المسيحية في العراق: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسم: تعديلات المحتوى المختار
لا ملخص تعديل
وسم: تعديلات المحتوى المختار
سطر 86:
خلال عصر القوة والازدهار العباسي كانت العلاقة بين الدولة ومواطنيها غير المسلمين تصنف على أنها في أحسن الأوضاع خصوصًا خلال خلافتي [[أبو جعفر المنصور|المنصور]] و[[هارون الرشيد|الرشيد]]، وقد جاء في «المنتجب العاني» لمؤلفه أسعد علي أن الخلفاء كانوا يحتلفون بالأعياد المسيحية [[عيد الميلاد|كعيد الميلاد]] وأحد الشعانين حتى في قصر الخليفة، فيضع الخليفة وحاشيته أكللة من زيتون ويرتدون الملابس الفاخرة، وقد بنيت في [[بغداد]] [[كاتدرائية|كاتدرائيتان]] مع تشييد المدينة.<ref>سوريا صنع دولة، مرجع سابق، ص.147</ref> ولعلّ أبرز الدلائل والشواهد عن التعايش الديني والعيش المشترك أشعار أبي زيد الطائي والأخطل التغلبي كذلك ما رواه ابن فضل العمري بكتابه «مسالك الأبصار» وما جاء في كتاب «مسالك الممالك» من وصف للحياة بين [[مسلمون|المسلمين]] و[[مسيحيون|المسيحيين]] في البلاد التي زارها، وقد نقل في كتابه ذاته أنه [[الرها]] العباسية وجوارها كان هناك ثلاثمائة دير.<ref>حضارة وادي الفرات، مرجع سابق، ص.408</ref> كذلك فإن كتابات المؤرخين السريان كالتلمحري وميخائيل الكبير وغيرهما تدلّ عل ذلك، ومراسلات [[طيموثاوس الأول]] بطريرك [[كنيسة المشرق]] الذي جمعته صداقة مع [[أبي جعفر المنصور]] حتى لقبه «أبي النصارى»، ويذكر أيضًا عددًا من الخلفاء والأمراء والولاة كانوا يقيمون خلال تنقلاتهم في الأديرة وقد سجلت أديرة الرصافة ودير [[زكا]] ودير القائم قرب [[البوكمال]] زيارات لخلفاء عباسيين.<ref>حضارة وادي الفرات، مرج سابق، ص.408</ref> كما أنّ العباسيين لم يجبروا القبائل المسيحية العربية [[تغلب|كتغلب]] ونمر و[[قبيلة طيء|طيء]] و[[بني شيبان]] و[[قبيلة إياد]] على الإسلام، وإنما الأسلمة جاءت في القرون اللاحقة التي شهدت اضطهاد الأقليات خصوصًا [[القرن العاشر]].<ref>حضارة وادي الفرات، مرجع سابق، ص.405</ref> وقد استعان العرب المسلمون [[آشوريون/سريان/كلدان|بالسريان]] وبالأخص الشرقيين منهم مثل سمعان بن الطباخين وغيره في ترتيب أمور الدولة وتنظيم الأجهزة الإدارية وتنظيم الحياة الاجتماعية و[[ثقافة|الثقافية]] و[[علم|العلمية]]، ومن أشهر علماء السريان [[يوحنا بن ماسويه]] و[[حنين بن إسحق]] وأبو بشير ويوحنا بن جلاد و[[يحيى بن عدي]] و[[عبد المسيح الكندي]] وآل [[بختيشوع]] وغيرهم، الذين ألفوا وترجموا ونقلوا مختلف العلوم الطبية والفلكية ومن اللغات [[لغة سريانية|السريانية]] و[[لغة يونانية|اليونانية]] و[[لغة فارسية|الفارسية]] إلى اللغة [[لغة عربية|العربية]] أتحفوا المكتبة العباسية بمصنفاتهم وعلومهم، كما أدار السريان الشرقيون [[بيت الحكمة]]، وكان أطباء الخلفاء دائمًا من السريان. لكن لم يدم هذا الازدهار الثقافي بسبب فقدان العرب السلطة وسيطرة الأجانب عليهم.