدومنيكانيين، دمشق 1896، ص.20. تذكر [[إنجيل|الأناجيل]] عددًا من المواقع التي تفيد بأن المسيح كان يستخدم الآرامية أو السريانية القديمة وليس العبرية، انظر متى 46/27 ومرقس 41/5 ويوحنا 42/1، وهو الأمر الذي كان منتشرًا في المجتمع العبري القديم في [[فلسطين]] خصوصًا إثر [[الأسر البابلي|سبي بابل]].</ref> وكلمة مسيحي في معظم اللغات [[لغات هندية أوروبية|الهندوأوروبية]] مشتقة من الكلمة [[لغة يونانية|اليونانية]] "Хριτός، [[نقحرة]]: خريستوس" و[[لغة لاتينية|اللاتينية]] "Christos، [[نقحرة]]: كريستوس" بمعنى المسيح، وهو أصل المصطلح المتعارف عليه اليوم في تلك اللغات.<ref name=Zanzig33>{{مرجع كتاب|العنوان=Jesus of history, Christ of faith |الأول=Thomas |الأخير=Zanzig |السنة=2000 |الرقم المعياري=0-88489-530-0 |المسار=http://books.google.com/books?id=2RfVCDLo5RYC&lpg=PP1&pg=PA33#v=onepage&q=christos&f=false |الصفحة=33}}</ref>
ظهر استخدام كلمة مسيحي لأول مرة في حوالي عام 42 للميلاد، حيث يذكر [[سفر أعمال الرسل]] إعطاء أتباع يسوع لقب مسيحيين في [[أنطاكية (مدينة تاريخية)|مدينة أنطاكية]]: {{اقتباس خاص|فَحَدَثَ أَنَّهُمَا اجْتَمَعَا فِي الْكَنِيسَةِ سَنَةً كَامِلَةً وَعَلَّمَا جَمْعًا غَفِيرًا. وَدُعِيَ التَّلاَمِيذُ «مَسِيحِيِّينَ» فِي أَنْطَاكِيَةَ أَوَّلاً.<ref>أعمال الرسل 11/ 26-27</ref>}}
التسمية العبرية للديانة المسيحية هي نَتسْروت (''נָצְרַוּת'') ونُصريم (''נוּצְריְם'')، والتسمية العربية المعاصرة هي ''مَسِيحيَّة'' و''[[مسيحيون|مَسِيْحِيُّوْن]]'' نسبة إلى المسيح، والتسمية العربية القديمة هي ''نَصْرَانِيَّة'' و''نَصَارَى''، من كلمة [[الناصرة]] بلدة يسوع، أو نسبة لكلمة "أنصار الله" المذكورة بال[[القرآن|قرآن]] {{قرآن مصور|الصف|14}}. يذكر أن معظم [[مسيحيون عرب|المسيحيين العرب]] الحاليين يصفون أنفسهم بالمسيحيين.
== التاريخ ==
سطر 42:
[[ملف:Kohrvirab.jpg|250px|تصغير|يسار|أحد الأديار الأرمنية القديمة من القرن السابع مقابل [[جبل أرارات]]، تعدّ [[أرمينيا]] أول الممالك التي تحولت بالكامل إلى المسيحية.]]
[[ملف:Jean-Léon Gérôme - The Christian Martyrs' Last Prayer - Walters 37113.jpg|يسار|250بك|thumb|الصلاة الأخيرة لمسيحيين خلال أحد حفلات التعذيب في [[كولوسيوم|الكولسيوم]]، [[روما]] لوحة ل[[جان ليون جيروم]] سنة [[1834]].]]
طبقًا لرواية [[الكتاب المقدس]] فإنه وبعد نشاط علني دام قرابة ثلاث سنوات في [[فلسطين]] وضمن بيئة يهودية، صعد [[يسوع|يسوع المسيح]] إلى السماء بعد أن قدّم تعاليمه ومواعظه وأجرى المعجزات و[[
يقدّم [[
لقد دعت الجماعات المسيحية الأولى نفسها باسم "الغرباء"، إذ وجدوا أنفسهم في «منفى أرضي» مقابل «الوطن السماوي»،<ref>محطات مارونية من تاريخ لبنان، ص.99</ref><ref>التعليم الاجتماعي للكنيسة: الشؤون الحديثة، ص.139</ref> وعزفوا عن السياسة أو التجارة أو الفلسفات،<ref name="كنيسة وعلم">الكنيسة والعلم، ص.77</ref> وفي المقابل اهتموا بالفقراء والعجزة والمرضى والعبيد، والإخلاص في الزواج مقارنة بتحلله في المجتمع اليوناني - الروماني.<ref>[http://www.arabnewsweek.net/ نيوزويك العربية]، عدد 16 تشرين ثاني 2006، تقرير عودة الإيمان، إريك كاوفمان، ص.44</ref><ref>انظر [http://www.civilizationstory.com/civilization/ تاريخ الحضارة] المجلد الثالث، الكتاب الخامس، الفصل الثامن والعشرون، الفصل الأول</ref> وكان القرن الثاني، موعدًا لاضطهادات كثيرة عرفت باسم [[اضطهاد المسيحيين|الاضطهادات العشرة]] في [[الإمبراطورية الرومانية]]، قضى خلالها وعلى مدى القرن والقرن التالي مئات الآلاف من المسيحيين؛ وأما المبررات المقدمة للاضطهاد فكانت رفض عبادة الإمبراطور من جهة، والمؤسسة المسيحية النابذة للعالم الوثني وقيمه، والمنغلقة على ذاتها نوعًا ما من جهة ثانية.<ref>سوريا في العصور الكلاسيكية، ص.132</ref>
ومنذ النصف الثاني للقرن الثاني، كانت أسفار [[العهد الجديد]] قد جمعت كما يشهد قانون موراتوري، وانتشرت الكنائس في الريف كما في المدن، وأخذت المؤسسات الكنسية، [[أبرشية|كالأبرشيات]] تأخذ شكلها المعروف،<ref>معجم المجمع الفاتيكاني المسكوني الثاني، ص.248</ref> وظهر اللاهوت الدفاعي أي مجموع الكتابات التي تدافع عن العقيدة بوجه خصومها، لاسيّما [[غنوصية|الغنوصية]] و[[مانوية|المانوية]].<ref name="الكنيسة والعلم الثاني">الكنيسة والعلم، ص.83</ref> وقد استمرت مسيحية القرن الثالث بالنمو، وجذبت مزيدًا من المنضوين تحت لوائها، وأقدم البلاد التي تنصرّت بالكامل هي [[مملكة أرمينيا (القديمة)|مملكة أرمينيا]] و[[مملكة الرها]]، كما وجدت جماعات مسيحية مزدهرة في [[الهند]] و[[الإمبراطورية الإثيوبية|الحبشة]]؛ وعلى الصعيد الفكري فإن المدارس اللاهوتية قد تكاثرت ونبغ منها [[مدرسة الإسكندرية المسيحية|مدرستي الإسكندرية]] و[[أنطاكية (توضيح)|أنطاكية]]،<ref>الكنيسة والعلم، ص. 86</ref><ref>سوريا في العصور الكلاسيكية، ص.138</ref> وبرزت خطوط تفسير الكتاب المقدس وتصلّبت أشكالها، كما تنظمت [[رهبانية|مؤسسة الرهبنة]] بعد أن كانت أفرادًا أو مجموعات صغيرة لا منظم لها، بوصفها أفرادًا تخلوا عن العالم المادي وكلّ ما فيه في سبيل التكرّس للدين والإيمان.<ref>[http://rosary-cong.com/alda3wa2.htm لمحة عن الحياة الرهبانية]، الدعوة الرهبانية، 18 ديسمبر 2012.</ref><ref>محطات مارونية من تاريخ لبنان، ص.125</ref><ref>سوريا في العصور الكلاسيكية، ص.135</ref> وإن للقرن الثالث عمومًا يرجع أغلب المؤرخين الكنسيين وإن كان قد وجد بعض المؤرخين أقدم طورًا من ذلك؛ أما على الصعيد الاجتماعي فإن الفكرة القائلة بمجيء سريع للمسيح قد تلاشت وأخذت المجتمعات المسيحية تنفتح نحو المشاركة في الحياة الاقتصادية والثقافية، وإن كان بعض الأباطرة أمثال [[فيليب العربي]]، قد مالوا نحو المسيحية،<ref>النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية، ص.22</ref> فإن البعض الآخر قد حاول القضاء عليها بالاضطهاد والتنكيل،<ref>[http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Nayrouz-Coptic-New-Year-Eid-El-Nairouz/Coptic-Year-Eid-Al-Nayroz-or-Nairoz-or-Nairuz_05-Introduction-on-Coptic-Calendar_.html مقدمة عن التقويم القبطي]، الأنبا تكلا، 18 ديسمبر 2012.</ref> رغم عدم نجاعة الحل المقترح في ضبط انتشار الدين،<ref>الكنيسة والعلم، ص.109</ref> وعمومًا فإن [[شهيد#في المسيحية|الشهداء في المسيحية]] يذكرون ثالثًا بعد الأنبياء والرسل بوصفهم شهود الإيمان وناشريه حتى اليوم.<ref>[http://st-takla.org/Feastes-&-Special-Events/Nayrouz-Coptic-New-Year-Eid-El-Nairouz/Coptic-Year-Eid-Al-Nayroz-or-Nairoz-or-Nairuz_01-Martyrdom-in-Christianity_.html الاستشهاد في المسيحية]، الأنبا تكلا، 18 ديسمبر 2012.</ref>
=== القرون الوسطى المبكرة ===
{{مفصلة|مجمع مسكوني|الانشقاق العظيم|الإمبراطورية البيزنطية|الإمبراطورية الرومانية المقدسة}}
[[ملف:Nicaea icon.jpg|250px|تصغير|يسار|الإمبراطور [[قسطنطين العظيم|قسطنطين الأول]] محاطًا بالأساقفة مشهرين [[قانون الإيمان]]، في [[مجمع نيقية الأول|مجمع نيقية]].]]
[[ملف:Christological spectrum-ar.svg|thumb|يسار|250px|الطيف المسيحي في [[كرستولوجيا|الخريستولوجيا]] بين القرنين الخامس والسابع، يظهر معتقدات كنيسة المشرق (أزرق فاتح) والكنائس الميافيزية (أحمر فاتح) والكنائس الغربية (بنفسجي فاتح.)]]
كانت بداية [[القرن 4|القرن الرابع]]، موعدًا لنهاية زمن الاضطهاد، فإن مرسوم غاليريوس التسامحي ثم [[مرسوم ميلانو]] عام 312، اعترف بالمسيحية دينًا من أديان الإمبراطورية،<ref>[http://www.edu-prog.com/folder5/7.htm الحضارة البيزنطية]، الجامعة، 18 ديسمبر 2012.</ref> وحسب التقليد فإن [[قسطنطين
غير أن الفترة ذاتها كانت حملت انتشار وتطور الفنون المسيحية لاسيّما العمارة في النمط المعروف باسم "بازيليك" أو "كنيسة كبرى"،<ref>سوريا في العصور الكلاسيكية، ص.136</ref> وتكاثرت الكنائس والرهبانيات، وكانت [[آيا صوفيا|كنيسة الحكمة المقدسة]] في العاصمة يخدمها 525 رجل دين بينهم 60 كاهنًا وحدها،<ref>كنيسة أنطاكية مدينة الله العظمى، ص.413</ref> وأصدر الإمبراطور يوستيانوس قانون الشهير عام 538 في تنظيم الحياة الكنسيّة وقضايا عديدة والتي جمعها وبوبها من قوانين وتقاليد وافرة سابقة،<ref>كنيسة أنطاكية مدينة الله العظمى، ص.410</ref> وكذلك فقد قدمت الكنيسة عددًا من المدارس الفلسفية والأدبية، كما يبدو في مجمل الأدب السرياني واليوناني؛ وقد شاع في ذلك العصر بنوع خاص إكرام [[أيقونة|الأيقونات]] وذخائر الشهداء والقديسين،<ref>كنيسة أنطاكية مدينة الله العظمى، ص.408</ref> ووصلت المسيحية بفضل جهود المبشرين إلى [[آسيا الوسطى]] و[[الصين]] و[[كوريا]] وأقامت فيها أبرشيات. وعلى الرغم أن الدين، لاسيّما في كتابات [[أوغسطينوس|القديس أوغوسطين]] وهو أحد [[ملفان|الملافنة]]، ينصّ على كفالة حرية غير المسيحيين وحقوقهم سواءً كانت دينية أم مدنية،<ref>الكنيسة والعلم، ص. 144 وما تلاها.</ref> إلا أن ذلك العصر قد شمل اضطهادات في بعض المناطق ضد اليهود أو الوثنيين وشمل في بعض الأحيان الفرق المسيحية ذاتها سواءً أكانوا من أنصار [[مونوفيزية|الطبيعة]] أم [[ديوفيزية|الطبيعتين]].<ref name="الكنيسة والعلم رابع">الكنيسة والعلم، ص.116</ref>
ومع بداية القرن السابع، سيطر [[الإمبراطورية الفارسية|الفرس]] على [[
=== القرون الوسطى المتأخرة ===
سطر 63:
[[ملف:Virgen de guadalupe2.jpg|200px|تصغير|يمين|[[السيدة غوادالوبي|مريم العذراء، سيدة غوادالوبي]] شفيعة الإمريكيتين؛ إحدى أقدم الآثار المسيحية في [[العالم الجديد]] وأشهرها تعود لعام 1555، ومن أيقونات العذراء السمراء.]]
