بطريق إمبراطور: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 97:
 
بُعيد وضعها البيضة، تكون المخزونات الغذائيَّة الجسديَّة لِلأُنثى قد نضبت تمامًا، فتنقل البيضة بِكُلِّ حذرٍ إلى الذكر، ثُمَّ تُغادرُ عائدةً إلى البحر حيثُ تُمضي شهرين وهي تقتات.<ref name=Will158/> يُمكنُ لِنقل البيضة من حضن الأُنثى إلى حضن الذكر أن يكون محفوفًا بِالصُعُوبة، وبِخاصَّةٍ لِلأليفين الذين أنجبا لِأوَّل مرَّة، والكثير من الأزواج تُسقطُ البيضة أو تُحدثُ فيها صدعًا أثناء نقلها، وحينها يموتُ الفرخ بداخلها فورًا، إذ لا تستطيع البيضة الصُمُود على الأرض المُتجمِّدة لِأكثر من دقيقتين. وبِحال فقد الأليفان بيضتهما على هذا المنوال، تنقطعُ صلتهما فورًا، ويُغادرُ كُلٌ منهما إلى البحر، ولا يُعاودان التزاوج إلَّا في السنة التالية. بعد عودة الأُنثى إلى البحر، وانتقال البيضة إلى حضن الذكر، يُمضي الأخير أيَّام الشتاء المُظلمة العاصفة راخمًا البيضة تحت طيَّةٍ من جلد بطنه، ويُوازنها على طرف قديمه كي لا تسقط أرضًا، ويستمرُّ على هذه الحال ما بين 65 و75 يومًا مُتتاليًا حتَّى يفقس الفرخ.<ref name=Will157/> والبطريق الإمبراطور هو النوع الوحيد من البطاريق الذي يرخم بُيُوضه ويرعاها بِهذا الشكل، أمَّا بقيَّة الأنواع فيتناوب الذكر والأُنثى على القيام بِهذه المُهمَّة.<ref>{{Harvnb|Williams|1995|p=27}}.</ref> عند فقس البيضة، يكون قد مضى على صيام الذكر 120 يومًا مُنذُ وُصُوله إلى المُستعمرة.<ref name=Will157/> وفي سبيل النجاة من البرد القارس والرياح العاتية، البالغة سُرعتها 200 كيلومتر في الساعة (120 ميل في الساعة)، تتجمهر الذُكُور مع بعضها وتتناوب على الوُقُوف في وسط الجمهرة، كما شوهدت وهي تُديرُ ظُهُورها لِلرياح كي تُحافظ على حرارة أجسادها. يُمكنُ لِلذكر أن يخسر حوالي 20 كيلوغرامًا (44 رطلًا) من وزنه خِلال الشُهُور الأربعة التي يُمضيها في التنقُّل والتودُّد والتزاوج ورخم البيضة، وذلك من إجمالي كُتلته المُتراوحة بين 38 و18 كيلوغرامًا (84 إلى 40 رطلًا).<ref>{{cite journal|first=J. P.|last=Robin|author2=M. Frain|author3=C. Sardet |author4=R. Groscolas |author5=Y. Le Maho |year=1988|title= Protein and lipid utilization during long-term fasting in emperor penguins|pmid=3337270|journal=Am. J. Physiol. Regul. Integr. Comp. Physiol.|volume=254|pages=R61–R68|issue=1 Pt 2|doi=10.1152/ajpregu.1988.254.1.R61}}</ref><ref>{{cite journal|first=Y.|last=Le Maho|author2=P. Delclitte |author3=J Chatonnet |title=Thermoregulation in fasting emperor penguins under natural conditions|journal=Am. J. Physiol.|volume=231|pages=913–922|year=1976|pmid=970475|issue=3|doi=10.1152/ajplegacy.1976.231.3.913}}</ref>
[[ملف:EmperorPenguinFeedingChick.jpg|يمين|تصغير|بطريقٌ إمبراطور يُطعمُ فرخهُ حديث الفقس.]]
 
قد تدُومُ عمليَّة الفقس ما بين يومين إلى ثلاثة أيَّام، نظرًا لِمدى سماكة قشرة البيضة. تُولدُ الفراخ شبه عمياء ومكسُوَّة بِطبقةٍ ضئيلةٍ من الزغب، وتعتمدُ على والديها اعتمادًا كاملًا لِتأمين الغذاء والدفء.<ref name=Will28/> يفقسُ الفرخُ عادةً قبل رُجُوع الأُم من البحر، فيُطعمهُ الأب مادةً شبه [[روائب|رائبة]] تتكوَّن من [[بروتين|الپروتين]] بِنسبة 59% و[[ليبيد|الدُهُون]] بِنسبة 28%، تُفرزُها غُدَّةً في [[مريء|مريئه]].<ref>{{cite journal|vauthors=Prévost J, Vilter V |year=1963|title=Histologie de la sécrétion oesophagienne du Manchot empereur|journal=Proceedings of the XIII International Ornithological Conference|pages=1085–94|language=fr}}</ref> تُعرفُ هذه المادَّة بِـ«حليب الحوصلة» أو «لبن العُصفُور»، وبِالإضافة إلى ذُكُور البطريق الإمبراطور، يُعرفُ أنَّ طُيُور [[نحام وردي|النُحام]] والحمام تُفرزُها. يُفرزُ البطريق الذكر هذه المادَّة مُؤقتًا لِإطعام الفرخ لِحوالي أُسبُوع، لِحين عودة الأُم من البحر التي تتولَّى إطعام الفرخ بِالشكل المُلائم، أمَّا بِحال تأخرت الأُم فإنَّ الفرخ ينفق.<ref>[http://www.sciencealert.com/mothers-milk-best-for-growing-babies-and-that-includes-baby-pigeons ScienceAlert 19 SEP 2011]</ref> [[نسل (ذرية)|يُحضنُ]] الفرخ طيلة ما يُعرف بِمرحلة الحراسة، فيُمضي وقته مُتوازنًا على قدميّ أبويه مستورًا بِطيَّة الجلد البطنيَّة.<ref name = Will28/>
[[ملف:2007 Snow-Hill-Island Luyten-De-Hauwere-Emperor-Penguin-34.jpg|تصغير|فرخُ بطريقٍ إمبراطورٍ نافقٍ. تنفقُ الفراخ البطريقيَّة بِسُرعةٍ بحال شردت عن أبويها أو هُجرت بعدما فُقد أحد الأبوين أو تأخَّر بِالرُجُوع إلى مُستعمرة التفريخ نظرًا لِاستحالة تربية أبٍ وحيدٍ لِصغيره.]]
 