<ref name="ic"/><ref>كتاب ميزبوتاميا ~ خمسة آلاف عام من التدين العراقي ~ أكبر موسوعة عن العقائد الدينية العراقية</ref> وخدمت آل [[بختيشوع]] من الأطباء والعلماء [[آشوريون/سريان/كلدان|السريان]] الخلفاء [[خلافة عباسية|العباسيين]].<ref>[http://www.nlm.nih.gov/exhibition/islamic_medical/islamic_03.html آل بختيشوع] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180105081152/https://www.nlm.nih.gov/exhibition/islamic_medical/islamic_03.html |date=05 يناير 2018}}</ref><ref>[http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=358107 آل بختيشوع (مصدر أضافي)] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20160423094035/http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=358107 |date=23 أبريل 2016}}</ref>
 
القسم الأكبر من هذا التعايش تبخر خلال عصور الانحطاط، فهدمت الكنائس ومنع أبناء هذه الأديان من ركوب الخيل ومزاولة بعض الأنشطة التجارية والاقتصادية أو الإقامة في دور مرتفعة، كما أنهم قد عوملوا كرعايا من الدرجة الثانية وأخذ السلاطين والولاة يستبدون بهم وكان البدو يقتحمون الكنائس والأديرة لسلبها على ما يذكر المؤرخ ابن بطريق والمسعودي وغيرهما. كانت إحدى نتائج ذلك، هجرة المسيحيين الذين رفضوا اعتناق الإسلام من المدن نحو الجبال، وهكذا سجلت حركات هجرة مسيحية نحو [[طور عابدين]] و[[ماردين]] وغيرها من الأماكن المنعزلة.<ref>سوريا صنع دولة، مرجع سابق، ص.165</ref> عمومًا لا يمكن أن يفهم أن الاضطهادات كانت مستمرة، إذ كانت تخف وتيرتها بين الفنية والأخرى؛ وقد شملت جميع الأقليات الدينية وفي بعض الأحيان حتى الإسلامية منها.
خلال [[سقوط بغداد (1258)|الغزو المغولي لبغداد]]، هو الاصطلاح الذي يُشير إلى دخول [[مغول|المغول]] بقيادة [[هولاكو خان]] حاكم [[إيلخانية|إلخانيَّة فارس]] مدينة [[بغداد]] حاضرة [[الدولة العباسية|الدولة العبَّاسيَّة]] وعاصمة [[خلافة إسلامية|الخلافة الإسلاميَّة]] في عام [[1258]]، أمَّن المغول سُكَّان بغداد المسيحيين على حياتهم بِتوصية من زوجة هولاكو [[نسطورية|النسطوريَّة]] [[دوقوز خاتون]]، وكذلك [[يهود العراق|اليهود]] ومن التجأ إلى دار ابن العُلقُمي، وطائفةٌ من التُجَّار بذلوا المال ليسلموا وذويهم من القتل. كان أغنياء بغداد من المُسلمين يُدركون المكانة التي يحتلها السُريان لدى هولاكو لذا سارعوا إلى وضع أموالهم أمانةً لدى بطريرك السُريان النساطرة لكي لا ينهبها جُنود هولاكو.<ref name="السريان">{{مرجع ويب| الأخير = أسعد| الأول = أسعد صوما| المسار = http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Assad_Sauma_Assad/East_Syriac_Church_History/9.htm| العنوان = لمحات من تاريخ الكنيسة السُريانيَّة الشرقيَّة (الجزء التاسع)| الناشر = التنظيم الآرامي الديمُقراطي| المكان = [[ستوكهولم|استوكهولم]] - [[السويد|السُويد]]| تاريخ الوصول = [[9 فبراير|9 شُباط (فبراير)]] [[2016]]م}}</ref> وعرض [[هولاكو خان|هولاكو]] قصر الخلافة لِلبطريرك سالف الذِكر، وأمر لهُ بِبناء كاتدرائيَّة. وعندما غزا [[تيمورلنك]] [[بلاد فارس]] وبلاد ما بين النهرين وسوريا في [[القرن الرابع عشر]]، تم هلاك العديد من السكان المدنيين. وقام [[تيمورلنك]] بذبح 70,000 مسيحي آشوري في [[تكريت]]، إلى جانب ذبح 90,000 مسيحي في بغداد.