كانت المرحلة الثانية من القرون الوسطى تركزًا لزعامة [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]] في الغرب، الذي بدأ يخرج من ركوده السابق، وكان للكنيسة نشاط في مختلف الميادين، وحسب رأي المؤرخ الفرنسي جورج مينوا: "يسعنا الحديث دون مبالغة عن ثورة عملية قادتها الذهنية الكاثوليكية في القرن الحادي عشر".<ref>الكنيسة والعلم، ص.200</ref> هذه الثورة التي كانت تجلياتها الخارجية [[حملات صليبية|بالحملات الصليبية]] ثم حروب [[سقوط الأندلس|استعادة الأندلس]]،<ref>[http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=5692انطلاق الحملات الصليبية]</ref><ref>[http://arabic.bayynat.org/tarikh/3.htm نقطة تحول: الحملة الصليبية الثانية]</ref><ref>[http://mousou3a.educdz.com/الحروب-الصليبية/ الحروب الصليبية]</ref> كانت تجلياتها الداخلية بتحسن الوضع المعيشي في أوروبا،<ref>الكنيسة والعلم، ص.167</ref> ومن ثم تحسين مركزية الدولة، ورعاية العلوم والفلسفات،<ref>الكنيسة والعلم، ص.211</ref> ويذكر في هذا الصدد على وجه الخصوص [[توما
[[ملف:Michelangelo's David.JPG|200px|تصغير|يسار|[[تمثال داود]] النبي والملك، [[
على الصعيد العقائدي، فقد تمت عملية إعادة قراءة للعقائد، فعلى سبيل المثال فإن تعاليم [[أرسطو]] عن "الجوهر والشكل" باتت أساس شرح [[
من نتائج السياسة المحافظة كانت [[محاكم التفتيش]] التي نشأت للرقابة على الفلسفات والأفكار الآخذة بالتصاعد والبروتستانت أساسًا، وشملت أيضًا في أهدافها [[
=== القرون الحديثة ===
{{مفصلة|مسيحية أصولية|مسيحية ليبرالية|تبشير}}
توقف العثمانيون عن التمدد في أوروبا إثر عجزهم عن دخول [[فيينا]] عام 1683 غير أنهم سيطروا على أغلب أقطار [[أوروبا الشرقية]]،<ref>[http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=51925 معركة فيينا]</ref> وعمومًا لم تكن العلاقة بين الغرب المسيحي والعثمانيين علاقات حرب فحسب بل وجدت علاقات دبلوماسية وتجارية نشطة، وكان لمسيحيي الداخل العثماني أزمنة مستقرة ومزدهرة لاسيّما في العاصمة والأقطار ذات الغالبية المسيحية كما كان بعض الأزمنة من التضييق والاضطهاد، ووضعت المجموعات المسيحية في الدولة العثمانية تحت حماية الدول الأوروبية وفق نظام الامتيازات الأجنبية بدءًا من عام 1649،<ref>[http://maryourmother.net/Eastern.html الكنائس الكاثوليكية الشرقية] {{en}}</ref><ref name="سقوط الدولة العثمانية">محطات مارونية من تاريخ لبنان، ص.181</ref> وإن نشوء [[
[[ملف:Second Vatican Council by Lothar Wolleh 006.jpg|200px|تصغير|يسار|أساقفة في [[ساحة القديس بطرس]]، [[الفاتيكان]].]]
لقد شكلت [[
[[ملف:Pope Francis among the people at St. Peter's Square - 12 May 2013.jpg|200px|تصغير|يمين|[[البابا فرنسيس]] خلال مباركته الحشود: لا تزال للكنيسة قوتها.]]
أما في المسيحية الشرقية فقد نالت دول أوروبا الشرقية استقلالها عن العثمانيين، ولعب [[مسيحيون عرب|المسيحيون العرب]] لاسيّما في [[لبنان]] دورًا بارزًا في [[النهضة العربية]]،<ref>[http://www.assuaal.net/studies/studies.468.htm دور الموارنة أحد ضرورات مستقبل المنطقة]، موقع أصول، 28 أيلول 2010.</ref><ref>[http://ucipliban.org/arabic/index.php?option=com_content&task=view&id=18660&Itemid=313 دور العرب المسيحيين المشارقة فــي تحديث العالم العربي]</ref> كما أزيلت قانونًا أشكال التمييز مع بداية القرن التاسع عشر، غير أن بدايات الهجرة المسيحية تعود لتلك الفترة أيضًا. أما [[الكنيسة الروسية الأرثوذكسية|الكنيسة الروسية]] فقد شهدت استقرارًا وتعاونًا مع القياصرة، واضطلعت بدور هام في المجتمع الروسي.<ref>[http://www.orthodoxonline.org/theology/index.php?option=com_content&view=article&id=247:patriarchat-russia&catid=43&Itemid=159prog.com/folder7/3.htm تاريخ الكنيسة الروسية الأرثوذكسية]</ref> وانتشرت أواخر القرن التاسع عشر، حركة [[
في مطلع [[القرن 20|القرن العشرين]] بدأت حركة تقارب بين الكنائس والطوائف المسيحية، حيث دعيت هذه الحركة باسم [[
تقف المسيحية بشكل عام اليوم، بوجه [[إجهاض|الإجهاض]]، [[
== العقيدة ==
سطر 88:
[[ملف:Gutenberg Bible, New York Public Library, USA. Pic 01.jpg|250px|تصغير|يمين|[[بايبل غوتنبرغ|نسخة غوتنبرغ]] من الكتاب المقدس، وهو أول كتاب مطبوع في العالم.]]
{{مسيحية}}
الوحي الإلهي في المسيحية مجموع فيما يدعى [[الكتاب المقدس]]، ويعرف أيضًا بعدة أسماء أخرى أقل شهرة منها كتاب العهود؛ يتكون هذا الكتاب من مجموعة كتب تسمى في [[
هناك بعض الاختلافات بين الطوائف في ترتيب أو الاعتراف بقانونية بعض الأجزاء، على سبيل المثال فإن [[صدوقيون|طائفة الصدوقيين]] اليهودية المنقرضة كانت ترفض الاعتراف بغير أسفار موسى الخمسة، وكذلك حال [[سامريون|السامريين]]؛<ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، ص.16</ref> أما يهود الإسكندرية أضافوا ما يعرف باسم [[الأسفار القانونية الثانية]] والتي قبلها لاحقًا الكاثوليك والأرثوذكس في حين رفض يهود فلسطين و[[بروتستانتية|البروتستانت]] الاعتراف بأنها كتبت بوحي. وكذلك الحال بالنسبة للعهد الجديد، إذ دارت نقاشات طويلة حول قانونية بعض الأسفار [[رسالة بطرس الثانية|كرسالة بطرس الثانية]] و[[الرسالة إلى العبرانيين]]، قبل أن يستقر الرأي على التنميط الحالي في [[مجمع نيقية الأول|مجمع نيقية]]،<ref>مدخل إلى العهد الجديد، ص.18</ref> وإن وجدت بعض القوانين السابقة مثل قانون موراتوري، علمًا أن أقدم إشارة إلى القانون تعود إلى عام 170 على يد الشهيد المسيحي يستينس.<ref>مدخل إلى العهد الجديد، ص.19</ref> أما الكتب التي لم تقبل فتعرف [[أبوكريفا|بالأسفار المنحولة]]، وغالبها كتب بعد فترة طويلة من الأسفار المعتبرة قانونية. هذا بخصوص تكوّن العهد الجديد، أما تكوّن العهد القديم فتكوّنه أصعب وأطول، وبحسب الأدلة الخارجية المتوافرة، فإن زمن [[مملكة إسرائيل الموحدة|الملكية في يهوذا]] ثم [[الأسر البابلي|السبي البابلي]] قد شكّل منعطفًا حاسمًا في التشكيل كما نعرفه اليوم، على يد أنبياء يهود [[داود|كداود]] و[[سفر ميخا|ميخا]] و[[عزرا]].<ref>موسوعة المعرفة المسيحية، ص.8-9</ref>
كتبت أسفار العهد القديم [[
يؤمن المسيحيون واليهود، أن الكتاب معصوم، وثابت إلى الأبد، وغير قابل للنقض،<ref>بدعة شهود يهوه، ص.96</ref><ref>[http://www.gotquestions.org/Arabic/Arabic-Bible-God-Word.html هل الكتاب المقدس كلمة الله؟]، الأجوبة، 21 أكتوبر 2012.</ref> كما أن الكتاب ذاته امتدح كلام الله كما كتب: «كلمتك مصباحٌ لخطاي ونور لسبيلي»؛{{شواهد الكتاب المقدس|مز|119:105}}<ref>بدعة شهود يهوه، ص.95</ref> على أنّ الكتابة بوحي لا تعني أن النص مسجل بطريقة حرفية آلية تلقائيًا في السماء، فهو يحوي أسلوب مؤلفيه، والصيغ الأدبية والثقافية السائدة في زمانه، "ولذلك يستطيع الباحث في الكتاب المقدس، استنتاج الكثير من صفات كاتب السفر أو الظروف التي كانت قائمة في وسطه، إذ حلل أسلوبه في الكتابة، ولكن داخل هذه التعابير التي لها صيغ بشرية مضمون وفكرة إلهية"،<ref>الإنسان والكون والتطور، ص.144</ref> على سبيل المثال فإنّ المجمع الفاتيكاني الثاني علّم بأنّ الكتاب "هو ما راق الله أن يظهره بكلام مؤلفيه".<ref>[http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/dei-verbum/1-6.htm كلمة الله]، الموسوعة العربية المسيحية، 23 أكتوبر 2012.</ref>
سطر 100:
=== العقيدة الإلهية ===
{{مفصلة|الله في المسيحية|ثالوث|الملائكة|الشيطان في المسيحية}}
[[ملف:Baptism-of-Christ-xx-Francesco-Alban.JPG|يسار|200|thumb|أيقونة [[معمودية يسوع]]، بريشة فرانسيسكو ألباني عام 1600: وقت العماد ظهر الثالوث مجتمعًا، فبينما كان [[ابن|الابن]] يعتمد حلّ [[الروح القدس]] بشكل طائر الحمام وسمع صوت [[الله الآب|الآب]] يقول من السماء: ''هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت''.[http://www.enjeel.com/bible.php?ch=3&op=read&bk=40 متى 3: 16-17].]]
تؤمن المسيحية بإله واحد كما صرّح الكتاب في مواضع عدّة منها: "اسمع يا إسرائيل، الرّب إلهنا ربّ واحد، فأحبّ الرب إلهك، بكل قلبك، وبكل نفسك، وبكل فكرك، وبكل قوتك، هذه هي الوصية الأولى"؛{{شواهد الكتاب المقدس|مر|12:30}}<ref>بدعة شهود يهوه، ص.10</ref> وهو في آن: واحد وثالوث، واحد من حيث الجوهر والطبيعة، الإرادة والمشيئة، القدرة والفعل، وثالوث من حيث إعلانه عن نفسه ومن حيث أعماله: فقد خلق العالم بكلمته، وكلمته هي في ذاته نفسها؛ وهو حي، وروحه في ذاته نفسها؛<ref>رب المجد، ص.244</ref><ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، ص.216</ref><ref>[http://www.gotquestions.org/Arabic/Arabic-Trinity.html ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن الثالوث الأقدس؟]، الاجوبة، 7 تشرين ثاني 2010.</ref> وتدعى أطراف الثالوث الإلهي "[[أقنوم|أقانيم]]"؛<ref>بدعة شهود يهوه، ص.45</ref><ref>التفسير التطبيقي للعهد الجديد، ص.49</ref> ويعدّ سر الثالوث من أسرار الله الفائقة، ويستدلّ عليها من مواضع شتّى في الكتاب؛{{شواهد الكتاب المقدس|لو|1:35}}<ref>رب المجد، ص.328</ref><ref>[http://www.answersaboutfaith.com/arabic/derasat/mantek_alsalous/mantek_alsalous.htm منطق الثالوث، للأب هنري بولاد اليسوعي]، أجوبة الإيمان، 7 تشرين ثاني 2010.</ref> وقد رفض هذا السر عبر التاريخ جماعات قليلة تدعى [[لاثالوثية]].<ref>بدعة شهود يهوه، ص. 12-16</ref>
صفات الإلوهة في المسيحية متنوعة أهمها، الأزلية والخلود، والثبات عن التغيير في الجوهر، وكلية القدرة والسلطان، والنزاهة عن الزمان والمكان، وكمال المحبّة والرحمة، وأصل الخير والعدل، فهو «ضابط الكل»، وخالق الأمور المنظورة والغير منظورة؛<ref>بدعة شهود يهوه، ص.119</ref> التي هي في حدود معرفتنا الملائكة، أي الكائنات التي خلقها الله لخدمته، وإيصال رسائله للبشرية في بعض الحالات، ولها شفاعة في مؤمني الأرض،<ref>التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية، ص.43</ref> ورئيسها هو الملاك [[ميخائيل (توضيح)|ميخائيل]]، وكذلك [[جبرائيل]]؛ وقد عصت بعضها الله فغدت أرواحًا شريرة يترأسها الشيطان الذي يعمل على إغواء البشرية،{{شواهد الكتاب المقدس|أف|6:11}} وقد يتلبس كائنًا بشريًا فيطرد عبر التعزيم.<ref>[http://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9Mjg0MQ== طــرد الشـــياطين] موقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي، 13 أيلول 2010</ref>
=== أصل الكون ومصير الإنسان ===
{{مفصلة|الخطيئة الأصلية|سر التجسد|سر الفداء|إسخاتولوجيا مسيحية{{!}}الأخرويات المسيحية}}
[[ملف:Sammy.aw7.jpg|يمين|240بك|thumb|[[أيقونة]] [[مسيحية سريانية|سريانية]]، تظهر الدينونة، المسيح تحيط به ملائكة الكاروبيم بينما يقف إلى يمينه ويساره [[مارون|مار مارون]] و[[بطرس
تؤمن المسيحية بأن الله قد خلق الكون بدافع من محبته، ولمجده؛<ref name="روح"/> وهو مستقل عن الكون ومنزّه عنه، لكنه يعمل فيه وعبره، إذ مع أن الكون مستقل بقوانينه العلمية الخاصة التي أوجدها الله، فالله يقوده ويرعاه إلى كماله النهائي: "فكل ما هو موجود يتعلق بالله، وليس له قيام إلا لأنّ الله يريده أن يقوم".<ref>التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية، ص.38</ref> قسم هام من الجماعات المسيحية لا يرى تعارضًا بين الخلق الوارد في [[سفر التكوين]] كسبب أولي، و[[تطور|التطور]] كسبب ثانوي، أو "آلية تنفيذية لإرادة عاقلة".<ref>الإنسان والكون والتطور، ص.121</ref>
