المسيحية في العراق: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسم: تعديلات المحتوى المختار
وسم: تعديلات المحتوى المختار
سطر 73:
لقد تعودت وجهة النظر القومية اختصار [[تاريخ العراق]] منذ سقوط [[بابل]] حتى [[فتوحات إسلامية|الفتح العربي الإسلامي]]، أي أكثر من ألف عام بتاريخ [[الحيرة|مدينة الحيرة]] و[[المناذرة|دولة المناذرة]]. ورغم أن الحيرة وسكانها لم تشكلا سوى جزء بسيط من [[سكان العراق]] آنذاك، إلا أن تلك الوجهة تقتضي أخذ مجتمع الحيرة نموذجًا مصغرًا من عموم المجتمع العراقي. وتقع الحيرة وسط العراق بالقرب من [[النجف]]، وقد كان لها دورها في توطيد [[المسيحية]] في غرب [[العراق]] ونشرها بين القبائل الرحل من [[عرب]] و[[الآراميين]]، بل ونشر [[المسيحية]] و[[ثقافة العراق|الثقافة العراقية]] إلى [[الجزيرة العربية]] و[[الحجاز]] على الأخص، مما ساعد على تقبل المسيحية العراقية. خالفت النسطورية [[الكنيسة البيزنطية (أم قيس)|للكنيسة البيزنطية]] و[[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية|الكنيسة السورية]]. انتشرت النسطورية عن طريق عدد من ملوك الحيرة وزوجاتهم وعوائلهم.
 
صارت الحيرة لمكانتها الدينية دارًا لرفات عدد من كبار [[الجاثليق|الجثالقة]] في تاريخ [[المسيحية الشرقية|الكنيسة الشرقية]] منذ [[القرن الخامس]] إلى ما بعد دخول [[العرب]] [[المسلمين]] إلى [[العراق]] بفترة طويلة، منهم: داد يشوع ([[456]]) وبابوي ([[484]]) وآقاق ([[496]]) وحزقيال ([[581]]) وإيشوعياب ([[595]]) وكوركيس ([[681]]) وإبراهيم ([[850]]). وأصبحت ملجأً [[جاثليق|للجاثليق]] الذي كان مركزه المدائن غالبًا، ففي الأزمات الطارئة بين [[المسيحية]] والملوك [[ساسانيون|الساسانيين]]، يضطر إلى تركها، فحدث أن غادر [[إيشوعياب الأول|إيشوعياب الأول الأرزني]] ([[582]] - [[595]]) إلى الحيرة، واجتمع بالملك [[النعمان بن المنذر]]، وكان المنذر قد تنصر حديثًا سنة [[593]]، وصار يعد نفسه من حماة المذهب [[نسطورية|النسطوري]]، وأصبحت الحيرة، حاضرة ملكه، من معاقل هذا المذهب، وهناك وافت المنية الجاثليق، فتولت شؤون دفنه هند الصغرى أخت النعمان. ومن المفارقات أن أختي [[المنذر بن ماء السماء]] ([[512]]-[[554]]) وهما [[هند بنت النعمان|هند الصغرى]] ومريم كانتا مسيحيتان مع والدتهما، وقد تعاونن جميعهن في تأسيس دير شهير.
 
أهلت المسيحية، وهي خارج السلطة، الحيرة لتخليها عن شريعة سلفها [[اليهودية]] والأديان المحيطة بها، التي تُقِر قطع اليد ورجم النساء وقتل المرتد وأخذ الجزية والتدخل بشؤون الناس الخاصة، من تحريم وتحليل المشارب والأطعمة، في أن تكون دوحة [[علم|للعلم]] و[[الثقافة]] والعمران، يضاف إلى ذلك ما ورثته من [[حضارة بابلية|حضارة بابل]]، لذا يعد العباديون أكثر أهل الحيرة [[ثقافة|ثقافةً]] آنذاك، حذق بعضهم [[صناعة|الصناعات]]، ودرس بعضهم [[العلوم]]، وفاق بعض آخر في [[لغة|اللغات]]، فحذق [[العربية]] وتعلم [[الفارسية]]، وكانوا يتقنون في الغالب [[لغة آرامية|لغة إرم]] بحكم تنصرهم واعتداد النصارى بها لغةً مقدسة لأنها لغة الدين، لذلك كان لهم وجه ومقام في الحيرة، ولهذا السبب اختار الفرس تراجمهم، ومَنْ كان يتولى المراسلة بينهم وبين [[العرب]] من [[المسيحية|مسيحيي]] الحيرة). ومن الحيرة امتدت الصِلات بين [[قريش]] و[[العراق|العراقيين]]، فانعكس ذلك فيما بعد على ما بين [[الإسلام]] و[[المسيحية]]، عبر الصلات التجارية، فكان بالحيرة سراة نصارى اشتركوا مع سراة [[قريش]] في الأعمال التجارية، مثل كعب بن عدي التنوخي، وهو من سراة نصارى الحيرة، وكان أبوه أسقفًا على المدينة، وكان يتعاطى التجارة، وله شركة في التجارة في الجاهلية مع [[عمر بن الخطاب]] في تجارة البز، وكان عقيدًا لهم.<ref name="ic"/><ref>[http://www.sahafi.jo/files/a11c234eec4b67cd6f912f3bd912d9584087a45a.html المسيحية العراقية * سميرة فادي] {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20150924093523/http://www.sahafi.jo/files/a11c234eec4b67cd6f912f3bd912d9584087a45a.html |date=24 سبتمبر 2015}}</ref>