<ref>{{cite web|url=http://mertsahinoglu.com/research/14th-century-annihilation-of-iraq/ |title=14th century annihilation of Iraq |publisher=Mertsahinoglu.com |date= |accessdate=29 June 2011}}</ref><ref>[http://www.nupi.no/cgi-win/Russland/etnisk_b.exe?Assyrian NUPI – Centre for Russian Studies] {{webarchive |url=https://web.archive.org/web/20070930160153/http://www.nupi.no/cgi-win/Russland/etnisk_b.exe?Assyrian |date=September 30, 2007 }}</ref>
 
خلال [[سقوط بغداد (1258)|الغزو المغولي لبغداد]]، هو الاصطلاح الذي يُشير إلى دخول [[مغول|المغول]] بقيادة [[هولاكو خان]] حاكم [[إيلخانية|إلخانيَّة فارس]] مدينة [[بغداد]] حاضرة [[الدولة العباسية|الدولة العبَّاسيَّة]] وعاصمة [[خلافة إسلامية|الخلافة الإسلاميَّة]] في عام [[1258]]، أمَّن المغول سُكَّان بغداد المسيحيين على حياتهم بِتوصية من زوجة هولاكو [[نسطورية|النسطوريَّة]] [[دوقوز خاتون]]،<ref>A history of the Crusades", Steven Runciman, p.306</ref> وكذلك [[يهود العراق|اليهود]] ومن التجأ إلى دار ابن العُلقُمي، وطائفةٌ من التُجَّار بذلوا المال ليسلموا وذويهم من القتل. كان أغنياء بغداد من المُسلمين يُدركون المكانة التي يحتلها السُريان لدى هولاكو لذا سارعوا إلى وضع أموالهم أمانةً لدى بطريرك السُريان النساطرة لكي لا ينهبها جُنود هولاكو.<ref name="السريان">{{مرجع ويب| الأخير = أسعد| الأول = أسعد صوما| المسار = http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/Assad_Sauma_Assad/East_Syriac_Church_History/9.htm| العنوان = لمحات من تاريخ الكنيسة السُريانيَّة الشرقيَّة (الجزء التاسع)| الناشر = التنظيم الآرامي الديمُقراطي| المكان = [[ستوكهولم|استوكهولم]] - [[السويد|السُويد]]| تاريخ الوصول = [[9 فبراير|9 شُباط (فبراير)]] [[2016]]م}}</ref> وعرض [[هولاكو خان|هولاكو]] قصر الخلافة لِلبطريرك سالف الذِكر، وأمر لهُ بِبناء كاتدرائيَّة. وعندما غزا [[تيمورلنك]] [[بلاد فارس]] وبلاد ما بين النهرين وسوريا في [[القرن الرابع عشر]]، تم هلاك العديد من السكان المدنيين. وقام [[تيمورلنك]] بذبح 70,000 مسيحي آشوري في [[تكريت]]، إلى جانب ذبح 90,000 مسيحي في بغداد.<ref>{{cite web|url=http://mertsahinoglu.com/research/14th-century-annihilation-of-iraq/ |title=14th century annihilation of Iraq |publisher=Mertsahinoglu.com |date= |accessdate=29 June 2011}}</ref><ref>[http://www.nupi.no/cgi-win/Russland/etnisk_b.exe?Assyrian NUPI – Centre for Russian Studies] {{webarchive |url=https://web.archive.org/web/20070930160153/http://www.nupi.no/cgi-win/Russland/etnisk_b.exe?Assyrian |date=September 30, 2007 }}</ref>
 
=== العصر العثماني ===