وتؤمن بأنه أحب الإنسان وخصّه برئاسة خليقته،{{شواهد الكتاب المقدس|تك|1:27}} ولذلك تدعوه "أبانا"،{{شواهد الكتاب المقدس|مت|6:9}} "فنحن على الأرض لنعرف الله، ونحبه ونصنع الخير حسب إرادته، ونبلغ السماء يومًا ما،...، لقد خلقنا لنتشارك في فرحه اللامحدود"؛<ref>التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية، ص.14</ref> وقد خلقه ذكرًا وأنثى لكي يضع في توقًا نحو الكمال، مع الإنسان الآخر؛<ref>التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية، ص.47</ref> وهو يوجه حياة كل إنسان بطريقة سرية تدعى العناية الإلهية، ومنحه [[حرية الإرادة]]، وإمكانية معرفة الله، إلا أن الإنسان قد سقط بعدما أغواه الشيطان [[الخطيئة الأصلية|بالخطيئة الأصلية]]، وهو ما حول طبيعة العالم الإنساني نفسه إذ فقد كماله البدائي الأصلي فدخله النقص: الموت، والألم، والشر، "فالخطيئة الأصلية ليست خطيئة فردية، بل هي حال الإنسانية المشؤوم التي يولد فيها الفرد قبل يخطأ بذاته وبقراره الحر"؛<ref>التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية، ص.50</ref><ref>بدعة شهود يهوه، ص.111</ref> وبينما البقاء في هذه الحالة الناقضة ضروري لعدل الله فإنّ الله "يسمح بالشر لكي يخرج منه شيء أفضل" كما قال توما الإكويني، الذي تابع "لا يوجد أي ألم بدون معنى، فالألم دومًا مبني على حكمة الله"؛<ref>التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية، ص.41</ref> وبالأحرى تعدّ المحن المختلفة التي تصيب الإنسان تكفيرًا عن خطاياه بالدرجة الأولى.<ref>معجم المجمع الفاتيكاني الثاني، ص.371</ref>
بكل الأحوال، فإن محبة الله للإنسان واحترامه إرادته الحرة التي وضعها فيه، دفعته لمتابعة التواصل معه ما بعد الخطيئة الأصلية، وكانت أشكال هذا التواصل متنوعة: "إن الله في الأزمنة الماضية كلّم آبائنا بلسان الأنبياء، الذين نقلوا إعلانات جزئية وبطرق عديدة ومتنوعة"؛{{شواهد الكتاب المقدس|عب|1:1}}<ref>رب المجد، ص.13</ref> ثم "لم تمّ ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولودًا من إمرأة"،{{شواهد الكتاب المقدس|غل|4:4}} وابنه أي [[لوغوس|كلمته المتجسدة]]،<ref>رب المجد، ص.406</ref><ref>[http://www.annabaa.org/nbanews/63/432.htm لوغوس، أصل اللغات وتوحدها]، شبكة النبأ المعلوماتية، 7 تشرين ثاني 2010.</ref><ref>بدعة شهود يهوه، ص.120</ref> الكلمة التي استحالت بشرًا في [[يسوع]]، والذي هو [[
القادم من نسل [[داود]]؛<ref>رب المجد، ص.137</ref><ref>[http://www.alkalema.net/madkhal/index.htm مدخل إلى العقيدة المسيحية]، الكلمة، 7 تشرين ثاني 2010.</ref> وهو ما يعرف [[سر التجسد|بسر التجسد]]، أما دافع التجسد فهو الخلاص من المفاعيل الروحية للخطيئة الأصلية ومصالحة البشرية مع الله في [[سر الفداء]] أي [[صلب
تؤمن المسيحية بأن لكل إنسان روحًا مميزة، وهي التي تجعل كل فرد إنسانًا؛<ref name="روح">التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية، ص.46</ref> وكل روح هي من الله وليست من الوالدين، فهي متجاوزة للمادة، وهي التي تعطي الحياة للإنسان، ولا تموت بل تبقى عاقلة بعد الموت، في حالة سعادة غير كاملة، أو حالة تكفير في [[المطهر]] - في الكنيسة الكاثوليكية - أو بالشكل الأفظع بحالة شقاء.<ref name="روح"/><ref>بدعة شهود يهوه، ص.116</ref><ref>رب المجد، ص.440</ref><ref>[http://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MjA2Ng== المطهر وحقيقة وجوده للأب/ يوسف رمزي]</ref> ومن عاش حياته "ببطولة في الإيمان والرجاء والمحبة" يدعى [[قديس|قديسًا]]،<ref>التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية، ص.91</ref><ref>مورد العابدين، ص.587</ref> وتشكل [[مريم العذراء]]، والأنبياء، والآباء، والشهداء، والقديسين، صفوة البشرية، ولهم الشفاعة في الأحياء - إلى جانب الملائكة -،<ref>مورد العابدين، ص.47</ref><ref>فتاوى لاهوتية، ص.89</ref> وفي المقابل فإنّ للأحياء، عن طريق أعمال الخير التكفير عن خطايا موتاهم.<ref>فتاوى لاهوتية، ص.217</ref>
سطر 120:
{{مفصلة|مصادر التشريع المسيحي}}
[[ملف:Credo (Kiev, 1759, GIM) by shakko.jpg|يسار|240بك|thumb|[[قانون الإيمان]] أو كما يُسمَّى بقانون الإيمان المسيحي [[لغة يونانية|باللغة اليونانيّة]]، وهو نص عبارة عن صياغة أدبية للعقائد المسيحية.]]
تعتمد ''الكنائس التقليدية'' المسيحية الستة وهي: [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكاثوليكية]]، [[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكسية الشرقية]]، [[أرثوذكسية مشرقية|الأرثوذكسية المشرقية]]، وال[[نسطورية]]، على [[تقاليد مسيحية|التقليد]] وكتابات [[آباء الكنيسة]] و[[المجامع المسكونية السبعة|المجامع]] إلى جانب [[الكتاب المقدس]] في التشريع.<ref name="st-takla.org">[http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda/001-Differences-between-Creeds.html ما هي الاختلافات الجوهرية بين الطوائف المسيحية؟]</ref><ref name="vb.rabelmagd.com">[http://www.vb.rabelmagd.com/showthread.php?t=4473 الفروق العقيدية بين الطوائف المسيحية]</ref> لا تُعتبر الكنائس البروتستانتية من ضمن الكنائس التَّقليدية، وذلك لأنَّها تتمسك ب[[سولا سكريبتورا|الكتاب المقدس وحده]] ولرفضها للسلطة التراتبية والأسرار السبعة؛ إذ يُعتبر الكتاب المُقدَّس وحده هو مصدر السُّلطان التَّشريعي.<ref>[http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda/021-The-Seven-Holy-Sacraments.html الأبنا تكلا هيامونت]</ref>
الشريعة المسيحية أو [[قانون كنسي|القوانين الكنسيّة]] هي مجموعة القوانين المستندة من الكتاب المقدس و[[المجامع المسكونية السبعة]] وقوانين الرسل، وكتابات وتعاليم [[آباء الكنيسة]] واجتهادات علماء الدين المسيحي، والتي تحدد علاقة الإنسان بالله وبالناس وبالمجتمع والكون. وتحدد ما يجوز فعله وما لا يجوز. بشكل عام تعدّ [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] الأكثر تطويرًا للعقائد المسيحية من خلال دراسة خلفية النص بدلاً من حرفيته، على عكس بعض الكنائس [[بروتستانتية|البروتستانتية]] التي تنحو نحو التفسير الحرفي للكتاب المقدس بفرض سلسة من الشرائع كالقيود على [[القوانين الغذائية في المسيحية|الطعام]] و[[ختان|ختان الذكور]] الذي تفرضه أيضًا [[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]] و[[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]].<ref name=Christian>عادةً ختان الذكور في الكنائس القبطيّة والكنائس الأخرى:
* تحتفظ [[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]] في مصر و[[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]] - وهي من أقدم أشكال المسيحية المبكرة - على العديد من المميزات التي تعود إلى عصور المسيحية المبكرة، بما في ذلك ختان الذكور.
* "رغم أن شريعة [[الختان في المسيحية]] قد أسقطت في العهد الجديد أي أغلب الكنائس لا تلزم أتباعها بها ولا تمنعهم. بعض الكنائس المسيحية في جنوب أفريقيا تعارض هذه الممارسة، وتنظر إليها على أنها طقوس وثنية، في حين أن طوائف مسيحية أخرى، بما في ذلك الكنيسة في كينيا، تلزم أعضائها في الختان كطقس للعضوية؛ منها الكنائس البروتستانتية في كينيا، وزامبيا وملاوي تلزم في طقس الختان بسبب ذكر الختان في الكتاب المقدس وبسبب [[ختان يسوع]]."
* "أسقطت شريعة الختان في المسيحية في المجمع الأول في أورشليم في حوالي العام 50 كما ذكر في الكتاب المقدس في سفر أعمال الرسل 15/ 23-30، الأ أن الكنائس الأرثوذكسية المشرقية مثل كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية وكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية تفرض شريعة الختان على الذكور وتعطيه بُعد ديني".{{en}} [http://www.bartleby.com/65/ci/circumci.html "circumcision"]، موسوعة كولومبيا ، الطبعة السادسة، 2001-05.</ref> وتُقسم مصادر التشريع المسيحي في الكنائس التقليديّة إلى خمسة أقسام رئيسية وهي:
1. [[الكتاب المقدس]]: وهو المصدر الرئيسي والأهم في التشريع المسيحي. وينقسم الكتاب المقدس لدى المسيحيين إلى قسمين متمايزين هما [[العهد القديم]] و[[العهد الجديد]]. ويتكون [[العهد القديم]] من من ستة وأربعين كتابًا يطلق عليها اسم أسفار، وقد قسّمت أسفار العهد القديم حسب التقليد المسيحي إلى أربعة أقسام وفروع أولها [[
2. قوانين الرسل: وهي قوانين ال[[ديدسكاليا]] وال[[ديداخي]]. يعد الكتاب المصدر التشريعي المسيحي الثاني بعد [[الكتاب المقدس]] في الكنائس التقليدية ويضم تعاليم وأقوال وقوانين الرسل.<ref>[http://st-takla.org/books/fr-athnasius-fahmy/patrology/deskliea.html ديدسكاليا]</ref> ويُعالج الكتاب كثيرًا من نواحي الحياة المسيحية، وسيمّا حياة [[الأسرة في المسيحية|الأسرة المسيحية]] و[[الزواج في المسيحية|الزاوج]]. ويعالج في إسهاب واجبات الأسقف، وموضوع التأديبات الكنسيَّة، والعبادة الليتورجيَّة، وكذلك موضوع الأرامل والشماسات.<ref name="Johnson">{{مرجع كتاب|الأول=Lawrence J. |الأخير=Johnson |العنوان=Worship in the Early Church: An Anthology of Historical Sources. Vol 1 |السنة=2009 |الرقم المعياري=978-0-8146-6197-0 |الناشر=Liturgical Press |الصفحة=224}}</ref> وتحوي الديداخي على دروس مسيحية وشعائر دينية مثل التعميد وتنظيم الكنيسة.<ref>[http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/Dictionary-of-Coptic-Ritual-Terms/3-Coptic-Terminology_Hah-Khah-Dal-Thal/Didakhy__Didach.html الديداخي]</ref>
سطر 133:
3. [[المجامع]]: وهي المصدر الثالث من مصادر التَّقليد والتشريع المسيحي، ويُقصد بالمجامع اجتماع آباء الكنيسة لتقرير مسألة خاصَّة بالدِّيانة المسيحية. وقد تأخذ طابع محلي أو مسكوني. تتفق الكنائس المسيحية التقليدية على [[المجامع المسكونية السبعة]]؛ وهي مجامع عالمية التي إجتمع فيها آباء الكنيسة من كلّ البلاد،<ref>أنظر [http://www.civilizationstory.com/civilization/ تاريخ الحضارة] المجلد الثالث، الكتاب الخامس، الباب الثامن والعشرون، الفصل الثاني.</ref> وفي نهاية المجامع المسكونية، كان يتمّ وضع قوانين إيمان، وقوانين مجامع. قوانين الإيمان عبارة عن صياغة أدبية للعقائد المسيحية، أمّا قوانين المجامع فهي عبارة عن حُلُول لبعض الإشكاليات الفقهية المسيحية التي تمّ مُناقشتها أيضاً في المجامع المسكونية.
4. تعاليم آباء الكنيسة: الآباء يُقصد بهم الذين ألَّفوا كتب ومؤلفات في شرح العقائد المسيحية لنشرها، ودافعوا عنها ضدّ الذين طعنوا فيها، تم جمع مؤلفات آباء الكنيسة في موسوعتين وهما [[موسوعة آباء ما قبل نقية]] و[[موسوعة آباء نقية وما بعدها]]، ويعدّ العمل مُصنَّف مسيحي فقهي يحتوي على سائر القواعد الدينية التقليدية للسلوك فضلاً عن شرح مفصل عن العقيدة و[[تعاليم الكنيسة|التعاليم المسيحية]]. وتضم الموسوعة الأعمال اللاهوتية المتعلقة بالعقيدة المسيحية، و[[فلسفة مسيحية|الفلسفة المسيحية]]، و[[قانون كنسي|التشريعات الدينية]]، والقُدَّاسات، والطُّقُوس الدينية وطرق العبادة، والأحكام المعتمدة من الكتاب المقدس والتي تنظم علاقة الفرد بربه، والأحكام التي تنظم الزواج والطلاق وحقوق الأولاد والميراث والوصية، والأحكام التي تنظم علاقة الدولة بالأفراد أو بالدول الأخرى والعلاقات التي تنظم علاقة الفرد بأخيه الفرد.
5. [[تقاليد مسيحية|التقاليد المسيحية]]: هي عبارة عن مجموعة من [[تراث|التقاليد]] والممارسات أو المعتقدات المرتبطة ب[[مسيحية|المسيحية]] أو جماعات مع المسيحية. العديد من الكنائس لديها عادات وممارسات تقليدية مختلفة، مثل أنماط معينة من العبادة أو الطقوس، والتي وضعت على مر الزمن. تطورت طرق العبادة بناءً على التقاليد المسيحية منها [[
=== العقيدة الاجتماعية ===
{{مفصلة|وصايا عشر|تطويبات|حق طبيعي}}
[[ملف:Bloch-SermonOnTheMount.jpg|يسار|240بك|thumb|[[عظة الجبل|الموعظة على الجبل]]، بريشة كارل بلوش، [[القرن 19|القرن التاسع عشر]]: تشملها الفصول الخامس حتى السابع من [[إنجيل متى]].]]