يُمكنُ لِلأُمِّ أن تعود من رحلتها البحريَّة يوم الفقس مُباشرةً، وقد تطول عودتها حتَّى عشرة أيَّامٍ تلي الفقس، أي خلال الفترة المُمتدَّة من أواسط تمُّوز (يوليو) إلى أوائل آب (أغسطس).<ref name=Will158/> تتعرَّف الأُنثى على أليفها وسط مئات البطاريق الذُكُور الأُخرى من خلال نداءاته، فتتولَّى رعاية الفرخ وتُطعمهُ مما اختزنتهُ في معدتها من الأسماك والكريل والسبِّيدج المهضومة جُزئيًّا. كثيرًا ما يتردد الذكر بِتسليم صغيره الذي رعاه عدَّة أشهر إلى شريكته، لكنَّهُ يذعن في النهاية لِشدَّة جوعه، ويُغادرُ إلى البحر لِيقتات طيلة فترةٍ تمتد بين 3 إلى 4 أسابيع قبل أن يعود إلى أليفته وفرخه.<ref name=Will158/> بعد ذلك يتناوب الأبوان على رعاية الصغيرة، فيرخمه أحداهما بينما يتجه الآخر إلى البحر لِيقتات، ولمَّا يعود يتولَّى رعايته بينما يذهبُ الآخر إلى البحر.<ref name=Will157 /> وبحال طالت غيبة أحد الأبوين أو لم يرجع إلى المُستعمرة بتاتًا، يتخلَّى الآخر عن الفرخ ويعود إلى البحر، تاركًا الصغير لِيُواجه مصيره المحتوم.<ref>{{cite journal|title=Behavioral changes in fasting emperor penguins: evidence for a "refeeding signal" linked to a metabolic shift|author=Robin, Jean-Patrice|author2=Boucontet, Laurent|author3=Chillet, Pascal|author4=Groscolas, René|journal=Am. J. Physiol.|volume=274|issue=Regulatory Integrative Comp. Physiol. 43|pages=R746–R753|year=1998}}</ref> يُلاحظُ أنَّ البُيُوض المهجورة لا تفقس على الإطلاق، كما أنَّ الفراخ اليتيمة لا تصمدُ وحدها أبدًا. كما لوحظ أنَّ الإناث التي لم تتزاوج أو فقدت فرخها، تُحاولُ حضن إحدى الفراخ الشاردة أو تسعى لِخطف إحداها من والدته، وبحال تنبهت الأخيرة لِهذا فإنها تُقاتلُ الأُنثى الخاطفة بِتعاون مع الإناث المُجاورات لها حتَّى تسترجع صغيرها. غير أنَّ مثل هذه المُشاجرات الجامعيَّة قد ينجم عنها اختناق الفرخ أو سحقه تحت أقدام البوالغ. تهجُرُ الأُنثى الخاطفة، أو تلك التي حضنت فرخًا شريدًا، الصغير الذي أخذته، نظرًا لِأنها لا تقدر على العناية به أو إطعامه بِمُفردها، فهيمُ الفرخ على وجهه عبر المُستعمرة، مُحاولًا الاحتماء بِطُيُورٍ ترخمُ فراخها، مُستجديًا القوت منها، فترفضهُ جميعها، فيزداد ضعفه شيئًا فشيئًا إلى أن يموت من الجوع أو البرد.<ref>{{cite video|url=http://www.bbc.co.uk/nature/life/Emperor_Penguin|title=Life in the Freezer|others=David Attenborough (narrator)|chapter=Cold comfort|publisher=BBC|accessdate=3 February 2015}}</ref><ref>{{cite journal|title=Behavioral changes in fasting emperor penguins: evidence for a "refeeding signal" linked to a metabolic shift|author=Robin, Jean-Patrice|author2=Boucontet, Laurent|author3=Chillet, Pascal|author4=Groscolas, René|journal=Am. J. Physiol.|volume=274|issue=Regulatory Integrative Comp. Physiol. 43|pages=R746–R753|year=1998}}</ref><ref>{{cite video|url=http://www.bbc.co.uk/nature/life/Emperor_Penguin|title=Life in the Freezer|others=David Attenborough (narrator)|chapter=Cold comfort|publisher=BBC|accessdate=3 February 2015}}</ref>