العقيدة الاجتماعية في المسيحية أو التعليم الاجتماعي، مستوحى من الكتاب المقدس، لاسيّما مقاطع بعينها مثل [[وصايا عشر|الوصايا العشر]] التي تلقفها النبي [[موسى]] على [[جبل موسى (مصر)|طور سيناء]]، و[[تطويبات|التطويبات]] التي أعلنها المسيح. الحق في الحياة، هو أول تعاليم العقيدة الاجتماعية، فمن الواجب "أن تحترم حياة الإنسان من لحظة الحمل وحتى لحظة الوفاة الطبيعية"، وبالتالي فإن القتل، والمساعدة على القتل، والقتل في الحرب خارج وقت المعركة، والتخلّص من المعوقين والمرضى والنازعين أو [[
الحق في الحرية، هو أيضًا حق أصيل للإنسان، وترتبط حرية الإنسان بحرية إرادته، وبالتالي "حرية الفرد، لا يجوز الحد منها حتى عند اختياره الشر، ما لم يمسّ كرامة الآخرين البشرية وحرياتهم"، وتشمل حرية الإنسان، حرية التجمع، والتعبير عن الرأي، والإعلام، واختيار المهنة، وتأسيس شخصيات اعتبارية؛<ref>التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية، ص.167</ref><ref>التعليم الاجتماعي للكنيسة: الشؤون الحديثة، ص.8</ref> وعلى رأس حريته، تأتي حرية التدين "إذ يجب على كل إنسان أن يعتنق الدين الذي يراه أمام ضميره صحيحًا، دون إجبار ودون أن يؤدي ذلك لأي مضايقات أو تمييز أو إجحاف بحقوقه"؛ ويرتبط الحق بالحرية، بالحق بالكرامة والمساواة بين جميع البشر، وهي كرامة مصدرها الله: "لا ذكر ولا أثنى، لا يهودي ولا يوناني، لا عبد ولا حر، لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع"؛{{شواهد الكتاب المقدس|كو|3:11}}{{شواهد الكتاب المقدس|غل|3:28}}<ref>[http://www.laro7ak.com/index.php?cat_id=26&art_id=894 يسوع المسيح والمساواة بين الجنسين]</ref><ref>السنة المئة، ص.43</ref> في ضوء هذه الكرامة، يغدو البغاء، والاتجار بالبشر، والاتجار بالأعضاء، والعنصرية، خطايا، وضد مشيئة الخالق؛ وفي ضوئها أيضًا يغدو واجبًا احترام الثقافات والشعوب المختلفة بوصف تنوّع البشرية "انعكاس لغنى الله اللا محدود". تعلّم المسيحية أن الإنسان كائن اجتماعي، فلا يجوز للمجتمع أن يطغى على الحرية الفرد، ولا يمكن للفرد أن يعيش دون مجتمع".<ref>السنة المئة، ص.47</ref>
سطر 147:
أيضًا فللإنسان الحق أيضًا بالزواج دون إكراه، لإقامة عائلة "قدس أقداس الحياة"؛<ref>السنة المئة، ص.73</ref><ref>انظر المجمع الفاتيكاني الثاني [http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/documenti/giovanni-paolo-ii/familiaris-consortio/index.htm وظائف العائلة المسيحيّة في عالم اليوم]</ref><ref>[http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-011-Late-Bishop-Bemen/001-Al-Gens-Mokadasan/Sacred-Sex__03-Heaven.html ملكوت الله في الأسرة المقدسة]، الأنبا تكلا، 7 تشرين أول 2010.</ref> وإكرام الوالدين يعدّ الوصية الرابعة والأولى من وصايا القريب؛ ولما كان الكتاب يرى البشرية "أسرة واحدة" فالوصية تشمل في سلطانها نوعًا ما جميع البشر.{{شواهد الكتاب المقدس|تك|5:1}}<ref>[http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/01-Questions-Related-to-The-Holy-Bible__Al-Ketab-Al-Mokaddas/021-Family-Relations.html صلة الرحم والقرابة في الإنجيل].</ref>
ويعود للوالدين تحديد عدد الأولاد، وطرق تربيتهم، ولا يحق للمجتمع التدخل إلا في الحالات الخاصة؛<ref>[http://www.gotquestions.org/Arabic/Arabic-roles-husband-wife.html ما هو دور كل من الزوج والزوجة في العائلة؟]</ref> وترفض معظم الجماعات المسيحية [[زواج المثليين|زواج مثليي الجنس]]، و[[تعدد الزوجات]]، والمساكنة، وإعارة الرحم، وبوجه العموم زواج المسيحيين من غير المسيحيين، بوصفها مخالفة لقصد الزواج؛ كما ترفض [[الطلاق في المسيحية|الطلاق]] لأن العهد المشهر بالزواج من سماته الديمومة، وإنما في حالة استحالة الحياة الزوجية، يجوز الهجر، أو فسخ الزواج، أو إعلان بطلانه، بعد عرض القضية أمام محكمة كنسية.<ref>[http://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MzkyMQ== سر الزواج في تعليم الكنيسة الكاثوليكية]، كنيسة الإسكندرية القبطية، 7 تشرين أول 2010.</ref> ويحق لكل إنسان العلم والمعرفة، والتحرر من الخرافة والجهل، والابتعاد عن التنجيم والسحر والأبراج وما شابه، وكذلك احترام البيئة، والجماعات البشرية الأخرى، وبشكل خاص "الفقراء، والمحتاجين، الأولى بالعناية من سواهم".<ref>السنة المئة، ص.9</ref>
لا تفرض المسيحية [[اللباس في المسيحية|أنماطًا محددة من المظهر الخارجي]]، إلا أنها تلزم الحشمة؛ ولا تحوي [[القوانين الغذائية في المسيحية|قواعد للطعام]]، إنما الأمر خاضع لقاعدة العهد الجديد "كل شيء حلال، ولكن ليس كل شيء ينفع"؛ وبينما يعدّ إذهاب العقل بالسكر خطيئة، فإن [[نظرة المسيحية للمشروبات الكحولية|شرب كميات معتدلة من الكحول]] لا إثم عليه؛ ولا تلزم أغلب الطوائف المسيحية [[الختان في المسيحية|بالختان]] -بإستثناء بعض الكنائس [[بروتستانتية|البروتستانتية]] و[[أرثوذكسية مشرقية|الأرثوذكسية المشرقية]] مثل [[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية]] و[[كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية]] و[[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]] تفرض [[الختان في المسيحية|شريعة الختان]] على الذكور وتعطيه [[طقوس العبور|بُعد ديني]]-، إنما هو أشبه بعادة اجتماعية في الشعوب التي تمارسه؛<ref>[http://www.alkalema.net/khetan/khetan2.htm الختان والجدل الديني]</ref> وبكل الأحوال فإنّ بعض الجماعات المسيحية الأقلوية - كبعض الجماعات البروتستانتية - لها فهمها الخاص لقضايا مثل الزواج، والختان، وحتى حفظ السبت. يعدّ الكذب، وشهادة الزور، وحلف يمين كاذب، أو في غير موضعه، من الأعمال ضد الوصيتين الثانية والثامنة. بشكل العام، الشريعة الأخلاقية كما تراها المسيحية "طبيعية، ويعرفها الإنسان مبدئيًا بواسطة عقله"، "مكتوبة على ألواح القلب البشرية".<ref>التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية، ص.188</ref> في [[
== العبادات ==
سطر 156:
{{مفصلة|صلاة (مسيحية)|صوم (مسيحية)|صدقة}}
[[ملف:Thanksgiving grace 1942.jpg|250px|تصغير|يسار|[[الأسرة المسيحية|عائلة مسيحية]] تصلّي قبل الطعام في [[عيد الشكر]].]]
العبادات الفردية هي قائمة أساسًا نتيجة إمكانية تواصل كل فرد في البشرية مع الله وتدعى "علاقة صداقة مع الله"؛<ref>مورد العابدين، ص.286</ref> أشهر أنواع العبادات الفردية هي [[الصلاة الربية|صلاة الأبانا]] المأثورة عن المسيح؛<ref>[http://www.saint-adday.com/index.php/المكتبة/4586-الصلاة-الربية-"المسيحية-في-كلمات".html الصلاة الربية]، البطريركية الكلدانية، 5 ديسمبر 2013.</ref><ref>مورد العابدين، ص.12</ref> كذلك فإن قراءة الكتاب، خصوصًا [[سفر المزامير|مزامير آل داود]]، تعدّ من العبادات الفردية؛ هناك أيضًا "[[صلوات الساعات]]"، وهي سبع صلوات في اليوم مقتبسة من [[التراث اليهودي المسيحي]]، تعدّ فرضًا على الرهبان، وخيارًا بالنسبة للباقي؛<ref>[http://st-takla.org/Agpeya_.html صلوات الساعات]، الأنبا تكلا، 4 ديسمبر 2013.</ref> ومن الأنواع الشائعة الأخرى [[مسبحة وردية|المسبحة الوردية]] بالنسبة للكاثوليك.<ref>[http://www.marnarsay.com/Rosery/Indexof%20Rosery.htm المسبحة الوردية]، مار نرساي، 5 ديسمبر 2013.</ref><ref>مورد العابدين، ص.550</ref> يعدّ الصوم أيضًا جزء من العبادات الفردية حسب وصية المسيح، بأن تقرن الطلبات من الله بالصوم؛{{شواهد الكتاب المقدس|مر|2:20}} وتوجد أنواع مخصوصة من الصوم في بعض الكنائس مثل [[الصوم الكبير]] و[[الصوم الصغير]]؛<ref>فتاوى لاهوتية، ص.39</ref> وتعدّ مساعدة الفقراء من العبادات الفردية حسب وصية المسيح "كل ما فعلتموه لإخوتي الصغار هؤلاء، فلي قد فعلتموه"،{{شواهد الكتاب المقدس|مت|25:40}} وتدعى إجمالاً [[أعمال الرحمة]]، و[[تبشير بالإنجيل|التبشير]]، و[[صدقة|الصدقات]]، و[[نذر|النذور]]، والتأمل، وساعات السجود، والأدعية قبل الطعام وبعده، وكذلك العشور الواسعة الانتشار، والتي تديرها الكنيسة مباشرة، أو تنفق مباشرة لذوي الحاجة دون وساطة الكنيسة.<ref>فتاوى لاهوتية، ص.101</ref>
=== العبادات الجماعية ===
{{مفصلة|الأسرار السبعة المقدسة|ليتورجيا}}
العبادات الجماعية هي التي يقيمها المسيحيون بشكل جماعي في الكنيسة وبرئاسة أحد أعضاء سلك الكهنوت - ما عدا غالبية البروتستانت -، وتشمل [[الأسرار المقدسة|الأسرار السبعة المقدسة]] وأشباه الأسرار. الأسرار السبعة مشتقة من الكتاب المقدس، ويمنح بعضها لمرة واحدة فحسب مثل العماد، وبعضها بصورة دورية أو عند الاقتضاء مثل مسحة المرضى أو الافخارستيا؛ ممارسة الأسرار تفترض الإيمان بها "لكي يفعل السر فعله ويكون مثمرًا، يجب أن يفهم ويقبل"؛<ref>التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية، ص.107</ref><ref name="فتاوى لاهوتية، ص.29">فتاوى لاهوتية، ص.29</ref> وقد أفضت العبادات الجماعية لتطوير ما يعرف في الكنيسة باسم [[
السر الأول هو [[
السر الرابع هو [[سر التوبة]]، أو سر المصالحة مع الله، وأركانه فحص الضمير، والندم، ثم الإقرار بالخطايا للكاهن - المرشد الروحي، ثم تلقي الإرشاد، والتكفير أو التعويض عن الإثم بأعمال محبة كصلاة والصوم والصدقة، أيضًا قد درات نقاشات طويلة بعد الإصلاح البروتستانتي حول إلزامية الاعتراف لمرشد روحي أو فائدة التعويض عن الإثم، دون أن تؤدي إلى نتيجة فبينما يثبتها الكاثوليك والأرثوذكس أسقطها البروتستانت؛<ref>فتاوى لاهوتية، ص.91</ref> وتقسم الخطايا إلى ثلاث فئات: عرضية، و[[السبع خطايا المميتة|وسبع مميتة]]، والخطايا التي تؤدي إلى [[حرمان كنسي|الحرم الكنسي]]، أي قطع الشركة مع سائر الكنيسة حتى التوبة العلنية، ولا تستخدم إلا في حالات بعينها؛<ref>فتاوى لاهوتية، ص.69. على سبيل المثال الحرمان التلقائي الذي لا يحلّ منه غير البابا في حال الإنتساب [[شيوعية|للشيوعية]] في الكنيسة الكاثوليكية.</ref> ولا تعدّ الخطيئة خطيئة بغير وعي وإرادة.<ref>فتاوى لاهوتية، ص.7</ref> أما خامس الأسرار، أي [[سر مسحة المرضى]]، فيمنح للتقوية في حالات المرض الخطير أو مرض الموت وهو "استذكار لاهتمام المسيح الاستثنائي بالمرضى"؛ ويعدّ [[سر الكهنوت]] السر السادس، وفيه ينال المتقدمّ بعد إعداد قد يطول لعدة سنوات من الدراسة "عطية التعليم والتدبير والاحتفال بالأسرار"، وتفرض [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية]] العزوبية على الكهنة بينما تسمح باقي الكنائس في [[زواج رجال الدين]]،<ref>[http://ucipliban.org/arabic/index.php?option=com_content&task=view&id=16344&Itemid=57 مؤيدو زواج الكهنة يزدادون ويدقون أبواب الفاتيكان: حان وقت التغيير] أوبس ليباني 13 أيلول 2010</ref> وله ثلاث درجات لا تمنح لدى غالبية الكنائس إلا لذكور: [[أسقف|الأسقف]]، و[[قس|القس]]، و[[شماس|الشماس]]، ويرأس السلك في الكاثوليكية [[بابوية كاثوليكية|البابا]] خليفة [[بطرس]]؛ ويعرف هذا الكهنوت، بالكهنوت الخاص، وقد أنكره معظم البروتستانت، فإكتفوا مع سائر المسيحيين بالكهنوت العام.{{شواهد الكتاب المقدس|رؤ|1:6}}<ref>[http://www.ayletmarcharbel.org/taalimfirstWed16.htm سر الكهنوت] عائلة مار شربل، 13 أيلول 2010</ref><ref>[http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/02-Questions-Related-to-Youth-and-Family__Al-Shabab-Wal-Osra/017-Priesthood-of-Women.html ما هو رأي الكنيسة الأرثوذكسية في موضوع كهنوت المرأة؟ ولماذا لا يسمح بهذا الأمر؟ وما الإثبات من الكتاب المقدس؟] الانبا تقلا، 13 أيلول 2010</ref> أما آخر الأسرار أي [[الزواج في المسيحية|سر الزواج]]، حيث يعلن المتقدمان نيتهما تأسيس عائلة، ثم يعلن كل منهما قبوله العلني، ويطلبا بركة الرب "كما بارك [[إبراهيم]] و[[سارة]]؛ [[إسحاق|اسحق]] و[[رفقة]]؛ [[يعقوب]]، و[[راحيل زوجة يعقوب|راحيل]]" ثم يتم تثبيت الزواج.<ref>مورد العابدين، ص.147</ref> إلى جانب الزواج، هناك أشباه الأسرار، وهي أساسًا [[درب الصليب]]، ورتبة [[الجمعة العظيمة|جمعة الآلام]]، والزياحات والتطوافات، ومباركة الأشياء، وصلاة الجنازة.<ref>فتاوى لاهوتية، ص.71</ref><ref>مورد العابدين، ص.640</ref>
<gallery mode="packed-hover" heights="150px">
Child baptism with water.jpg|[[معمودية|سر المعمودية]]
File:Confirmation blessing.jpg|[[سر الميرون]]
Jan Baxant, 2010, 02.jpg|[[
File:NiñoComulgando.jpg|[[المناولة الأولى]]
File:Исповедь берн собор.jpg|[[سر التوبة]]
File:Giuseppe Maria Crespi 002.jpg|[[سر مسحة المرضى]]
File:Priestly ordination.jpg|[[سر الكهنوت]]
File:Serbian Luxury Orthodox Wedding.png|[[الزواج في المسيحية|سر الزواج]]
</gallery>
=== إكرام الرموز والأزمنة والأمكنة ===
[[ملف:Fountain of Carlo Fontana on Piazza San Pietro at night.jpg|200بك|thumb|[[الفاتيكان]]، [[
{{مفصلة|رموز مسيحية|أعياد مسيحية|مواقع مقدسة مسيحية}}
خلال القرون المسيحية الأولى دار نقاش حول شرعية إكرام الرموز الدينية، قبل أن يحسم الجدال في مجمع نيقية الثاني،<ref>[http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/pensieri/iconoclasmo.htm بدع وهرطقات: تحطيم الأيقونات]، الموسوعة العربية المسيحية، 8 تشرين ثاني 2010.</ref> على سبيل المثال فإنّ القديس [[يوحنا الدمشقي]]، أحد الملافنة وأبرز المدافعين عن الرموز، قال بإنّ إكرام الرموز ليس إكرامًا لمادة أو صورة الرمز بل لما يمثله، فإن كنّا نكرّم كلمة الله المكتوبة بأحرف، فلنا تكريم كلمة الله المرسومة بألوان؛<ref>تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، ص.116</ref> وهو وما يعرف باسم [[أيقونة|الأيقونات]]، أي الصورة التي تمثل مقاطع كتابية، ولها مدارس ومناهج في رسمها، وكذلك المنحوتات في المسيحية الغربية. أما أبرز الرموز المسيحية فهو [[صليب مسيحي|الصليب المسيحي]]، الذي يشير لعمل المسيح الفدائي؛{{شواهد الكتاب المقدس|1كو|1:18}} وهناك مجموعة رموز أخرى مثل [[سمكة المسيح]]، وإشارة [[الألف والياء]].
تكريم الأزمنة، ناجم عن نثر الأحداث الكتابية المرتبطة بالمسيح على العام، وهو ما يعرف لدى غالب الجماعات المسيحية باسم "[[أعياد مسيحية|السنة الطقسية]]"،<ref>[http://www.ayletmarcharbel.org/arabic/ta3lim_files/taalim11retreat.htm السنة الطقسية، موقع عيلة مار شربل]</ref><ref>معجم المجمع الفاتيكاني الثاني، 448</ref> والتي تستخدم في تحديد مواعيدها قواعد شمسية وقمرية متنوعة تطورت عبر التاريخ؛ المناسبات ذات الأهمية الكبيرة تؤدي إلى الأعياد وبشكل خاص [[عيد الميلاد]] و[[عيد الفصح (توضيح)|عيد الفصح]]؛ أيضًا فإن الكنائس المحلية قد تشتهر بعيد خاص بها غالبًا ما يرتبط بتذكار قديس اشتهر في المنطقة؛<ref>[http://www.religionfacts.com/christianity/holidays.htm الأعياد، الإحتفالات والأيام المقدسة المسيحية]</ref> وغالبًا ما تكون الأعياد المسيحية مترافقة مع مهرجات واحتفالات اجتماعية. إلى جانب المناسبات السنوية، هناك المناسبات المتكررة عبر قرن أو نصف قرن، والتي تعرف باسم [[يوبيل|اليوبيل]]، والتي تجد تشريعها في [[سفر اللاويين]]؛<ref>إطلالة الألف الثالث، ص.24-25</ref> على سبيل المثال: "يوبيل ذكرى مرور ألفي عام على تجسّد المخلّص" المحتفل به عام 2000، و"اليوبيل المئوي الخامس لوصول الإنجيل إلى أمريكا" المحتفل به عام 1992. أسبوعيًا، يعدّ [[الأحد (يوم)|يوم الأحد]]، ثم وبدرجة أقل [[سبت (يوم)|يوم السبت]]، زمنًا للراحة، والاجتماعات الدينية، استنادًا إلى الوصية الثالثة من الوصايا العشر. أما تكريم الأمكنة، فإنّ العهد القديم، نصّ على إكرام [[هيكل سليمان]]، والتوجه بالقبلة نحو القدس؛ إلا أنّه بعد المسيح ألغي هذا التحديد: "ستأتي الساعة التي تعبدون فيها الآب، لا في هذا الجبل ولا في أورشليم، ...، ستأتي الساعة بل هي الآن، حين يعبد العابدون الصادقون الآب بالروح والحق"؛{{شواهد الكتاب المقدس|يو|4:21}} وهكذا فإنّ كل كنيسة تعدّ وريثة الهيكل في الفكر اليهودي، لا البناء في ذاته بل جماعة المؤمنين، على أن بعض الكنائس المرتبطة بأحداث معينة [[كنيسة القيامة|ككنيسة القيامة]]، و[[كاتدرائية القديس بطرس]]، تغدو مكرمة ومقصودة من الجماهير بشكل أوسع.<ref>[http://198.62.75.1/www1/ofm/ag/Introduction_Ar.html *مقدمة*...*الارض المقدسة*]</ref>
== الديموغرافيا والانتشار ==
{{مفصلة|عالم مسيحي|المسيحية حسب دول العالم|النمو السكاني للمسيحيين}}
[[ملف:Christian distribution-ar.png|يمين|300بك|تصغير|المسيحية بحسب انتشارها في دول العالم.]]
إن [[كتاب حقائق العالم|كتاب حقائق وكالة الاستخبارات الأميركية عن العالم]] بنسخته الصادرة العام [[2012]] يشير إلى أن المسيحية هي أكثر ديانات العالم انتشارًا، إذ يعتنقها 2.2 [[مليار]] نسمة أي 33.39% من البشرية.<ref name="FACTBOOK">The World Factbook, (2012), [https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/xx.html Field Listing - Religions] Accessed December 2012
</ref><ref>[http://www.adherents.com/Religions_By_Adherents.html الديانات الرئيسية مصنفة حسب العدد والنسب (بالإنجليزية)]، آدهرينتس، 28 نيسان 2011.</ref> ووفقًا للإحصائيات المختلفة ستتخطى أعداد المسيحيين عام [[2050]] 3 مليار شخص، وستبقى المسيحية الديانة الأكثر اعتناقًا وعددًا.<ref name="تقرير بيو"/>
تأتي [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]] في مقدمة الطوائف المسيحية انتشارًا، حوالي 1.13 مليار نسمة (17.33% من البشرية، 51.4% من المسيحية)؛ تليها [[بروتستانتية|البروتستانتية]] حوالي 458 مليونًا (7.0% من البشرية، 20.8% من المسيحية) و[[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكسية الشرقية]] حوالي 223 مليونًا (3.42% من البشرية، 10.1% من المسيحية)؛ سائر الكنائس من [[أرثوذكسية مشرقية]]، [[شهود يهوه]] وغيرها تشكل حوالي 389 مليونًا (5.73% من البشرية، 17.6% من المسيحية).<ref name="الموسوعة البريطانية">[http://www.britannica.com/EBchecked/topic/303091/Jesus-Christ الموسوعة البريطانية]</ref>
بالمقابل حسب دراسة أعدّها [[مركز بيو للأبحاث]]، وجدت ان نصف المسيحيين في العالم هم من [[كاثوليكية|الكاثوليك]]، في حين يشكل [[بروتستانتية|البروتستانت]] نسبة 37%، و[[أرثوذكسية شرقية|الأرثوذكس]] نسبتهم 12%. ويمثّل "المسيحيون الآخرون"، مثل "[[مورمون|المورمون]]" و"[[شهود يهوه]]" ما نسبته 1% من مجمل المسيحيين.<ref name="تقرير بيو"/>
[[ملف:Christian world map-ar.png|250بك|تصغير|الدول التي يشكل فيها [[مسيحيون]] أكثر من نصف السكان، ويظهر باللون الوردي الدول التي يشكل فيها المسيحيين بين 10-49% من مجموع السكان.]]
تعدّ المسيحية ديانة كونية،<ref name="تقرير بيو">[http://www.metransparent.com/spip.php?article17239 تقرير "بيو": المسيحية لم تعد "أوروبية" وظلّت أول دين في العالم]، موقع شفاف الشرق الاوسط، 26 ديسمبر 2011.</ref> إذ ينتشر [[مسيحيون|المسيحيون]] في جميع القارات والدول ولا توجد [[دولة]] في العالم لا تحوي على المسيحيين؛ المسيحية هي الديانة السائدة في [[المسيحية في أمريكا الشمالية|أمريكا الشمالية]] (77.4%)<ref name="دراسة المشهد الديني">[http://www.pewforum.org/global-religious-landscape-christians.aspx دراسة المشهد الديني العالمي؛ المسيحيون]، مركز الأبحاث الاميركي بيو، 18 ديسمبر 2012. {{en}}</ref> وكذلك في [[الكاريبي]] (87.32%)، [[أمريكا الوسطى]] و[[أمريكا الجنوبية|الجنوبية]] (93%)<ref name="دراسة المشهد الديني"/> إضافة إلى [[وسط أفريقيا]] و[[جنوب أفريقيا]] (62.7%)،<ref name="دراسة المشهد الديني"/> إلى جانب [[المسيحية في أوروبا|أوروبا]] (76.2%)<ref name="دراسة المشهد الديني"/> و[[المسيحية في أوقيانوسيا|أوقيانوسيا]] (73.3%)؛<ref name="دراسة المشهد الديني"/> في حين تعدّ [[فيليبين|الفيليبين]] الثقل الأساسي للمسيحية في [[آسيا]]، [[قارة|القارة]] الوحيدة التي لا يشكل المسيحيون أغلب سكانها مع وجود مناطق شاسعة [[الفلبين|كالفيلبين]] و[[روسيا]] و[[القوقاز]] ذات غالبية مسيحية، كما يوجد في [[آسيا الوسطى]] و[[الشرق الأوسط]] و[[شرق آسيا|الشرق الأقصى]] تجمعات كبيرة للمسيحيين.
على الرغم من أن المسيحيين يمثلون ثلث [[تعداد السكان في العالم|سكان العالم]]، إلا أنهم يشكلون [[قائمة الدول ذات الغالبية المسيحية|أغلبية سكان]] 120 [[دولة]] و38 كيان ذي حكم ذاتي، أي ما نسبته ثلثي دول [[العالم]] وكياناته.<ref name="تقرير بيو"/> ولا تزال المسيحية الديانة المهيمنة في [[عالم غربي|العالم الغربي]]؛ إذ يشّكل [[مسيحيون|المسيحيين]] وفقًا ل[[مركز بيو للأبحاث]] حوالي 70% من سكان [[عالم غربي|العالم الغربي]].<ref name="تقرير بيو"/> ويعيش 87% من مسيحيي العالم في [[قائمة الدول ذات الغالبية المسيحية|دول ذات أغلبية مسيحية]] مقابل 13% من مسيحيين العالم يعيشون [[أقليات مسيحية|كأقليات دينية]]. يعيش اليوم 39% من [[المسيحية حسب دول العالم|مسيحيي العالم]] في [[أوروبا]] و[[أمريكا الشمالية]] و[[أوقيانوسيا]]، بينما يعيش 61% من المسيحيين في [[المسيحية في أمريكا الجنوبية|أمريكا الجنوبية]] و[[أفريقيا]] و[[آسيا]]، يذكر أن مناطق جنوب [[الكرة الأرضية]] تشهد ازدياد في معدل [[النمو السكاني للمسيحيين|نمو المسيحية]].<ref name="تقرير بيو"/>
[[ملف:Whole Monaco.jpg|يمين|250بك|thumb|[[إمارة موناكو]]، وهي من الدول التي لا تزال تتخذ المسيحية [[دين الدولة|دين رسمي]].]]
تعد المسيحية من الأديان النامية بنسبة 1.43% أي تتجاوز المعدل العالمي للنمو المحدد بحوالي 1.39%؛<ref name="numbers of adherents">[http://www.religioustolerance.org/worldrel.htm الديانات في العالم: أعداد الأتباع ومعدلات النمو] {{en}}</ref> وتعدّ الحركات التبشيرية في [[آسيا]] و[[أفريقيا]] الجناح الرئيسي لهذا النمو إذ يعتنق المسيحية سنويًا حوالي 30 مليون شخص من خلفيات دينية مختلفة أي حوالي 23,000 شخص يوميًا.<ref name="numbers of adherents"/> وقد تزايد عدد المسيحيين حول العالم بنسبة 4 أضعاف خلال المئة عام المنصرمة،<ref name="تقرير بيو"/> وجدت دراسة لجامعة سانت ماري عام 2015 أن حوالي 10.2 ملايين [[مسلمون تحولوا إلى المسيحية|مسلم إعتنق المسيحية]].<ref>{{cite journal|الأخير1=Johnstone|الأول1=Patrick|الأخير2=Miller|الأول2=Duane Alexander|العنوان=Believers in Christ from a Muslim Background: A Global Census|journal=Interdisciplinary Journal of Research on Religion|التاريخ=2015|volume=11|الصفحة=8|المسار=https://www.academia.edu/16338087/Believers_in_Christ_from_a_Muslim_Background_A_Global_Census|تاريخ الوصول=30 October 2015}}</ref> وتشير بعض الدراسات أن المسيحية هي [[
يشكل المسيحيون بين 7-10% من مجمل [[عرب|العرب]]، ينتشرون أساسًا في [[الهلال الخصيب]] و[[مصر]] وبدرجة أقل في [[المسيحية في المغرب العربي|المغرب العربي]]؛ بعضهم يعدّ من [[مسيحيون عرب|المسيحيين العرب]]، والبعض الآخر من أقوام غير عربية كالأرمن و[[آشوريون/سريان/كلدان|السريان]]؛ لهم في هذه الدول، قوانين أحوال شخصية متوافقة مع القواعد المسيحية، وعطل رسمية في الأعياد، وتمثيل في الدولة؛ هناك عدد من البطريركيات والمؤسسات الدينية المسيحية المختلفة مثل [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس]]، [[الكنيسة المارونية]]، [[كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك]]، [[الكنيسة القبطية الأرثوذكسية]]، ويشكل أتباع هذه الكنائس، غالبية المسيحيين العرب أو في الوطن العربي؛ بغض النظر عن [[المسيحية في
{| class="wikitable" style="width:100%;"
|-
! المرتبة || [[قائمة الدول|الدولة]] || [[قائمة الدول والتبعيات حسب عدد السكان|عدد المسيحيين]] || [[المسيحية حسب دول العالم|نسبة المسيحيين]] || [[قالب: طوائف مسيحية|المذهب السائد]]
|-class="sortbottom"
| 1 ||align=right| {{الولايات المتحدة}} || 243,186,000 ||78.4% || [[بروتستانتية]] ثم [[كاثوليكية]]<ref>[https://www.cia.gov/library/publications/the-world-factbook/geos/us.html الولايات المتحدة (بالإنجليزية) - كتاب حقائق العالم]، وكالة الاستخبارات الإمريكية، 9 نيسان 2011.</ref>
سطر 240:
=== اليهودية ===
{{مفصلة|المسيحية واليهودية|التراث اليهودي المسيحي|مسيحيون يهود}}
[[ملف:Decalogue parchment by Jekuthiel Sofer 1768.jpg|يسار|تصغير|[[وصايا عشر|الوصايا العشر]]، أرفع آثار [[التراث اليهودي المسيحي]].]]
يحوي العهد الجديد مقاطع مادحة لليهود أبرزها: "قد منحوا التبني، والمجد، والعهود، والتشريع، والعبادة، والمواعيد، ومنهم كان الآباء، ومنهم جاء المسيح حسب الجسد"؛{{شواهد الكتاب المقدس|رو|9:5}} وكذلك فإن المسيحية في القرن الأول وبدايات القرن الثاني كانت تعدّ "طائفة يهودية"؛<ref>[http://www.civilizationstory.com/civilization/ قصة الحضارة] ويل ديورانت، المجلد الثالث، الكتاب الخامس، الفصل الرابع، ص. 3921</ref> ورغم ذلك فإنه منذ أيام المسيح، وحتى عهود قريبة، كانت العلاقة بين المسيحيين واليهود متوترة، وقد اضطهد اليهود المسيحيين في غير مكان؛{{شواهد الكتاب المقدس|أعمال|1:8-3}}<ref>الإنجيل برواية القرآن، ص.89</ref><ref>[http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/20.htm كيف تطورت العلاقة بين اليهود والنصارى من العداوة إلى الصداقة؟] صيد الفوائد، 29 أيلول 2010.</ref> وبدءًا من القرون الوسطى المبكرة، اضطهد المسيحيون اليهود، فطردوا من خارج المدن،<ref name="النزعات الأصولية، ص.22">النزعات الأصولية، ص.22</ref> وفرضت عليهم مناطق سكن معينة، ومنعوا من ممارسة بعض المهن،<ref name="النزعات الأصولية، ص.22"/> وارتكبت مذابح في غير موضع بحقهم.<ref>النزعات الأصولية، ص.41</ref> في القرن العشرين، وجهت الكنيسة اعتذارًا عن مآسي اليهود التي حصلت بسببها أو "بسبب تقصيرها في حمايتهم"، ثم تكاثرت التصريحات، على سبيل المثال تصريح يوحنا بولس الثاني عام 1986، الذي يعدّ جزءًا من التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية: "بالنسبة إلينا، ليست الديانة اليهودية ديانة خارجية، بل إنها تنتمي إلى قلب ديانتنا، وعلاقتنا بالديانة اليهودية مختلفة عن علاقتنا بأي دين آخر. أنتم إخوتنا الأحباء ونستطيع القول ما معناه، أنتم إخوتنا الكبار".<ref>التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية، ص.84</ref>
معظم المسيحيين، يرفضون تحميل [[يهود|اليهود]] مسؤولية دم المسيح؛<ref>انظر المجمع الفاتيكاني الثاني، [http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/nostra-aetate/index.htm في عصرنا] بيان في علاقات الكنيسة مع الأديان غير المسيحية، المادة عدد 42</ref><ref>فيما يخص الاعتراضات على تبرئة اليهود من دم المسيح والردود عليها انظر [http://www.coptcatholic.net/section.php?hash=aWQ9MzIyOA== تبرئة اليهود من دم المسيح بقلم: الأب الدكتور يوأنس لحظي جيد للأقباط الكاثوليك]</ref> وقد وجدت جماعات عبر التاريخ يدعى أتباعها "[[مسيحيون يهود|المسيحيون اليهود]]"، يقرأون الكتاب بالحرف بالعبري، ويحفظون شرائع موسى المنسوخة في العهد الجديد كحفظ السبت، والختان، وتعدد الزوجات؛ وأيضًا ففي الأيام الراهنة فإن مجموعة من المسيحيين يعرّفون أنفسهم بوصفهم "[[
=== الإسلام ===
{{مفصلة|الإسلام والمسيحية}}
المسيحية ترفض أي وحي تالٍ مناقض أو متمم لما أعلنه المسيح "فإنّ الله لا يتراجع أبدًا عن هباته ودعواته"،{{شواهد الكتاب المقدس|رو|11:29}} غالبية المجموعات المسيحية تقبل "وحي خاص بعد المسيح، يكون غير ملزم بشكل عام، ومثّبت لما أعلنه المسيح".{{شواهد الكتاب المقدس|أع|2:17}}<ref>التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية، ص.18</ref> خلال القرون الوسطى المبكرة والمتأخرة، كانت الصورة الطاغية [[الإسلام والمسيحية|للعلاقات الإسلامية المسيحية]]، هي علاقات حروب عسكرية، وهو ما نجم عنه أن تكون حصيلة الأدب الأوروبي والفهم المسيحي عامة تجاه [[إسلام|الإسلام]] "مشوهة بدرجة كبيرة، وعدائية"،<ref>أساطير أوروبا عن الشرق، ص.36</ref><ref name="المسيحيون حالهم ومآلهم">{{استشهاد بخبر |مؤلف = |مسار= http://al-akhbar.com/Politics/105837 |مسار الأرشيف= https://web.archive.org/web/20101123235804/http://www.al-akhbar.com:80/ar/node/207591 |تاريخ الأرشيف= 23-11-2010 |عنوان= المسيحيون: حالهم ومآلهم |العدد = 1226 |صفحات= 4-7 |صفحة= |صحيفة= [[الأخبار (لبنان)|الأخبار اللبنانية]] |تاريخ= 24-09-2010 |تاريخ الوصول= 27-03-2018 |لغة= ar}}</ref> لاسيما "التخوّف الذي جسدّه التهديد العثماني لأوروبا".<ref>أساطير أوروبا عن الشرق، ص.39</ref> بكل الأحوال فإن الكنيسة كسلطة رسمية لم تصدر أي وثيقة رسمية بخصوص الإسلام حتى 1965 حين أعلنت وثيقة ''في عصرنا'' ما يلي: "وتنظر الكنيسة بعين الاعتبار أيضًا إلى المسلمين الذين يعبدون معنا الإله الواحد الحي القيوم الرحيم الضابط الكل خالق السماء والأرض المكلم البشر؛ ويجتهدون في أن يخضعوا بكليتهم لأوامر الله الخفية، كما يخضع له إبراهيم الذي يُسند إليه بطيبة خاطر الإيمان الإسلامي؛ وهم يجلون يسوع كنبي ويكرمون مريم أمه العذراء كما أنهم يدعونها أحيانًا بتقوى؛ علاوة على ذلك أنهم ينتظرون يوم الدين عندما يثيب الله كل البشر القائمين من الموت؛ ويعدّون أيضًا الحياة الأخلاقية ويؤدون العبادة لله لا سيما بالصلاة والزكاة والصوم. وإذا كانت قد نشأت، على مر القرون، منازعات وعداوات كثيرة بين المسيحيين والمسلمين، فالمجمع المقدس يحض الجميع على أن يتناسوا الماضي وينصرفوا بالخلاص إلى التفاهم المتبادل، ويصونوا ويعززوا معًا العدالة الاجتماعية والخيور الأخلاقية والسلام والحرية لفائدة جميع الناس".<ref>انظر المجمع الفاتيكاني الثاني [http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/nostra-aetate/1-5.htm#3 في عصرنا] بيان في علاقات الكنيسة مع الديانات غير المسيحية، فقرة 3</ref><ref>[http://majalatalandalus.wordpress.com/2011/03/04/الحضارة-الإسلامية-المسيحية-قراءة-في/ “الحضارة الإسلامية-المسيحية”.. قراءة في مفهوم جديد]</ref><ref>[http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda/046-The-Holy-Quran-and-Christianity.html المسيح بين الإسلام والمسيحية] إسلام أون لاين، 29 أيلول 2010</ref>
=== غير الإبراهيمية ===
لم يحصل احتكاك مبكر بين المسيحية وديانات [[شرق آسيا|الشرق الأقصى]]، وعندما حصل هذا الاحتكاك خلال العصور الوسطى تزامنًا مع الحركات الاستكشافية في عصر النهضة تنوعت ردة الفعل بين الترحيب الشديد والإقبال على اعتناقها وبين الحظر والاضطهاد كما حصل في الصين،<ref>[http://arabic.china.org.cn/txt/2007-12/26/content_9436931.htm المسيحية في الصين]</ref> في العصور الحديثة وسمت هذه العلاقة [[
== التأثير الثقافي للمسيحية ==
سطر 262:
إن [[التأثير الحضاري للمسيحية|التأثير الثقافي للمسيحية]] ضخم للغاية وشديد التشعب، إضافة إلى أنه يشمل جميع مجالات الحضارة؛ في قائمة المائة شخصية الأكثر تأثيرًا في تاريخ البشرية، ذكرت 65 شخصية مسيحية من مختلف المجالات.<ref>[http://www.adherents.com/adh_influ.html الإنتماء الديني لأكثر 100 شخصية مؤثرة في التاريخ] {{en}}</ref>
{{اقتباس خاص|تاريخ الكنيسة أو المسيحية هو تاريخ الحضارة الغربية، فقد أثرت المسيحية بشكل كبير على المجتمع ككل بما في ذلك الفنون واللغة والحياة السياسة وحياة الأسرة والموسيقى وحتى طريقة التفكير الغربية تلونت بتأثير المسيحية. ولذا فإن دراسة تاريخ الكنيسة يلبث اليوم موضوعًا هامًا جدًا.<ref>[http://www.gotquestions.org/Arabic/Arabic-history-Christianity.html ما هو تاريخ الكنيسة؟]</ref>}}
على مر العصور ساهم كل من رجال الدين والعلمانيين المسيحيين على حد سواء مساهمات كبيرة في تطوير [[حضارة|الحضارة]] الإنسانيّة، كما ويُذكر أن هناك المئات من المسيحيين البارزين الذين ساهموا في الحضارة الإنسانية والمجتمع الغربي من خلال تعزيز وتطوير [[علم|العلوم]] و[[تكنولوجيا|التكنولوجيا]]،<ref name="Gilley ">{{مرجع كتاب |الأخير= Gilley |الأول= Sheridan |others=Brian Stanley|العنوان=The Cambridge History of Christianity: Volume 8, World Christianities C.1815-c.1914 |السنة=2006 |الناشر=Cambridge University Press|quote= ... Many of the scientists who contributed to these developments were Christians...|isbn=0521814561|الصفحة=164}}</ref><ref name=" Steane ">{{مرجع كتاب |الأخير=Steane |الأول=Andrew |others= |العنوان=Faithful to Science: The Role of Science in Religion|السنة=2014 |الناشر=OUP Oxford|quote= ... the Christian contribution to science has been uniformly at the top level, but it has reached that level and it has been sufficiently strong overall ...|isbn=0191025135|الصفحة=179}}</ref><ref name=" L. Johnson ">{{مرجع كتاب |الأخير= L. Johnson |الأول= Eric|others=|العنوان=Foundations for Soul Care: A Christian Psychology Proposal |السنة=2009 |الناشر=InterVarsity Press|quote= ... . Many of the early leaders of the scientific revolution were Christians of various stripes, including Roger Bacon, Copernicus, Kepler, Francis Bacon, Galileo, Newton, Boyle, Pascal, Descartes, Ray, Linnaeus and Gassendi...|isbn= 0830875271|الصفحة=63}}</ref> و[[طب|الطب]]،<ref name="S. Kroger ">{{مرجع كتاب |الأخير=S. Kroger|الأول= William|others=|العنوان=Clinical and Experimental Hypnosis in Medicine, Dentistry and Psychology|السنة=2016 |الناشر=Pickle Partners Publishing|quote=Many prominent Catholic physicians and psychologists have made significant contributions to hypnosis in medicine, dentistry, and psychology.|isbn=1787203042|الصفحة=}}</ref> و[[فن|الفن]]،<ref name="E. McGrath " /> و[[موسيقى|الموسيقى]]،<ref name=" E. McGrath ">{{مرجع كتاب |الأخير= E. McGrath|الأول= Alister |others=|العنوان=Christianity: An Introduction|السنة=2006 |الناشر=John Wiley & Sons|quote= Virtually every major European composer contributed to the development of church music. Monteverdi, Haydn, Mozart, Beethoven, Rossini, and Verdi are all examples of composers to have made significant contributions in this sphere. The Catholic church was without question one of the most important patrons of musical developments, and a crucial stimulus to the development of the western musical tradition. |isbn=1405108991|الصفحة=336}}</ref><ref name="Rose Publishing Inc">{{مرجع كتاب |الأخير= |الأول= |others=|العنوان=What Christianity Has Done for the World|السنة=2014 |الناشر=Rose Publishing Inc|quote=Christian, also contributed much to the world of music. A prolific composer, Bach regularly wrote sacred music, dedicating his efforts to the glory of God. |isbn=1628621060|الصفحة=}}</ref> و[[أدب|الأدب]]،<ref name="E. McGrath " /> و[[مسرح|المسرح]]،<ref name="E. McGrath " /> و[[فلسفة|الفلسفة]]،<ref name=" A. Spinello ">{{مرجع كتاب |الأخير= A. Spinello|الأول= Richard |others=|العنوان=The Encyclicals of John Paul II: An Introduction and Commentary |السنة=2012 |الناشر=Rowman & Littlefield Publishers|quote= ... The insights of Christian philosophy “would not have happened without the direct or indirect contribution of Christian faith” (FR 76). Typical Christian philosophers include St. Augustine, St. Bonaventure, and St. Thomas Aquinas. The benefits derived from Christian philosophy are twofold....|isbn=1442219424|الصفحة=147}}</ref><ref name=" Vincelette ">{{مرجع كتاب |الأخير= Roy Vincelette|الأول= Alan |others=|العنوان=Recent Catholic Philosophy: The Nineteenth Century |السنة=2009 |الناشر=Marquette University Press|quote= ... .Catholic thinkers contributed extensively to philosophy during the Nineteenth Century. Besides pioneering the revivals of Augustinianism and Thomism, they also helped to initiate such philosophical movements as Romanticism, Traditionalism, Semi-Rationalism, Spiritualism, Ontologism, and Integralism...|isbn=0874627567|الصفحة=}}</ref><ref name="Hyman1967">{{مرجع كتاب |الأخير1=Hyman |الأول1=J. |الأخير2=Walsh |الأول2=J.J. |العنوان=Philosophy in the Middle Ages: The Christian, Islamic, and Jewish Traditions |المكان=New York |الناشر=Harper & Row |date=1967 |oclc=370638}}</ref>{{rp|15}} و[[العمارة (توضيح)|العمارة]]، و[[اقتصاد (علم)|الإقتصاد]]<ref name="J. Hillerbrand ">{{مرجع كتاب |الأخير= Hillerbrand|الأول=Hans J. |others=|العنوان=Encyclopedia of Protestantism: 4-volume Set |السنة=2016 |الناشر=Pickle Partners Publishing|quote= ... In the centuries succeeding the REFORMATION the teaching of Protestantism was consistent on the nature of work. Some Protestant theologians also contributed to the study of economics, especially the nineteenth-century Scottish minister THOMAS CHALMERS....|isbn=1787203042|الصفحة=174}}</ref><ref name=" Guan ">{{مرجع كتاب |الأخير= Guan|الأول=Wenwei|others=|العنوان=Intellectual Property Theory and Practice: A Critical Examination of China’s TRIPS Compliance and Beyond |السنة=2014 |الناشر=Springer|quote= ... According to Max Weber's analysis, Protestant Asceticism contributed to the rise of the capitalism in the West....|isbn=364255265X|الصفحة=51}}</ref><ref name=" Troeltsch ">{{مرجع كتاب |الأخير= Ernst|الأول= Troeltsch|others=|العنوان=Protestantism and Progress: A Historical Study of the Relation of Protestantism to the Modern World |السنة=2017 |الناشر=Routledge|quote= ...It is clear enough without this that the contribution of Protestantism to modern economic development, which is, in point of fact, one of the most characteristic features of our modern world, is to be ascribed, not to Protestantism as a whole, but primarily to Calvinism, Pietism, and the Sectaries, and that even with them this contribution is only an indirect and consequently an involuntary one.|isbn=1351496115|الصفحة=80}}</ref> و[[سياسة|السياسة]]. ذكر كتاب ''ذكرى 100 عام لجائزة نوبل'' أنَّ حوالي (65.4%) من [[
لقد رعت [[كنيسة|الكنيسة]] مختلف أنواع [[المسيحية والعلم|العلوم]]،<ref>[http://www.bede.org.uk/sciencehistory.htm المسيحية وتطور العلوم] {{en}}</ref> خصوصًا، [[علم الفلك|الفلك]]،<ref name="الكنيسة والعلم خامس"/> و[[رياضيات|الرياضيات]]،<ref>الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.267</ref> و[[علم أصول الكلمات|التأثيل]]،<ref name="الكنيسة والعلم سادس">الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.294</ref> و[[فلسفة|الفلسفة]]،<ref name="الكنيسة والعلم خامس"/> و[[بلاغة|البلاغة]]،<ref name="الكنيسة والعلم سادس"/> و[[طب|الطب]]،<ref>الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.257</ref> و[[تشريح|التشريح]]،<ref>الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.220</ref> و[[فيزياء|الفيزياء]] خصوصًا الأرسطوية (أي المنسوبة إلى [[أرسطو]])،<ref name="الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.263">الكنيسة والعلم، مرجع سابق، ص.263</ref> والفيزياء المكيانيكية خصوصًا أدوات الحرب،<ref name="الكنيسة والعلم سادس"/> و[[كيمياء|الكيمياء]]، و[[جغرافيا|الجغرافيا]]، و[[فلسفة|الفلسفة]]، وعلوم النبات والحيوان،<ref name="الكنيسة والعلم سادس"/> وكانت المسؤول الرئيسي عن نشوء بعضها ك[[علم الوراثة]]،<ref>انشأ [[علم الوراثة]] على يد الراهب [[النمسا]]وي [[غريغور يوهان مندل|غريغوري مندل]]. انظر أيضًا: [[المسيحية والعلم]] و[[قائمة المفكرين المسيحيين في العلم|قائمة العلماء المسيحيين]].</ref> ووفقاً [[البروتستانتية والعلم|لإطروحة ميرتون]] كان للبروتستانتية أيضًا تأثيرًا مهمًا على العلوم.<ref name=sztompka2003>Sztompka, 2003</ref> وكان للكنيسة دورٌ في تطور مجالات أخرى [[
إلى جانب ذلك، فإن التقويم الأكثر انتشارًا في العالم اليوم، هو [[تقويم ميلادي|التقويم الميلادي]] الذي كان [[يوليوس قيصر]] أول من وضعه ثم قامت الإمبراطورية الرومانية لدى اعتناقها المسيحية بحسابه بالنسبة لميلاد المسيح، وأعيد تعديله من قبل [[الفاتيكان]] في القرن السادس عشر خلال حبرية البابا [[غريغوريوس الثالث عشر]] بناءً على ملاحظات العالم إليسيوس ليليوس الذي وجد تقصيرًا في تقويم يوليوس قيصر فأصبح عشرة أيام كاملة عام 1581. كذلك هنالك أعياد ذات صبغة مسيحية أو أصلها مسيحي وتُحتفل على نطاق واسع في العالم مثل عيد جميع القديسين ([[هالووين|الهالويين]])، [[كرنفال|الكرنفالات]]، [[عيد الحب|الفالنتاين دي]] و[[رأس السنة الميلادية]].
كانت [[الحضارة الغربية|الثقافة الغربية]]، طوال معظم تاريخها، تقريباً معادلة [[
<center>
سطر 274:
<gallery>
ملف:Cristo Redentor - Rio de Janeiro, Brasil.jpg| [[تمثال المسيح الفادي]] [[ريو دي جانيرو|بريو دي جانيرو]]، ويعد واحدًا من [[عجائب الدنيا السبع الجديدة]].
ملف:Michelangelo's Pieta 5450 cropncleaned edit.jpg|منحوتة [[تمثال بيتتا|بيتتا]] [[ميكيلانجيلو|لميكيلانجيلو]] تظهر المرحلة الثالثة عشر من درب [[صليب (توضيح)|الصليب]] ''"أنزل عن الصليب ووضع في حضن أمه المسكينة"''.
ملف:St. Basil's Cathedral, Red Square.jpg|[[كاتدرائية القديس باسيل]] في [[الميدان الأحمر|الساحة الحمراء]]، [[موسكو]] طور المسيحيون نمطًا معماريًا مميزًا.
ملف:NDU-main-building.jpg|[[
ملف:ReformationWallGeneva.JPG|نصب المصلحون البروتستانت في [[جنيف|جينيف]]، كان [[إصلاح بروتستانتي|للإصلاح]] تأثير هام في [[أخلاق العمل البروتستانتية|أخلاق العمل]] و[[ثورة علمية|الثورة العلمية]] و[[الثورة الصناعية]].<ref>استنادًا لرأي [[ماكس فيبر]] فقد لعبت [[كالفينية|الكالفينية]] دورًا هامًا في ظهور العقلية [[رأسمالية|الرأسمالية]] في [[أوروبا]]، وذلك لقولها بأن النجاح على الصعيد المادي هو دلالة على نعمة إلهية واختيار مسبق للخلاص. أنظر:[[أخلاق العمل البروتستانتية]] و [http://anthro.ahlamontada.net/t842-topic الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية]. كما ويرى عدد من المؤرخين وعلماء الاجتماع أن ظهور [[بروتستانتية|البروتستانتية]] كان لها أثر كبير في نشوء [[ثورة علمية|الثورة العلمية]]؛ البروتستانتية تركز على الاجتهاد وتعطي مكانة مميزة للدراسة و[[معرفة|المعرفة]] و[[عقل|العقل]]، أنظر [[البروتستانتية والعلم]].</ref>
ملف:Gregor Mendel Monk.jpg|[[غريغور يوهان مندل|غريغور مندل]]، أبو [[علم الوراثة]]، لقد رعت [[المسيحية والعلم|الكنيسة مختلف أنواع العلوم]]، وقد [[قائمة رجال دين-علماء كاثوليك|ساهم العديد من رجال الدين]] المسيحيين في تطوير [[علم|العلم]].<ref>[http://books.google.co.il/books?id=ViweK1jfFi4C&printsec=frontcover&dq=When+Science+and+Christianity+Meet.&hl=iw&sa=X&ei=PkiTT6rZO8KbOtDIgZQE&ved=0CDMQ6AEwAA#v=onepage&q=When%20Science%20and%20Christianity%20Meet.&f=false عندما يلتقي العلم والمسيحية] {{en}}</ref>
ملف:Flickr - fusion-of-horizons - Catedrala Patriarhală (7).jpg|أيقونسطاس كنيسة [[أرثوذكسية شرقية|أرثوذكسية]] في [[رومانيا]]، من أبرز مميزات العمارة [[مسيحية شرقية|المسيحية الشرقية]] كثرة زخارفها الداخلية و[[أيقونة|أيقونتها]].
ملف:MontrealNotredameFromInside.jpg|داخل [[كنيسة]] النوتردام في [[كندا]]، شكلّت المسيحية حجر أساس [[الحضارة الغربية]].<ref>فريد راينهارد دالماير، والحوار بين الحضارات: بعض أصوات النموذجية (2004)، ص.22: [[الحضارة الغربية]] كما يتم وصفها أحيانًا بأنها "[[التأثير الحضاري للمسيحية|حضارة مسيحية]]" أو "[[التراث اليهودي المسيحي|حضارة يهودية-مسيحية]]".</ref><ref>كارلتون هاريس، المسيحية والحضارة الغربية (1953)، مطبعة [[جامعة ستانفورد]] ص.50: إن السمات المميزة لحضارتنا الغربية، حضارة أوروبا الغربيّة والأمريكيتين؛ تشكلّت بشكل كبير من خلال الإرث الثقافي الروماني-اليوناني واليهودية والمسيحية بشكليها الكاثوليكية والبروتستانتية.</ref>
ملف:Leonardo da Vinci - The Last Supper high res.jpg|[[العشاء الأخير]]، إحدى أهم أعمال [[ليوناردو دا فينشي]].
ملف:Xmastreenewyork06.jpg|[[شجرة عيد الميلاد]] في [[نيويورك]]: تكتسب [[أعياد مسيحية|الأعياد المسيحية]] طابعًا اجتماعيًا مميزًا.
</gallery>
</center>
سطر 289:
== الطوائف والحوار المسكوني ==
{{مفصلة|الفروق العقيدية بين الطوائف المسيحية|حوار مسكوني}}
[[ملف:Christian flag.svg|يسار|250بك|تصغير|[[العلم المسيحي]]، هو علم صمم في أوائل [[القرن 20|القرن العشرين]] لتمثيل كل من المسيحية ووحدة [[عالم مسيحي|العالم المسيحي]].]]
يؤمن المسيحيون بأنّ "كل معمّد منتمٍ لكنيسة يسوع المسيح بغض النظر عن المذهب الذي ينادي به أو الطقس الذي يتبعه"،<ref name="فتاوى لاهوتية، ص.29"/><ref>التعليم المسيحي للشبيبة الكاثوليكية، ص.80</ref><ref>معجم المجمع الفاتيكاني الثاني، ص.437</ref> الطوائف الأربعة الكبرى التي تشكل 99% من المسيحيين هي، [[الكنيسة الرومانية الكاثوليكية|الكنيسة الكاثوليكية]]، [[أرثوذكسية شرقية|الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية]]، [[أرثوذكسية مشرقية|الكنيسة الأرثوذكسية المشرقية]]، [[بروتستانتية|الكنائس البروتستانتية]].<ref>[http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda/002-When-did-Church-split.html متى حدث انفصال الطوائف المسيحية؟ وكيف كانت نشأتها؟! ومتى ظهرت في مصر؟! ]</ref> خلال النصف الثاني من القرن العشرين نشطت حركة [[حوار مسكوني]] "لتعزيز وحدة المسيحيين"؛ في عام 1982 صدر عن الكنيسة الأرثوذكسية المشرقية والكنيسة الكاثوليكية "الإعلان المشترك حول طبعي المسيح"، والذي حلّ الخلاف التاريخي حول مجمع خلقيدونية، وهو السبب الرئيسي في انشقاق هذه الكنائس؛ في عام 1999 صدر عن الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة اللوثرية "الإعلان المشترك حول عقيدة التبرير"، التي تبنته جماعات بروتستانتية أخرى، وأفضت لحل السبب الرئيسي الذي فجّر الإصلاح البروتستانتي في القرن السادس عشر؛ أيضًا فإن الخلاف حول صيغة انبثاق الروح، حل بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة الكاثوليكية بقبول الصيغتين. عام 1998 اعترف الأساقفة الأرثوذكس في [[بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس|البطريركية الإنطاكية]] عبر مؤتمر حلب بخطأ [[تقويم يولياني|التقويم اليولياني]] في حساب الفصح.<ref>[http://www.christusrex.org/www1/ofm/1god/liturgia/data-della-pasqua.htm كيفية حساب تاريخ الفصح]، الموسوعة العربية المسيحية، 6 ديسمبر 2013.</ref><ref>[http://www.centre-catholique.com/newsdetails.asp?newid=37080 هل من توحيد دائم للاحتفال بالفصح؟]، المركز الكاثوليكي للإعلام، 6 ديسمبر 2013.</ref> الخلاف الأكبر الباقي بين مختلف الجماعات، متعلق بأولية [[بابوية كاثوليكية|البابا]]، وصلاحياته على الكنيسة الجامعة؛ وبعض التحديدات الحديثة [[الحبل بلا دنس|كعصمة مريم من الخطيئة الأصلية]]، وكذلك [[الأسفار القانونية الثانية]] بالنسبة للبروتستانت.<ref name="st-takla.org"/><ref name="vb.rabelmagd.com"/><ref>[http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda/045-Difference-between-Orthodox-and-Catholic.html الفرق بين الكاثوليكية والأرثوذكسية]</ref> البابا يوحنا بولس الثاني دعا عام 1994 "للتعاون الفعال والمشاركة في كل ما يجمعنا، وما يجمعنا أهم بكثير مما يفرقنا".<ref>إطلالة الألف الثالث، ص.26</ref>
المسيحيون إجمالاً يتبعون نمطًا لا مركزيًا في الإدارة،<ref>محطات مارونية من تاريخ لبنان، ص.32</ref> بحيث يكون لكل عدد من الرعايا [[أبرشية]] يرأسها [[أسقف]] أو [[راعي]]، ويشكل أساقفة البلد الواحد أو المقاطعة الجغرافية الواحدة مجلس أو مؤتمر يرأسه رئيس الأساقفة أو [[بطريرك|البطريرك]]، وتضيف الكنيسة الكاثوليكية رئاسة عالمية للبابا خليفة بطرس،<ref>الفاتيكان وروما المسيحية، ص.19</ref> أما باقي الكنائس، فلا رئاسة عالمية فيها، وبكل الأحوال فإن رئاسة البابا في الكنيسة الكاثوليكية تعدّ "بالشراكة مع سائر الأساقفة"؛<ref>معجم المجمع الفاتيكاني الثاني، ص.375</ref> وتدعى كل أبرشية أو بطريركية، وهي مستقلة في شؤونها الإدارية والداخلية "كنيسة محلية"، "ومجموع الكنائس المحلية هي ما يشكل الكنيسة".<ref>محطات مارونية من تاريخ لبنان، ص.38</ref> نتيجة تنوّع الأمم المسيحية، فغالبًا ما يكون لكل أمّة، طقس خاص بها، أي مجموعة أناشيد، أو آداب مسيحية، ولغة مستعملة في الصلاة، ونوع معين من الموسيقى الكنسية أو الفن أو النمط المعماري، وهو ما يعدّ "طقس"، على سبيل المثال: [[طقس أرمني|الطقس الأرمني]]، [[طقس إسكندري|الطقس القبطي]]، [[مسيحية سريانية|الطقس السرياني]]؛ هذه الطقوس لا تعني خلافات بين الطوائف، بل اختلافات وتنوعات "ثمار من شجرة واحدة".<ref>أنظر [http://198.62.75.1/www1/ofm/1god/concili/vaticano-II/orientalium-ecclesiarum/index.htm المجمع الفاتيكاني المسكوني الثاني: في الكنائس الشرقية] المواد 2 وحتى 6</ref><ref>محطات مارونية من تاريخ لبنان، ص.55</ref>
== نقد ==
[[ملف:SummaTheologiae.jpg|يسار|250بك|تصغير|مقدمة من كتاب ''[[خلاصة اللاهوت]]'' من عمل [[توما الأكويني]]؛ أبرز الأعمال [[اللاهوت الدفاعي|الدفاعيَّة المسيحيَّة]].]]
في العصور المبكرة للمسيحية، برز الفيلسوف [[أفلاطونية محدثة|الأفلاطوني]] و[[فرفوريوس الصوري]]، كواحد من أبرز النقاد في كتابه «ضد المسيحيين». جادل [[فرفوريوس الصوري]] أن المسيحية كانت تستند إلى نبوءات كاذبة لم تتحقق بعد.<ref>[[Le Roy Froom]], ''Prophetic Faith of Our Fathers '', Vol. I, Washington D.C. Review & Herald 1946, p. 328.</ref> وفي العصر الحديث، واجهت المسيحية انتقادات من مجموعة من الحركات السياسية والإيديولوجيات. انتقد فلاسفة من الليبراليين و[[شيوعية|الشيوعيين]]، مثل [[جون ستيوارت مل|جون ستيوارت ميل]] و[[كارل ماركس]]، العقيدة المسيحية على أساس أنها محافظة ومضادة للديمقراطية. وكتب [[فريدريك نيتشه]] أن المسيحية ترعى نوعًا من الأخلاق التي تقمع الرغبات الواردة في الإرادة البشرية.<ref>Robert R. Palmer and Joel Colton, ''A History of the Modern World'' (New York: McGraw Hill, 1995), p.630.</ref> أدت [[الثورة الروسية (1917)|الثورة الروسية]] و[[الثورة الصينية (توضيح)|الثورة الصينية]]، وبعض الحركات الثورية الحديثة الأخرى أيضًا إلى نقد الأفكار المسيحية، كما أدت سياسية [[إلحاد الدولة]] [[ماركسية لينينية|الماركسية اللينينة]] إلى إغلاق المئات من الكنائس وترحيل الآلاف من الكهنة.<ref>Robert R. Palmer and Joel Colton, ''A History of the Modern World'' (New York: McGraw Hill, 1995).</ref> وعبرَّ الفيلسوف [[بيرتراند راسل]] عن انتقاده للمسيحية في كتابة ''لماذا لست مسيحيًا''،<ref>''Russell on Religion: Selections from the Writings of Bertrand Russell'' by Bertrand Russell, Stefan Andersson and Louis Greenspan 1999 {{ISBN|0-415-18091-0}} pages 77–87</ref> وقام [[أدولف هتلر]] بانتقاد المسيحية حيث تسجل المصادر عدداً من التصريحات الخاصة عن المسيحية والتي وصفها هتلر بأنها سخيفة، مخالفة للتقدم العلمي، ومدمرة اجتماعياً.<ref>Albert Speer; Inside the Third Reich: Memoirs; Translation by Richard and Clara Winston; Macmillan; New York; 1970; p.123: Speer considered Bormann to be the driving force behind the regime's campaign against the churches and wrote that Hitler approved of Bormann's aims, but was more pragmatic and wanted to "postpone this problem to a more favourable time". He writes: "'Once I have settled my other problem,' [Hitler] occasionally declared, 'I'll have my reckoning with the church. I'll have it reeling on the ropes.' But Bormann did not want this reckoning postponed [...] he would take out a document from his pocket and begin reading passages from a defiant sermon or pastoral letter. Frequently Hitler would become so worked up... and vowed to punish the offending clergyman eventually... That he could not immediately retaliate raised him to a white heat...'</ref><ref>Joseph Goebbels (Fred Taylor Translation) The Goebbels Diaries 1939–41; Hamish Hamilton Ltd; London; 1982; p.340: Goebbels wrote in April 1941 that though Hitler was "a fierce opponent" of the Vatican and Christianity, "he forbids me to leave the church. For tactical reasons."</ref><ref>Cameron, Norman; Stevens, R. H. Stevens; Weinberg, Gerhard L.; Trevor-Roper, H. R. (2007). Hitler's Table Talk 1941-1944: Secret Conversations. New York: Enigma Books pp. 59–61: Hitler says: "The dogma of Christianity gets worn away before the advances of science. Religion will have to make more and more concessions. Gradually the myths crumble. All that's left is to prove that in nature there is no frontier between the organic and the inorganic. When understanding of the universe has become widespread, when the majority of men know that the stars are not sources of light but worlds, perhaps inhabited worlds like ours, then the Christian doctrine will be convicted of absurdity."</ref>
يستمر نقد المسيحية حتى الآن، على سبيل المثال، ينتقد عدد من اللاهوتيون اليهود والمسلمون عقيدة [[ثالوث|الثالوث الأقدس]] التي يؤمن بها معظم المسيحيين، مشيرين إلى أن هذه العقيدة تفترض في الواقع أن هناك ثلاثة آلهة، وتتعارض مع مبدأ [[ديانات توحيدية|التوحيد الأساسي]].<ref>''Christianity: An Introduction'' by Alister E. McGrath 2006 {{ISBN|1-4051-0899-1}} pp. 125–126.</ref> وقد حدد [[روبرت برايس]] إمكانية أن تستند بعض قصص الكتاب المقدس جزئياً إلى أسطورة في "نظرية أسطورة المسيح ومشاكلها".<ref>" The Christ Myth Theory and its Problems ", published 2011 by American Atheist press, Cranford, New Jersey, {{ISBN|1-57884-017-1}}</ref> بالمقابل النظرة التاريخية لدى غالبية المؤرخين تتّفق على وجود [[يسوع]] في التاريخ.<ref name="Ehrman285">B. Ehrman, 2011 ''Forged : writing in the name of God'' ISBN 978-0-06-207863-6. page 285</ref><ref>Van Voorst, Robert E (2000). ''Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence''. Eerdmans Publishing. ISBN 0-8028-4368-9 page 16 states that modern scholarship views the theories of non-existence of Jesus as effectively refuted.</ref>
يسمى الرد الرسمي من المسيحيين لهذه الانتقادات باسم [[اللاهوت الدفاعي]]. بعض هذه الانتقادات التي وجهت إلى [[الكتاب المقدس]]، كانت للأخلاق التي استنبطت من التفسيرات التوراتية والتي استخدمت تاريخيًا لتبرير مواقف وسلوكيات معينة وهي يعتبرها النقاد بوضوح أنها خاطئة. وقد تم كتابة عشرات الكتب المدافعة عن اعتقادات المسيحيين بأشكال عديدة على مر القرون، بدءاً ب[[بولس الطرسوسي]]. قدم الفيلسوف [[توما الأكويني]] خمس حجج لوجود الله في ''اللاهوت''، في حين كان كتابه ''[[الخلاصة اللاهوتية]]'' عملًا دفاعياً كبيرًا.<ref>{{cite book|last=Dulles|first=Avery Robert Cardinal|title=A History of Apologetics|year=2005|publisher=Ignatius Press|location=San Francisco|isbn=978-0-89870-933-9|page=120}}</ref><ref>{{cite book|title=Classical Readings in Christian Apologetics|year=1983|publisher=Zondervan|location=Grand Rapids|isbn=978-0-310-45641-4|editor=L Russ Bush|page=275}}</ref> ومن الكتاب المدافعون المشهورون، [[غلبرت كايث تشيسترتون]]، والذي كتب في أوائل [[القرن 20|القرن العشرين]] عن فوائد الدين، وعلى وجه التحديد، المسيحية. يشتهر تشيسترتون باستخدامه للمفارقة، لكنه أوضح أنه بينما كانت المسيحية أكثر لغزاً، فقد كان الدين الأكثر عملية.<ref>(http://www.chesterton.org/why-i-believe-in-christianity/)</ref><ref>{{cite journal|author=Hauser, Chris (History major, Dartmouth College class of 2014)|date=Fall 2011|title=Faith and Paradox: G.K. Chesterton's Philosophy of Christian Paradox|journal=[[Dartmouth College publications#The Dartmouth Apologia|The Dartmouth Apologia: A Journal of Christian Thought]]|volume=6|issue=1|pages=16–20|url=http://issuu.com/apologia/docs/apol11sv25|accessdate=29 March 2015}}</ref> وأشار إلى [[التأثير الحضاري للمسيحية|تَقدُّم الحضارات المسيحية]] كدليل على تطبيقها العملي.<ref name="chesterton.org">{{cite web|url=http://www.chesterton.org/why-i-believe-in-christianity/|title=Christianity|date=6 December 2010}}</ref> ويناقش الفيزيائي والكاهن [[جون بولكينغهورن]]، في كتابه "أسئلة الحق" موضوع [[العلاقة بين الدين والعلم]]، وهو موضوع قام بالكتابة عنه بعض المدافعين المسيحيين الآخرين مثل [[رافي زاكارياس]] و[[جون لينكس]] و[[وليام لين كرايغ]]، من خلال [[التأويلات الدينية لنظرية الانفجار العظيم|التأويل لنظرية الإنفجار العظيم]] كدليل على وجود الله.<ref name="Howson2011">{{cite book|last=Howson|first=Colin|title=Objecting to God|date=28 July 2011|publisher=Cambridge University Press|isbn=9781139498562|page=92|quote=Nor is the agreement coincidental, according to a substantial constituency of religious apologists, who regard the inflationary Big Bang model as direct evidence for God. John Lennox, a mathematician at the University of Oxford, tells us that 'even if the non-believers don't like it, the Big Bang fits in exactly with the Christian narrative of creation'. ... William Lane Craig is another who claims that the Biblical account is corroborated by Big Bang cosmology. Lane Craig also claims that there is a prior ''proof'' that there is a God who created this universe.}}</ref>
== انظر أيضًا ==
{{Col-begin}}
{{col-1-of-4}}
* [[إلهيات|لاهوت]].
* [[عقيدة مسيحية]].
{{col-2-of-4}}
سطر 311:
* [[التركيبة السكانية للمسيحيين]].
{{col-3-of-4}}
* [[التأثير الحضاري للمسيحية|الثقافة المسيحية]].
* [[المسيحية والعلم]].
{{col-4-of-4}}
سطر 382:
[[تصنيف:ديانات إبراهيمية]]
[[تصنيف:ديانات توحيدية]]
|